البلوتوث.. الدمار الشامل ( ملف كامل)

ننوه للاخوة القراء بأت هذا الموضوع منقول من موقع مجلة الأسرة و التنمية

منذ ظهوره الأول نهاية الألفية الثانية وتحديداً في مطلع العام
1998م حظي البلوتوث باستقبال كبير شأنه شأن التقنيات الحديثة الأخرى التي
غزت العالم فأصبح مأسوراً بها.. ويعد البلوتوث إحدى وسائل التكنولوجيا
المتطورة المرافقة للأجهزة الإلكترونية، مثل الكمبيوتر والهاتف المحمول
ولوحة المفاتيح وسماعات الرأس، والتي تمكننا من تبادل ونقل المعلومات والبيانات من غير أسلاك أو كوابل
أو تدخل من المستخدم نفسه!! إذ تعتمد تقنيته على الاتصال اللاسلكي عن بعد
وبنطاق محدود، وقد يتعدى مساحة تتعدى المائة متر أو تقل إلى مترات قليلة
ولكن في أي اتجاه ودون حجب من أي حاجز.. شباب وفتيات، أزواج وزوجات، بل وشيوخ
طاعنون في السن.. جميعهم معرضون لحكاية ابتزاز وتهديد يكون شاهدها الأول
البلوتوث،بسبب تكنولوجيا أساؤوا استخدامها وحوَّلها آخرون إلى وسيلة سطو
اخترقت خصوصياتهم بدافع التسلية أو بدوافع أخرى فتحولوا إلى ضحايا بلوتوث
لا يرحم!!.. بعضهم دخل الدوامة من بوابة الحب والغرام والعشق فصوَّر ما لا
يجوز ، فيما البعض كان ضحية تلصص واستراق ملفات خاصة من الأعراس أو كشف
عوراته بنفسه.. إنما الكل سهَّل مهمة الإيقاع به قبل أن يبدأ حكاية العيش
في جحيم الخوف من الفضيحة









مهما
يكن علينا الانتباه جيداً من ابتزاز الآخرين حولنا ، خصوصاً من نقيم معهم
علاقات خاصة .. فتيات كثيرات وقعن ضحايا هذا الأسلوب من شباب أو صديقات
دخلوا حياتهن بأسم الصداقة والمحبة ثم بدؤوا في التهديد و الوعيد حال
حصولهم على لقطة إدانة ..


«س.ع» من تعز.. حكت لنا قصتها مع البلوتوث
قائلة: «تعرفت على صديقة في مرحلة الدراسة، واستمرت علاقتي بها بعد التخرج
من الثانوية، كنا نتزاور في البيت أو نتلقى كثيراً في جلسات القات والشيشة
ونتحدث دائماً عن الزواج وفارس الأحلام كما هي عادة الفتيات، وكانت دائماً
تخوف شلتنا بالعنوسة وتذكرنا بعدد من الفتيات اللواتي فاتهن قطار الزواج،
وتحثنا بضرورة الحصول على الزوج قبل فوات الأوان..

قاطعتها أكثر من ثلاثة أشهر رغم أنها ظلت
تتصل بي بشكل يومي مؤكدة أن غرض قريبها شريف لكنه عديم التصرف ولا يستطيع
إخراج ما في نفسه ، وذات يوم اتصلت تستحلفني بضــرورة حضــور عيد ميلادها،
وأمام إصرارها وتوسلاتها صدقتها وقمت بشراء هدية خاصة لها، وعندما وصلت إلى
البيت اكتشفت عدم وجود عيد ميلاد وأنها حفلة كيك وجلسة قات ورقـــص
تــضـــم مجـــموعة من البـــنات،

معــظمــهن من زمــيلاتـــنــا،
شاركــتـهنالجلسة ورقصنا مع بعض.. وبعد أســـبوع تفـــاجأت بقـــريبـها
يتصل بي للاتفاق على تحديد موعد منــاسب لخطبـــتي، وبـــوجود قـــريبته
أيـضاً، وحين التقينا أخـــرج جواله وأطلعني على مقـطع بلوتـــوث وأنــا
أرقص بوضــع خـاص حينما كنــت عـند صديقتي متوعداً بإرساله لأهلي، صدمت و
أصبت بحالة نـــفسية، واطـــررت للخـروج معه، وازدادت طلـــباته مــني، فهو
يريدني أن أبـدو جميلة أمامه أتزيــن ونـذهب لأماكـــن خـاصة، مع محاولات
دائمة للنيل مني..» واســـتـطردت متنهدة: «هداني تفكيري أخيراً لإخبار
زميلاتي اللواتي كن موجودات معنا في جلسة القات عن الأمر، فأكدن وجود مقاطع
خاصة تخص قريبته «صديقتي» لديهن وفعلاً هددته بإرسالها لأقربائها، ولكنه
بوقاحة قال أنها لا تهمه!! وأخيراً أخبرت أختي بالأمر فنصحتني بعدم الخروج
معه أو حتى استقبال مكالماته، وكذلك أمي، وأكثر ما يجنني هو عدم معرفة
والدي لحكايتي حتى الآن»..

هـــذه القـــصة تتـطابق مع مقطع فيديو
«بلوتوث» لخمس فتيات يمنيـــات مراهــقات مخزنات يسبحن في أحد حمــامات
المــياه الطبيعـية بملابس داخليـة، يتم تــداوله في البلوتوثات بشكل
واسع.. والسؤال الملح هو كيف وصل الأمر بمجتمعنا للظهور بهذا المظهر.. هذه
القصة عبرة لكل المراهقات والنساء للاتعاظ وأخذ الحيطة من التجمعات
النسائية وعـــلاقة الحــب الغـير الناضجة ومراعاة أن هناك بلوتوث مخفي
يمكن أن يقضي على مستقبلهن ويحولهن إلى فتيات نساء وقحات وغير عفيفات بمجرد
صورة أو لقطة فيديو غادرة.. وفي المقابل القصة تمثل دعوة للآباء وأرباب
الأسر للقيام بدورهم في تثقيف بناتهم ونسائهم بهكذا طرق، كما هي نصيحة
للرجال المجردين من كل قيم الآدمية للفت نظرهم إلى ضرورة الابتعاد عن
الاستمتاع أو النظر لعورات الآخرين واتقاء الله في أعراضهم، فحسبهم أن لهم
نساء وفتيات قد يتعرضن لنفس الموقف لأن الجزاء عادة يكون من جنس العمل.

«س.م»ـ
فتاة جامعية ـ تحكي ما تعرضت له قائلة: «تعرفت على شاب التقيته في الجامعة
بعد محاولات متكررة منه في التعرف عليَّ، ولأنه أخبرني أنه في السنة
الأخيرة، لم أشك به لأنه كان يتردد على الجامعة باستمرار.. مع الأيام
تطورت العلاقة بيننا فصرنا نخرج إلى بعض الأماكن العامة بصحبة فتاة قال
إنها أخته، وفي إحدى المرات ـ وكان قد تعهد لي بالزواج ـ جعلني أخلع نقابي
حتى يتأكد من جمالي، وبعد أن أمطرني بكلام معسول قام بتقبيلي بسرعة، ولم
ألحظ أخته المزعومة وهي تصورنا بهاتفها، لكنه بعد يومين فاجأني بصورتي
معه!! وبدأ في تهديدي بإرسالها عبر البلوتوث، عندها دارت الدنيا في رأسي
فلم أتوقع أن يحدث لي مثل هذا الأمر، ولكنني تمالكت نفسي فقمت بخطف الهاتف
من يده وأنا أصرخ «احترم نفسك هذا تلفوني» وأمام التفات القريبين منا هدأت
لهجته فيما باشرت بمسح الملف بسرعة ورميت له بجهازه دون حتى أن ألتفت» ..
وأضافت: «حمدت الله أن القصة انتهت إلى هذا الحد، وأصبحت أكثر دقة الآن ليس
في التعرف على أي شاب فأنا لم أتعرف على أحد قبله، و لكن في اختيار
الصديقات، وأدركت حقاً ألا أمان لأحد في هذه الأيام، وبالفعل كنت محظوظة
فلم تصل الحادثة لأبعد من هذا خصوصاً أن المحمول الذي قامت الفتاة التي
ادعى أنها أخته بتصويري كان نفسه، وعرفت ـ كما قال لي ساعتها ـ أن تلك
الفتاة إحدى صديقاته اللواتي قام بنفس الأمر معهن سابقاً، وأنها تؤدي دورها
بناءً على تهديده لها بنشر صورها معه».




«ت.ن» تحكــي عن قصتــها مع البلوتوث
قائلة: «تعرفت على شاب حاول مراراً وتكراراً كسب حبي لكنني رفضت، ثم أرسل
أخته حتى توصل لي رسالة منه تؤكد رغبته بالزواج مني و أن غرضه شريف ولا
يقصد إلا الارتباط، بعد هذه المحاولات وثقت بكلامه وبدأنا نتواصل عبر
الهاتف حتى تطور الأمر و أصبحنا نلتقي سوية.. كان يحاول إقناعي بإعطائه
صورتي لكني رفضت ذلك تماماً، وفي أحد الأيام كنا بأحد المتنزهات وطلب مني
أن يقوم بنقل بعض الرسائل من جوالي، ولثقتي به أعطيته وما كان منه إلا أن
نقل صوري وصور أخواتي إلى جواله دون أن أعلم ظناً مني أنه ينقل رسائل فقط،
كان ذلك بسبب سذاجتي.. مرت أيام شعرت خلالها بأننا تمادينا بكثرة الخروج
فأخبرته بأني لا أرغب بالخروج معه مرة أخرى وأنه يجب أن يخطبني من أهلي،
ولكنه صفعني برده بأنني سأخرج معه رغماً عني، لم أفهم قصده وقلت له بانفعال
«أنت لست مالكاً أمري ولن أخرج معك أبدا»ً فضحك باستهتار وقال: «أنا مالك
أمرك وحياتك» ثم اضطررت للخروج معه مرة أخرى حتى أعرف حكاية ومغزى كلامه،
وإذا به يفتح جواله ويقول لي: تصفحي الصور!! وإذا بالطامة الكبرى تحل عليَّ
وأنا أجد صوري وصور أخواتي داخله، حتى فيديوهات الرقص الخاصة بنا!! لم
أتمالك نفسي انهرت وبكيت بحرقة ، حاولت مفاوضته بأني سأعطيه جميع ذهبي
مقابل أن يمسح صوري، لكنه رفض وقال أن هذه الصور بالنسبة له أكبر كنز..
أصبحت نهايتي مرتبطة بهذا البلوتوث، والآن أنا دائمة الخروج معه حتى أجد
حلا ولا أفتضح أنا وأخواتي».

«س.س» 34 عاماً، ربة بيت وأم لثلاثة أبناء
وبنت.. تكشف الوجه القبيح لبعض النساء والرجال في استغلال «الجوال»
فتقول:» لأن المناسبة كانت عرس أختي فقد كان من الواجب أن أكون في مقدمة
الحاضرات،ورغم توجيهات زوجي المغترب في الكويت بعدم حضور أي عرس لكنني قبل
حضوري استأذنته، وبعد إلحاح وبكاء أذن لي بشرط حضوري محتشمة مع التنبيه
بمراقبة أفراد أسرتي للمدعوات للتأكد من عدم وجود تلفونات بكاميرات تصوير،
لأنه ـ كما قال ـ شاهد هناك ـ في الكويت ـ أفلاماً ليمنيات في صالات أفراح
شبيهات بممثلات الأفلام، يبدين غير محتشمات وبملابس قصيرة لا تخفي صدورهن
أو سيقانهن، وأكد أنه رأى أبشع من ذلك..» وأضافت: «وفعلاً لبست فستان سهرة
طويل وذهبت أولاً إلى منزل أهلي للحضور سوية مع «العروس»، وهناك تلقيت
كثيراً من التعليقات من شقيقاتي وزوجات إخوتي بسبب الفستان، وحتى أختي
«العروس» زعلت وقالت إنها تريدني أن أكون أجمل من كل المدعوات، ولذلك فقد
أرغمتني على ارتداء أحد فساتينها الجديدة، وبالفعل قمت بارتدائه.. وفي
الصالة بعد خلعنا «البوالط» كنت أبدو جميلة وجذابة.. شعر مصفف أجادت
الكوافيرة تسريحه بشكل يناسب وجهي وجسمي.. وماكياج جعلني أبدو بسن عروس..
وفستان يكشف عنقي وصدري، وضِّيق أكثر من اللازم، ولا يصل إلى منتصف فخذي ..
بصدق لم أفعل ذلك قبلاً حتى في بيتي وأمام زوجي».. وواصلت : «كنت فرحة
وقلقة، فلو عرف زوجي لحصلت مشكلة، رغم أن كل النساء والفتيات الحاضرات
كُنَّ يلبسن لبساً مشابهاً، بل وبعضهن كُنَّ شبه عاريات.. سارت الأمور كما
ينبغي وانتهى الحفل، وبعد شهر عسل أختي اجتمعت العائلة كلها للاحتفال
بالعروسين، وهناك لاحظت أن نظرات عريسها لي غير طبيعية، وفي المساء وبعد
عودتي إلى منزلي فاجأني باتصال يؤكد رغبته وأختي في زيارتي في اليوم
التالي، فقمت بإعداد الغداء لاستقبالهما، كنت فرحة بزيارة أختي لي وخائفة
منه، تحدثنا بعد الغداء كثيراً، وحين دخلت أختي مع أبنائي لرؤية الأشياء
الجديدة التي أرسلها والدهم اقترب مني زوجها بشكل مريب وقال أنني أبدو أجمل
من أختي «زوجته» و أن صورتي يوم عرسها لم تفارق مخيلته.. وما أفزعني أكثر
هو إظهارة «مقطع فيديو» التقط لي في أوضاع غير لائقة في حمام الصالة وأنا
أبدل ملابسي، وفيها أبدو شبه عارية، لم أعلم أن شقيقته كانت تصورني حينما
طلبت مني خلع الفستان لتجربـــته!! وبوقـــاحـــة قال لي «جـــــســـمـــك
حـــلـو باتـــصـــل لك المغرب» .. واستطردت : «وقتها دارت الدنيا أمامي،
ولم أجد الإجابة المناسبة أو كيف أتصرف، ماذا لو علم زوجي ؟ وبعد العاشرة
مساء اتصل بيوأصر على مقابلتي لتبرير الموقف وإتلاف المقطع..
وحـــــينــــما قــــابلـــــتــــه في إحــــدى الحدائق العامة عرفت
مقصده، فقد كانت نظراته غير بريئة وكلامه ينهش جسدي، وعندما صددته وذكرته
بأني شقيقة زوجته ألمح لي بأنه سيرسل المقطع إلى زوجي دون معرفة أحد، وهناك
انهرت وأحسست بحجم الكارثة، فترجيته باكية، إلا أنه ألح على لقائي به في
مكان مغلق، وحلف لي بحذفء المقطع وانتهاء كل شيء.. طاوعته واستقبلته في
منزلي وحيدة بعدما ذهب أبنائي لمدارسهم.. وهناك حصل ما كنت أخشاه..!!
وفعلاً قام بحذف المقطع ولكنه لايزال يتردد عليَّ بين وقت وآخر تحت ذرائع
وحجج مختلفة..!! والآن أتساءل: أين كان عقلي؟!!».




مرام..
طالبة جامعية.. تحدثت عن تجربة مماثلة لإحدى قريباتها قائلة: «صورة فقط و
ليس «مقطع فيديو» كانت كفيلة بطلاق خالتي التي رأت أن من الواجب حضور زفاف
إحدى صديقاتها في صالة أفراح كرد دين عليها، لأن صديقتها تلك حضرت فرحها
قبل عدة أشهر، ولا بد من القضاء.. اشترت خالتي فستاناً آخر صيحة ودون معرفة
زوجها ذهبت لمشاركتها الفرح، وهناك قدمت كل ما لديها من مهارة في الرقص
وتفوقت على جميع المدعوات مما أوقع في قلوبهن غيرة عليها، وربما بسبب ذلك
قامت إحداهن بالتقاط صورة تظهرها في حالة انسجام وفي «فستان نص وشفاف»..
بعد أسبوع فــقط اكــتفى فــاعل خير بإرسالها داخل مظروف لزوجها!! وبدون
محاولة معرفة التفاصيل قطع دوامه وعاد للمنزل هائجاً فتلقت منه خالتي
ألواناً من كلمات الســب والشـتم والاتهام، بالإضافة إلى كدمات كثيرة نتيجة
تعرضها للضرب، وقبل أن تصل لبيت العائلة كان قـد أوصــل ورقة طلاقها مع
المظــروف ، وهـناك أكمل جدي ما بدأه «زوجها» من ضـرب، والسبب لعنة اسمها
«كاميرا وبلوتوث» لم يحسن البعض استخدامها».

اختراق وتجسس

أشار بحث أجرته شركة «الديجتال» إلى وجود
ثغرة أمنية خطيرة واكبت إدخال تقنية البلوتوث في الهواتف المحمولة يمكن من
خلالها سرقة بيانات المستخدمين وانتهاك خصوصيتهم وعناوينهم خصوصاً هواتف
نوكيا وأريكسون.. وهو ما دفع شركة «نوكيا» إلى إضافة تقنية الإخفاء لبعض
أجهزتها، لكن بعض الأجهزة الأخرى يمكن اختراقها حتى وإن كانت في وضع تعطيل
وإقفال البلوتوث ، إذ يكفي فقط معرفة عنوان البلوتوث، وهو ما يمكن معرفته
واكتشافه باستخدام برامج الاختراق المتواجدة على الأنترنت ..

لذلك نصحت التقارير المختلفة جميع مشتركي
خدمة البلوتوث بضرورة إيقاف الخدمة وعدم تشغيلها إلا عند الحاجة ولوقت
قصير، مع مراعاة عدم فتحها في الأماكن المزدحمة والطرقات، وكذا عدم
الاحتفاظ بوثائق وصور لها طابع شخصي.. وكل هذا منعاً لاختراق الخصوصية وما
تجره من تبعات لاحقاً..

«كنت أثق بكل الناس وخاصة جاراتي من
النساء».. هكذا بدأت «ع. س. م» حديثها عن وقوعها ضحية البلوتوث اللعين حد
قولها، وتواصل : «كنت أحب استضافة صديقاتي وزميلاتي في بيتي لقضاء الوقت
وتناول القات وشرب الشيشة، وفي أحد الأيام استضفت زميلاتي، وبحكم الجيرة
حضرت جارة لي في نفس العمارة تسكن في الشقة المقابلة لشقتي وزوجها مغترب
في السعودية رغم معرفتي أن سلوكها غير سوي، فقد كنت دائماً أنصحها بحفظ
بيتها وصون شرفها ، خاصة بعدما رأيتها تخرج من شقتها إلى الشارع في
إحـــدى المرات وهــي في أبهـة حلة، فما كان مني ـ حينها ـ إلا أن هرعــت
إلى الشــرفة، حتى أرى إلى أين هي ذاهبة، وحين رأيتها وهي تركب سيارة
فارهة جداً أصبت بصدمة، وفي اليوم الثاني دخلت شقتها وأخبرتها بأني رأيتها،
وتوعدتها إن سارت على هذا النحو فسأخبر زوجي حتى يخبر زوجها ، وأمام جديتي
اقتنعت وأخبرتني بأنها لن تعود لمثل هذا الأمر».. وأضافت: «وفي يوم
استضافتي لصديقاتي وحضورها أجبرتني على الرقص واستغلت هذا الوضع فقامت
بتصويري، كنت أظنها تتصفح جوالها ولم يخطر ببالي أنها تصورني !! بعدها صارت
تهددني بمشاهد الفيديو، كنت محتارة ماذا أفعل وكيف أتصرف؟ ولدناءتها أخبرت
زوجي بالقصة كاملة وفقد أعصابه لدرجة أنه ضربني لعدم إخباره الحقيقة
ولثقتي بالنساء، لكني شرحت له وترجيته أن يحل المشكلة دون تهور، والحمد لله
تـــفـــهم زوجـــي الأمـــر، وأخـــبــر زوجها مما أدى إلى طلاقها،
وأخذنا منها الجوال وانتهت المشكلة بفضل الله تعالى وعقلانية زوجي» .




«د. هـ».. كانت مصيبتها أشد فقد كانت
جميلة وخفيفة الظل تحب الحياة والاجتماع بالصديقات ، ولأنها اجتماعية فقد
تعرفت على شلة نساء بعضهن متزوجات وأخريات مطلقات والبعض لآخر عازبات،
كانت تقضي معهن وقتاً لطيفاً ـ حسب قولها ـ وتواصل: «في يوم اجتمعنا
لإحياءحفل صغير بمناسبة عودة صديقة من السفر وقمنا بالتقاط بعض الصور
للذكرى، وبعد فترة اكتشفت أن هذه «الشلة» شبكة دعارة وأنهن بنات ليل، حيث
طلبت مني إحداهن أن أرافقها إلى أحد الفنادق، وعندما رفضت هددتني بنشر صوري
على المـلأ، ولأن صــورهن معي كذلك أخبرتها بأني سأنشر الصور التي بحوزتي،
لكنها قالت بأن ذلك لا يهمها وأنها لا تخاف ، وقالت لي بالحرف الواحد «فقط
خافي على نفسك ياحلوة» ومنذ ذلك اليوم وأنا أعيش بكابوس الاستمرار بصحبتهن
أو الإفصاح عن الأمر لأهلي حتى لا أقع بشبكتهن».




أم سماح .. مدمنة على التقاط الصور لها
ولجميع أهلها، وتحتفظ بها للذكرى تسرد قصتها قائلة: «لأنني أحب أجواء الفرح
فقد كنت دائماً ما أقوم بالتقاط الصور لي ولأفراد أسرتي وأهلي في
المناسبات، ولذا فجوالي مليئ بالصور الخاصة، .. عندما أضعت جوالي كنت
مشغولة بالمطبخ ، و وضعته بغرفة المعيشة فأخذه ولدي الصغير وخــرج به إلى
الحارة، بحثنا عنه في الحارة ولم نجده، اتصلت بالرقــم وكــان خارج التغطية
فأصبت بحالة ذعر، وعند عودة زوجي كنت مترددة في إخـــباره، وحــين أخبـرته
جـن جــنونــه، وقال: إذا لم تستطيـعي أن تحافظي على جوالـك وفـيه الصور
فالأجدر بك ألا تتصوري.. والآن أنا أعيش بحالة قلق وخوف وأفكر أحياناً بأن
صوري وصور الأهل موزعة في جميع الجوالات، وأحياناً أطمئن نفسي بأن هذه
الأوهام لن تحدث، ومن يوم هذه الحادثة التي مريت بها كرهت الصور والتصوير
حتى إني اشتريت جوالاً بدون كاميرا، والحمد لله ربنا ستر».

نظرة قانونية
حققت التقنيات الحديثة خدمة للبشرية وسهلت
لها الحياة، ومكنت البشر من التواصل المستمر فيما بينهم بحيث أصبح
العالم الكبير قرية كونية مصغرة له، فمن خلال هذه التقنيات الحديثة
والمتطورة تنتقل الرسائل والصور وغيرها بصورة سريعة لم يسبق لها مثيل في
التاريخ، ومع ذلك فبدلاً من أن يستفاد من هذه التقنيات وهذه الإنجازات أسيء
استخدام هذه الخدمة إلى درجة أننا أصبحنا نتخوف كثيراً مما نسمعه من
حكايات يندى لها الجبين، فقد حدثت إساءات في استخدام تقنية الجوال مع
الكاميرا أدت إلى ظهور فضائح وانتهاك لأعراض وخصوصيات البعض من الناس،
الأمر الذي أدى إلى الإساءة إلى سمعة أسر والتشهير بها وتدميرها وإلى تفكك
البعض الآخر وحدوث حالات انفصال وتقديم دعوى بالفسخ أمام المحاكم.. إننا
سائرون إلى الأمام ولا يمكن الرجوع إلى الوراء ، إنما المشكلة ليست في
الأجهزة التي نستخدمها ولكنها تكمن في سوء استخدامنا لها، خصوصاً وقد غزت
واقتحمت بيوتنا في العديد من المناسبات الأسرية وفي المدارس والكليات
وصالات الأفراح وغيرها.. السيئ في الأمر هو التقاط صور لقاء «فتيات وسيدات
مجتمع» أو الشباب من الجنسين في أوضاع مختلفة خلسة، ومن ثم قيام بعض ضعفاء
النفوس بنشر تلك الصور والمقاطع بالبلوتوث أو عبر الانترنت من أجل نشرها في
نطاق واسع بين أوساط المجتمع، وهذا ما يمكن أن نعتبره شبيهاً بجرائم
الشرف، ومثل هذه الأفعال اللاأخلاقية أوجدت خللاً في أخلاقيات المجتمع
وسلوكه وضعفاً في الوازع الديني لدى الفئةالتي تمارس مثل تلك السلوكيات ،
وينبغي مصادرة هذه الأجهزة منها بقرار حكومي ، وكذا عمل كل شيء من شأنه
إيقاظ الوازع الديني لدى أفراد المجتمع، وكذا التوعية الاجتماعية بالمخاطر
الناجمة عن سوء استخدام التقنيات الحديثة، والعمل على تنمية الوعي لدى
شبابنا وفتياتنا بهذه المخاطر، ثم العمل من أجل ترشيد استخدامنا لهذه
التكنولوجيا الحديثة.. ويمكننا القول بأن قضية الحفاظ على أعراض وخصوصيات
الأسر والعائلات وحماية المجتمع تتطلب منا جميعاً أن نوليها جل اهتمامنا
لأهميتها في صيانة وحماية أخلاق وقيم المجتمع.

القانون اليمني من ناحيته يحرم تلك
الأفعال في مواده «255» و «256» و «257» من قانون العقوبات، ولكن هناك
العديد من المشكلات العملية والإجرائية التي توجد عند ارتكاب إحدى جرائم
الجوال المزود بآلة تصوير وهي عديدة ونشير هنا إلى أهما:

ـــــ صعوبة إثبات تلك الجريمة.

ـــــ صعوبة الوصول إلى الجاني الحقيقي.

ـــــ صعوبة تحديد المسؤول جنائياً عن الفعل الإجرامي.

ـــــ صعوبة السيطرة على أدلة الجريمة.

ولأن جرائم الجوال المزود بآلة تصوير
كثيرة ومتنوعة فبالتالي يصعب اكتشافها، كما يصعب حصرها ومتابعة مرتكبها إذا
ما ارتكب تلك الجرائم عبر شبكة الأنترنت.

ولا بد هنا من الحديث عن القوانين التي
يجب أن تكون موجودة كأساس لتحديد ماهية الأفعال التي تعتبر جرائم، فقانون
الجرائم والعقوبات اليمني يحدد الجرائم التقليدية ومنها جرائم انتهاك
المراسلات والاعتداء على حرمة الحياة الخاصة والتهديد بإذاعة الأسرار
الخاصة وأركانها، كما أن قانون الإجراءات الجزائية يقرر أساليب ووسائل
البلاغ والشكوى عن الجرائم المتبعة في التحري عن الجرائم ومرتكبها وجمع
الاستدلالات عنها وضبطها والتحقيق فيها، ثم أخيراً إحالة المتهم بارتكابها
فيُقضى إما بإدانته ويلقى العقاب المنصوص عليه في القانون جزاء ما اقترفت
يداه، أو يُقضى ببراءته، ولكن بالنسبة للجرائم التي يعتبر الجوال المزود
بآلة تصوير هو أداة ارتكابها فلا تتوافر لها حتى الآن نصوص قانونية في
قانون الجرائم والعقوبات اليمني النافذ لتجريمها ولتقرير العقوبة المقررة
على كل جريمة تتم بهذا الشكل غير التقليدي في الجوال المزود بآلة التصوير
أو النشر عبر شبكة الانترنت للصور التي يتم التقاطها هذا من جهة، ومن جهة
أخرى فلكي تتوافر إمكانية تجريم هذه الأفعال ووضع العقاب على مرتكبها لا
بد من نصوص قانونية في قانون الجرائم والعقوبات تجرمها وتقرر العقوبة
عليها، بالإضافة إلى نصوص قانونية أخرى من قانون الإجراءات الجزائية تبين
الوسائل التي يتم استخدامها عند جمع الاستدلالات عنها وضبطها، وكيفية البحث
عن الأدلة الخاصة بها والحفاظ عليها، والتحقيق من تلك الجرائم تمهيداً
للقبض على مرتكبها لينال العقاب على ما اقترفه من أفعال.. ويلزم قبل توافر
النصوص القانونية وجود الشرطة المدربة فنياً وتكنولوجياً للتعامل مع هذا
النوع من الجرائم، وبالتالي يلزم أن تكون أجهزة الشرطة بالقدر الكافي الذي
يجعلها قادرة على ضبط الجرائم والتعامل مع مرتكبها، ولا يقتصر ذلك على
أجهزة الشرطة فحسب بل يجب أن يكون رجال النيابة العامة ورجال القضاء
والمحامون جميعاً مؤهلين للتعامل مع مثل ذلك النوع من الجرائم ، ومن جهة
أخرى لا يكفي التدريب الفني لهم بل يستلزم توافر الأجهزة الفنية التي
تعينهم على القيام بواجباتهم ومهامهم لأن التدريب الفني وحده لا يأتي
بالنتائج المطلوبة.

وفي الختام أقول لا جريمة إلا بنص ولا
عقوبة إلا بقانون، وأن المتهم بريئ حتى تثبت إدانته والشك يفسر لمصلحة
المتهم، ولا يُقضى بالعقاب إلا بعد محاكمة تُجرى وفقاً لقانون الإجراءات
الجزائية تصان فيها حرية الدفاع وفقاً لنصوص المادة «2» عقوبات والمادة
«4» إجراءات جزائية، والمادة «47» من دستور الجمهورية اليمنية.

قــد يفــكر الأزواج أو أحـد أفراد الأسرة بتوثيق
لحظات أسرية سعيدة فلا يجد مفراً من جواله فيلتقط صورة أو مقطعاً على
سبيل إظهار مدى سعادته ، لكن أحياناً قد يصير الأمر وبالاً على الأسرة كلها
أو المرأة وحدها لأنها دائماً تتحمل التبعات منفردة.. فماذا لو أضاع الزوج
أو القريب جواله ؟! وما العمل إن حصل ما يعكر صفو العلاقة الزوجية بينهما
فتعرضت حياتهما للطلاق ؟ بالتأكيد فإن مصير الصور مرهون بمن وجد الجوال أو
بطليق ناقم ..




«ج.م» من عــدن.. تــبدو متــألمة وتعيسة
بفضل بلوتوث أخيها بسبب أجواء عائلية خـــان ســرها البلـوتوث.. «ج.م» تحكي
قصتها بصــراحة ليـدرك الجميع ضرر هذه التكنولوجيا إن أسيئ استخدامها
فتقول: « كـنت أنتــظر اللحــظة المناسبة لشرح قصتي على صفحات «الأسرة
والتنمية» خصوصاً وهي المجلة الأكثر تناولاً لقضايا المجتمع الحقيقية،
وكذلك لتوعوية الأخريات بالابتعاد عن كل ما يمت بصلة للتصوير عبر الجوال،
سواء التصوير العادي أو مقاطع الفيديو نتيجة وجود بلوتوث بإمكانه قلب
حياتهن رأساً على عقب..» وتضيف: «كما تعلمون في عدن يجتمع الرجال والنساء
في العائلة الواحدة في جلسات القات مع طقوس البخور وأغاني فيصل علوي، وفي
إحدى المناسبات العائلية تفاعلنا مع الجو وقمت بالرقص مع ابنة خالتي
المخطوبة لأخي، وفي أثنائها قام أخي بتصويرنا ونحن نرقص، رغم معارضتنا على
التصوير، لكن أخي أصر قائلاً أن ذلك سيبقى في تلفونه.. وبعد أربعة أشهر
فوجئت باتصال دكتورة في الجامعة وهي تقول «ما شاء الله على الرقص، أصبحت
راقصة مشهورة بكل الهواتف» واتهمتني بأنني صائعة، وعندما شاهدنا البلوتوث
بقيت منهارة في البيت ولم أستطع الخروج، وقام أبي بضرب شقيقي على فعلته
وطرده من البيت،واكتشفنا أن البلوتوث تسرب عبر صديقه دون علمه.. والآن
تشوهت سمعتي وكلما حاولت نسيان الأمر يأتي اتصال يذكرني به.. لقد تدمرت
تماماً ولن يقبل بزواجي أحد، خطيبي فسخ خطوبته مني رغم أن الزواج كان في
شهر مايو الماضي، حتى أخي بأنانية قام بفسخ الخطوبة من ابنة خالتي رغم أنه
هو السبب!!».




«نهى .ع» فتاة تخرجت من الجامعة بتقدير
امتياز تحكي قصتها هي الأخرى قائلة: «تقدم شاب مغترب في السعودية لخطبتي
عبر جيراننا بعد شهادة الكل له على الأخلاق والإلتزام ،ونتيجة لذلك فقد تمت
خطبتنا ثم عقدنا القران بسرعة، وكان يتعامل معي خلالها بحب وحنان، وهو ما
جعلني أحمد الله على نصيبي فقد كان وفق ما رغبت ،وبعد فترة طلب منه أهلي
تحديد موعد الزفاف لكنه أوضح أنه سيحدد الموعد لاحقاً، فسافر هو وبقيت أحضر
الماجستير، وبعد ثلاثة أشهر اتصل بي محدداً موعد الزواج بعد ستة أشهر..
مرت المدة وعاد إلى الوطن فتفاجأت بتأجيله الموعد متذرعاً بأعذار لا
أفهمها، استمر تواجده لأكثر من شهرين كنا نخرج معاً ونسافر لبعض المحافظات،
ثم سافر مرة أخرى، وهكذا استمرت علاقتنا ثلاث سنوات ونحن نعيش بعيدين عن
بعض وأنا مشتتة بين وعوده بإتمام الزفاف وبين عودته والتحجج بأمور لتأجيله
كنت خلالها أواجه ضغوطاً من الأهل، وذات يوم طلب مني أن أرقص بحكم أني
زوجته بحجة رغبته في تذكري في غربته ولإبعاد زميلاته هناك عنه، خصوصاً
عندما يرين جمالي ويتأكـــدن من حـسن اختياره ـ حسب قوله ـ» وأضافت: «وبعد
هذه المدة اتصل يعاتبني على إلحاحي على إتمام الزواج وقام بالصراخ عليّ
قائلاً: «ليش مستعجلة على الزواج!!».. الكارثة التي لم أكن أتوقعها جاءت
عبر أقارب أكدوا أنهم شاهدوني في مقـــاطـــع الفيديو التي صـــورني فـيها،
وأنــــــــهــــا مـــتــــــداولة هــــناك ويتناقلها الناس بالبلوتوث!!
وحينما رجع اكتفى بإهدائي ورقة الطلاق عبر آخرين دون إيضاحات، بعد أن
جعلني فتاة سيئة السمعة دون ذنب سوى أنني وثقت به كونه زوجي، فيما ذهب
للبحث عن ضحية جديدة».




«سمير .ج».. اعترف بسوء استخدامه
للبلوتوث، مؤكداً أنه كان سبباً في طلاقه لزوجته، وقال: «كانت تجربتي
مريرة في التعامل مع جهاز المحمول والبلوتوث، وكلفتني انهيار سعادتي
الزوجية.. حدث الأمر أولاً ببساطة وبمرح حين قمت بتسجيل ملف مصور لزوجتي
ونحن نقضي سهرة خاصة.. فقد كانت ترقص بدلال وبملابس السهرة المغرية، وأنا
أشعر بمتعة ذلك، وبينما نحن كذلك أوحى لي الشيطان أن أقوم بتسجيل اللحظة
الجميلة دون أن تدري، وزيادة في الاستمتاع قمت بمشاركتها الرقص مع القيام
باحتضانها و.....، ولم أخبرها!! وفي اليوم الثاني وقبل أن أخبرها أو أريها
سهرتنا تلك فقدت تلفوني السيار ربما في الحافلة أو بسوق القات، فشعرت بقلق
كبير وبإحراج شديد من إخبارها، وظل هاجس الملف يشغلني حتى في منامي»..
ويواصل بنبرة أكثر حزناً: «اشتريت جهازاً جديداً لكي لا تظن أن حزني على
التليفون مسألة بخل، ولكن قلقي كان يزداد كلما مر وقت أكبر، وبعد ما يزيد
عن شهرين عدت للمنزل ولم أجـــــــدهـــا، فحـــــاولـــت الاتـــصــــال
بها ولم ترد، قلت في نفسي لعلها ذهبت لزيارة أسرتها بصورة مفاجئة ولم تستطع
محادثتي، ثم كررت الاتصال مجدداً وكان الرقم مقفلاً هذه المرة، شعرت بحدوث
شيء ما فجربت الاتصال بأخيها فأجابني بكلمات كلها شتم وسب وتهديد، واختتم
كلامه متوعداً «إذا لم تطلقها بالطيب أنت تعرف إيش بايحصل لك»، ساعتها
أدركت كل شيء ، وأن الملف وصل إليهم عن طريق البلوتوث، وأن الذي وجد تلفوني
أو سرقه قام بنقله لآخرين، وهكذا، وخلال هذه الفترة وصل لأقربائها..

حاولت شرح ما حدث ولم أجرؤ على توسيط أحد،
لكنهم كرروا تهديدهم، بل إنهم قاموا بالاعتداء علي وقالوا لي أنني إذا لم
أطلق فسأكون الجاني على نفسي، وأمام ما حصل قمت بتطليقها وأنا أبكي حبنا
الذي كان ،وألعن البلوتوث واللحظة التي فكرت فيها بتصرفي المخبول..».




عادل عبدالله ـ طـالب جامعي ـ يسرد لنا
قصة صديقه مع زميلته في نفس القسم بقوله: «كان صديقي مصاباً بلعنة تداول
صور الفتيات عبر البلوتوث مع أصدقائه الشباب، وقـــد تعـــرف على
زمــيـــلة في نــفـس القسـم الذي أدرس فيــه وأعــجب بها، ثم خطــبها وتم
عــقد قـرانهما، وفي أحد الأيام وصلت له صورتها بالبلوتوث وهي ترقص، طبعاً
لم يكن أحد من زملائه يعلم أنها زوجته!! انهارت أعصابه وتمنى لو أن الأرض
انشقت وابتلعته.. ولثقته بي أخبرني بما حدث له كوني صديقه المقرب ، وأكد
أنه قرر تطليق زوجته ، فأقنعته بالرجوع عن قراره، وأن ما حدث له هو من جنس
عمله، لأن الذي كان يعمله هو وأصدقائه ليس بِهيِّن، وبالفعل أقلع عن عمل
ذلك وأصبح إنساناً آخر».

أضرار صحية

أضرار تقنية البلوتوث لا تقف عند حدود
تناقل الملفات السيئة أو إمكانية الاختراق وتصفح أو سرقة بيانات المستخدم
ولكنها تمتد لما هو أخطر .. فقد أوضحت دراسات عديدة الأخطار الصحية
المترتبة عن الإفراط في التعرض لموجات البلوتوث التي تكون عبارة عن أشعة
كهرومغناطيسية خصوصاً لدى مستخدمي سماعة الأذن، وأكدت أن التردد المستخدم
في البلوتوث هو نفس التردد المستخدم في أفران طهي الطعام، وهو ما يعني ـ
حسب إحدى الدراسات ـ أننا نعرض رؤوسنا للطهي على نار باردة.. كما رأت
الدراسات أن أجهزة الهاتف «الخلوي» تصدر موجات مماثلة تزيد من المخاطر
الصحية الناجمة، وهو ما يجبرنا على القول أننا ندفع من صحتنا فاتورة
لرفاهيتنا رغم ما توفره من خدمات تواصلية مجانية عبر عملها كوسائط تخزين
متنقلة، وتوفير إمكانية الاتصال المجاني بين الأهل والأصدقاء في المكان
الواحد، وغيرها من الأمور.