بعد ثلاثة أسابيع من اليوم تبدأ عادت الكنابير , والفتيات الصغيرات , ثم تخلفها من أكبر منهم ثم يلونهم الكبار , لكن رب العباد عفانا الكلفة والأخذ والرد حولها لهذا خفت بطبيعتها وكأن الناس بدأت تعي الأخطاء وتميز الخبث من الطيب . وفي هذه المناسبة أحببت أن أنقل لأعضاء منتدانا مقلا حولها نشر أولا بإحدى الصحف ثم نشر بالمنتديات وهي كثيرة ..
------------------------------------------------------------------
أحسنت أحسنت آخى محمد الرياضي على هذا الطرح انقل لكم مبحث قيم يسلط الضوء عن هذه الرقصة ويبين أصولها وما تحمله من دلالات
الكمبوره من عادات الفرس
ذكر الأستاذ / عبد الله صالح حداد في مقال له نشرة في 4/8/1983م تحدث فيه عن بعض الرقصات الشعبية فجره الحديث إلى الكلام عن عادة (( الكنابير)) وقال إن رقصة الكنبورة تستخدم في بلدته الشحر من قبل الفتيات الصغيرات في مساء ليالي العشر الأولى من ذي الحجة ويدرجن بها على البيوت فيقفـن في أحواش البيوت .
وهن يتغنين بأهزوجة تقول :
عوّاد عواد يا عرفة متى با نجين
الكبش مرصون والقفة ملآنة طحين
لا هلت العشر قل يا لله مع الواقفين
حجاج ومسافرين تحت الجبل حاطين
عادت علينا و لاعادت على الكافرين
وكنبارة الشحر وعاء طيني أشبة بالمبخرة يحمل على عود ويوضع علية اللبان ثم يشعل ولكل بنت صغيرة واحدة وهي لعبة خاصة بالبنات فقط.
أما كمبورة المشقاص فلها شكل يختلف عن كنبورة بنات الشحر فهي مكونة من عود غليظة تحمل رأسها قمع يقال المشعال يوضع بداخلة الليف المبلل بالجاز وهي المادة المشتعلة.ثم من عودين متعامدين في وضع راسي مع العود الغليظة وتزين الأعواد المتعامدة بشكة على شكل أطور من قصب الذرة اليابس ولكل منطقة كمبورة تعاند كمبورة المنطقة الأخرى ولكل جماعة كمبورة مقدم ويشترك في الكنابير الرجال والنساء.
حتى قال احد الشعراء لمقدم الكنبورة بالريدة الشرقية. وكانوا متواعدين كنبورة أهالي ( الكدم ) وكانت من اشهر كنابير المنطقة وكنبورة أهالي الريدة من أجل زيارة اهالي خاشيم فخلفوا أهل الكدم موعدهم فقال الشاعر
قل للمقدم صاحبك قصروا العادة
أهل الكدم ما بغوا بيعاودوا السادة
وفي ريدة المعارة يقال لها ( مكبارة ) وفي عيص المسيلة وسيحوت ووادي المسيلة يقال لها
( كبّارة ) ويشترك في هذه الرقصة الرجال والنساء .
وهنا قد يسأل سائل ويقول هل لهذه العادة في أرض المشقاص أصل أم أنها دخيلة علينا؟؟
فإذا علمنا كما سبق إن بنات الشحر يحملن الكنبارة وعليها نار ينبعث منها النور وإنها محمولة من قبل الفتيات الصغيرات وان الأهازيج تقدمها في الفتيات في شكل غنائي ..
وجدنا أيضا" شاهد ذكره جيمس فريزر في كتابة (( الغصن الذهبي )) والذي ترجم منة فصل عن العادات جبرا إبراهيم جبرا . في كتابة أدونيس أو تموز (( دراسة في الأساطير والأديان الشرقية القديمة)) قال ص61 عندما تحدث عن النساء المقدسات في الهند قال :
في جنوب الهند يلاحظ الفتيات المقدسات اللائي يمارسن البغاء المقدس في الهياكل يدعين (( خدام أو جواري الآلهة )) مهنتهن الرسمية الرقص مرتين في اليوم وتهوية المعبود بأذناب الجواميس التبتية والرقص والغناء بين يديه حين يحمل في المواكب , وحمل النور المقدس المدعو ( كمبارتي) جيمس فريزر
وقال اليعقوبي في تاريخه (1/174) وهو يتحدث عن الفرس : ( وكانت الفرس تعظم النيران وتنكح الأمهات والأخوات والبنات وتذهب إلى أنها صلة لهن وبربهن وتقرب إلى الله فيهن . فحديثنا عن تقديس النار التي أصبحت تقليدا" لدى كثير من المسلمين . هي عادة من العادات التي يجب الحذر منها فهذا الأمر هو معتقد بوذي كما هو معتقد فارسي .
فإيقاد الشموع في هاتين الملتين يرمز إلى تأصيل العقيدة.
وقد اخبر الصادق الصدوق صلى الله علية وسلم : (( لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة شبرا" بشبر وذراعا" بذراع حتى إذا دخلوا جحر ضب لدخلتموه قبل يا رسول الله اليهود والنصارى؟ قال فمن )) رواه البخاري ومسلم.
ومع هذا نقول إن الكنابير انتقلت إلينا عن طريق الهند والفرس . فعن طريق العلاقات التجارية بين اليمن والهند وخصوصا" الساحل الحضرمي فهذه تؤكد الدراسات الإنثرابولوجيا وخصوصا" التشابه كبير جدا" في كمبورة بنات الشحر والفتيات المقدسات في الهند . وحملهن النار المقدسة ((كمبارتي))
وعن طريق الفرس فالفرس مكثوا باليمن مدة تزيد عن نصف قرن من الزمان وآثارهم ضاربة إطنابها في ساحل المشقاص فلاشك إن لهم تأثير كبير على معتقدات أبناء المنطقة ونفذوا خروج الأحباش من اليمن من قبل الفرس صارت اليمن مقاطعة تابعة للساسانين الفرس حتى الفتح الإسلامي .. وقد كانوا في ساحل المشقاص . قال جواد علي في كتابة المفصل : ( ثم أنه كان في حضرموت وفي العربية الشرقية أناس منهم أقاموا هناك. وقد كانوا وكلا الأكاسرة على هذه الأماكن منهم , وهم على دين المجوسية ) وقال الألوسي : ( أن صنفا" من العرب عبد النار , وقال عنهم : (( وهم أشتات من العرب . وكان ذلك سري إليهم من الفرس والمجوس )).
الباحـــــث / عوض سالم حمدين
منقول