أبناء الشهداء يطالبون قادة الجنوب بالتوحد او محاكمتهم على ماضيهم وحاضرهم
الاثنين , 13 أغسطس, 2012, 12:51
Bookmark and Share
صدى عدن / عدن / خاص
بسم الله الرحمن الرحيم
أيها الأحرار ,, أيتها الحرائر
لقد كانت وحدة الصف الجنوبي ولا زالت المعضلة المزمنة والعقبة الكؤود أمام كل محاولات لملمة النضال الجنوبي وتأطيره في مؤسسة وطنية تديره وتدير الأزمة بكفاءة واقتدار نحو الوجهة النهائية وإصابة الأهداف التي يتطلع لها شعبنا ويقدم لأجلها أغلى التضحيات وأبهظ الأثمان.
لقد كنا ولازلنا مؤمنين إيمانا راسخا بأن هذه المعضلة مردها إلى القفز على الواقع والاستعجال بإحراق المراحل التي كان من الطبيعي أن تمر بها أي تجربة نضالية تحررية لأي شعب بالمعمورة ،فالتاريخ الإنساني مئالات بين الأمم وهو حافل بتجارب الشعوب والتي بمجرد أن تفقد تماسكها الداخلي وتتمزقها الفتن والصراع بين اللحمة الواحدة تفقد بأسها وتتحول إلى فريسة سهلة للطامعين،وديننا الإسلامي الحنيف يوضح بجلاء وكيف تكون عاقبة من لا يلتئمون كالبنيان المرصوص معتصمين بحبل الله حيث تذهب ريحهم ولا يغير الله ما فيهم حتى يغيروا ما بأنفسهم .
لقد انطلقت نضالات شعبنا قوية بقوة الحق الذي تستند إليه معززة بمبدأ التصالح والتسامح وبما يحمله من مضامين وقيم إنسانية وحضارية سامية كأساس لهذه الانطلاقة البطلة،ولكن وفي لحظة تاريخية معينة أوجدت النخب الجنوبية التي واكبت هذه الانطلاقة تباعا وكانت إحدى إفرازاتها ،أوجدت للأسف فجوة عميقة من خلال جملة من الأخطاء الإستراتيجية التي ارتكبتها ولا تزال،حالت دون ارتقاء وتطور مبدأ التصالح والتسامح كمقدمة طبيعية وتاريخية فرضتها طبيعة الصراع من اجل البقاء الذي يخوضه شعبنا وتحوله إلى عملية توافقية سياسية واجتماعية واسعة وجادة لا تستثني أي طرف منذ خمسة عقود ولت،بحيث تتوج بعقد صلح وطني جنوبي تاريخي وشامل بين كافة قوى ومكونات وحساسيات المجتمع الجنوبي يفضي إلى طي صفحات الماضي ومعالجة أثاره بجرأة وشجاعة،و يعيد الشراكة بين فرفاء الأمس ليتمكن الجميع من المشاركة الفاعلة في رسم ملامح المستقبل ووضع خارطة الطريق التي تؤدي إلى بزوغ مشروع وطني يرتضيه الجميع ويحظى بدعم ومساندة الشعب الذي هو المتضرر والمستفيد في الأول والأخير.
لقد رسخ شعبنا البطل مبدأ التصالح والتسامح في يوميات ملاحمه النضالية وصموده الأسطوري أمام الجبروت الاستعماري الجاثم على أنفاسه والذي يستمر حتى لحظة كتابة هذا البيان بارتكاب جرائمه التي يندى لها الجبين بسفك الدماء وانتهاك الحرمات ،لقد اثبت الجميع ان الوطن اغلى حتى من دماء الرجال الغالية التي خسرناها بالماضي،ماعدا النخب التي شاءت الأقدار أن تتصدر هذه المسيرة البطولية لشعبنا فهي للأسف لا تتفهم ولا تتجاوب و لم تعي دروس الماضي على ما يبدو،ولم تعمل على الاستفادة من هذه الفرصة التاريخية لإصلاح بعض ما أفسدته في الماضي واستعادة ماء الوجه وتسجيل مواقف تاريخية ولو متأخرة تصب في خانة الانتصار لقضية شعبها المكافح الذي لم يصل إلى المأزق الذي هو عليه إلابسببها،حتى أنها تعاملت مع هذه الفرصة الذهبية لتجنب محاسبتها على إخفاقاتها بالماضي بغباء وزادت عليه إخفاقاتها بالحاضر وكأنها غير عابئة بهذه الحصانة التلقائية الطوعيةالتي منحها لها شعبنا مقابل أن تعقل وتعود لرشدها وتعمل لأجل تحريره من هول ما يعانيه،مستمرة في غشاوتها رغم إبصارها اليوم لصور النهايات البائسة التي آل إليها كل الحكام وأنظمتهم من الذين أضروا بشعوبهم وخذلوها.
وأمام هذا الواقع النخبوي المزري والمخزي في آن واحد وتجاوبا مع بعض الإشارات الايجابية التي تلقيناها مؤخرا من قبل بعض الشرفاء وجميعها تصب في نفس الاتجاه وفي غضون هذه الأيام المباركة من هذا الشهر المبارك الكريم، وكون ملتقانا يمثل إحدى شرائح شعبنا المتضررة بشكل مباشر من الماضي والحاضر وربما المستقبل أن ظل الحال كما هو عليه واستشعارا منا بالمسؤولية وآملا في حلحلة هذا الجمود السائد،فأننا نتوكل على الله ونعلن تبنينا المتواضع لفكرة المبادرة لعقد مؤتمر وطني شامل للمصالحة الجنوبية ،ونحن بطبيعة الحال لا نقصد من خلال دعوتنا هذه للنيل أو التشويش من وعلى أية مساعي سياسية أو مشاريع تعتمل على الساحة الآن،ولكننا نطلقها إيمانا منا بأن أي عمل سياسي يشرع الآن على الساحة الجنوبية سيكون مهما كانت درجة نجاحه قاصرا وغير مكتمل لأنه غير محصن ولا يستند إلى وثائق وطنية ينتجها مشروع مصالحة جنوبية تستوجبه الحالة الجنوبية وحقائقها التاريخية،بحيث يصير لاحقا بمثابة المشروع الآب والأساس لكل المشاريع والرؤى المطروحة وينهي حالة التمزق الغير مبررة بالنظر للآلام التي يعانيها شعبنا والتضحيات التي يتكبدها دون أن يواكبها مشروع سياسي لائق يحظى بالتوافق المطلوب ويؤدي إلى إنهاء معاناة شعبنا ويلبي تطلعاته المشروعة وحقه في تقرير مصيره واستعادة دولته وبناء مستقبل أجياله بعد طول انتظار ومعاناة.
يا أبناء شعبنا الجنوبي البطل ..
أننا نأمل كثيرا أن تحظى هذه الدعوة المبدئية بالدعم والنظر والمداولة والحشد من قبل شعبنا وكل مناضليه وشرفائه وقواه الحية التي تدرك خطورة الوضع الذي يعتري ساحتنا الوطنية،أننا ندعو إلى مؤتمر لمصالحة وطنية يضم الجميع ،سياسيين ورجال دولة ورجال دين ورجال أعمال ووجهاء القبائل والمرجعيات والمشايخ ،والشخصيات الاجتماعية والأدبية والثقافية والإعلامية والمهنية في عدن وحضرموت وغيرها من مناطق الجنوب وكل القوى والشخصيات والرموز والقيادات وكافة ألوان الطيف سواء في الحراك الجنوبي أو القوى التي توازيه في الداخل والخارج وكذا كافة القوى الجنوبية الأخرى وقيادات وقوى الخارج و حتى تلك التي في السلطة حيث أن وجودها في السلطة الآن لا يعفيها ولا يحصنها من تبعات ماضيها الجنوبي ومن الالتزامات الواجبة عليها تجاه شعبها الذي يجلد الآن ويعاقب وهو المجني عليه في تجربة قاسية وفاشلة لم يتبقى منها غير الذكريات الأليمة والأطلال والأوهام،وهنا نقول لجميع القيادات والنخب الجنوبية : لاتفوتوا الفرصة طالما انها اليوم سانحة للمصالحة فقد لاتكون غدا كذلك ،فأما انصياعكم لأرادة شعبكم المشروعة والذي تتسببون الان في اطالة معاناته واما نحاسبكم على الماضي وكذلك على الحاضر لأنكم افسدتم كلاهما!
ختاما نتعهد نحن بدورنا أمام الله وشعبنا بأجراء الاتصالات والمشاورات اللازمة بحيادية وانفتاح مع كل المعنيين دون استثناء أو تمييز لتحريك هذه المبادرة والعمل على مشاركة الجميع بصياغتها وإطلاقها بشكل حقيقي بعد أن نلتمس لها الدعم السياسي والمعنوي اللازم ، حيث أننا نعتزم أجراء مراسلات موثقة وشفافة مع كل القيادات والشخصيات والرموز في الداخل والخارج لمعرفة رأيها ومدى تجاوبها ودعمها لهذا المسعى من عدمه بشكل واضح دون مواربة وسنعتمد الشفافية المطلقة في التعاطي مع الجميع بمختلف تفاصيل هذا المسعى ليتسنى لشعبنا الاطلاع على كل التفاصيل بهذا الشأن لاحقا ومعرفة حقيقة المواقف والحكم عليها،فالشعب هو الحكم وهو صاحب كلمة الفصل.
وعاش شعبنا شامخا ,, حرا وأبيا .
صادر عن /
المكتب التنفيذي لملتقى أبناء شهداء ومناضلي ثورة 14 أكتوبر المجيدة (احرار) – عدن
25 رمضان 1433 ه -الموافق 13 اغسطس 2012 م