الكتب الاجنبية التي تنصف العرب و
تاريخ العرب نادرة تعد على الاصابع و اذا استثنينا كتاب غ.لوبون" حضارة
العرب" الذي كان فاتحة النظر الجديد الى العرب و حضارتهم، فلم ينشر بعذ ذلك
في الموضع الا ثلاثة او اربعة كتب، منها كتاب " وطن ايزيس" او " تاريخ
العرب الصحيح" الذي يرجع تاريخ صدروره الى سنة 1976. و لا اعتقد انه يوجد
اصرح و لا ابعد في انصاف العرب و تاريخهم من هذا الكتاب الذي عاش مدة طويلة
في البلدان العربية المختلفة و لا شك انه ينفذ الى اسارا الثقافة العربية و
بالتالي الى اسارا تاريخهم. و قد اسمى كتابه بعنوان ثان هو " تاريخ العرب
الصحيح".
و قد اوضح في السطور الاولى من مقدمته قائلا :" ان الاروبيين يحصرون عن
قصد مبدا ظهور ثقافتهم في دائرتي اثينا و روما، ان هذا الحكم خاطئ اوحته
الينا التعصبات الدينية و السياسية" و يضيف قائلا :" ان تاريخ الشرق و
الغرب باجمعه انما جرى تحت سيل من نور اسيا (ام الشعوب)" " ان اروبا ليست
مركز العالم و لا هي مراة الخير الاسنى".
و سيجد القارئ عبر فصول الكتابالاراء الجريئة و الاحكام السديدة على موقف
الغربيين و تعليمهم الرسمي الجامعي الذي لا يكاد يعرض لتاريخ المشرق العربي
الا متجاهلا متنكرا لصفحاته الباهرة. و كتابه "وطن ازيس" كتاب علم و تاريخ
و فلسفة و عقائد اسطورية و ديانات سماوية و فنون و هو يوضح بما لا مزيد
عليه من الحجج ما كان للمشرق العربي منذ اقدم العصور من ابداع في هذه
المجالات التي قامت على اساسها الحضارة البشرية.
و اول نقطة يجب ان ننتبه اليها هي انم بدا تاريخ العرب يحدده المؤرخون عادة
بعهد الجاهلية في الجزيرة العربية مع ان موطن العرب يشمل منذ اقدم العصور
بلاد ما بين النهرين (العراق) و الشام (سوريا) و وادي النيل(مصر) و حتىبلاد
المغرب لوحدة في نظر الكاتب اصل سكان هذه المناطق و انهم اراميون. و يقول
ان الحروب البونيقية (بين قرطاجنة و روما) هي الحروب العربية الاولى ضد
الغرب،ن و يوضح بهذا الصدد و فيما يتعلق بتاريخنا القديم في المغرب (شمال
افريقيا) ما كان دور قرطاجنة و روما في سير التاريخ العام في حوض البحر
الابيض المتوسط. و هو دور كنا نفهمه كما يمليه هوى المؤرخين الاستعماريين
الذين يشيدون بمجد روما لتبرير السياسة الاستعمارية في عصرنا.
و يكفي ان نورد كلمة وجيزة للمؤلف في تقديره للمشرق لنعرف مدى نزاهته، فهو
يقول :" لم يزل ينطلق من المشرق في كل حين تيار يبعث الحياة و يؤدي في ارض
الغرب الى ظهور الوان كثيرة من الفنون و النظرات المبدعة"،" لقد بقينا عربا
في عقيدتنا كما بقينا عربا في شكوكنا" و يقول روسي بخصوص اللغة العربية :"
ان العربية هي اللغة البشرية الاولى المنظمة في البحر المتوسط قبل لغة
هومير، و هي التي وفرت قواعدها لليونانية" و يقول بخصوص الاسلام:" ان محمدا
صلى الله عليه و سلم و خلفاءه قد ردوا المشرق الى اصالته و وجهوه الى
الاوهية الواحدة بطريقة جد مقنعة بحيث ان جميع الاديان و العقائد السماوية
المشرقية تمثلت و اتحدت فيها".
الحجم 7 ميجابايترابط التحميل
http://www.4shared.com/document/Afi4vNZM/__-__.html