شفق غسق عضو مجتهد
البلد : حضرموت تاريخ التسجيل : 22/12/2012 عدد المساهمات : 332 نقاط : 8772 السٌّمعَة : 0
| موضوع: الإسلام في بلاد الصين بعد الحرب العُظمى السبت يوليو 06, 2013 9:32 pm | |
| أخبار العالم الإسلامي الإسلام في بلاد الصين بعد الحرب العُظمى كتَب الأستاذ محمد علي الحاج سالمين صاحب جريدة (ديواين ميسيج) من "بمباي" إلى رصيفتنا "الفتح" الغراء مقالاً هامًّا عن الإسلام في الصين، ننقله ليطلع قراؤنا الكرام على حالة إخوانهم في تلك البلاد، وهي ما يلي:اتَّسع نطاق الإسلام في أنحاء بلاد الصين بعد الحرب العُظمى اتِّساعًا باهرًا، حتى إن القرى في هذه البلاد مثل (مكاو، ويوتن) أصبحَت وفيها العدد الوافر من المسلمين الصينيِّين، بعدما كان الصينيون فيها لا يعرفون الإسلام ولا مَن هو المسلم. ولا يَخفى على القارئ الكريم أن الإسلام هو أقرب وأحسن الأديان لأمة مثل الصينيين، سواء دانوا من قبل باللادينية أو كانوا ذوي دِين، وفي بلاد الصين كثير مِن الأديان الغريبة، وأكثر الصينيين من أتباع (بوذا)، ويقال لمذهبهم: البوذية. وهناك أتباع (كونفوشيوس، ولاوزي) الذين هم أكثر عددًا من غيرهم بعد البوذيِّين. وأنقل للقراء بكَمال السرور والابتهاج بُشرى الفشل العظيم الذي لَحق المُبشِّرين مِن كِلا الطائفتَين الكاثوليك والبروتستان؛ فإنهم أخفقوا في سعيهم لبثِّ الديانة النصرانية في الأيام الأخيرة في الصِّين كله. ويقول صديقُنا العزيز الدكتور خالد شيلدرك: إ ن المُبشِّرين في الصين بذلوا أموالهم وأنفسهم ونساءهم لتبليغ النصرانية في الأيام الأَخيرة، ولكن الذين اتَّبعوهم لا يُعدُّون شيئًا مذكورًا في جانب الجيوش التي تعتنق الإسلام، زد على ذلك أن المُتنصِّرين إنما يَتنصَّرون رغبة في المال أو الوظائف أو النساء اللائي يأتين لمساعدة المبشِّرين من آنٍ لآخَر، هذا قول الدكتور الذي تشرَّف بهداية الإسلام في عام 1321هـ و1903م، ومنذ اعتناقه الدين الإسلامي قام بواجبه لبثِّ الدعوة الإسلامية في إنكلترا وفرنسا وكندا، وهو اليوم إمام مسجد صغير، ويَخطب ويُصلِّي بالذين أسلموا من الإنكليز وغيرهم في كل الأوقات المفروضة، أكثر الله من أمثاله في عصرنا هذا، عصر الزندقَة والمادَّة واللادينية. ولا يَخفى على كل مسلم أن الإسلام دخل الصِّين منذ ألف عام ونيِّف حين كانت الديار الصينية في أوج حضارتها وتمدُّنها، ونرى اليوم أكثر من 62.000.000 يُكبِّر الله هناك، ويُصلِّي على رسوله الكريم الذي لا نبيَّ بعده - صلى الله عليه وسلم. ومما علمناه عن الحكمِ في بلاد الصِّين المُستقلَّة أن لدَيهم عددًا كبيرًا من الحكام المسلمين في كل أنحاء البلاد، وأن لهم مكانة وعقلاً وأثرًا في قومهم، وحسبُك أن تعلم أن في حكومة الصين أربعة وزراء مِن المسلمين، وهم (الجنرال محمد كاشو شنغ وزير الحربية، والسيد محمد شي مسالغ وزير المواصَلات، والثالث وزير الزراعة، والرابع وزير الأمور الدينية الإسلامية، وله نُفوذ عظيم كشيخ الإسلام في تركيا قديمًا). ومسلمو الصِّين مُكبون على ترقيَة وطنهم، ويُساعِدون الحُكومة في المساعي التي تبذلها لتقوية (الجامعة الشرقيَّة) كل المساعدة، وهم يتأهَّبون الآن لمُقارَعة اليابان التي أخذَت تُهدِّد بلادهم؛ لأن حكومة الصين أرسلَت منذ وقت قريب مذكِّرة إلى اليابان تلحُّ فيها بفَسخِ المُعاهَدات التي تمَّ الاتِّفاق عليها بين بكين وطوكيو، ومعنى ذلك أنها تُطالبها بتلك البلاد التي استولت عليها اليابان زمن الحرب الكُبرى والحروب الروسية اليابانية، ويدخل فيها بور أرثور أيضًا، وقد رفَضت اليابان هذه المذكِّرة، وأخذَت تتأهَّب للحرب، وإن الاستِعدادات الحربيَّة قائمة في الصين أيضًا على قدم وساقٍ، ومسلمو الصين يُلبُّون دعوة حكومتهم إلى الحرب. وقد نَشر وزير الحربية منذ وقت غير وجيز مَنشورًا حماسيًّا يُحثهم فيه على مُنازَلة العدو المُغتصب؛ حتى يَستردوا منه بلادهم المَغصوبة، فأثَّر هذا المنشور تأثيرًا بليغًا في المسلمين، وهُرعوا إلى التطوع في الجيش زرافات ووحدانًا، وإن عدد المسلمين في الجيش الصيني يَبلغ نصف مليون، وعدد الضباط منهم 500 ضابط. ولا أزيد القراء علمًا بنهضة مُسلمي الصين، وأُبشِّرهم بوجود جمعية لهم في شنغاي اسمها (الجمعية الإسلامية الصينيَّة)، وهي أرقى وأكبر الجَمعيات الصينيَّة اليوم. ورئيس الجمعية هو أحد الصينيِّين الوطنيين المعروفين بخدمة بلادهم ودينهم، ومن أشدِّهم تمسُّكًا بشعائر الإسلام، وهو السيد حبيب الله، ولدى هذه الجمعية كتب ألَّفتها باللغة الصينية، وتأتيها كتب إسلامية شتى من الهند ولندن ومن الجمعيات الإسلامية المُنتشِرة في العالم أجمع، وإن لديها أكبر مُفكِّري ومصلحي الأمة الصينية الإسلامية، وليعلم القراء أن هذه الجمعية تُصدِر في كل شهر مؤلفًا باللغة الصينية يبحث في فلسفة الدين الإسلامي ومحاسن الشريعة الغراء، وببركة هذه الجمعية ترى كل يوم واحدًا أو أكثر من أفاضل الصينيين يَعتنِقون الديانة الإسلامية الغراء على يد الصيني الشهير السيد حبيب الله، وإن هنالك جرائد صينية إسلامية، وللجمعية مجلة شهرية لهذه الغاية الشريفة، وتأتيهم أكثر المجلات والجرائد والصحف والنشرات التي تخصُّ الإسلام والمسلمين. وبالختام نُهنِّئ الإسلام والمسلمين بهذه اليقَظة للمُحافظة على دينهم الأغر، وما نُغالي إذا قلنا: إن هؤلاء المجاهدين في سبيل الله الذين لا يَرجُون من الناس جزاء ولا شكورًا يَنطبِق عليهم قول الله - عز وجل -: ﴿ وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾ [آل عمران: 104]. مجلة الإصلاح، العددان السابع عشر، محرم سنة 1348هـ | |
|