شباب الحراك ومهندسي الشراك !
بقلم يحي بامحفوظنقلا عن موقع عدن الغد
الخميس 06 سبتمبر 2012 11:11 مساءً
فرض أجدادنا أنفسهم منذ القدم وعرفوا بل امتلكوا ناصية النجاح من خلال أخلاقهم وفكرهم ومعتقدهم خارج نطاقهم الجغرافي بأسلوب لم تألفه حينها تلك الشعوب وهو
ما أعطى المكانة الخاصة لهم وأضحى الحضرمي مميز ومرحب به أينما حل وارتحل وبهذا الصدد تذكرت ما كتبه الدكتور عائض القرني حيث قال : (
من شغفي بتاريخ الحضارم زرت حضرموت قبل فترة مع طلبة علم ورجال أعمال سعوديين، ووصلنا (سيؤن والمكلا) علّنا نكشف سر العبقرية والنجاح، هل هو في تراب أرضهم؟ فإذا هو تراب مثل ترابنا. أهو في مائهم؟ فإذا الماء واحد. لكن وجدناه في القلوب الحية، والهمم العالية، والنفوس الكبيرة، والطموح الجبار، والعزيمة الهائلة. )
وأضاف القرني (
أرجو من الإخوة الحضارم أن يخبرونا بكلمة السر في نجاحهم، وأن يدلونا على مفتاح التميز والتفرد في مسيرتهم، وأن يرشدونا إلى البيت الذي جعلهم نجوما في العلم والاقتصاد والسياسة والأدب والفكر ) واختتم بالقول (
يحق لمدفعية المجد أن تطلق إحدى وعشرين طلقة احتفاء بالحضارم؛ لأنهم حققوا النجومية في
عالم الطموح، والألمعية التي وصلوا إليها بجهادهم وبذلهم وتعبهم وسهرهم. )
وها نحن اليوم نخوض نضالا تحرريا ملتحفين أخلاق أجدادنا كي نشهد العالم بمدى تحضرنا ولفرض قضيتنا على العالم وكسر الصمت العربي والإسلامي تجاه معاناة شعب الجنوب رغم التأمر والتعتيم الإعلامي المقصود المترافق مع تظاهر البعض بعدم الاكتراث لما يحدث من ظلم واقع علينا.
إن توق شبابنا للإنعتاق من ربق الاحتلال جراء استمرار الظلم والغبن و القهر المفروض عليه والتمادي في سياسة العقاب الجماعي ضد أبناء الجنوب والتي ألقت بظلالها على كافة مناحي حياتنا اليومية, هو ما يحملنا على التماس العذر للشباب الذين يصولون ويجلون من خلف شاشات حواسيبهم متخذين من صفحات التواصل الاجتماعي ساحة لرصد كل شارة وواردة من انتهاكات ترتكب بحق شعبنا , لذا يتوجب على شبابنا أن لا يفسح المجال للحماسة لتعمي بصره وبصيرته خاصة بعد إن حقق نضالنا السلمي قفزات عالية وبإسلوب متقدم وحضاري من خلال استمرارنا في النضال السلمي الذي لا نقبل مطلقا بتشويهه رغم الصعاب , على الأقل في الوقت الراهن فاختيار الانتقال بالنضال من مرحلة لآخري لا سقف يحد من تطوره السلمي إلا بنيل الهدف .
ويجب أن نعي إن انزلاق البعض دون تمعن نحو حملات تخوينية ضد بعضنا بعضا وبطرح واطئ وبألفاظ غاية في البذاءة والخسة , ماهي إلا تصرفات رعناء لا تستقيم البتة مع أخلاقنا وثقافتنا وقيمنا التي اكتسبناها وراثيا عطفا على اكتسابنا لمنسوب عالي من الوعي النير في العصر الرقمي.
وكان الأجدى بالشباب مواصلة المشوار في كافة الميادين ممتشقين سلاحنا القوي والأمضى ألا وهو تهذيب الألفاظ والسلوك لا أن نشهد العالم بأننا مدعي الأفضلية ليس إلا ونمدهم بالدليل الدامغ على ذالك عبر صفحات الفيسبوك , أنا لا أقول هنا ان كل ما يطرح هناك هو ما خطته أناملنا ولكن نحن من أفسح المجال لمرتادي مكبات القمامة أن تزيد النار اشتعالا لتشتيت جهودنا وتمهيدا لضربنا وتصيبنا في مقتل بينما نحن في غينا ماضون بعد ان تفرغنا لمحاربة بعضنا بعضا لا لشيء إلا لتمجيد فلان وعلان وأصبحنا نوصم بهذا من جماعة فلان وذاك من جماعة علان وهكذا جعلنا تلك هي قضيتنا الرئيسية متناسين تضحيات ودماء الشهداء التي أريقت دفاعا عنا وعن عزتنا و كرامتنا .
إننا لا نستبعد أن تكون جهات خاصة تدفع بزبانيتها للعمل بين صفوف الشباب للنيل من نضالنا مستغلين حماسهم وتوقهم للحرية , وبالمقابل لا ننكر إن هناك من يسيطر عليهم الحماس المفرط الذي يفضي إلى التهور والاندفاع اللحظي وبالنتيجة يلغي القدرة على التفكير وتحكيم العقل وعدم الاكتراث للنتائج سواء سلبا أو إيجاب فمثل تلك التصرفات تجعل منا هدفا سهلا ومجردا من قاعدته الصلبة التي يستند عليها في نضاله السلمي لاستعادة دولته , وقد نجد صعوبة مستقبلا في تبرير ونفي تهم وفضاعات قد ترتكب وتلصق بنا جراء الانحدار للدائرة التي يراد لنا أن نكون في إطارها, فهل نعي ما يحاك ضدنا؟ خاصة و أمامنا مساحة واسعة " تم ويتم زرعها بالشراك المموهة التي جهزت باستخدام كافة طرق الإخفاء والمكر والخداع ممزوجة بإغراء آت، وبصور مبهرة, لا يبدو في ظاهره الضرر، وبذلك يحقق الغرض الذي جهز من أجله" وفي حالنا هذه هي النيل من مسيرتنا التحررية وواد قضيتنا من خلال ضرب حراكنا استمرارا لمسلسل النهب والفيد وتذهب التضحيات ودماء الشهداء هباء منثورا وبالمحصلة فقدان ما تحقق لنا من تقدم على طريق الحرية والإنعتاق من صلف و جبروت المحتل.
وختاما يجب أن يدرك الجميع إن خلاصنا في يكمن في توحيد الصفوف وفي تشرذمنا نهايتنا وإذا مضينا مصريين على ما نحن عليه اليوم ستكون المحصلة الجنوب بشعبه هو الخسران وجلّنا يعرف من هو المستفيد.