الشيخ اسامة سالمين موفق : ان هناك معنى واحد من هذه النقاط العسكرية المنتشرة في مناطق الجنوب , وهي تخويف الناس وارهابهم , والتأكيد على استمرار الحرب المعلنة منذ 94م
هنا الشحر – الشحر \ خاص:تقرير أنور السكوتي تصوير عبدالجبار باجبير:وسط حشود غفيرة من المستمعين , احيا ابناء مدينة الشحر وضواحيها بساحة الحرية جمعة (( التضامن مع قبائل الحموم )) بتاريخ 6 / 12 / 2013م , وكان خطيب الجمعة الشيخ اسامة بن سالمين موفق عضو الهيئة الشرعية للإفتاء والارشاد .
وفي مستهل خطبته والتي جاءت تضامناً مع قبائل الحموم خاصة وقبائل الجنوب عامة اثر اغتيال مقدم قبيلة الحموم الشيخ سعد بن احمد بن حبريش العليي ومرافقيه . فيها اشار إلى أن خطبته هذه ستكون حول مبدأ من مبادئ الانسانية وقيمة من قيم الإسلام وهي ( الحرية ) تلك الكلمة الرائعة والغاية العظيمة والهدف النبيل , الحرية التي تعشقها الطيور في جو السماء حد وصفه , والتي يناضل لأجلها المصلحون , ولاجلها تضحي الشعوب بأبنائها وفلذات اكبادها وباموالها وبيوتها . وان في اسلامنا وديننا كما افاد , معارك كيوم بدر , وأُحد , والخندق , ويوم حنين , وفتح مكة وغيرها , وجميعها معارك من اجل الحرية , حرية العقيدة التي منعتها قريش . وليست بعدها معارك في القادسية واليرموك والنهروين , إلا من اجل تحرير الشعوب ايضا , تحريرها من عبودية العبيد إلى عبودية رب العبيد حد وصفه . تحرير الشعوب من الظلمة والمترفين والمفسدين في الارض .
كما وصف معاركنا ضد الصليبية الجائرة , بأنها معارك من اجل الحرية ودفاعاً عن الاوطان , وعن العقائد والحضارات . فالحرية كما قال , حق للانسان ينالها منذ خروجه من بطن امه , وقد استشهد في هذا بمقولة لسيدنا عمر ابن الخطاب رضي الله عنه القائلة : ( متى استعبدتم الناس , وقد ولدتهم امهاتهم احرارا ) .
كما بين فضيلة الشيخ الحرية بانها تلك التي وضعت ضوابطها الشريعة الاسلامية والتي سادت لمئات من السنين لتأتي بعدها انظمة ظالمة نحرت هذا المبدأ الانساني . مؤكداً في الوقت نفسه ان هذا الحال لا يدوم لان دوام الحال من المحال كما قال .
كما اشار الى ان الشعوب الحرة ترفض الظلم والقهر وتعلو بأصواتها لنيل الحرية , مستشهداً هنا بشعب الجنوب الثائر الذي عل بصوته رافضاً الظلم واشتياقاً للحرية . صرخ في وجه ( نظام مستبد , اتصف بأقبح الصفات واخبت الخصال ) حد وصفه . مشيرا الى ان من صفات هذا النظام هي : الكذب , والخيانة , والغدر , والفجور , والكبر , والقتل , والنهب , والسلب , والغرور وغيرها كثير . وهنا استشهد بقول الرسول صلى اله عليه وسلم : اربع من كن فيه كان منافقاً , ومن كانت فيه خصلة منها , كان فيه خصلة من النفاق حتى يدعها : إذا اؤتمن خان , واذا حدث كذب , واذا عاهد غدر , واذا خاصم فجر . وفي رواية اخرى : إذا وعد اخلف .
كما دعا فضيلة الشيخ في خطبته العالم اجمع عربه والعجم , ومنظمات الحقوق والحريات , مخاطباً اياهم ومتسائلاً : أليس من حق هذا الشعب ( شعب الجنوب ) أن ينادي بحقوقه وحرياته ؟ , أليس من حق هذا الشعب أن يعيش بعزته وكرامته ؟. أليس من حق هذا الشعب أن يستعيد ارضه ودولته ؟. مؤكداً لهم بان شعب الجنوب اليوم يواجه ابشع الجرائم , تدق ناقوس الخطر في آذان ابنائه بشدة وقوة وهي تقول حد وصفه : افيقوا فقد قرعت طبول الحرب والقتل والخراب والدمار . واصفاً مجازر المحتل ضد شعب الجنوب بأنها همجية ووحشية يستخدم فيها كل انواع الاسلحة من أليات ودبابات وطائرات حربية وطائرات من دون طيار , لإخافة ابناء الجنوب عامة , وابناء حضرموت خاصة ومنهم ابناء الشحر وغيل باوزير على وجه الخصوص وارهابهم . مؤكداً ان هذا حلقة من مسلسل قدر حد وصفه , اخرج فصوله علي صالح . مشيرا الى ان اثار تلك الحملات البربرية الهمجية مستمرة الى يومنا هذا .
وفي سياق خطبته طالب فضيلة الشيخ ( اسامة موفق ) المنظمات الحقوقية المحلية والدولية القيام بواجبها في حماية ابناء هذه المدينة ( الشحر ) وغيرها . ورفع دعاوى قضائية ضد من يقوم بهذه الحملات ومن يقف ورائها مؤكداص ان مثل هذه الجرائم لا تسقط بالتقادم .
كما ناشد في خطبته العقلاء والصلحاء والمشائخ والعلماء والدعاة واهل البلد عامة لأن يكون دورهم ايجابي في مثل هذه المواقف الصعبة التي تمر بها البلد . منوهاً الى ان هذه المدينة كانت في مقدمة صفوف المدن الجنوبية التي قدمت تضحيات كثيرة وسقت الثورة بدماء زكية , إذا جاء الرد قاسياً (( وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ )) سورة ابراهيم الآية 42 .
كما نوه فضيلة الشيخ ( اسامة موفق ) في خطبته , الى ان التاريخ يعيد نفسه وان المواقف تتكرر ضارباً مثال بأن مسلسل الاغتيالات والتصفيات اصبحت اليوم تتصدر المشهد , مثلما سبق ماحدث في صيف 94م . فسلطات الاحتلال كما ذكر , تدق طبول الحرب بنفس الطريقة الاولى . فالمشهد واحد , والمخرج واحد , والمنفذ واحد . مشيراً إلى ان يد الغدر والخيانة طالت هذه المرة رجل من خير رجال حضرموت وابرز شخصياتها ورموزها , حد وصفه , وهو المقدم سعد بن حمد بن حبريش العليي وعدد من مرافقيه . في اعتداء آثم , وجريمة نكراء موضحاً إلى ان مقتل الشهيد بن حبريش شبيه بمقتل اخيه ( علي ) مفنداً في خطبته ان الشماليين مانقموا منه واغاض قلوبهم واحرقها إلا تزعمه وترأسه لتحالف قبائل حضرموت . كما اشار الى ان ارتفاع صوت ابناء حضرموت وقبائلها , بأن يحمون ارضهم بانفسهم ويحمون نفطهم وترواثهم , هو الذي اغاض المحتل وايقض مضاجعه , حيث ادرك المحتل ان هناك خطراً يهدد مصالحه ونفوذه , فما كان منه إلا أن غدر بالرجل وقتله . واصفاً رموز الاحتلال بانهم زعماء حرب لا عهد لهم ولا ذمة .
وفي رسالته للمحتل اليمني , اكد فضيلة الشيخ اسامة : ان المحتل اليمني ان كان يظن انه بمقتل سعد بن حبريش سيقضي على حضرموت , فأن في حضرموت ألف سعد . فعملية الاغتيال هذه كما اشار , ألهبت مشاعر ابناء حضرموت والجنوب عامة , فهبوا جميعاً من السهل والوادي للتضامن مع بيت علي والحموم , نصرة للمظلوم ورداً للظلوم حد وصفه .
وفي خطبته ايضاً دعا فضيلة الشيخ ( اسامة بن سالمين موفق ) إلى :
اولاً : القصاص لدم الشهداء والمظلومين , مستشهداً بقوله تعالى : (( وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (179) )) سورة البقرة .
ثانياً : رفع النقاط العسكرية والمظاهر المسلحة , لأن هذه النقاط المدججة بالسلاح , تمارس اليوم تصرفات همجية استفزازية مع اهل البلد , العزل المسالمين , كحد وصفه .
كما اشار الى ان هؤلاء المحتلين ونقاطهم العسكرية , ان كانوا يبحثون عن الارهاب , ففيهم من يمول الارهاب ويدعمه , وان كانوا يبحثون عن الحشيش والمخدرات فهم العيون الساهرة لحمايته . وان كانوا يبحثون عن السلاح فهم من يبيعه . وان كان هدف النقاط العسكرية حفظ الامن فكبر عن الامن اربعة حد قوله .
وفي خطبته اكد الى ان هناك معنى واحد من هذه النقاط العسكرية وهي تخويف الناس وارهابهم , والتأكيد على استمرار الحرب المعلنة منذ 94م .
ثالثاً : التأكيد على الخيار السلمي لثورة الجنوب في المرحلة الراهنة , فهو الاجدى لكي تحقق الثورة الجنوبية اهدافها المنشودة , مؤكداً ان أي تحول عن المسار السلمي فينبغي ان يحظى بدراسة واسعة ومتكاملة وتوافق وطني وشعبي .
كما اكد فضيلة الشيخ ( اسامة موفق ) الى ان سلمية الثورة هذه , لا تعني ترك الدفاع عن النفس والمال والعرض والقيام بدفع الصاع المعتدي , فهذا حد قوله , قد كفلته الشرائع السماوية والوضعية .
كما اكد الشيخ ان هناك مؤمرات تدور لوأد الثورة وحرفها عن مسارها السلمي الحضاري , مؤكداً ان شعب الجنوب وبفضلاً من الله , لم تعد تنطلي عليه مكائدهم . فالمحتل يريد حرف الثورة السلمية عن مسارها الى مربع الاقتتال والعنف . فطوفان الثورة على مشارف النصر بإذن الله .
كما دعا فضيلة الشيخ اسامة الى عدم الاستعجال على قطف الثمرة , قائلاً دعوها تنضج .
كما اشار الى ان الحوار الصنعاني الان على مفترق طرق وقد انقلب السحر على الساحر . وان مابني على باطل فهو باطل .
كما اكد ان مايجري هذه الايام هو لحظة الحسم , مخاطباً ابناء الجنوب جميعاً الى الانصات لقول الله عز وجل : ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ (7) )) سورة محمد .داعياً الجميع للانحياز التام الى دينهم وشريعتهم الاسلامية وهويتهم .
وفي خطبته ايضاً وجه فضيلة الشيخ ( اسامة ) رسالة الى اخوانه في الشمال حد وصفه , مبرراً هذه الاخوة لارتباط صلات عريقة راسخة رسوخ الجبال , تجمع الجنوبيين بالشماليين قبل الوحدة . فعلى الاخوة في الشمال كما قال , ان يعوا حقيقة ماحدث في الجنوب فهو ليس بالامر الهين . كما خاطبهم قائلاً : ان كنتم تبحثون عن حل جذري لمشاكلكم فأنتم تعلمون علم اليقين ان حل القضية الجنوبية حلاً عادلاً يرضاه شعب الجنوب , هو مفتاح لحل جميع مشاكلكم . فلا توجد هناك دولة تحكم في الشمال ولا في الجنوب فاليمن باجمعه سيحترق . كما قال مخاطباً الشماليين : اذا كان اهل صنعاء لا يأمنوا على انفسهم بما فيها وزارة دفاعكم التي اصبحت مكاناً للخوف والقتل والهلع , فكيف تريدوننا ان نصبر على هذه الحالة المقيتة التي يعيشها الجنوبيين .
كما اشار الى ان هناك سلاح فعال يخشاه العدو وهو ( التعليم ) , مطالباً ابناء الجنوب بحمل هذا المشعل , فهو مشعل النور والرقي والتقدم كحد وصفه . مؤكداً بان تعطيل التعليم وسير الدراسة يضر بالدرجة الاولى ابناء الجنوب , منوهاً الى ضرورة الانتباه لهذا الأمر .
وفي ختام خطبته دعا فضيلة الشيخ ( اسامة موفق ) جميع الجنوبيين للتمسك بسلمية هذه الثورة , خاصة كحد وصفه , ان الاعداء يحيطوا بنا من الداخل والخارج . كما دعاهم الى التمسك بحبل الله وشرعه وان نعود اليه , فأن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم .