من الخاد للأستاذ عبد الله حداد ـ أفاق حضرموت
نص الشعر العامي
في 32 / 8 / 2008 م زارني الأخ محمد سالم الحداد باقطيان و قدم لي نسخة من كتابه شعر حضرموت جمع ودراسة وتحليلية ونقد ، وكنت قد التقيت به في أكثر من مكان ، منها الاجتماع الانتخابي لاتحاد الأدباء بصنعاء وحضوره أربعينية الفقيد الشاعر حسين أبو بكر المحضار ومشاركته بورقة في الندوة المرافقة في هذه الأربعينية .
وكان الأخ محمد قد زارني في أخر عام 2005 م وطرح علي فكرة جمع قصائد الشعراء العامية من مختلف المحافظات ، وقد رحبت بالفكرة ولم يكن هو في حاجة لأن أشجعه في المضي قدما لإتمام فكرته وإخراجها إلى حجز الوجود ، فلم يطلب مني إلا المساعدة في الحصول على نماذج شعرية للبعض من الشعراء الحضارمة ، وتحدثنا كثيرا في جلسة طويلة حضرها بعض أصدقائي وأحضرت له عدداً من الكتب والدواوين كلها تهتم بالشعر العامي من دواوين المحضار وحتى ديوان الكاف والكالف وكتاب سار حيث (( نثر وشعر من حضرموت )) وحتى كتاب حامد المحضار عن جده (( الزعيم )) وغير هذا ككتاب (( قال كندي )) لمحروس وأوراق من وثائقي الخاصة ، تضم قصائد وكراسات الرواة عوض سالم عبده ، ومبارك عبد الله باهمز واخرين ، قرأنا بعضا من تلك القصائد وقلنا شيئا عنها وأصحابها وعن بعض الكتب المبسوطة أمامنا ، وقد نوه الأستاذ في مقدمة كتابه بقوله : (( وكان الرجل كريما معي وزودني بقصائد جمة ومساجلات من أوراقه الخاصة بخط يده .. )) .
في نهاية اللقاء طلب مني تصوير ما يمكن تصويره من هذه القصائد ، وتم له ما أراد ، وودعنا بعد أن تبادلنا أرقام الهواتف و ( عينك ما تشوف إلا النور ) ، ولم نتقابل مرة أخرى إلا في أخر زيارة له إلى بيتي في 23 / 8 / 2008 م ومع أني اتصلت به في فترة سابقة ، فوجدته قد أضاع رقم هاتفي بحجة ضياع هاتفه ، وعذرته ولكنه لم يعاود الاتصال ...
كان الأخ محمد قد وعد بالعودة أو الاتصال على الأقل لتصحيح بعض المفردات والألفاظ غير الواضحة أو التي لم يفهم معناها أو دلالاتها ، ولكنه اكتفى بعقله فجاء كتابه هكذا .
هذه هي قصة كتاب (( شعراء من حضرموت . )) لمحمد سالم الحداد بالمختصر المفيد ، ولم أكن لأقولها بهذا الشكل أو بغيره ، ولكن مقال الأخ سامي محمد بن شيخان (( وقفة من كتاب .. ) الذي نشره بصحيفة شبام 20 فبراير 2008 م عدد 450 دفعني لذلك ولأقول إنه ليس لي علاقة بالخطاء والعنوان الذي أتى بغير ما تضمه دفتا الكتاب .
فإن القارئ لن يجد لو نبذه يسيرة عن أحد شعراء هذه القصائد ، وقد بلغوا ستة وثلاثون شاعرا ، و بعضهم كتب أسماؤهم ناقصة ولم يبين الأسماء من الكنى والألقاب ، وحتى ربطها لتدل عن شخص واحد مثل الشاعر أبو سراجين محمد أحمد هادي باوزير ، ومع أن أكثرهم والواردة أسماؤهم لهم ترجمات في بعض ما رجع إليه .
إن تعاوني هذا يكون أحيانا مجلبة لي بشيء من الإشارات والغمزات التي لا أرغب فيها ، ورغم ذلك فإني أصر على طريقتي نفسها ، فالمثل يقول : ( المغسل غير ضمين بالجنة ) كما أن الأخطاء الكثيرة التي وردة في كتاب ( من الشعر الشعبي الحضرمي ) الذي جمعه وأعده الأستاذ خالد محمد باني ، ليست من مسؤوليتي أيضا . لقد أظهر اهتماما غير عادي بالشعر العامي ورواده وإعلامه ، وحبرت الكثير من الكتب والدواوين وقدمت مطبوعة لكن لم يكن الاهتمام بنصوص الشعر مثل الاهتمام العام بالشعر والديوان والكتاب والشاعر وصاحب الكتاب والتراجم ، لكن سكوت الكل من الكتاب والأدباء والنقاد والصحفيين جعل التمادي في ذلك يكبر ويكثر لقد بدأ ذلك عند صدور ديوان المحضار ( ابتسامات العشاق وتلاه ديوانيه أشجان وحنين ) ولم يقل أحد شيئا وبين يدي الآن كتاب ( باحريز فارس المدارة ) للأستاذ مجدي سالم باحمدان وفيه من الأخطاء الكثير وتكاد تكون بأغلب الصفحات التي تحتوي على شعر باحريز وقل مثل ذلك في الجزء الأخير من كتاب ( شاعر المكلا القدير ، أحمد محمد بكير ) وإن كان أقل الكتب الأربعة أخطاء .
الأخ سامي بن شيخان يستحق الشكر لقول ما عنده رغم أنه أهتم بالأخير فقط وليس عليه كل شيء وعلى الآخرين المشاركة في أبدأ الرأي والتصحيح والإفادة .
والذي يثلج الصدور أن المستشرق الانجليزي روبرت سارجنت كتب الشعر العامي الحضرمي في كتابه ( نثر وشعر من حضرموت ) صحيحا اللهم إلا القليل وكثير غيره مثل مجلدات من الشعر العامي التي جمعها الدكتور سنوك هرجروني والمستشرق السويدي كاركودي لندبرج وغيرهم لا يحتمل هذا ( الخاد ) ذكرهم .
إن الاهتمام والتراث والجدة ، لكفيل بتقدم الصحيح والجيد .
الباحث والأستاذ / عبد الله صالح حداد
أفاق حضرموت / العدد 10 / ربيع الأول 1429 هـ مارس – 2008 م