سفيرة الاتحاد الاوروبي بصنعاء في أول حوار صحفي تتحدث مؤتمر الحوار ولقاءها مع قيادات جنوبية

سفيرة الاتحاد الاوروبي بصنعاء في أول حوار صحفي تتحدث مؤتمر الحوار ولقاءها مع قيادات جنوبية


المصدر أونلاين - صنعاء


كشفت سفيرة الاتحاد الاوروبي لدى اليمن «بتينا موشايت» انها التقت قيادات
يمنية معارضة في العاصمة المصرية القاهرة على رأسها الرئيس الأسبق علي ناصر
محمد ورئيس الوزراء الأسبق حيدر أبو بكر العطاس.
وتحدثت في أول حوار صحفي لها منذ تعيينها سفيرة لدى صنعاء عن قضايا متعددة
متصلة بجهود الاتحاد الأوربي في الدفع قدماً بسير العملية الانتقالية في
اليمن.
«المصدر أونلاين» يعيد نشر الحوار الذي نشرته صحيفة «الصحوة» الأسبوعية.
حاورها: راجح بادي

























[color:aff1=#00f]> أنتم في الاتحاد الأوربي كيف تقرؤون المشهد اليمني وخاصة على الصعيد السياسي؟
المشهد السياسي في المرحلة الانتقالية الحالية فرصة استثنائية للشعب
اليمني، وتمثل هذه المرحلة فرصة استثنائية للحكومة اليمنية أيضاً وللمجتمع
الدولي، فهذه المكونات الثلاثة التي يجب أن تساعد بعضها بعضاً والتي يجب أن
تتماسك في هذه المرحلة وما بعدها من أجل الإيفاء بالوعد للشعب اليمني بيمن
أفضل. لذا فإن أحد الأشياء التي يمكنني أن أخبرك بها هو أن الاتحاد
الأوروبي ملتزم وبشدة دعم الحكومة والشعب اليمني، وسبب ذلك هو أن الاتحاد
الأوروبي يساعد ويعمل بشكل وثيق مع الحكومة من أجل تلبية التطلعات المشروعة
للشعب اليمني.
وأحد الأشياء الواضحة للغاية هو أن انتخاب الرئيس هادي في فبراير كان
أمراً تاريخياً وخطوة أولى، كما أن العملية الانتقالية فيها الكثير من
التحديات بسبب الفترة الزمنية القصيرة. فهذه الفترة تمتد لسنتين ولم يتبق
منها سوى سنة وأربعة أشهر، وبالتالي فهناك الكثير من الأشياء على أجندة
الحكومة الحالية. لدى هذه الحكومة العديد من الأمور اليومية التي ينبغي أن
تتعامل معها كاستعادة الخدمات الأساسية، وأيضاً استعادة الأمن، وفي نفس
الوقت هناك المهام الصعبة والطويلة الأمد كالمصالحة الوطنية، وقضية الجنوب،
وصعدة.. وبالتالي تعتبر المقاربة بين هذه التحديات اليومية وبين المهام
الطويلة الأمد أمراً صعباً جداً.
دعني أولاً أوضح وأقول بأنني لم أكن موجودة أثناء هذه الفترة، ولكن علمت
من زملائي أنه كانت هناك أوقات صعبة، وقد حدثت أشياء إيجابية كثيرة على مدى
الفترة الماضية حيث أن هناك إحساسا عاما باستعادة الخدمات التي تقدمها
الحكومة كتوفير الكهرباء بشكل أفضل، أي أنه حدثت الكثير من الأشياء
الإيجابية التي قامت بها الحكومة. وما ينبغي أن ننظر إليه من احتياجات
اليمن هو العقد الجديد الذي ينبغي أن يصاغ بين الحاكم والمحكوم. وبالتالي
فما فهمته أن مطالب اليمنيين هي دولة ذات شرعية تحترم وتخدم كافة فئات
الشعب وليس فئة بعينها، وبالتالي فهناك عملية تتمثل في الحوار الوطني الذي
سيكون المفتاح لهذه الدولة الجديدة، ولهذا الفهم الجديد للعقد الجديد،
وبالتالي يجب أن يكون الحوار الوطني ناجحاً إذ أنه يمثل اللحظة التي سيأتي
فيها كافة اليمنيين ليشرحوا مطالبهم وتطلعاتهم، وبالتالي يمثل الحوار
الوطني فرصة سانحة لذلك، فالثورة أيضاً كانت فرصة للتعبير عن مطالبهم ولكن
الحوار الوطني بحد ذاته هو ملتقى لجمع اليمنيين تحت مظلة واحدة من أجل
تحقيق غاياتهم. وبالتالي فالطريقة التي أرى بها نجاح الحوار الوطني أنه يجب
تمهيد الأجواء للحوار، كي تتمكن الفئات المختلفة من المشاركة فيه، فكما
تعرفون فإن الشعب اليمني يضم عدة تيارات باهتمامات واعتقادات مختلفة
وبتطلعات مختلفة أيضاً. وبالتالي فإن التنوع أحد أكبر الفرص للشعب اليمني،
كما أن الغنى في التجارب المختلفة سيسهم في الحوار الوطني الذي ينبغي أن
يجمع اليمنيين بدلاً من أن يفرقهم.
[color:aff1=#00f]> بالنسبة للحوار الوطني وهو حديث الناس
الآن ومثار اهتمامهم أنتم في الاتحاد الأوروبي ترأسون مع روسيا مجموعة
العمل الخاصة بالحوار الوطني.. كيف ترون ما عليه الإعداد للحوار الوطني من
قبل اللجنة الفنية للحوار ومن قبل الرئيس والحكومة، وما أبرز الصعوبات التي
تعيق عملية الحوار الوطني؟
الإعدادات تمضي بشكل جيد كما أنه في أوساط اللجنة الفنية للحوار الوطني
هناك إدراك مسئول بالعملية فالجميع يضع بعين الاعتبار بأن الوقت يمضي
وبسرعة وبأن هناك أزمنة محددة يجب احترامها وهم يدركون أيضاً أنهم المحرك
الأساسي للحوار الوطني، وبالتالي فأنا أجل وأحترم اللجنة التحضيرية للحوار
وذلك لاحترامها للمواعيد وإدراكهم أن الوقت يمضي بسرعة.
أما الصعوبات فهي تتمثل في الحرص على أن يأتي الجميع للمشاركة في الحوار،
وتقرير اللجنة الفنية سيصدر قريباً وسيمثل الأساس للحوار الوطني، كما لا
يمكن أن نتحمل -عندما يتعلق الأمر بالسؤال المهم حول مستقبل اليمن- أن تكون
هناك فئة خارج أو على هامش الحوار الوطني ولإعطائكم أمثلة ملموسة على هذا
الأمر، فإننا في الاتحاد الأوروبي ملتزمون ضمن مجموعة العشر بالعمل كحراس
للمبادرة الخليجية.
كما أننا أيضاً نتحدث إلى جميع الأطراف بما فيها الأطراف المترددة، وكما
تحدثت الصحافة فقد ذهبت إلى القاهرة مع زميلي والتقينا بقيادات جنوبية قبل
يومين من لقاء هذه القيادات بالسيد جمال بن عمر وأوصلنا لهم رسالة واضحة
مفادها أن عليهم القدوم إلى الحوار الوطني دون أي شروط مسبقة إذ تتوفر فرصة
تاريخية وأخبرناهم أن عليهم أن لا يحرموا الشعب اليمني من هذه الفرصة
التاريخية، فالشعب اليمني لديه العديد من المشاكل ولا يتحمل خسارة مثل هذه
الفرصة التاريخية.
وبالحديث عن الصعوبات الأخرى نعتقد أننا نتشاطر هذه الصعوبات، فهناك أطراف
أو فئات ليست متحمسة للمشاركة في الحوار وهي على هامش العملية ولكنها تريد
عرقلة الجهود الكبيرة التي بذلت وأود إخباركم في هذا الصدد بأن المجتمع
الدولي ينظر إليهم ولم يعد لديه الكثير من التسامح نحوهم، وكما تعرفون فإن
الشعب اليمني قال وبوضوح ما يريده أثناء الثورة وسُمع صدى هذا الأمر ليس في
المنطقة فحسب ولكن في العالم بأسره، لقد كانت مطالب الشعب اليمني تتمثل في
دولة حديثة تحترم الحقوق الديمقراطية للمواطنين وتسمح لهم بأن يتطوروا
بحسب قدراتهم وهي دولة للمواطن فيها حقوق وعليه التزامات. وبالتالي لنكن
واضحين إذ أن السؤال الذي طرحتَه حول الصعوبات كان ممتازاً فهؤلاء الذين
يحاولون تعكير العملية التي ارتضاها واختارها الشعب اليمني «عملية الحوار
والمصالحة» يبدو أنهم لم يستمعوا إلى صوت الشعب اليمني، ولنكن أكثر وضوحاً
فهؤلاء الذين يريدون أن يعكروا ويعرقلوا العملية لا يمكن أن نطلق عليهم سوى
اسم (أناس الماضي) ونحن نريد أن نلتفت إلى الأمام ونبني المستقبل.
وما نسمعه من اليمنيين هو أنهم يريدون عندما تحدث أي خلافات بينهم أن تكون
هناك مؤسسات يلجأون إليها وذلك للتعبير عن مظالمهم وعن مطالبهم من خلال
هذه المؤسسات أو عبر وسائل أخرى كما أنهم يريدون طرقا للتعبير عن أنفسهم
ويشمل ذلك الصحافة والإعلام ومنظمات المجتمع المدني.
فالمؤسسات هي إحدى الطرق للقيام بذلك ونحتاج إلى بناء مؤسسات بحيث عندما
يشعر أي شخص بأن لديه مطالب أو أنه لم يعامل بشكل جيد بأن يلجأ إلى هذه
المؤسسة وأن لا يتصرف خارج إطار الدستور اليمني. وفي هذه المجال فإن أهم
مظاهر المؤسسات -لكي يتمكن الناس من التأكيد على حقوقهم- أن يكون هناك نظام
قضائي قوي حيث نريد أن نرى نظاما قضائيا مهنيا يطبق فيه القانون على
الجميع وليس على فئة بعينها وهذا أمر مهم جدا لا يمكنني أن أشرح لك مدى
أهمية أن يتصرف الناس وفق الدستور والقانون.
[color:aff1=#00f]> هناك بعض الأمور التي ذكرتِها وتحتاج
توضيح قلتِ بأنكِ ذهبتِ للقاهرة برفقة زميل من هذا الزميل؟ ومن هي الشخصيات
الجنوبية التي التقيتِ بهم في القاهرة؟ وهل وجدتم تجاوبا من قبل هذه
الشخصيات التي التقيتم بها للمشاركة في الحوار أم؟
- ذهبت للقاهرة مع نائبي (جان ماري صفا) وقابلنا الرئيس السابق على ناصر
محمد وحيدر العطاس وفي الحقيقة كان لدينا يوما كاملا من النقاشات المثمرة
واستمعت بحرص إلى مخاوفهم وأعتقد بأن هذه قضايا على اليمن أن تتوافق عليها،
وهذه القضايا التي تعتبر مرتبطة بالحوار الوطني هي أيضا مرتبطة بالدستور
والغرض من تعديل الدستور هو أن يصبح دستورا لتمثيل كافة مكونات المجتمع
اليمني وذلك باحترام تطلعاتها وبالتالي سيتمكن الجنوبيون من المشاركة في
النقاشات المتعلقة بالدستور أيضا. وبالتالي استمعت إليهم ولكني أيضا
أخبرتهم عن الأشياء التي سبق وأن أخبرتك بها كما أخبرتهم بأن الوقت الآن
يمثل فرصة استثنائية إذ أن المجتمع الدولي ينظر إلى اليمن بعين الاهتمام
والدليل على ذلك هي التعهدات التي قدمها المجتمع الدولي خاصة الاتحاد
الأوروبي في مؤتمري المانحين بالرياض ونيويورك.
رسالتي كانت هي أنه إن تمادينا في تضييع الوقت في الصراع السياسي وإن لم
نشرك كافة اليمنيين في العملية فسيكون من الصعب ترجمة تلك التعهدات على أرض
الواقع في بناء المؤسسات والاستفادة من تلك الأموال إذ أننا نريد أن تصل
كل هذه التعهدات وكل هذا الدعم إلى كافة اليمنيين وإلى مختلف أنحاء اليمن
في حضرموت والمحافظات الأخرى وإلى النساء وإلى الأطفال، إلى الصيادين وكافة
فئات المجتمع، وبالتالي أعتقد أنهم فهموا أن الأمر الآن يمثل فرصة تاريخية
وأن الأمر لا يتحمل أي تأخير.
ولأن مخاوفهم كانت مهمة جدا استمعت إليهم وقضيت يوما كاملا في القاهرة
ولكن على الرغم من ذلك ينبغي أن لا تمثل هذه المخاوف شروطا مسبقة للدخول في
الحوار الوطني.
[color:aff1=#00f]> ما تقييمكم لنتيجة لقائكم بالرئيس علي
ناصر وحيدر العطاس وهل ترى أنهم فهموا الرسالة التي أردت إيصالها لهم والشق
الثاني من السؤال قلت بأن المجتمع الدولي لن يتحمل أن تكون هناك فئات على
هامش الحوار الوطني كما أن المجتمع الدولي لا يمكن أن يقبل بأن تكون هناك
فئات تعمل على عرقلة هذا الحوار ما الذي يمكن أن يعمله المجتمع الدولي تجاه
هاتين الفئتين؟
- أعتقد أن من قابلتهم فهموا الرسالة ولكنهم في نهاية المطاف ممثلين عن
أشخاص ومجموعات أكبر ولقد فهمت بأن السيد جمال بن عمر قد قابل أناس أكثر،
وبالنسبة لي هؤلاء القادة ما يهمهم هو أن يصغوا إلى هذه الرسائل ويضعوها في
عين الاعتبار وأن يذهبوا إلى من يمثلونهم وذلك لكي يتخذوا قرارا بشأن
الرسائل التي أوصلتها إليهم، أنا تحدثت إلى ممثلين ولم أتحدث إلى كافة من
يمثلونهم، فما نقوم به هو أن نذهب إلى الجميع حاملين رسالة موحدة وقوية في
اليمن، فأحد الأوجه الإيجابية لعملية الانتقال في اليمن هو أن صوت المجتمع
الدولي موحد إزاء اليمن.
وكما أخبرتك فأن العالم بأسره متحد خلف مجموعة العشر الراعية للمبادرة
الخليجية، والرسائل التي نمررها نحن صريحة وبسيطة فنحن نتحدث بلغة واضحة
وفي نفس الوقت صارمة إلى حد ما، فالفئات التي هي في هامش عملية الحوار
نذكرها بالفرصة أمامها، أما بالنسبة للذين لا يدعمون عملية الحوار ويريدون
إعاقتها فإننا نذكرهم بأن هذه هي العملية التي ارتضاها الشعب اليمني وليس
المجتمع الدولي، وبالتالي فدورنا هو تذكير كافة الأطراف بالرسالة التي
مفادها أن هذه هي إرادة الشعب اليمني وعندما قلت أننا حراس المبادرة فإن
دورنا يتمثل في التذكير بأن الشعب اليمني شبابا ومسنين يريدون النظر إلى
المستقبل فلقد اكتفوا من الماضي الأليم.
[color:aff1=#00f]> قلتم بأن المجتمع الدولي صوته موحد تجاه
اليمن فما هو موقف هذا المجتمع بالنسبة للوحدة اليمنية؟ وهل أنتم متفائلون
بعد لقائكم بكافة الأطراف بنجاح الحوار وهل تشعرون أن هذه الأطراف فهمت
رسائلكم التي وصفتموها بالبسيطة أم لا؟
- المجتمع الدولي لديه موقف موحد حول وحدة اليمن، ولا توجد هنا أي أراء
متباينة حول وحدة اليمن، والموقف هو أن المجتمع الدولي يدعم وحدة اليمن.
أنا متفائلة، ففي نهاية المطاف سيفهم الجميع أن اليمن منذ 22 عاما وحتى
اليوم، أصبح يعيش في عالم مختلف، وهناك شيء حاولت قوله في أكثر من مناسبة
وهو أننا حاولنا تفهم الظروف التاريخية لليمن ومع ذلك لا يمكن أن نحكم أو
ننظر إلى وحدة اليمن بناء على الظروف والأحداث التاريخية التي مر بها
اليمن، فاليمن اليوم في 2012م مختلف والمشاكل التي يعيشها اليمن تؤثر على
كافة اليمنيين سواء في الجنوب أو الشمال أو الشرق أو الغرب. وفي الحقيقة
سأكون خجلة إن تحدثت عن المشاكل التي يعيشها اليمنيون فهناك أزمة إنسانية
وهناك فقر وهناك علامات تساؤل كبيرة حول الشباب والمرأة ومن ثم هناك
القضايا الأكبر، كالموارد الطبيعية، ومشكلة المياه وبالتالي لا يمكن معالجة
هذه المسائل والإشكالات إلا أن يكون بنهج موحد للرد على هذه التساؤلات أو
التعامل معها، أي أنه يمكن القول بأن جميع اليمنيين على مركب واحد.
ولقد سألتني إذا ما كنت متفائلة ولكن أود التأكيد مجددا على أن مشاكل
اليمن في الفترة من 1990م -1994م مختلفة عن مشاكل اليوم التي تسود جميع
أنحاء البلاد، وشباب اليمن يبدو أكثر فهما لهذه التحديات والمشاكل لأنهم
متصلون بالعالم بشكل أكبر، فالعالم أصبح قرية واحدة، ولم يعد ممكنا أنه من
خلال الشعارات وترديد الجمل المختلفة أن نطعم الناس ونوفر لهم المياه وأنا
أقول لك هذا الأمر وذلك لأنني من أوروبا، إذا أنه عقب الحرب التي شهدتها
أوروبا كانت القارة بأكملها مدمرة ولم نتمكن من التغلب على مشاكلنا إلا
عندما اجتمعنا معا وتحدثنا عن مشاكلنا.
وسأعطيك مثالا آخر: اليوم لدينا أزمة في أوروبا وهي أزمة معقدة ولكننا نقف
مع بعضنا البعض لمواجهة هذه الأزمة والتحديات أي متحدين، وبالتالي فمن
المهم جدا من أجل مواجهة التحديات المختلفة أن نكون معا، ولسنا متفرقين
ويجب أن نكون واضحين بهذا الصدد بأنه من الممكن للشعب اليمني أن يلهموا
أنفسهم عن طريق النظر إلى أوروبا والتطورات التي حدثت فيها عندما أصبحت
متحدة، أي أن أوروبا تمكنت من مواجهة تحدياتها عندما أصبحت متحدة.
[color:aff1=#00f]> حجة قوية تسوقينها سعادة السفيرة للأطراف
السياسية لكن ما هو دور السلطات اليمنية الجديدة في مواجهة هذه التحديات
والمصاعب وهل تتعاونون معها من أجل ذلك؟
- ينبغي أن أقول شيئا آخر إذ أنك تطرقت إلى موضوع الصعوبات ودور المجتمع
الدولي ففيما يتعلق بدور الحكومة نتفهم أن الحكومة الراهنة هي حكومة
انتقالية وعليها التعامل مع الصعوبات الراهنة وتمهيد الطريق للتخطيط بعيد
الأمد وذلك للنظر في التعهدات التي منحت إياها، وعلى الحكومة أن تظهر قيادة
قوية وينطبق هذا الأمر على جميع الوزارات وذلك لكي تترجم المساعدات إلى
مشاريع يستفيد منها جميع اليمنيين، فعلى سبيل المثال يقدم الاتحاد الأوروبي
الدعم في كافة القطاعات تقريبا سواء الصحة أو الأمن الغذائي وحقوق الإنسان
وحتى إصلاح القطاع الأمني وينبغي أن تترجم هذه المساعدات إلى مشاريع ولن
يتسنى ذلك إلا عن طريق وجود حكومة قوية. وبالتالي فإن دورنا هو مساعدة
الحكومة ولا يسعني سوى أن أؤكد لك مدى دعم المجتمع الدولي للحكومة ووقوفه
بجانبها، إذ أنني أحضر أسبوعيا اجتماعات مجموعة العشر الراعية للمبادة
وأذهب إلى بروكسل وهذا أمر نشدد عليه في أكثر من مناسبة، ولكن على الشعب
والحكومة اليمنية أن يدركوا أن الأمر مرهون بهم وأن هذا مستقبلهم وبلدهم
وحكومتهم وبالتالي ينبغي الاستفادة من المساعدات وذلك من أجل بناء مؤسسات
مستدامة.
ولأكون واضحة فإنني أود القول بأننا لا نعتقد بأن ما تقومون به هو شيء سهل
بل يعتبر أمرا صعبا فالانتقال من الماضي إلى الحاضر ومن نظام إلى آخر هو
أمر صعب جدا، ولإعطائك مثالا في هذا المجال فإننا نساهم في شيء واعد للغاية
وهو العمل مع وزارة الداخلية لإعادة هيكلتها، إذ أننا نحاول العمل لإيجاد
قطاع أمني مدني وذلك من أجل الدولة اليمنية المدنية وهذا ينسجم مع مطالب
اليمنيين بدولة مدنية فلكي تكون لديك دولة مدنية ينبغي أن يكون القطاع
الأمني مدني وأحد الأمثلة على ذلك ينبغي أن تكون لديك شرطة لتحمي الناس
ولكن أيضا تحترمهم في نفس الوقت وما تم القيام به حتى الآن هو عبارة عن
خطوات أولى فنية وسيأتي الجزء الصعب لاحقا.
وينبغي أن تتخذ خطوات أكثر جرأة على المستوى السياسي، وما أود قوله هو
أننا نشجع الحكومة إذ أن البداية كانت مشجعة جداً، وأنا هنا أعطيك مثالاً
فقط على طريقة دعم الحكومة، ويمكن القيام بعدة أشياء مماثلة، ولكن ما
سنشارك به أثناء هذه المرحلة الانتقالية هو عبارة عن بدايات لمؤسسات أو
منظومات تستمر لفترة أطول، ولكن تعتبر هذه أشياء أساسية طالب الناس
بتغييرها.
[color:aff1=#00f]> تحدثت عن خطوات أولية ولكن هناك الجزء
الأصعب وقلت بأنه لابد من اتخاذ خطوات أكثر جرأة على المستوى السياسي..
أريد أن نعرف ما هو الجزء الأصعب الذي سيأتي وما هي الخطوات الأكثر جرأة
التي يجب اتخاذ على المستوى السياسي؟
- الأمر بسيط جداً هذه هي الخطوات التي تمس مصالح فئات معينة من الناس، أي
الفئات التي تتمتع بالقوة في مؤسسات معينة عليهم أن يدركوا أن هذه القوة
لا يجب أن تكون بيد أفراد وإنما بيد مؤسسات. وبالتالي فإن رسائلي موجهة لكل
من يعنيه هذا الأمر. وبالتالي لا ينبغي أن تكون القوة محصورة بيد أشخاص
وإنما يجب أن تذهب هذه القوة أو التأثير إلى الدولة أو إلى مؤسسات الدولة،
وما نبنيه الآن هو مؤسسات فإن كانت هذه المؤسسات قوية فإنه لا يمكن لأحد أن
يكون فوق القانون ولكن ينبغي على من يحاولون احتكار القوة والقانون عليهم
أن يفهموا أن هذا سيتغير وأن على الحكومة أن تبذل قصارى جهدها بهذا الصدد.
[color:aff1=#00f]> قلتم بأنكم تعملون كحرّاس للمبادرة، وفي
حال لم يفهم أي طرف من الأطراف السياسية في الداخل أو الخارج أهمية الحوار
وموقف المجتمع الدولي من اليمن، ما الخطوات التي ستقومون بها؟ هل هناك حديث
عن إجراءات صارمة وعقوبات واضحة لذلك؟ وما هو موقفكم تجاه القوى التي لن
تشارك في الحوار وتقوم بمحاولات لإعاقة نجاحه؟
- أود القول للشعب اليمني بأننا نناقش ونمحص هذا الأمر وننظر في أفضل
الإجراءات التي ينبغي اتخاذها في الوقت المناسب. وفي الوقت الراهن أود
الإيضاح بأننا نناقش فيما بيننا كافة السبل الممكنة، وما نعتقد بأنه أفضل
شيء نقوم به في الوقت الراهن هو التواصل مع كافة الأطراف وإقناعها
بالمشاركة في الحوار الوطني، والرسالة التي نمررها حالياً لمثل هذه الأطراف
وهي رسالة قوية جداً أنكم إن لم تكونوا متعاونين في هذه العملية فإنكم
تحرمون الشعب اليمني من تحقيق أمنياته وأحلامه، وبالتالي فإننا نسأل: هل
تريدون أن يراكم الشعب اليمني على أنكم من يحاول منع اليمن من المضي إلى
الأمام؟ وهل تريدون أن يراكم الشباب اليمني على أنكم لستم مع ما يريده
الشعب اليمني ومع مستقبل اليمن؟ وأعتقد بأن هذه الرسالة قوية بما فيه
الكفاية لإقناعهم، كما أود إخبارك بأننا لا نملّ ولا نكلّ في تواصلنا مع
هذه الأطراف وبأننا نخبرهم بأنه لا يمكن للقطار أن ينتظر.
[color:aff1=#00f]> هل لكم تواصل مع كافة الأطراف.. أم أن تواصلكم فقط مع معارضة الخارج؟
- أنا أعطيك مثالاً فقط لزيارتي للقاهرة فأنا أتحدث مع كل الأطراف داخل وخارج العملية كالمؤتمر واللقاء المشترك وغيرهم.
[color:aff1=#00f]> هل التقيت بالحوثيين وعلي سالم البيض؟
كما تعرفون فإنني جديدة في عملي ولديّ برنامج منتظم للتواصل مع كافة
الأطراف. وعلى الجميع أن يفهم أن مجموعة العشر الراعية للمبادرة تتابع
الوضع باستمرار ومهتمة بتطور الوضع السياسي والمستجدات السياسية.



[color:aff1=#00f]> كلمة أخيرة سعادة السفيرة؟
شكراً لكم على إتاحة هذه الفرصة، وآمل أن تكون هذه المقابلة هي الأولى من
بين عدة مقابلات معكم، كما أنني أود أن أجري عدة مقابلات مع زملائكم في
الصحافة المرئية والمقروءة، وأتمنى أن أجريها باللغة العربية عندما أتقنها
بشكل أفضل. وأود أن أقول أن قدومي لليمن كان فرصة استثنائية وحلماً أصبح
حقيقة إذ أنني أحب المنطقة والعالم العربي، وبالتالي فقدومي لليمن يعتبر
تتويجاً لتجاربي في العالم العربي وتتويجاً للحلم الذي أردت أن يتحقق. ولكي
يتحقق حلمي في اليمن فإني أرغب في السفر إلى كافة أرجاء البلاد والاستماع
إلى الناس.

لا ادري هل هذه سفيرة الاتحاد الاوربي ام التآمر الاوربي
ولا ادري هذه التحركات التي يقومون بها لاجل حل المشكلات بالمنطقة ام تأزيمها ؟
لماذا لا يذهبوا مباشرة الى سيادة الرئيس علي سالم البيض كرئيس شرعي للجنوب ومن يتبنى خيار غالبية الشعب الجنوبي ...
لو ارادوا حل المشكلة بجد لذهبوا الى من يستطيع حلها لا الى من يعقدها ...
كفانا كذب وضلال ياتآمر اوربي .
ان القضية الجنوبية ستبقى شامخة ولا نريد سواء استعادة الدولة فوراً فاعملوا لها ان كنتم صادقين ...