هل قبر كعب بن زهير في حضرموت
بقلم البحث عبد الله صالح حداد
بسم الله
في العجلانية ملتقى الطرق الرئيسة المكلا سيؤن صنعاء , لوحة تشير إلى قبر الصحابي الجليل كعب بن زهير بن ابي سلمى الشاعر ويعلو اللوحة ربوة صغيرة فيها قبر مجصص بالنورة , واللوحة حديثة العهد .
وفي كتاب ابن عبيد الله السقاف المخطوط ( بضائع التابوت , نتف من تاريخ حضرموت ) جاء ما نصه : (( رأيت عند السيد حسن بن سالم العطاس في مذكرات جده منقولة من دشتة وجدت ببلدة زاهر باقيس بوادي عمد , استطرد فيها في انساب العرب وبلدانهم ... وذكر ان حريضة كانت لليهود قبل النبوة فأسلموا بكتابه صلى الله عليه وسلم , ثم ارتدوا إلى اليهودية وبقوا على ردتهم . ولما وصل لبيد بن زياد إلى تريم ارسل كعب بن زهير الشاعر المشهور إلى الكسر ووادي عمد , فتلقاه اهل حريضة بالعجلانية وقتلوه بها . وقبره فيها معروف إلى الأن يزار ويتبرك به )) ص123 ( من خط سنجل ) .
والعتب على المؤرخ ابن عبيد الله وهو قامة في التاريخ , وعلى الاخص في تاريخ حضرموت . ان يحيل إلى مجهول او غير موجود ( دشتة ) إضافة إلى انه لم يات أي كتاب تاريخي معروف على هذه المعلومة ولم يذكر احد ان الشاعر كعب بن زهير جاء إلى حضرموت . وفوق هذا فإن حروب الردة انتهت بسرعة والخليفة الاول ابوبكر الصديق رضي الله عنه توفي عام 13هـ . وعلى الرأي المطروح يجب ان يكون الشاعر قد غادر دنيانا قبل وفاة الخليفة الأول . لكننا نجد أن الشاعر توفي في نحو من عام 26هـ = 645م وله ديوان طبع وهو صاحب القصيدة المشهورة ( بانت سعاد فقلبي اليوم متبول ) وبها قد عفا عنه الرسول صلى الله عليه وسلم وخلع عليه بردته . وقصيدته بلغت من الشهرة مالم تبلغه مثلها فقد كثر مخمسوها ومشطروها ومعارضوها وشراحها وترجمت إلى اكثر من لغة وعني بها المستشرقون وصدرت مع ترجمات للشاعر . وللإمام ابي سعيد السكري كتاب بعنوان ( شرح ديوان كعب بن زهير ) طبع ايضا . وترجمة الشاعر في الشعر والشعراء وفي كتاب ( خزانة الأدب ) وكتاب ( جمهرة أشعار العرب ) ولن نقفل الامر فكل المصادر تجمع على أنه توفي في عام 26هـ .
ويكفي ان نقول انه عاش إلى خلافة معاوية رضي الله عنه . فقد ورد ابن الاثير في كتابه ( الكامل في التاريخ ) قوله : (( فلما كان زمن معاوية ارسل إلى كعب : أن بعنا بردة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : ماكنت لأوثر بثوب رسول الله صلى الله عليه وسلم أحداً , فلما مات كعب اشتراها معاوية من أولاده بعشرين ألف درهم , وقد جاء هذا في اكثر من كتاب .
وعلى هذا فالقبر الذي بالعجلانية ليس لكعب . وبالتالي ليس لآل بازهير أي علاقة بكعب هذا أبدا . وهم كما يقولون عن أنفسهم انهم بيت من فروع كندة .
ان لي الحق لأن أسأل كل من مر على ما كتبته حول هذه المسألة , ماذا يريد صانع هذه الفرية من رفع قبر ليس لرفات أي إنسان . ان الصوفيين لهم أهداف خفية جداً , لكن الآن لم تعد تنطلي حبائلهم على أحد )) .
نشر المقال في احدى اعداد مجلة ( نشرة ) الاستقامة .
وبدوري حولته للرقمي لاجل نشر الفائدة .