حضرموت .. بين (قاعدتها) و(قاعدتهم)
بقلم : اكرم احمد باشكيل
على مدى التأريخ وضمن الصراع العقائدي المذهبي في العالم الإسلامي كانت حضرموت لها سهما مفروضا منه وقد شهدت جغرافيتها المترامية معاركا ضارية سبيلا من كل أصحاب الصراع لجعلها مركزا لتقوية شوكتهم ونصرة مذهبهم لما لها من حظوة ومركز مهم في التأثير الديني بداية الدعوة ونشر الإسلام ..!!
وبالرغم أن حضرموت قددفعت أثمانا باهضة في كل تلك الصراعات لكنها في النهاية لم تنصر أحد على أحد وانتصرت لنفسها بنفسها وكونت لها خطا سار عليه الإسلاف وظل كما هو في جينات الأخلاف رغم مانراه من ظواهر تستكشف منها ومعها عكس ذلك تماما ..!!
في حقيقة الأمر وضمن دائرة ( الاستهداف الحضاري) التي تقرأ عناوين فعلها منذ أمد نجد أن امتداداته قد جاءت بجديدها وقضها وقضيضها لتعيد الكرة من جديد وتخرج هذه الجغرافيا عن مساراتها الطبيعية الهادئة في رسم معالم حياتها وتأثيراتها التي تعدت جغرافيتها على امتداد الإقليم المجاور وماعداه ..!!
اليوم وضمن صراع مرير مع حمى المذاهب والطوائف تستهدف حضرموت من جديد لغرض في نفس يعقوب ذاهبة بها إلى المجهول ضمن دوائر تخطيطا تهم القديمة الجديدة وإن غلفت بمساحيق العصر الحديث ليس إلا لقتل مكونات جينات المدنية ببذرتها التي حباها الله بها عن غيرها وهي وأن بدت متراخية كما يظنها البعض لكنها سوف لايقبل جسدها بالمطلق هذه الأجسام فضلا عن الأفكار والمعتقدات الدخيلة عليها كما جرت العادة عندها ...!!
الذين يحاولون بائسين زرع هذه الأجسام الغريبة لايعرفون عن حضرموت شيئا ولايفقهون كنهها والذين يروجون لفكرتها والتسويق لها بهدف الإساءة لهذه الأمة الحضرمية لايدركون خطورة فعلهم بالنسبة لهم إذ أن الخاسر الوحيد في معركتهم معها هم..! كبروا أو صغروا في نظر الغير فهم عندها صغار بالمطلق ولو توهموا في استقراء عبيط عن سلبية أبنائها الذين يتوهمون أنهم عامل تمرير لمشاريعهم بكل ماحملته من أجندة (قذرة) على حضرموت المكان والإنسان ..!!
إن( القاعدة) التي بنيت عليها حضرموت وهي إرثها وهويتها وعنوانها يتنقل بها الحضرمي في بقاع الدنيا كجواز مرور يجله الجميع هو الأخلاق الحسنة التي تمثلت في التواضع ونكران الذات والأمانة وحب الخير لكل الناس وتوقيرهم والنزعة الأصيلة إلى العلم والتعلم - القائم على المدرسة الوسطية التي تشرفت بها- و المدنية وعمران الأرض وهي اليوم تستهدف بشكل جلي ومفضوح من خلال ضرب أسسها وتقويض سمعتها ..أما( قاعدتهم) التي يحاولون زرعها في حضرموت جاهدين عناوينها الفساد بكل ألوانه وأصنافه الأخلاقي والمالي والإداري والظلم والجهل وعدم المعرفة الحقة بأصول العلم وتوقير العلماء والنزعة إلى القتل والتدمير وخراب كل شيء ..!!
نحن اليوم في معركة تحقيق الذات والانتصار للأرض والإنسان ضمن سلسلة مضادات ربما التعاطي معها فكريا هو الأنجع وهو ماذهب إليه الأسلاف في معاملة هكذا حالات عندما هبت رياح الفتنة من كل اتجاه صوب حضرموت وسوف يرون الفرق بين (قاعدتهم) و(قاعدة) حضرموت الذهبية القائمة على الوسطية والاعتدال والمجادلة بالتي هي أحسن وبالخلق القويم فهل نحن قادرون على إعادة منهج السلف..؟؟ هنا تكمن سر انتصار معركتنا معهم ولا داعي للقلق من ( قاعدتهم) التي يجهدون أنفسهم للترويج لها والترويع بها ...!!!
المصدر صفحة الكاتب في الفيسبوك