الكتاب من طبعة دار الشروق
يقول الدكتور ثروت عكاشة في مقدمة كتابه هذه :
لست اقدم في هذا الكتاب بحثاً اكاديمياً معمارياً , ذلك مجال لم يدر في خاطري ان اقتحمه . غير اني اذ طوفت بكثرة من البلاد يشدني حسي الى مواطن الجمال الخصبة التي خلفها اسلافنا المسلمون في اثارهم المعمارية , احببت ان اشرك القارئ العربي معي في ارتشاف هذه المتعة النادرة التي تذوقتها بين حنايا عمائرنا المنتثرة عبر عالمنا الاسلامي الكبير من سمرقند وبخارى عبر ايران والعراق والشام وتركيا ومصر الى تونس والاندلس . وقد حاولت وانا اقدم للقارئ مجموعة الصور الملتقطة لآثارنا الرائعة ان اضع الى جانبها بعض الانطباعات التي تلقى عليها مزيداً من الضوء هي اقرب ماتكون إلى التأمل الجمالي والتذوق الفني منها إلى البحث المعماري . وإن اضطررت عند تقديم النماذج الاثرية إلى ان اغوص قليلا في التفاصيل المعمارية التي يستحيل بدونها استيعاب نواحي الجمال المختلفة في هذه الآثار الفريدة . على انني حرصت ايضاً ان اضم بين ثنايا هذا الكتاب مستنسخات من الصور الفنية المطبوعة بطريقة الحفر بالابرة على الحجر او المعدن بأيدي كبار فناني القرن التاسع عشر الذين زاروا مصر والشرق الادنى في صدر القرن الماضي وعلى امتداداه , يجمع فيها المصورون بين الآثار ومشاهد الحياة اليومية التي كانت تعج بالحركة حولها . عسى ان يستاف القارئ عبق عصر ولى ولم يخلف لنا إلا آثاراً ستظل باقية على الدهر شاهدة بعظمة أمة ذات اسلوب وحضارة متميزين .
ذلك قبس من جولة عمر في انحاء العالم الممتد بلا حدود اضعها بين ايدي القراء وامام عيونهم .
ث . ع
نقلها انور السكوتي