في قليلة مضت حاول بعض من الشباب ممارسة عادة شعبية إنقرضت تماما , فقد كان المطبل وهو المسحراتي بالطبل في ليالي رمضان الكريم , يساعد الأهالي في القيام من النوم حيث كانوا ينامون أول الليل بحكم عملهم والجو المداري الحار في بلدهم . المسحراتي مع آخر يقال له عندنا ( مقيم ) وهو يذكر الله ويطرق أبواب من يرغب في ذلك . حتى يقوم الرجال إلى الصلاة والنساء في بيوتهن يصلين ثم يحضرن السحور .
هذا الطبل يرغب في الحصول على أجر دنيوي بجانب ما يعتقده من أجر عند الله , لهذا يدرج على المنازل وهو يقرع طبوله مع جمع كبير من الأطفال على إيقاعات غير التي يوقعها في ليالي رمضان ز. هذا النغم مع الأطفال يكون صباح ثلاثة الأيام الأخيرة من رمضان , فيحصل على بعض الدرة والقمح أو الأرز وهو جزء من فطرت أهل هذا البيت أو ذاك , ويسمونه (( بع التيس )) وفي المكلا (( شامية )) ولها مثيل في كل البلاد العربية , ففي الكويت يقال له (( قريقعان )) ..
وقد حبيت أن أنقل لكم ما كتب عن أشهر هؤلاء المطبلين وهو عبيد عولي و وإلا فهناك الكثير منهم أترك أسماءهم للأعضاء كمشاركة منهم وإسهاما , وهي عسى ما يعطون المسألة عدن !!!
============================================================
عبيد سعيد العود الملقب (بعبيد عولي)
عندما كنا بالمدرسة الابتدائية المعروفة بمدرسة مكارم الأخلاق (الشرقية سابقاً ) كنا نعرف عجلاتي يعرف بعبيد سعيد العود ، كان يملك ما يزيد على عشرين دراجة على ثلاثة أشكال إحداها كانت تمشي على ثلاث عجلات .
ونحن صغار السن نفضله على الشكلين الآخرين ذات العجلتين ، كان هذا الرجل له لقباً مشهوراً هو (عولي) ولم يكن هذا الاسم يثير فينا أي استنكار ، رغم انه يقدم رقصة الأطفال ذات التسميات المختلفة في الشحر
( بع التيس ) وبالمكلا ( الشامية ) وحتى بالكويت ( قريقعان ) .
كان يطبل على الهاجر ومع بعض الشباب على المرواس الذي يقرع بالطاب (عود رقيق) .
كان الأطفال يتغنون معه بأهازيج منوعه أشهرها (( فيين باتعبر ياوليد .... شي صحاب عولي قدامك )) أو (( بع التيس ... ما بيعه ... خل أمك تحني له )) وغيرها كثير .
الأطفال يحبونه ويدخلون المنازل القريبة يحصلون له شيئاً من الحبوب هي أصلاً من زكاة الفطر ، أرزاً كان أو درة أو قمحاً .
وهذا أساسه جُعلا له مقابل ما يقدمه للناس في ليالي رمضان الذي يندر نفسه ليؤدي دور المسحراتي ، وكان يتغنى بالعديد من القصائد الإبتهالية الجميلة لشعراء الصوفية ذات الألحان الحضرمية الجميلة الشجية .
إن لقب الرجل يأتي من أسم عائلة معروفة من أهل مدينة الشحر ولابد إن أفراد منهم أو فرد واحد أو كل العائلة يتمتعون بالشجاعة والأقدام .
ففي كتاب (الشهداء السبعة) ينقل لنا الأستاذ عبد القادر بامطرف من مدونة الربان باسباع قوله عما خلفته معارك الغزو البرتغالي : ((المصاويب ينقلونهم من كل حافة وعندنا عبروا بعيال قمان أثنين مقاتيل و... و... وعيال العول واحد مقتول وواحد مصاب ...)) .
ونحن نسمع الشعراء الشعبيين يذكرون اللفظة كثيراً :
الله ينجيكم ياعويلة الحافة ... يامصلبين البار
وقال آخر :
ومعك عول ومعي عول ... وحقنا ما با يفوت ... يا مول كليقوط
وفي وقت متأخر ترك عبيد عولي الشحر ورحل إلى الديس الشرقية ومارس مهنته الأساسية عجلاتي وهناك استقر بعض الشيء وتزوج وعند تقاعده ، عاد إلى الشحر وسكن مع زوجته عند أخته أم سعيد وفرج ومحفوظ جمعان برعود (الدفيقي) وعندهم توفي ، رحمه الله تعالى واسكنه فسيح جنته .
بقلم الأستاذ والباحث عبدالله صالح حداد
=====================================================
منقول