ngema عضو ملكي
البلد : alsheher تاريخ التسجيل : 06/09/2010 عدد المساهمات : 1897 نقاط : 14032 السٌّمعَة : 3
| موضوع: أحسنت وأصبت يا دكتور سعيد القضية الجنوبية ليست من القضايا اليمنية بقلم د . عبد الله سعيد باحاج الأربعاء أكتوبر 03, 2012 5:52 am | |
| أحسنت وأصبت يا دكتور سعيد القضية الجنوبية ليست من القضايا اليمنية تاريخ الاضافة: 30 سبتمبر 2012 هنا المكلا / بقلم :د. عبد الله سعيد باحاج المقال الذي كتبه الدكتور سعيد سالم الجريري تحت عنوان ( عن مفهومي الحراك والقضية الجنوبية ) وقرأته لأول مرة في موقع ( المكلا أون لاين ) يوم16 سبتمبر 2012م ثم نشرته بقية المواقع الحضرمية الأخرى يدل على تطور إيجابي في الرؤية السياسية والفكرية للدكتور سعيد . ولاشك أنه مثلنا كباحث ومهتم بالشأن العلمي أكثر من الاهتمام بالشأن السياسي قد أقحمنا عنوة على الولوج في هذا الشأن السياسي بعد أن وجدنا أن هذا الشأن السياسي وهو شأن خطير يمس حاضرنا ومستقبل أجيالنا يتداوله كل من هب ودب بوعي أو بدون وعي وبكثير من قلة المعرفة والنضج , بل أنه أصبح وسيلة وممارسة لمن لا يتقن صنعة أو عملاً , ويسترزق من ورائه أفراداً وجماعات وجدت فيه كسباً مغرياً مادياً ومعنوياً . وهذا ما دفعني ودفع الدكتور سعيد وغيره إلى التعامل مع الشأن السياسي من باب الحرص على سلامة الوطن والمجتمع , وأصبحنا في ذلك الشأن أو بالأحرى الهم العام كتلامذة يتلقون دروساً أولية فيه وهو الممتلئ بالألغام و ( المطبات ) . ومنذ أن عرفت الدكتور سعيد قبل أكثر من سبع سنوات خلت كنت ولازلت أتوسم فيه الكثير من الخير مما يصلح الشأن الحضرمي بوجه خاص , وأكد ذلك بأكثر من محطة في تاريخه , ومنها النقلة النوعية التي أحدثها مع رفاقه في نشاط اتحاد الأدباء والكتاب بالمكلا وجعل منه نموذجاً ينبغي أن يحتذى في مثل هذه المنتديات الثقافية والفضاءات العلمية والاجتماعية . وكان ذلك دافعاً لي بأن أقف إلى جواره مع صحبه في قيادة اتحاد الأدباء والكتّاب , وخاصة العزيز الدكتور عبد القادر علي باعيسى وأن أشاركهم أنشطة هامة ومنها مكافحة القات في حضرموت وتعزيز دور الكتاب والوعي المعرفي والثقافي وترسيخ الدعائم الإيجابية للهوية الحضرمية وغيرها من الأنشطة الثقافية والعلمية . وكما أنني أفرح واستبشر خيراً بكل إنجاز علمي أو عملي يقدم عليه فهو كذلك لا يبخل علي بمباركته بما أنجزه وأتمه علمياً أو ثقافياً أو اجتماعياً . وليس المجال هنا للاطتاب والمدح فيما قدمه هؤلاء الشباب والرجال من فرسان اتحاد الأدباء والكتّاب بالمكلا من دور يشكرون عليه وهو أمر معروف لمن يفقه كنه هذه الأنشطة والتحديات والمعوقات الضخمة التي تقف في سبيلها , وإنما الذي أثارني وحفزني على كتابه هذه الأسطر هو ما كتبه الدكتور سعيد في مقالته تلك السابق ذكرها والمنشورة في موقع ( المكلا أون لاين ) . وقد جاء في هذه المقالة الكثير من المعاني والدلالات والإشارات التي تجعلنا نستبشر بخير قادم إن شاء الله من هذه النخبة الحضرمية الطيبة بعد أن أدركت بوعيها ونضج ممارستها أن ما يفصلنا عن اليمن كبير جداً , وأن ما يربطنا مع اليمن فعلاً لا يعدو كونه علاقة جوار وليست علاقة جذور , وكما نردد في طرحنا دائماً , وأن كنا نقصد بشكل خاص حضرموت العزيزة والتي تستوعب فعلياً نسبة غالبة من سكان ومساحة الجنوب , بل وهوية وتاريخ هذا الجنوب . وقد دللنا على ذلك بما كان عليه الوضع في مرحلة ما قبل الإسلام وكذلك في مرحلة السلطان بدر أبي طويرق الكثيري منذ حوالي خمسة قرون مضت , مما يجعل كون الجنوب حضرمياً أسهل وأكثر إقناعاً من كون حضرموت جنوبية , بل ويجعل إمكانية ترتيب وتأسيس العلاقة المستقبلية والمستدامة على الخير والنماء بين حضرموت والجنوب وبعون الله تعالى أمراً ممكناً إذا ما قبل كل طرف بالآخر بحقوقه وحدوده , وبلا إقصاء أو إلغاء أو تهميش أو تذويب , فحضرموت هي حضرموت , وكذلك الجنوب هو الجنوب , وهما – كما نرى – كيانان مستقلان يمكن أن يجمعهما جامع المصالح والعلاقات الإنسانية المشتركة . ونحن نرى أن الكرة الآن في ملعب الأخوة الجنوبيين أن أرادوا حقاً الخير لهم بأن يبادروا إلى مصالحة تاريخية حقيقية مع حضرموت نتجاوز فيها عن أخطاء الماضي لاستشراف المستقبل لشعبينا ودون إسقاط أو هضم للحقوق والواجبات للطرفين , ودون أن نلغي ( حق الاتعاظ والعبرة ) بما جرى بيننا , وما لحق بحضرموت خاصة من ظلم بيّن لا ينكره أحد . وعسى الله عز وجل أن يجعل لنا في شراكة قادمة مع إخواننا وجيراننا الأقربين أهل الجنوب الطيبين خيراً وبركة كما هو ديدن الشعوب المتحابة المتجاورة والتي آلت على نفسها تقديم الخير واحترام الحقوق وحسن الظن والكف عن الأذى والابتعاد عن الاستعلاء الكاذب والنهي عن الاستعداء البغيض ومحاربة الانتقاص من قدر الآخرين . ولنا أمثلة طيبة في عالم اليوم , ومن ذلك الجوار الحسن بين دولتي ماليزيا وسنغافورا , وبين دول مجلس التعاون الخليجي , ودول الاتحاد الأوربي وغيرها نموذجاً ملموساً . مرة أخرى نقولها بصدق أحسنت وأصبت يا دكتور سعيد بأن القضية الجنوبية ليست من القضايا اليمنية كقضية تهامة أو قضية الحوثيين أو غيرها , بل هي قضية بذاتها , ومستقلة عن هذه القضايا اليمنية . ونحن في جبهة إنقاذ حضرموت وكذلك في عصبة القوى الحضرمية نرى أن قضيتنا الحضرمية هي قضية ( لصيقة ) مع القضية الجنوبية , وهي ليست من القضية الجنوبية , وحيث أنه قد فرض على قضيتنا الحضرمية أن تكون كذلك رغم إنها قضية مستقلة عن القضية الجنوبية من حيث كونها قضية شعب يطالب بحريته واستعادة هويته وكرامته وما اغتصب من حقوقه المادية والمعنوية . وفقك الله يا دكتور سعيد فيما قدمت وكتبت , ونرجو من المولى عز وجل أن يسدد على طريق الخير خطاك ومسعاك في أن تحقق شيئاً طيباً لشعب حضرموت وكذلك لشعب الجنوب , فلا شك أن كليهما قد عانى وبما يكفي من الذل والهوان والاستبداد والاستعباد , وآن الأوان لنستشرف النصر والحرية والعزة والكرامة , وهي آتية لا ريب فيها بعون الله تبارك وتعالى . د . عبد الله ســعيد باحــاج
المكلا – حي السلام
25 سبتمبر 2012م | |
|