ا
للهم صلي وسلم على توكل بنت عبدالسلام كرمان
الأربعاء 20 مارس - آذار 2013 الساعة 10 مساءً / وفاق برس:
في جلسة مؤتمر الحوار الوطني التي انعقدت صباح
الاربعاء في فندق موفمبيك بصنعاء كان ممثل شباب الثورة الشبابية السلمية،
مبارك البحار، أول المتحدثين من خلال إلقائه "كلمة الشباب" ..والتي
استهلها بالصلاة على المشاركين في مؤتمر الحوار وغيرهم ممن هم خارج
المؤتمر .. بحيث حرص على تكرار جملة ( اللهم صلي وسلم وبارك ) فأهداها
للمشاركين في المؤتمر والشباب وقطاع المرأة والمهمشين وغيرهم.
غير أن اللافت أن مبارك البحار اغفل الصلاة على الناشطة توكل
عبدالسلام كرمان ، والتي كان الأحرى به أن يخصها بالإطراء على نحو يليق
بمكانتها على الأقل أنها حاصلة على جائزة نوبل. والصلاة على غير النبي جائزة كما يقول الشيخ /عبد الرحمن بن عبد الله السحيم عضو مركز الدعوة والإرشاد بالرياض في رده على سئوال:
هل يُصلّى على غير النبي صلى الله عليه وسلم ؟
فأجاب: : نعم .. مستدلا على ذلك بما يلي:
قال الله تبارك وتعالى : ( هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ
وَمَلائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ
بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا ).
وقال الله عز وجل : ( خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً
تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاَتَكَ
سَكَنٌ لَّهُمْ وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ).
وكان النبي صلى الله عليه وسلم يمتثل ذلك الأمر الرباني .
فعن عبد الله بن أبي أوفى قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا
أتاه قوم بصدقتهم قال : اللهم صل على آل فلان . فأتاه أبي بصدقته ، فقال :
اللهم صل على آل أبي أوفى . رواه البخاري ومسلم .
وبوّب عليه الإمام البخاري - رحمه الله - بـ " باب صلاة الإمام ودعائه لصاحب الصدقة ، وقوله :
( خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا
وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاَتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ وَاللّهُ سَمِيعٌ
عَلِيمٌ ) .
وهذا يدلّ على العموم ، وعلى أنه ليس خاصا بالنبي صلى الله عليه وسلم .
وعن جابر بن عبد الله أن امرأة قالت للنبي صلى الله عليه وسلم : صلّ
عليّ وعلى زوجي ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : صلى الله عليك وعلى
زوجك . رواه الإمام أحمد وأبو داود ، وصححه الألباني .
ونحن نقول في كل صلاة : اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على
إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد
كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد . كما في الصحيحين .
قال الإمام النووي :
وقوله : اللهم صل على محمد وعلى آل محمد . احتج به من أجاز الصلاة على
غير الأنبياء ، وهذا مما اختلف العلماء فيه ؛ فقال مالك والشافعي رحمهما
الله تعالى والأكثرون : لا يُصلى على غير الأنبياء استقلالا ، فلا يُقال :
اللهم صل على أبي بكر أو عمر أو علي أو غيرهم ، ولكن يصلى عليهم تبعا ،
فيُقال : اللهم صل على محمد وآل محمد وأصحابه وأزواجه وذريته ، كما جاءت
به الأحاديث ، وقال أحمد وجماعة : يُصلى على كل واحد من المؤمنين مستقلا ،
واحتجوا بأحاديث الباب ، وبقوله صلى الله عليه وسلم : اللهم صل على آل أبي
أوفي ، وكان إذا أتاه قوم بصدقتهم صلى عليهم . قالوا : وهو موافق لقول
الله تعالى : ( هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلائِكَتُهُ ) . اهـ
ثالثاً : ما معنى ( آل محمد ) ؟
اختُلِف فيها على خمسة أقوال .
والصحيح أنها عامة إذا أُطلقت ، فإذا قال المُصلّي على النبي صلى الله عليه وسلم :
اللهم صل على محمد وعلى آل محمد .
فإن ( آل ) تشمل أقاربه وأصحابه وأتباعه على دينه .
أما إذا قرن الـ ( آل ) بالصّحب ، فيدلّ الـ ( آل ) على المؤمنين من
قرابته صلى الله عليه وسلم ، والصّحب يدلّ على أصحابه رضي الله عنهم .
قال الشيخ حافظ حكمي رحمه الله :
والآل أي آله صلى الله عليه وسلم ، وهم أتباعه و أنصاره إلى يوم القيامة ، كما قيل :
آل النبي همـو أتباع ملته **** على الشريعة من عجم ومن عرب
لو لم يكن آلـه إلا قرابته **** صلى المصلى على الطاغي أبي لهب
و يدخل الصحابة في ذلك من باب أولى ، و يدخل فيه أهل بيته من قرابته و أزواجه وذريته من باب أولى وأولى .
وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : إذا ذُكِر " الآل" وحده فالمرادُ
جميعُ أتباعه على دينه ، ويدخلُ بالأولويَّة مَنْ على دينه من قرابته ؛
لأنهم آلٌ من وجهين : من جهة الاتِّباع ، ومن جهة القَرابة . وأما إذا
ذُكِرَ معه غيرُه فإنَّه يكون المرادُ بحسب السِّياق ، وهنا ذُكِرَ الآلُ
والأصحابُ ومن تعبَّد ، فنفسِّرُها بأنهم المؤمنون من قرابته ؛ مثل عليِّ
بن أبي طالب ، وفاطمة ، وابن عبَّاس ، وحمزة ، والعبَّاس ، وغيرهم .
قوله : "وأصحابِه" جمع صَحْب ، وصَحْبٌ اسم جمعِ صاحبٍ ، فأصحابه :
كُلُّ من اجتمع به مؤمناً به ، ومات على ذلك ، ولو لم يَرَهُ ، ولو لم
تَطُل الصُّحبةُ . اهـ
ومثله لفظ ( السلام )
قال عليه الصلاة والسلام : إذا صلى أحدكم فليقل : التحيات لله
والصلوات والطيبات ، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته ، السلام
علينا وعلى عباد الله الصالحين ، قال : فإنكم إذا قلتموها أصابت كل عبد
لله صالح في السماء والأرض ، أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده
ورسوله . رواه البخاري ومسلم .
- إلا أن الصحيح أن الصلاة على غير النبي استقلالاً تُكره ؛ لأن
ذلك من شعار أهل البدع ، كالرافضة الذين يُصلّون على الأئمة دون غيرهم .