بسم الله الرحمن الرحيم
يلاحظ المرء عند مصافحة الصوفية بعضهم لبعض , أن لديهم طريقتين لها واحدة هي العادية أما الأخرى , فيتم التركيز على الإبهام . ولما سألنا عن سبب ذلك , قيل لنا أن المشهور عندهم والمتوارث بينهم الاعتقاد بأن إبهام اليد اليمنى ( للخضر ) رخو أي ليس به عظاما . وهذا يعني أنهم يعتقدون حياته إلى يومنا هذا , وكل يتمنى أن يلقاه , ويحقق بذلك ما يتمناه وما لم يحققه في حياته , فهو لديه خصوصية بتحقيق الخوارق وكل ما لم يخطر على قلب بشر .
ونحن نستفيد من القصة أشياء بعضها من السخف بمكان وبعضها مما يمس اعتقاد المسلمين ومحاولة صرفهم عن علاقاتهم بربهم سبحانه وتعالى . وهذا هو السبب الذي دعانا لكتابتها ونشرها بيننا نحن شباب الشحر .
( 1 ) أولا الاعتقاد بأن الخضر لا يزال حيا إلى يوم الناس هذا ! وهو يخالف قول الله الذي جاء في كتابه العزيز: (( وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد أفإن مت فهم الخالدون ( 34 ) كل نفــس ذائقة الموت ونبلوكم بالشـــر والخير فتنة وإلينا ترجعون ( 35 ) )) الأنبياء . وقال تعالى : (( كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلالة والإكرام )) الرحمن . فمن منا يدعي بأن الخضر حي لا يموت فقد خالف قول الله سبحانه . وهل يستطيع أحد أن يقول أن الخضر ليس من البشر ؟
( 2 ) ثانيا , الاعتقاد بأن الخضر يستطيع أن يحقق لمن يلتقي به كل الأمنيات ولو كانت غير المعقولة . وهم بهذا يخلفون أمر الله وقد قال الله عز وجل : (( وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعاني إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون )) 168 البقرة .
أن مثل هذا يدعونا للقول بأن هناك بعض من دعاة الباطنية مدسوس بينهم وهم يكرهون الإسلام وتعاليمه ولا يؤمنون بالله . ونحن هنا لا نذم الجميع ولا نتهم الكل , ولكن هناك من لهم أهداف هدم الإسلام وأهله , وذلك بطرق عديدة , منها إبعاد المسلمين المؤمنين عن ربهم , بالــتوجه بالأماني والتمني من عند ( الخضر ) أو من عند ( المهدي المنتظر ) الذي أكثروا من حوله الدعايات بأنه سيأتي ليملأ الأرض عدلا بعن إن ملئت جورا .
أن هذه المسائل التي صنعها الصوفية حول ( الخضر ) كتب فيها إبن الجوزي المتوفى سنة 597م رسالة صغيرة وقبلها ناقش هذه المسألة في كتاب اسمه ( الموضوعات ) وهو حول الأحاديث الموضوعة , حيث ناقش الأحاديث إلى ترفع إلى الخضر وله أيضا ( عجالة المنتظر في شرح حال الخضر )
ولجلال الدين السيوطي كتاب بعنوان (( التوجه النظر في ترجيح نبوة الخضر ))
وهناك كتاب بعنوان (( القول المنتصر على الدعاوي الفارغة بحياة أبي العباس الخضر )) وهو من تأليف الحسين بن عبد الله بن محمد الأهدل اليمني المتوفى عام 855هـ ...
ولكن لله في خلقه شئون , تحيات حادي الضان .