ngema عضو ملكي
البلد : alsheher تاريخ التسجيل : 06/09/2010 عدد المساهمات : 1897 نقاط : 14064 السٌّمعَة : 3
| موضوع: الشعب السعودي خارج نطاق التغطية الإثنين سبتمبر 17, 2012 10:57 pm | |
| الشعب السعودي خارج نطاق التغطية[color:8acb=#555]الاثنين 17 سبتمبر 2012 05:31 مساءً
كتب : أماني بيحاني
نقلاً عن موقع عدن الغد
كأي مسلم كانت أمنيتني الكبيرة ان أزور مكة المكرمة والمدينة المنورة ، لم أصدق نفسي عندما حصلت على الفيزة ، تداخلت مشاعر ممزوجة بالفرح وعدم الاستيعاب ، كتب الله لي زيارة بيته الحرام وكانت اعظم هدية من رب كريم ، حزمت أمتعتي وكانت رحلتي عن طريق البر حالي حال كل من يعيش على أرض الوطن المسلوب الارادة .
فرحتي الكبيرة كانت قادرة على اختراق القارات الخمس ، اهم شيء سأرى الكعبة المشرفة بالنهاية وستهون كل مشقة ، حزمت أمتعتي وذهبنا بسيارة خاصة ، مررنا بالحديدة حيث لاحياة على الأرض ، كل من عليها أغبر أشعث الرأس يتمرغ في رمال حارقة من أجل لقمة عيش لا تغني ولا تسمن من جوع ، فقلت في نفسي سأرى بالسعودية مالم يخطر على بال بشر .
وصلنا الحدود الفاصلة بين البلدين ونقطة تفتيش ( الطوال) ، بعد عدة ساعات من التفتيش ومطابقة البصمة أنطلقنا صوب جيزان ، مدينة كبيرة مد النظر ألتهمتها السعودية ولم تقم بتعميرها الامؤخرا بعد أن باعها لهم صالح بيع وشراء ، لم تكن فيها أي خدمات أساسية من قبل ، كانت الصحاري التي تفصلنا عن جده لا يستوعبها عقل ، ماالذي تريده السعودية من هذه المسافات الشاسعة الخاوية على عروشها ؟
على مشارف مكة وبداية تحويل الحلم الى واقع :
واصلنا السير الى ميقات (يلملم ) ولبسنا ملابس الأحرام ، كلي شوق ولهفة لرؤية أطهر بقعة في العالم ، ووصلنا الى مكة المكرمة وبدأت بالالتفات يمين وشمال علي أجد شيء من عهد الرسول صلى الله عليه وسلم ، ولم أجد وعند دخولنا الحرم ورؤية الكعبة المشرفة أنفصلت تماما عن الوعي ودخلت بمرحلة اللاوعي ، لم أعد أشعر بمن حولي كنت احاول جاهدة استيعاب بأني أمام الكعبة المشرفة ، مشاعر لا يمكن ان توصف ولكن كنت مازلت أبحث عن أثر للرسول والصحابة وكان نظري يعود لي في كل مرة خائب .
تم تحديث كل شيء في الحرم حتى جبلي الصفاء والمروة لم يتبقى منه سوى قطعة صغيرة من عدة أمتار محاطة بسور زجاجي وعند سؤالي عن السبب قالوا بأن البعض كان يأخذ أحجار من الجبل ليتبرك بها فأضطرت المملكة لهدم الجبل وأصبحنا نسير في الصفاء والمروة على بلاط .
أغمضت عيني على مضض متابعة اداء المناسك ، عند انتهائنا من المناسك كان اقاربنا بانتظارنا في مدينة (جدة ) عروس البحر الأحمر كما يدعون ، عند وصولنا الى جدة استغربت كثيرا من هذه العروس التي لا تضع الزينة ، بين كل شارع وشارع تجد عبارة ( أنتبه أمامك أعمال حفريات ) ، لاتوجد أنارة مبهرة ولاعمائر تخطف الأبصار و لا سيارات فارهة ، ولا تشجير يسر الناظرين وضحكت في نفسي لماذا تبذل الحكومة السعودية جل جهدها لتحديث الحرم المكي ولا تهتم بشوارعها وللأمانة فأن الخدمة في الحرم المكي مبهرة ، من ناحية النظافة وتوفير مياة زمزم للشرب .
عروس البحر الأحمر السعودية بلا زينة :
وصلنا الى منزل قريبتي وكانت مستاءة وخجلانه لأن الماء في الخزان قد نفذ ، وذهب زوجها لاحظار الماء بالبوزة ، فقلت لها لماذا لايوجد ماء عمومي ؟ ، فقالت لا ، نحن نشتري الماء وحتى مياة الصرف الصحي نحن من نتخلص منها أيضا ، فتعجبت لا توجد طرقات معبده ولامياه صحية ولا صرف صحي ، لاتوجد بنية تحتية ترتكز عليها هذه المملكة ، على ماذا أذن يرى الشعب السعودي نفسه ويتكبر على من دون ذلك ؟
كلنا سمعنا بسيول جده التي اغرقتها في دقائق معدودة ، وبدأت أفتش على هذا الشعب لأراه وأرى طريقة معيشته التي يتغنج بها ، نزلت الى أحد الأسواق لشراء الأغراض ولم أرى أي سعودي ، كل الموظفين أما يمنيين أو هنود أو باكستانيين ، لا يوجد أثر للرجل السعودي الى هذه اللحظة ، كانت المولات عندهم تترجم سر صمت هذا الشعب عن أبسط حقوقه ، كان ذلك السر هو كثرة المطاعم ففي السعودية طبيعي جدا ان ترى طابق كامل مخصص لبيع الأطعمة ، وطبيعي جدا أن ترى بين كل محل ملابس وآخر مطعم ، الحكومة السعودية تتبع سياسة أشباع البطن حتى التخمة ليتبلد الفكر ويتعطل العقل .
ترى النساء بالسوق لا يرتدين البرقع بالشكل الذي صنع من اجله ، فأصبح البرقع السعودي عبارة عن لثام يغطي الفم فقط وباقي الوجه مفتوح ، صحيح أختلف العلماء بتحليل أو تحريمه ولكن أن يقمن بلبسه بتلك الطريقة المستفزة هذا هو الشيء الغير صحيح .
اما عن أسعار الملابس في المحلات فهي أسعار خيالية تشطح العائلة السعودية بشراءه لأنه ماركة ، ماركة يقوم السوق العالمي ببيعها عليهم ليجني ملايين الدولارات مقابل رشفة ماء غير مؤمنة وغير صحية ، ملابس ماركة يتم غسلها بماء بوزة ، ملابس ماركة تتعنجه فيها السعوديات على بعضهن البعض ، ترى الخادمات يحملن أطفالهن وهن يصرفن الاف الريالات على قطعة قماش ممكن تؤمن قوت مخيم لاجئين في الصومال ، الشعب السعودي مغيب تماما ويعتقد بأنه يعيش حياة الملوك .
شباب مستهتر :
عند عودتنا الى المنزل تعطلت بنا السيارة فأخذنا سيارة ليموزين ( تاكسي ) ، ونحن بالطريق اعترضتنا سيارة مسرعة كانت تحاول الاقتراب مننا ،فقال لنا السائق أن أصحاب السيارة هم شباب سعودي يحاولون مضايقة أي تاكسي لاعتقادهم بأنه باكستاني ، وطبعا لأنه باكستاني فهو أرجوز بنظرهم ، يتم اللعب فيه بدون أن يكون له أي حق بأن يتكلم ، وحتى لو أنقلبت السيارة بنا ، فهو باكستاني ، أذن هو الغلطان والسعودي على حق ، من حظنا أن سائق التاكسي كان عربي متجنس سعودي وأخذ يصرخ ع الشباب ويحاول ملاحقتهم ، كانت تلك هي المرة الاولى التي ارى فيها الرجل السعودي المتواري عن الأنظار ، سيارة فارهة وسرعة جنونية والعبث بأرواح الناس .
عندما عدت الى المنزل كنت غاضبة جدا مما رأيت وقالت لي قريبتي كيف لو ذهبتي الى سفينة المرسى ، حيث ستجدي شباب وشابات يرقصون ويشربون الشيشة وكأنك في الطابق السفلي من سفينة تايتانيك ، وأقسمت بأن هناك يوجد خمر وسفور ورقص ومجون وأنه تم منع الهيئة من مراقبة المكان .
المدينة المنورة وبدرها الذي توارى عن الأنظار بحواجز ذهبية وكرستالية :
في اليوم التالي قررنا الذهاب لزيارة المدينة المنورة ، و اول شيء لفت انتباهي هو ان السكان في المدينة واللذين رأيتهم بالشوارع غالبيتهم ليسو بعرب بل عجم ، حتى في ثاني الحرمين يكثر اعداد العجم عن العرب بل ولهم امتيازات خاصة ، ظهرت تلك الميزة عندما أردنا زيارة قبر الرسول عليه الصلاة والسلام ، تجمعنا في المسجد النبوي وبدأت المرشدة تقول : الدخول الان مخصص للعجم ، العرب بعدين .
وكانت بجانبي امرأة مصرية فقالت : أذن أنا أعجمية وهمست بأذني بأنها لم تستطيع الدخول في اليوم الأول لأن الوقت انتهى ولم يأتي دور العرب .
دخلت بين النساء من الشيعة وتوارت عن الانظار ، وبعد تقريبا ساعة سمحوا لنا بالدخول الى الساحة الكبيرة وكنا منتظرين من صلاة الفجر حتى الثامنة صباحا ومازال العجم هم من يتجولون بالداخل ، قامت مجموعة من النساء بالاعتراض وحاولت المرشدة ثنيهم بالقول لهم : ان النساء الشيعيات لهن مناسك غريبة وقد نتعرض للدهس من قبلهن .
تعجبت كثيرا من هذا الرد الغير مقبول مطلقا والغير منطقي ، وعند اشتداد حدة غضب النساء سمحوا لنا بالدخول .
دخلت وكلي أمل أن أرى قبر الرسول لى الله عليه وسلم وأبكي من هيبة المنظر ، وفعلا بكيت ولكن من القهر على ما رأيت ، لم أرى ما كنت اتخيله او ما وصفوه لي ، كل ما أصبح عليه قبر الرسول صلى الله عليه وسلم هو عبارة عن نافذة شاهقة مرصعة بالذهب والزجاج البلوري الذي يحجب الرؤية ، بل قاموا بعمل سور عاجي يفصل بين النافذة المستحدثة وبين الناس الزائرين وعند سؤالي للمرشدة عن السبب قالت بأن هناك شيعة قاموا بكتابة عبارات مسيئة على قبر عمر أبن الخطاب ، وبسبب ذلك قاموا بعمل هذا الحاجز .
ماذا عساي أن اقول وأنتم من سمح لهم بالمكوث لساعات ليفعلوا العجب العجاب ، ولنفرض بأن كلام المرشدة صحيح ، هل قاموا ببناء تلك النافذة التي تحجب الرؤية أيضا بسبب الشيعة ؟
بكيت بسبب طمس ملامح اسلامية رائعة كان ممكن لها أن تحيي القلوب الميتة التي أخذتها الحياة الى حيث لا تعلم ، كان الأجدر بالمملكة العربية السعودية أن تصرف زخرفاتها الذهبية التي الرسول عليه الصلاة والسلام ومكانته العظيمة في نفوسنا أثمن منها ، الرسول ولد فقيرا وعاش فقيرا ومات غنيا بسبب حمله أعظم رسالة عرفتها البشرية .
عند مغادرتي للمدينة المنورة رأيت أشجار النخيل فيها بائسة حزينة لا تلونها الخضرة بسبب الاهمال ، كان الأجدر بأن يتم الاهتمام بتلك الأشجار التي تعتبر علامة مميزة للمدينة التي استضافت الرسول عليه الصلاة والسلام .
أكل السٌحت تحت ستار السعودة :
كان الاجدر بالمملكة ان تنهض بشعبها وتضعه على بنية تحتية متينة قادرة على تأمين رشفة ماء نظيفة وتأمين وظائف ذاتيه وليس استقدام موظفين من الخارج وفرض عليهم صرف رواتب شهرية إجبارية للشباب السعودي الذي لا يعمل ويتم صرفها تحت بند ( السعودة ) ؟
السعودة لا تكون بأكل السٌحت ، بل بتوفير وظائف حكومية من قبل الحكومة .
لا مياه ولا صرف صحي ولا طرق معبده ومدارس الحكومة تكاد تفيض من عدد الطلاب ، السؤال الأهم والمهم هو : لماذا الشعب السعودي راضي عن حياته بهذه الطريقة التي ليست بحجم بلد بترولي كالسعودية ، لماذا هذا الشعب يعيش تفكك أسري ومجتمعي ، خيانات زوجية بشكل يفوق التوقعات ومن كلا الطرفين ، حياة عائلية مفككة ، الاطفال مع الشغالة والأم مع صديقاتها والأب الى ساعات متأخرة من الليل خارج المنزل . لم أحب طريقة حياتهم سهر الى الصباح ونوم الى العصر .
أين تذهب المملكة العربية السعودية بملايين الدولارات التي تحصل عليها أثر زيارة المسلمين لأراضيها وكذلك ما تحصل عليه مقابل منح الاقامات ؟
في النهاية اتمنى أن اذهب مرة أخرى لزيارة مكة المكرمة والمدينة المنورة ، على الأقل لن أصدم هذه المرة فالشوق لمكة المكرمة لا يفارق أي مسلم مهما تم تحديثها ، فيجب أن يعي ذلك أولي الأمر هناك .
*خاص عدن الغد
| |
|