فاجعة «عين دار».. الدفاع المدني يؤكد إطلاق النيران.. والأهالي يتحدثون عن «ليلة رعب»نقل
الأمير محمد بن فهد بن عبد العزيز، أمير المنطقة الشرقية، أمس لأهالي
ضحايا حريق العرس الدامي في هجرة (عين دار الجديدة) تعازي خادم الحرمين
الشريفين، الملك عبد الله بن عبد العزيز، وولي عهده الأمير سلمان بن عبد
العزيز، ووزير الداخلية الأمير أحمد بن عبد العزيز. وأكد أمير المنطقة
الشرقية متابعة القيادة السعودية للحادث المؤلم، ووقوفها إلى جانب الضحايا
وعائلاتهم.
كما أكد الأمير محمد بن فهد مجددا أن لجنة مشكلة من جميع الجهات ذات
العلاقة، باشرت العمل للتحقيق في حادث الحريق الذي وقع في حفل زواج بمركز
عين دار الجديدة بمحافظة بقيق. والتقى أمس أمير المنطقة الشرقية أهالي
المتوفين والمصابين في مركز عين دار الجديدة، حيث قدم تعازيه وتعازي
القيادة السعودية لهم في مصابهم الجلل، مؤكدا أن المصاب هو مصاب الجميع.
وتسبب صعق كهربائي بخط للضغط العالي وقع داخل حوش في قرية عين دار
الجديدة بمحافظة بقيق (75 كيلو جنوبي مدينة الدمام)، في حدوث حالات وفاة
وحروق، كما دبت في المكان حالة فوضى واضطراب، خاصة أن الحوش الذي شهد
الواقعة كان مغلقا ومحكم الإغلاق بباب حديدي وحيد.
ووقع الحادث بعد سقوط كابل كهربائي ناقل للضغط العالي وسط الحوش حين
كانت النساء يحتفلن بزفاف إحداهن. وسقط الكابل نتيجة إطلاق نيران ابتهاجا،
حسبما ذكرت مصادر الدفاع المدني في تحقيقاتها الأولية. كما أكد شهود عيان
أن الحادث وقع بسبب إطلاق أعيرة نارية في الهواء من مسدسات كانت بحوزة عدد
من المدعوين وتسببت هذه الأعيرة في إسقاط الكابل الكهربائي.
* الدفاع المدني
* في حين كشف اللواء عبد الله الخشيمان مدير عام الدفاع المدني بالمنطقة
الشرقية لـ«الشرق الأوسط» أمس أن الحريق الذي أودى بحياة 14 امرأة و5 رجال
و6 أطفال، وأصيب نحو 37 آخرين، وحدث مساء الثلاثاء داخل حوش ملحق بمنزل،
(له مخرج واحد). وقال إن التقارير الأولية كشفت أن سبب سقوط الكابل
الكهربائي هو إطلاق النيران ابتهاجا، مما أدى لانقطاع الكابل وسقوطه وسط
الحوش وحدوث حالات صعق كهربائي.
وفي وقت لاحق من يوم أمس نقل الدفاع المدني عن اللواء الخشيمان قوله:
«إن من بين الأسباب المحتملة تماس كهربائي أو خلل في المحول الكهربائي، كما
لم يستبعد أن إحدى طلقات النار أدت إلى التماس ونشوب الحريق في المحول
الكهربائي خاصة بعد أن وجدت طلقات نار فارغة بالقرب من الموقع». وقال
اللواء الخشيمان: «إن سقوط كابل كهربائي بطاقة 13800 واط كافٍ لإحداث مأساة
بحجم ما وقع».
وقال اللواء الخشيمان إن «عمليات الدفاع المدني لاحظت أن الحوش الذي
أقيم فيه العرس، له مخرج واحد حيث نشب الحريق في أحد محولات الكهرباء ذات
الضغط العالي وسقط على الباب الخارجي المصنوع من الحديد ونتيجة التدافع
للخروج صعق كثيرون ممن كانوا يحاولون الهرب من النار، مبينا أن عدم وجود
مخارج حريق في الحوش جعل الكارثة أكثر سوءا». ومضى يقول: إن «الحريق أتى
على الحوش ومحتوياته في دقائق». وقال الدفاع المدني إن الحريق بدأ في وقت
متأخر من مساء الثلاثاء عندما كان المدعوون يحتفلون بعرس في منطقة عين دار
الجديدة الواقعة شرق المملكة، ووقعت معظم الإصابات خلال الفوضى والاضطراب
اللذين سادا المكان في أعقاب نشوب الحريق مما أدى إلى وقوع دهس بالأقدام.
وأضاف: هرعت 3 فرق إنقاذ إلى موقع الحادث، بالإضافة إلى عدد كبير من
سيارات الإسعاف لنقل الجرحى إلى المستشفيات وعدد من الآليات للجهات
الحكومية الأخرى. وأضاف: كان هناك صعوبة في إجلاء المصابين بسبب تدفق أعداد
كبيرة من أقارب المصابين إلى مكان الحريق ومن ثم إلى المستشفى.
وقال اللواء الخشيمان: «إن لجنة مكلفة بالتحقيق باشرت أعمالها مكونة من
الدفاع المدني، والشرطة، وهيئة التحقيق والادعاء العام، والمباحث العامة».
* ليلة رعب
* وفي حين نفى بعض أقارب الضحايا وجود إطلاق نيران في الهواء، وصف شاهد عيان لـ«الشرق الأوسط» المأساة بأنها كابوس مرعب أصاب الهجرة.
ومضى يقول: «أدى سقوط الكابل الكهربائي إلى حالات صعق وصراخ، واندلاع
النيران، أعقبه انقطاع التيار الكهربائي عن الهجرة، حيث أصبح المكان غارقا
في الظلام».
وقال: «حاول الأهالي من الرجال إنقاذ النساء، وكان كل واحد يحاول اقتحام
المكان لإنقاذ زوجته وأطفاله، وقد قضى خمسة رجال وهم يحاولون إنقاذ
النساء». وأضاف: «حاول شخص اقتحام الحوش بسيارة من طراز «فورد» حيث اصطدم
بقوة بالسور الخارجي من أجل إحداث ثغرة في السور لإنقاذ النساء المحاصرات
داخل الحوش، إلا أن جهوده لم تسفر عن نتائج. في حين نجح آخرون في إحداث
ثغرة للوصول للحوش وإنقاذ المحاصرات في الداخل».
* تشييع الضحايا
* وبمشاعر الحزن والألم، شيع أهالي الضحايا، وأعداد كبيرة من المواطنين
في هجرة عين دار الجديدة وبعض مواطني محافظة بقيق يوم أمس عددا من ضحايا
الحريق. وتم تشييع 24 قتيلا من النساء والرجال والأطفال. وتمت مواراة
الضحايا الثرى بعد الصلاة عليهم عقب صلاة الظهر.
وغادر جميع المصابين الـ37 المستشفيات التي نقلوا إليها لتلقي العلاج
باستثناء أربع حالات لنساء يتلقين العلاج في مستشفى «أرامكو»، وحالتان في
المجمع الطبي.