مرحباً بك أخي الزائر أنت لم تقم بالتسجل في المنتدى ؟؟
يمكنك المشاركة معنا و الأستفادة من جميع خدمات المنتدى بالتسجيل معنا ( بالنقر على زر تسجيل )
ثم أكمل جميع البيانات المطلوبة
مرحباً بك أخي الزائر أنت لم تقم بالتسجل في المنتدى ؟؟
يمكنك المشاركة معنا و الأستفادة من جميع خدمات المنتدى بالتسجيل معنا ( بالنقر على زر تسجيل )
ثم أكمل جميع البيانات المطلوبة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
دخول
اسم العضو:
كلمة السر:
ادخلني بشكل آلي عند زيارتي مرة اخرى: 
:: لقد نسيت كلمة السر
المواضيع الأخيرة
» عميد كلية المجتمع بالشحر يبعث رسالة شكر وثناء للمجلس الأهلي بالشحر
طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد للكواكبي Emptyالثلاثاء نوفمبر 17, 2015 4:23 am من طرف ngema

» لجنة الخدمات بالمجلس الأهلي بالشحر تقوم برفع القمامات التراكمية تمهيدا لعملية الرش الضبابية في كافة أحياء مدينة الشحر
طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد للكواكبي Emptyالثلاثاء نوفمبر 17, 2015 4:19 am من طرف ngema

» وثيقة صلح وتحكيم تخمد فتنة قبلية كادت أن تستعر
طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد للكواكبي Emptyالثلاثاء نوفمبر 17, 2015 4:13 am من طرف ngema

» حصري : تحميل كتاب : كشف مغالطات السقاف على تاريخ بامخرمة والشواف
طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد للكواكبي Emptyالأحد نوفمبر 15, 2015 7:14 am من طرف ngema

» حصرياً تحميل كتاب : من الالعاب الشعبية رقصة العدة للباحث عبدالله صالح حداد
طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد للكواكبي Emptyالسبت نوفمبر 07, 2015 6:48 am من طرف انور السكوتي

» برنامح كتابة المعادلات الرياضية عن طريق الورد
طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد للكواكبي Emptyالخميس مايو 21, 2015 8:42 pm من طرف النصرة لدين الله

» مقامة متاعب الأسفار في رحلتي إلى جزيرة زنجبار للمؤرخ الشاعر عبد الله باحسن جمل الليل
طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد للكواكبي Emptyالسبت يناير 17, 2015 8:07 pm من طرف رحال

» الشيخ مبارك باشحري خطيب ساحة الحرية بالشحر يدعوا المعتصمين في الساحات إلى الإستمرار فيها , والتحصن من كل شيء يقلل من حجمها .
طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد للكواكبي Emptyالإثنين نوفمبر 24, 2014 5:29 am من طرف ngema

» مهرجان بشائر الإستقلال بمدينة الشحر في عده التنازلي
طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد للكواكبي Emptyالإثنين نوفمبر 24, 2014 4:59 am من طرف ngema

» عودة قافلة ابناء الشحر لمدينتهم بعد ايصال تبرعات الاهالي للمعتصمين بالعاصمة عدن
طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد للكواكبي Emptyالجمعة نوفمبر 21, 2014 6:59 pm من طرف انور السكوتي

تصويت
هل تؤيد فكرة حجب الصور و الروابط عن زوار المنتدى ؟
نعم الصور و الروابط
طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد للكواكبي I_vote_rcap0%طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد للكواكبي I_vote_lcap
 0% [ 0 ]
نعم الصور فقط
طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد للكواكبي I_vote_rcap0%طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد للكواكبي I_vote_lcap
 0% [ 0 ]
نعم الروابط فقط
طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد للكواكبي I_vote_rcap63%طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد للكواكبي I_vote_lcap
 63% [ 5 ]
لا
طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد للكواكبي I_vote_rcap38%طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد للكواكبي I_vote_lcap
 38% [ 3 ]
مجموع عدد الأصوات : 8
أفضل 10 أعضاء في هذا الأسبوع
لا يوجد مستخدم
المواضيع الأكثر نشاطاً
برنامح كتابة المعادلات الرياضية عن طريق الورد
حادث فظيع يحصد تسعه ارواح من ابناء الشحر
نبذة تاريخية عن مدينة الشحر ( الجزء الأول )
للتثبيت : كتب في المكتبات
صدق أو لا تصدق ( قرون في عجوز من الصين )
خاص بالصور التاريخية المحلية ( متجدد )
قبائل حضرموت عند ابن جندان
(((((حقيقة موطن ابن ماجد)))))
مدينة الشحر
مساجد مدينة الشحر
عدد زوار المنتدى

.: أنت الزائر رقم :.

------- معلوماتك ------ طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد للكواكبي Geouser ---- سجل الزيارات ----
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 85 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 85 زائر :: 1 روبوت الفهرسة في محركات البحث

لا أحد

أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 104 بتاريخ الأربعاء فبراير 16, 2011 11:49 pm

 

 طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد للكواكبي

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ngema
عضو ملكي
عضو ملكي
ngema


ذكر
البلد : alsheher
تاريخ التسجيل : 06/09/2010
عدد المساهمات : 1897
نقاط : 14032
السٌّمعَة : 3

طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد للكواكبي Empty
مُساهمةموضوع: طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد للكواكبي   طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد للكواكبي Emptyالأربعاء سبتمبر 04, 2013 6:16 am

طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد


عمر كوش (باحث وناقد)



تكمن أهمية عبد الرحمن الكواكبي (1854 ـ 1902) في أنه كان سباقاً ورائداً في طرحه لأفكار جريئة وهامة في كتابه «طبائع الاستبداد
ومصارع الاستعباد»، حيال مناهضة الاستبداد ورموزه، في عصر كان فيه السلطان عبد الحميد الثاني، في أواخر عهد الدولة العثمانية، يريد طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد للكواكبي Bb01إخضاع الجميع لسطوته، وتحويل الناس إلى مجرد أرقام في قطيع لا يعرف سوى إطاعة السلطان، والخضوع لسلطته، والانصياع لأوامره، الأمر الذي عرّضه إلى الإقصاء والملاحقة والتشرد والبطش والتنكيل، حتى مات مسموماً وهو في أوج عطائه.
نشر الكواكبي نصّ الكتاب أول مرّة في صحيفة «المؤيد» المصرية، لصاحبها علي يوسف، وذلك بين سنتي 1900 و 1902 م، وبتوقيع «الرحالة ك»، ثم وسَّعها ونشرها في كتاب، وذلك استناداً إلى ما يقوله في مقدمة أول طبعة من كتابه: «إنني في سنة ثماني عشر وثلاثمئة وألف، وُجدتُ زائراً في مصر.. فنشرت في بعض الصحف الغرّاء أبحاثاً علمية سياسية في طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد، منها ما درسته، ومنها ما اقتبسته.. ثم كلفني بعض الأعزاء بجمع شمل تلك الأبحاث، تعميماً للفائدة، فأضفت عليها بعض زيادات وحوّلتها إلى هيئة هذا الكتاب».
وبفضل أطروحاته في هذا الكتاب، فتح الكواكبي مساحات جديدة وواسعة من التفكير على ما يمثله الاستبداد، وعلى أعراضه والآثار التي يتركها على حياة الأفراد والمجتمع، في تصرفاتهم وسلوكهم اليومي. وأسَّس الكتاب لمعظم الدراسات التي جاءت من بعده، وتناولت الاستبداد والمستبدين والطغاة. حيث اعتبر أن الاستبداد هو الإشكالية المركزية في أي نهضة، سواء كانت فكرية، أم اجتماعية، أم سياسية، ورأى أن غياب هيئات المجتمع المدني وسيطرة الاستبداد، يمنعان المعرفة الحقيقية. لأن الاستبداد ضد العلم، ولا نهضة دون مناهضة الاستعباد. لذا، فإن أصل الداء عنده هو الاستبداد، بوصفه نقيضاً للسياسة، من جهة أنه إذا كانت السياسة هي «إدارة الشؤون المشتركة بمقتضى الحكمة»، فإن الاستبداد هو «التصرف في الشؤون المشتركة بمقتضى الهوى»، والأخطر هو أن الاستبداد يتجسد في «تصرّف فرد، أو جمع في حقوق قوم بالمشيئة بلا خوف تبعة»، باعتباره صفة السلطة المطلقة العنان، فعلاً أو حكماً، التي تتصرّف في شؤون الرّعية كما تشاء بلا خشية حساب، ولا عقاب محقَّقَين. ومرد ذلك هو كون الحكومة إمّا هي غير مكلّفة بتطبيق تصرُّفها على شريعة، أو على أمثلة تقليدية، أو على إرادة الأمّة، وهذه حالة الحكومات المُطلقة. أو هي مقيّدة بنوع من ذلك، ولكنها تملك بنفوذها إبطال قوة القيد بما تهوى، وهذه حالة أكثر الحكومات التي تُسمّي نفسها بالمقيّدة، أو بالجمهورية. وعليه، ركز الكواكبي على الاستبداد من جهة كونه تفرد بالسلطة والقرار وبالأمر والنهي، وبما يرجع الاستبداد إلى مشكلة السيطرة المطلقة.
غير أن صفة الاستبداد لا تشمل فقط حكومة الحاكم، بوصفه الفرد المطلق الذي تولّى الحكم بالغلبة، أي بالقوة والقهر، أو الوراثة، بل «تشمل أيضاً الحاكم الفرد المقيَّد المنتخب متى كان غير مسؤول، وتشمل حكومة الجمع ولو منتخباً؛ لأنَّ الاشتراك في الرأي لا يدفع الاستبداد، وإنما قد يعدّله الاختلاف نوعاً، وقد يكون عند الاتفاق أضرّ من استبداد الفرد. ويشمل أيضاً الحكومة الدستورية المُفرَّقة فيها بالكُلّيَّة قوة التشريع عن قوة التنفيذ، وعن قوة المراقبة»؛ ذلك أن الاستبداد لا يرتفع ما لم يكن هنالك ارتباط في المسؤولية، «فيكون المنفّذون مسؤولين لدى المُشَرِّعين، وهؤلاء مسؤولين لدى الأمَّة، تلك الأمة التي تعرف أنها صاحبة الشأن كله، وتعرف أن تراقِب، وأن تتقاضى الحساب».
وساوى الكواكبي بين أشدّ مراتب الاستبداد، وبين سلطة الفرد المطلق، الوارث للعرش، القائد للجيش، الحائز على سلطة دينية. و«كلّما قلَّ وَصْفٌ منْ هذه الأوصاف؛ خفَّ الاستبداد إلى أنْ ينتهي بالحاكم المنتخب، المسؤول فعلاً. وكذلك يخفُّ الاستبداد، طبعاً، كلما قلَّ عدد نفوس الرَّعية، وقلَّ الارتباط بالأملاك الثابتة، وقلَّ التفاوت في الثروة، وكلّما ترقَّى الشعب في المعارف».
ودرس الكواكبي في «طبائع الاستبداد» علاقة الاستبداد بالدين وبالعلم وبالمجد والمال، وكذلك علاقته بالإنسان وبالأخلاق وبالتربية، مؤكداً على الجانب العلمي للوظيفة المعرفية، وعلى أن الاستبداد أصل كل فساد، كونه يمنع التربية الصحية والمعرفة الصحيحة، ويفسد العقل والعلم والدين، لذلك يتوجب على المتعلم والمثقف أن ينخرط في هموم وقضايا أمته ومجتمعه، بغية العمل على إزالة الجهل والاستبداد، الأمر الذي يلقي الضوء على علاقة المعرفة بالسلطة، من جهة ارتباط النهضة بمعرفة مستنيرة، وارتباط الانحطاط بسلطة مستبدة. والأولوية لدى الكواكبي تتمحور حول تحرير العقل، وإشادة مجتمع الحرية والعدالة والشورى. لذلك، اعتبر الكواكبي أن: «كل يذهب مذهباً في سبب الانحطاط وفي ما هو الدواء. وحيث أنى قد تمحص عندي أن أصل هذا الداء هو الاستبداد السياسي، ودواءه دفعه بالشورى الدستورية. وقد استقر فكري على ذلك، كما أن لكل نبأ مستقر، بعد بحث ثلاثين عاماً... بحث ـ أظنه كاد يشمل كل ما يخطر على البال من سبب يتوهم الباحث عند النظرة الأولى أنه ظفر بأصل الداء، أو بأهمّ ـ أصوله، ولكن لا يلبث أن يكشف له التدقيق أنه لم يظفر بشيء. أو أن ذلك فرع الأصل، أو هو نتيجة لا وسيلة. فالقائل مثلاً: إن أصل الداء التهاون في الدين، لا يلبث أن يقف حائراً عندما يسأل نفسه لماذا تهاون الناس في الدين؟ والقائل: إن الداء اختلاف الآراء، يقف مبهوتاً عند تعليل سبب الاختلاف، فإنْ قال سببه الجهل يشكل عليه وجود الاختلاف بين العلماء بصورة أشد وأقوى».
غير أن الحيرة استبدت بالكواكبي، فوقف عند فكرة طبائع الاستبداد، ولم يتخطَّ حدودها، نظراً لتأرجح أفكاره وأطروحاته ما بين الظروف العوامل الوضعية المسببة والقدر الإلهي المحتوم، أو الإرادة الإلهية التي لا ترد. فراح يصف الاستبداد في أحد صفحات كتابه على أنه «نار غضب الله في الدنيا»، بل واعتبره «يد الله القوية الخفيّة يصفع بها رقاب الآبقين من جنة عبوديته إلى جهنم عبودية المستبدين الذين يشاركون الله في عظمته ويعاندونه جهاراً»؛ واعتبره «أعظم بلاء، يتعجل الله به الانتقام من عباده الخاملين، ولا يرفعه عنهم حتى يتوبوا توبة الأنفة». وذلك على الرغم من أن الكواكبي يقرّ بأن «الاستبداد السياسي متولد من الاستبداد الديني، إذ هما أخوان؛ أبوهما التغلب، وأمهما الرياسة، أو هما صنوان قويان، بينهما رابطة الحاجة إلى التعاون لتذليل الإنسان». إلا أنه ما استطاع فك الارتباط في أن تحالف الاستبدادين إنما يعود إلى غلبة السياسي نفسِه وهيمنتِه ـ على ـ كل حقول الحياة، بما فيها الديني نفسه، على اعتبار أنه الأفعل والأكثر تأثيراً في المجتمعات العربية والمسلمة.
وبحث الكواكبي في كيفية التخلص من داء الاستبداد، مبيناً أن الأكثر رياء وتزلفاً واستزلاماً، في دولة الاستبداد، هو أكثرهم حظوة، وأرفعهم وظيفة وقرباً، لكنه أسفلهم طباعاً وخصالاً. وبالتالي، يتوجب على الإنسان الطامح للصعود فيها أن يتقن الانتهازية والوصولية والكذب والدجل والمراوغة، وأن يعرف كيفية التحول إلى إنسان طائع، ذليل، خانع، مذعن، وصاغر، ينحي على الدوام، ينفذ ما يُطلب منه، ولا يسأل مطلقاً حتى وإن صفعه الباطل.
وتكمن علّة الاستبداد في وجود خلل في الجسم السياسي، أساسه اختلال الجسم وانتشار الفوضى، بوصفها خطراً على المجتمع والدولة، الأمر الذي يتيح المجال لانتشار مرض الاستبداد، عن طريق مهاجمة الجسم والتغلغل فيه، حيث يستند المستبد، في وجوده واستمراره، إلى جوانب خلل كثيرة، لعلّ أهمها وجود بطانة فاسدة تعكس الخلل القائم في النظام السياسي، واعتماده على الأعوان من بين الأسوأ من أفراد المجتمع. إلى جانب اتساع أعداد من المنتفعين والسلبيين، أو الساكتين على ـ رداءة الأوضاع، ووجود أساس الاستبداد المتمثل في الإنسان المستبد، ذلك الإنسان العادي أو الصغير، الممارس للاستبداد، والذي يتجسد في الرجل داخل أسرته أو المرأة، والمعلم في صفه، وعنصر الأمن، والمسؤول الصغير، في حلقة تتسع وتكبر لتطاول السلطة ورأس الهرم فيها.
وكانت الحرية الهاجس الأساسي في كلّ كتابات الكواكبي، بوصفها تشكل الأصل الذي يستند إليه مبدأ الحق الطبيعي. فهي الطبيعة، والبداهة الإنسانية، والفطرة الفائقة. ومن يفق في وجه الحرية، أو يعيقها، فإنه يعادي الطبيعة، ويعادي الحق. فالإنسان لا يولد حراً وحسب، بل هو أيضاً مفطور على محبة الذود عن الحرية. لذلك طالما بقي بالإنسان أثر من الإنسان فهو يقيناً لا ينساق إلى الاستعباد والعبودية إلا مكرهاً، أو مخدوعاً. ويحصل الإكراه إما بتهديد سلاح أو قمع، وإما بفئة أو طائفة من مجتمعه. في حين أن الخديعة تؤدي أيضاً إلى فقدان الحرية . والتاريخ الإنساني حافل بالأمثلة، إذ كثيرة هي الشعوب التي استمرأت استعبادها، ماضياً وحاضراً، ووصلت إلى درجة الاستلاب، وفقدت ليس فقط حريتها، بل والقدرة على الاستيقاظ لاستردادها. ويمكن أن ننهل من الواقع العربي المعاصر أمثلة عديدة على ذلك، حيث تعددت صور الخنوع والاستعباد للطغاة، الذين تعددت أوصافهم، وثقلت ألقابهم من «ظلِّه على الأرض»، و«الملك المعظم»، و«الرئيس المؤمن»، و«ناصر الدين والدنيا»، و«الشيخ الأصولي»، و«حارس النص المقدس» الذي يملك وحده الحق الشرعي في تأويل الحقيقة.

ويحدث أن ينصاع الناس طواعية للاستعباد، كونهم يولدون في ظل الاستعباد، ويستمرون في ذلك، إلى درجة يمكن القول معها أن الناس يسهل تحولهم تحت وطأة الطغيان إلى جبناء مخنثين في مجتمع يسيطر عليه الاستبداد، بواسطة شبكة من الآسرين الذين يخضعون الناس، فيجعلونهم أسرى المستبد، ولا يقوون على محاربته، لذلك يتعادون في ما بينهم، ويظلمون ضعافهم ونساءهم، وبالتالي يتحول كل إنسان إلى مظلوم من جهة، وظالم من جهة أخرى. وفي مثل هذا المجتمع، يتحول الدين إلى وسيلة استلاب، ويُمنع تداول العلم، وتفسد الأخلاق والعلاقات الإنسانية.
وقد اجترح الكواكبي مفهوم «أسير الاستبداد» ليصف الإنسان الملتصق بغرائزه العمياء، التي تستعبده بدورها، وتعمي بصره وبصيرته، فلا يعثر على الحرية الطبيعية الثاوية في داخله المشكِّلة جوهرَ إنسانيته، ومعنى وجوده. فأسير الاستبداد لا يملك نفسه، لأنه تربى بوصفه رقماً في قطيع، ليس له وظيفة سوى الطاعة العمياء، بعد أن قلب المستبد الأمور بجعله الرعية خادمة له، بصفته راعياً، بدلاً من أن تكون السلطة والحكومة خادمة للشعب المكوَّن من مواطنين أحرار.
ولا يتحرك أسير الاستبداد بإرادته، بل بإرادة غيره، لأنه فاقد الإرادة، وفاقد لجميع أنواع المجد والعلم والعطاء والإيثار والبذل، ولا يعرف لذة أو طعم إحراز مقام في قلوب الآخرين، ولا متعة كبر النفس، لأنها من ملذات الحرية الطبيعية التي تشكل أصل الكائن البشري. بالمقابل، تقتصر ملذات أسير الاستبداد، التعيس، على المتسفّل منها، مثل لذة الأكل، التي تجعل البطون مقابر للحيوانات، ومزابل للنباتات، ـ وتجعل جسم أسير الاستبداد، غنياً كان أم فقيراً، كأنبوب يمتد من المطبخ إلى المرحاض. وإلى جانب لذة الأكل هنالك اللذة المتولدة عن رعشة الشهوة. وبالتالي تتحول أجساد أسرى الاستبداد إلى ما يشبه دمامل جرب على أديم الأرض، تستريح بالحك، وتنحصر وظيفتها في توليد الصديد ودفعه، الأمر الذي يعمي أسرى الاستبداد، ويصيبهم بسباق التوالد والتزاوج.
وفي نهاية كتاب «طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد»، حاول الكواكبي توصيف سبل الخلاص من الاستبداد، من خلال تفجير الطاقات الكامنة في المجتمع، انطلاقاً من إيمانه بوجود طاقات خلاقة في المجتمعات الغارقة في الاستبداد، ووجود قوى جبارة يتوجب إطلاق العنان لها، وتفجير مكنوناتها للخلاص من الاستبداد، والسير نحو طريق الحرية والخلاص من الاستعباد. فراح يبحث عن «شكل الحكومة»، باعتباره «أعظم وأقدم مشكلة في البشر، وهو المعترك الأكبر لأفكار الباحثين»، ويبحث كذلك عن جوهر فكرة بناء الدولة، وعن كنه العلاقة ما بين الحاكم وبين المحكومين، حيث يتغلغل الاستبداد إلى «الحكومة التي لا يوجد بينها وبين الأمة رابطة معينة معلومة مصونة بقانونٍ نافذ الحكم». وبالتالي لابد من تبيان المباحث المتعلقة بالحكومة والحاكم والمحكوم، وشرح الأسئلة المتعلقة بها، من جهة معرفة المباحث التي تتصل بالأمة، أو الشعب، وماهية الروابط التي تجمع بين مكوناتها وتبيان طبيعتها، وهل هي روابط دين أو جنس أو لغة ووطن وحقوق مشتركة وجامعة سياسية اختيارية؟ ثم هل تمثل الحكومة سلطة امتلاك فرد لجمع، أم هي وكالة تقام بإرادة الأمة لأجل إدارة شؤونها المشتركة العمومية؟ وما هي هذه الحقوق العمومية؟ هل هي حقوق آحاد الملوك، أم حقوق جمع الأمم؟ وما معنى التساوي في الحقوق، ومنها الحقوق الشخصية، وما هي نوعية الحكومة ووظائفها؟
وقاده البحث إلى تعداد وظائف الحكومة، التي يحصرها بحفظ الأمن العام، وحفظ السلطة في القانون، وتأمين العدالة القضائية، وحفظ الدين والآداب، وتعيين الأعمال بقوانين، ثم انتقل إلى تعريف القانون ومصادر قوته، وضرورة التفريق بين السلطات السياسية والدينية والتعليم، الأمر الذي يشي بأن الكواكبي بحث في الحكومة باعتبارها إطاراً لابد منه، واشترط عليها أن تؤمّن لمواطنيها حقوقاً، يجب أن تعمل للسهر على الالتزام بها وتطبيقها. وسبب ذلك هو انشداده إلى التفكير الحقوقي والقانوني، الذي ينهض على اعتبار أن الحق جزءٌ من الطبيعة البشرية، ويضمن جملة حقوقه في الحياة والسكن والطعام، ويشكل جزءاً من ذاته الإنسانية، وليس لأي كان الحق في حرمانه منها، ولا حتى الإشعار بالتكرم لدى منحها، بوصفها مكوناً من مكونات وجود الإنسان.
ويمكن ملاحظة أن بدائل الاستبداد تتجسد في فكر الكواكبي بالمساواة والعدالة والحرية والشورى الدستورية، مع التشديد على الجانب السياسي في التحليل، واحتلال الحرية مكانة كبيرة في مباحثه، بما فيها حرية الاعتقاد، وحرية التفكير والمشاركة السياسية، التي لا تخرج عن إطار تحقيق الشورى الدستورية، الضامن لمشاركة أبناء الأمة المواطنين الحكومةَ في صنع مصائرهم، بواسطة أهل الحل والعقد فيها، وبما يضمن رفع الاستبداد كمهمة ملقاة على عاتق أصحاب العقول الواعية في الأمة وتكاتفهم.
وعلى الإجمال، فإن أهمية كتاب «طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد»، لا تعود فقط إلى تعرية ومهاجمة الاستبداد، بل لتحليله الاستبداد، سياسياً ودينياً، وتبيان دوافعه وأسبابه.. إلخ، الأمر الذي دشن بواسطته لجملة من الكتابات والأفكار ركزت الاهتمام على الاستبداد والمستبدين. لكن الكواكبي أخذ جانب التحليل، النظري والبحثي، ولم يذكر أمثلة على الاستبداد والأنظمة المستبدة في عصره أو عبر التاريخ العربي الإسلامي. ومع ذلك، يكفي الكواكبي ما قدمه بكل جرأة ووضوح، والباب مازال مفتوحاً أمام الباحثين والمفكرين كي يغنوا ما بدأه، ويكشفوا صور الاستبداد وجرائمه في حق الشعوب، بالاستناد إلى الأفكار التي تنير طريق الخلاص والحرية لبلداننا ومجتمعاتنا العربية .

cheers
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد للكواكبي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: ▁▂▃▅▆▇●【منتديات المكتبة العامة و الكتب】●▇▆▅▃▂▁ :: 二★●【 عرض الكتب و الكتيبات 】●★二-
انتقل الى: