البكرية .... للكاتب عبد الله صالح حداد

البكرية

بقلم
الأستاذ عبد الله صالح حداد

بسم الله , اشار عزيز علي من الشباب المتدين
بأنه يتابع ما اكتبه , وقد سرني منه ذلك , وأضاف إلى انه أطلع على ماجاء بنشرة ((
الاستقامة )) عدد ( 28 ) تحت عنوان ( واعصمنا من سبهم ) فازدادت مسرتي . ونبهني
إلى قولي : (( وللحديث بقية )) وما أشار إليه هذا العزيز هو الصواب فقد لاحظت أن
السعة للمقالات كانت صغيرة جداً , مما يضطر المرء إلى ضغط مقالته وتحجيمها , وأحيانا
لا يرتوي مما تسطره نفسك فكيف بالقارئ ! وكان المقال يستحق بحثاً يتناسب مع أهميته
وربما أحتاج لكتاب كامل .

وقد
أخذتني الأيام ونسيت وعدي وما أنسانيه إلا الشيطان , أعوذ بالله منه .

كنت
مملوء حماسة وأنا اسطر مقالتي , فارضاً بأن صراعاً حدث هنا في هذه المدينة إن لم
يكن في المنطقة الساحلية أو حتى القطر كله وهو الداعي لفعل الترضية وتكرار الألفاظ
واشتقاقها في خطب الجمعة أسبوعياً . وعند إقامة كل صلاة وبعد كل أربع ركعات من
صلاة التراويح . وكان هذا محور ماجاء بالمقال السابق . وهناك أكثر من طريق لبحث
مسألة حدوث هذا الصراع بين السنة وبين المذاهب الأخرى حول مسألة الرضاء عن الصحابة
أجمعين , ومنها مانويت ألفات النظر إليه , وهي القصيدة المعروفة باسم ( البكرية )
.

إننا
نلاحظ بأن هذه القصيدة ذات الخماسيات المشحونة بالرضاء وتدعو للترضي عن خليفة رسول
الله صلى الله عليه وسلم وصاحبه ومصدقه أبوبكر الصديق , ونلاحظ ترديدها في ليلة كل
جمعة من رمضان بعد صلاة التراويح , وبنغمة خفيفة يتجاوب معها الحضور بالقول : ((
ابو بكر , رضي الله عنه )) وقد سمعتها في رمضان الأخير أعاده الله على المسلمين
بالخير , ولكنها كانت تردد في الزمن السابق بأكثر مما هو عليه اليوم , وعند دراسة
القصيدة نجد بما لا يدعو إلى الشك انه قد حدث فعلا عندنا خلاف حول الشيخين ابوبكر
وعمر رضي الله عنهما . وتنشر هذه القصيدة ويوزع مخطوطها في كل المساجد بالساحل ,
وكنت قد حصلت على مصورات لها من بعض المساجد من الشرق في الريدة وقصيعر وحتى غرب
الشحر بالمكلا والغيل . وكانت هذه النسخ وفكرة ترديد القصيدة وفي أزمان معينة مثار
نقاش مع الشيخ أكرم عصبان الذي اصدر كتاباً جاء بعنوان ( البكرية ) يجده الباحث
عنه تحت نفس العنوان , فهو كتاب الكتروني .

لقد تمت محاولات عديدة لمعرفة قائل القصيدة
وزمن كتابتها , فلم نفز بطائل , وكل ما استطعنا معرفته الاسم الأول لقائلها وهو (
إبراهيم ) الذي أورده في إحدى اشطر خماسياتها دون زيادة على ذلك , وهو ساقط من بعض
النسخ , وكأني اشك في تعمد إغفاله مع أخرى , ومنها :

أحب ابابكر ومن بعده عمر

وقل للشقي الرافضي الذي كفر

فإني محب للنبي وابي بكر

وبالمزيد من البحث وجدت القصيدة منشورة في كتاب
تحت عنوان غريب ( بداية الحكمة المنتقاة للعارفين معنى يالوماه ) وهو عبارة عن جمع
لقصائد حضرمية طبعها من يتمتع بحفظها عن ظهر قلب الشيخ عمر بن حسين باداهية
العمودي بحيدر أباد الدكن بالهند . ومع أن بها سقط لبعض رباعياتها مما يدل على
تدخل أيد خفية عابثة فهي دون تاريخ الطبع , وان آخر شعراء المجموعة قد توفي عام
1290هـ وهذا يوافق عام 1873م وتساعدنا طريقة الطبع لمثيلاتها من ثمرات المطابع انه
قد تم بالنصف الأول من القرن العشرين . لكن هذا التاريخ لم يفدنا بتاريخ القصيدة
التي أشم منها بان عمرها اكبر مما وصلنا إليه . رغم أن الصراع لا زال مستمراً إلى
يومنا هذا وانه باطنياً كشيعة الحضارمة الذين يمارسون التقية , ولا تشبههم غير الأرضة
التي تعمل في الظلام والله سبحانه كفيل بكشف كل من لا يحب الإسلام والمسلمين .

((
نشر في نشرة ( الاستقامة ) السنة التاسعة العدد ( 35 ) ذو القعدة 1433هـ ))

موضوع على صلة للاستاذ حداد
انظره على الرابط بعنوان واعصمنا من سبهم
https://alsheher.ahlamontada.net/t2169-topic#4983

شكرا جزيلا اخي العزيز بن غاوي الشحري لإضافتك هذه المساهمة لأستاذنا عبد الله صالح حداد .
واسمح لي لو اضيف بعض المعلومات الاخرى عن البكرية من الناحية السياسية ...

فقد جاء في الموسوعة السياسية عن البكرية ان : (( المقصود بها في مجال الفرق والاحزاب السياسية - تلك الفرقة الإسلامية التي نشأت كرد فعل لنشاة الشيعة . وبعد ان تبلورت الشيعة كفرقة لها فلسفتها السياسية واعتمدت على الاحاديث والمأثورات التي روتها لو رواها غيرها في فضل الإمام علي بن ابي طالب وأستخدمت هذه المأثورات دليلاً على احقية علي في إمارة المؤمنين قبل غيره من الصحابة وانى أولى بهذا الامر من ابي بكر الصديق ..
نشأ عن هذا الموقف السياسي المغلف بثياب الفكر الديني ظهور الفرقة البكرية فأعتمد روادها ومفكروها على الاحاديث والمأثورات التي رويت في فضل ابي بكر الصديق كدليل على احقيته قبل غيره , بمنصب الخلافة . ولما روت الشيعة احاديث تنص على ان علياً هو الإمام بعد الرسول عليه الصلاة والسلام , روت البكرية احاديث تنص على إمامة ابي بكر بعد الرسول , ثم تصاعد الصراع بين الشيعة والبكرية فروت كل فرقة الاحاديث والمأثورات في مثالب إمام الفرقة الاخرى ))
الموسوعة السياسية الجزء الاول , د . عبد الوهاب الكيالي وآخرون , المؤسسة العربية للدراسات والنشر , لبنان , ص549 .

الاخ بن غاوي الشحري
الاخ انور السكوتي
اشكر لكم ماقدمتموه من مساهمة إثرائية لهذا الموضوع الخاص بالبكرية ...
ولكم تحياتي وتقديري .

ارجو كذلك الاطلاع على هذا الرابط

ابتهالات البكرية

https://alsheher.ahlamontada.net/t2784-topic#6554

» حصري : مقابلة مع الباحث عبد الله صالح حداد
» واعصمنا من سبهم للباحث عبد الله صالح حداد
» رجال الشحر في شرق أفريقيا لباحث الأستاذ القدير عبدالله صالح حداد
» كتاب :اليمن هو مسرح انبياء التوراة .. للكاتب اللبناني فرج الله ديب
» الطبيب عبد الله الشاطري في اول عمل طبي بالشحر للباحث عبد الله حداد