بن غاوي الشحري عضو جديد
البلد : الشحر تاريخ التسجيل : 16/07/2012 عدد المساهمات : 63 نقاط : 8753 السٌّمعَة : 0
| موضوع: لمن ينادون بحضرموت المستقلة (( أوضاع حضرموت في القرن الثاني عشر )) نموذج مع الشاعر الشعبي ابن زامل السبت أكتوبر 06, 2012 6:49 am | |
| لمن ينادون بحضرموت المستقلة
(( أوضاع حضرموت في القرن الثاني عشر )) نموذج
مع قصائد الشاعر الشعبي ابن زامل أن المتتبع للمواضيع التي تثار في المواقع الالكترونية وصفخات الفيس بوك وخاصة في الاوئنة الأخيرة التي تشهد فيها الساحة اليمنية على العموم والجنوب على الخصوص صراعات واضطرابات ليس على الصعيد السياسي فقط وانما حتى على صعيد الفكر والتاريخ القريب منه والبعيد . وهذه الصراعات أدت إلى إحداث شرخ وهوة في الكثير من المسلمات السائدة بين الناس , لتظهر على السطح وتثار العديد من التباينات في المواقف والآراء حتى بين أبناء المجتمع الواحد . ولعل في قضية هوية الجنوب أو كما تسمى سابقاً قبل الوحدة اليمنية بـ( جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية ) مثال لمثل هذه الصراعات والتباينات بين الناس في مواقفهم وأفكارهم , ليس في مدى تقبلهم للوحدة اليمنية من عدمها فهناك شبه إجماع في ساحة الجنوب على رفض هذه الوحدة واستعادة الدولة السابقة , إلا أن التباين يكمن في الهوية القادمة التي يتطلع إليها الجنوبيين مابين من يريدها أن تكون هوية حضرمية وآخرين جنوبية ومنهم من يريدها اقليمة ( كلا وهويته وتاريخه ) ونود هنا أن نتوقف كي نقرب القارئ مما نصبو لقوله فنقول : أن الشارع في الجنوب بدأ ينقسم على نفسه في قضية الهوية بين من يريدها حضرمية وطبعاً من يروج لهذه الهوية هم الحضارمة وقليل من خارجها . ومنهم من يريدها جنوبية وينادي بها العديد من مناطق الجنوب بما فيهم العديد من الحضارمة ايضا في مفارقة عجيبة تجعلنا نعجز عن استخلاص موقف واتجاه عام لغالبية أبناء حضرموت من صراع الهوية هذا . وكحضرمي أميل لتبني من ينادي بالحضرمية حتى ولو أدى الأمر لانفصال حضرموت عن الجنوب , وفي نفس الوقت تتوجب علي الوقوف أمام العديد ممن هم مثلي يميلون لهذا الهدف ويروجون له بالكلام المنمق عن دولة حضرموت الكبرى وعن الدولة الفاضلة التي عاشتها حضرموت في حقبها التاريخية وان الحضارم سوف وسوف .. الخ الادعاءات الزائفة التي نضحك بها على أنفسنا ونضلل بها غيرنا من يستمع إلينا ... صحيح ننادي بحضرموت ولكن بالمقابل يفترض علينا أن لا نغالط شعبنا الحضرمي ونصور له ماضينا وكأنه العصر الذهبي والمدينة الفاضلة ونروج ونشيع ادعاءات عن الأمن والسلام القائم بحضرموت عبر تاريخها . وهذا مغالطة نرفضها لان ما يبنى على باطل فهو باطل ولا محال لن يقودنا إلا إلى المزيد من التشظي والضياع والصراع . وعليه فلابد علينا تجنب الكذب على شعبنا الحضرمي وان نكون صادقين في وصف أحواله وأوضاعه عبر التاريخ . ولعل أوضح المغالطات التي تروج , أن حضرموت قبل الانضمام إلى الجنوب العربي كانت دولة واحدة مستقرة في حين أن التاريخ يخبرنا عن وجود دولتان ( عشائريتان ) لطالما تصارعت وتقاتلت مع بعضها البعض أهلكت الحرث والنسل , فضلاً عن وجود دويلات ( عشائرية ) أخرى كانت تتجاذب هاتين الدولتين وتتصارع معها رغبة في استقلال دويلتها والانفراد بحكم ( مدينتها ) . أو عند الحديث عن ما يسمى بحضرموت الكبرى وهي الدولة التي لم يفصح احد منهم عن ماهية هذه الدولة التي سادت حضرموت وما حدودها وإلى أي مدى حققت للإنسان الحضرمي وارض الجوار السلم والأمن والأمان ..الخ . فتارة ينسبونها إلى دولة ما قبل الإسلام ( مملكة حضرموت ) وهي مملكة لليوم لا نعلم عنها غير القليل مما اكتشفه علماء الآثار , لا يمكن أن تقدم لنا تصور كامل للحياة الاجتماعية في تلك الدولة , فضلاً عن أنظمتها الاجتماعية وعلاقة الإفراد مع بعضهم . ومنهم من يرجع بها إلى عصر أبي طويرق في القرن العاشر الهجري , وهو عصر لو تتبع احدهم وبصدق سيرة ابو طويرق والحياة فيه لوجده من أكثر حقب حضرموت صراعاً وحروباً ( داخلية وخارجية ) وكذلك حال الفترات قبل ابو طويرق أو حتى بعده . أن المتتبع لكتب التاريخ الحضرمي فلا يخفاه سلسلة القلاقل والفتن التي عصفت به منذ ظهور الإسلام وبروز ما يسمى بردة الحضارمة وانقسام الصف الحضرمي بين مناصر ومعارض لتلك الفتنة مروراً بالصراعات المذهبية والعشائرية التي لم تجعل هذه الأرض مستقرة طوال عقودها إلى نهاية عصر السلطنات . وهي حقائق لا ادري لماذا المؤرخين والباحثين يتجاهلونها أو قل يتجنبون الإفصاح عنها ( لماذا ) . يلاحظ ان حديثهم عن تاريخ حضرموت انما هو حديث لما يرغبون به ان يكون وليس كما كان ! انهم يضللون الناس من حيث يشعرون أو لا يشعرون .ولنا في هذه العجالة وقفة لاستلهام بعض الأحوال الاجتماعية لحضرموت في القرن الثاني عشر الهجري وهي أحوال تكاد تكون معظم حقب حضرموت التاريخية تشابهها , أن لم نقل تفوقها قتامة . ولعل في الفقرة القادمة التي استليتها من كتاب الأستاذ الباحث عبد القادر محمد الصبان الموسوم بـ ( الشعر الشعبي في حضرموت ) نموذج لإحدى هذه الحقب التاريخية , ففي هذه الفقرة المستلة , يصور الباحث أوضاع حضرموت الاجتماعية في القرن الثاني عشر الهجري من خلال قراءته لقصائد الشاعر الشعبي علي بن زامل وانا هنا انقلها لكم وللحديث بقية . وتقبلوا تحياتي . واترككم الان لمقال الصبان : (( ابن زامل ( علي بن احمد بن زامل ) شاعر فحل مجيد عرف بهذا الاسم والكنية وهو شاعر شعره معروف في الأوساط بحضرموت وهو من قرية بور التابعة لسيؤن وقبيلة ( آل بن زامل ) لا تزال ببور وهو من شعراء القرن الثاني عشر كما تلقينا ذلك من الرواة الثقات .يمتاز شعره بالجزالة وبمعالجة القضايا بشعر انتقادي يصور الواقع المعاش أحسن تصوير .ففي خلال عصر التجزئة والظلم والاستبداد وتسلط رأس المال , وفي حال التفكك الذي منيت به المنطقة وفي حال احتضار الدولة الكثيرية الأولى ثم سلطات الطوائف في توسط القرن الثاني عشر يصور ( ابن زامل ) الواقع المعاش ويحبس ظله الى الان , فلقد صور الشاعر ( ابن زامل ) الوضع في عصره والذي لا يبعد أن يكون في القرن الثاني عشر , صوّر الوضع بقصيدة فريدة تعد من غرر الشعر الحميني لصراحتها ودقة الوصف , ولقد انتهت الدولة الكثيرية الاولى في النصف الاول للقرن الثاني عشر الهجري :يقول بن زامل يعين الله على هذا الــزمنذا وقت عايب واهله اعيب مالواحد حسن ظنتجرّب أصحابك لقارب يوم يبدي لك شجـنحل المصائب والنوائب يوخذونك بالســهنولا يعيــنونك بكـــلمة زينة إلا بالثمنرضعوا بخلق العيب غذوبه كما غذى اللـبنوتحنكوا منه وقع له قسم وافر في لـــدنشف خوك من لبوين وابنك يوم يبدو في الوهنلا جيت باتنصحه طرّح في عروضك واشتحنيوم الــمجن ردوه عاقل والقوا العاقل مجنوتغير التركوب طف الشين والزين إندحـنوالكذب والباطل ظهر والصدق والحق إندفنوالزور والبهتان فاشت والنميمة والفتــنبعد هذا الوصف للواقع المعاش وتصوير نزعة الثقة بين الأب وابنه ووضع العيب والانحطاط الفكري والخلقي واختلال الموازين , فإذا كان المجنون هو العاقل والمفكر مجنونا فذلك غاية الانحطاط . بعد هذا الوصف يقول :ماحضرموت إلا رمت رمية وبليت بالفــتنواتعكست من كل جانب وأمتلت خص الوطنمخصوص من عقبة حروبه لا جبل عل بن قطنملك الكثيري لي خلق للخسف والنقمة مـكنضائع بلا قاض ولا سلطان به عـادل سكـنكم ذا البلا والجور في وادي ابن راشد مرجحنوالله ثم والله وبــوبكر الذي سـاكن عـدنما حضرموت اليوم مثل المال لي ماله وثــنراحت متارة من فعل شئ ماتعاقب وامتـحنمن شلّت إيده شئ تشلّه وان وقع به صوب ونسكره مع بطره ودولة مسرفة والطبل حــنإذا رقص واحد طمر لآخر على الرقص زفنوالوقت وقته طالت أيامه ونحنا في حــزنمقايسين الخوف والتخويف ما نعرف وسنذا وثر يامن قرّب الموس لذقـنه والمســنحتى الدعاء ماطاع يقبل في جمعنا والســننماشئ سبب غير الحرام السحت والبغي اقترنوالغش والقصران لو حد كال او واحد وزنحزناه كله والربا عاده ينقرها دمــــنهو لي يزقل ياجماعة في لضى مثل الــزونلقد اتينا على هذه القصيدة الفذة وما عليها من شرح وتعليق في كتابنا دراسات في الشعر الشعبي ( ص8 – 9 ) . ويقول ايضا :يقول بن زامل جميع النــاس مــحد مستريحإن شفت حد يضحك يقع باطنه من داخل جريححد منـهم يصبر على مابه وحــد ضيق يصيحيعالجــون الـوقت في محــنة وباطل مستبيحقامت فرايضنا وكمل صبرنا واتلـى النـــزيحلولا الحسد والبغض ما واحد على واحد يصيـح يتعابعون المال مولى المال ذو الوجـه الصبــيحالدرهم الدرهم يرده زين لـــو كـأنه قبيحولو تشوف الصوم والطاعة يسفــّون الرضيحوالله ثم والله لو رددت ما تلـــحق نصـيح(( مقتطفات من كتاب الشعر الشعبي في حضرموت ( بحث وتوثيق ) عبد القادر محمد الصبان , دار حضرموت , ط1 , 2007م ص139 – 142 )) . | |
|
ngema عضو ملكي
البلد : alsheher تاريخ التسجيل : 06/09/2010 عدد المساهمات : 1897 نقاط : 14054 السٌّمعَة : 3
| موضوع: رد: لمن ينادون بحضرموت المستقلة (( أوضاع حضرموت في القرن الثاني عشر )) نموذج مع الشاعر الشعبي ابن زامل الأحد أكتوبر 07, 2012 4:58 am | |
| ما شاء الله عليك يابن غاوي الشحري على هذا الطرح وهذا الموضوع الشائك والمتشابك في آن واسمح لي ببعض التعقيبات : ((صحيح ننادي بحضرموت ولكن بالمقابل يفترض علينا أن لا نغالط شعبنا الحضرمي ونصور له ماضينا وكأنه العصر الذهبي والمدينة الفاضلة ونروج ونشيع ادعاءات عن الأمن والسلام القائم بحضرموت عبر تاريخها . وهذا مغالطة نرفضها لان ما يبنى على باطل فهو باطل ولا محال لن يقودنا إلا إلى المزيد من التشظي والضياع والصراع . وعليه فلابد علينا تجنب الكذب على شعبنا الحضرمي وان نكون صادقين في وصف أحواله وأوضاعه عبر التاريخ .)) كلام رائع وفي محله لكن هل تعتقد ان مثقفينا ومؤرخينا يوافقوك الرأي ... لا اعتقد فالكثير ينظر للامور من زاوية عاطفية ويصورون التاريخ كما يريدونه هم ان يكون وليس كما كان . كما ان وجهة نظري تؤكد انه لافرق بين الجنوب وحضرموت فهما وجهان لعملة واحدة وخاصة عند البحث عن بلاد الاحقاف ومملكة عاد وارم ذات العماد . فهي القاسم المشترك لدول الجنوب العربي .
عدل سابقا من قبل ngema في الأحد أكتوبر 07, 2012 5:18 am عدل 1 مرات (السبب : تلوين) | |
|