في سابقة من نوعها قام عدد من سائقي سيارات الدايهاتسو والشاحنات المخصصة لنقل احجار البناء في مدينة الشحر بالاضراب والامتناع عن ايصال هذه الاحجار لمن يطلبها من المواطنين وذلك احتجاجاً لقيام بعض من مالكي ( المحاجر ) وهي الاماكن التي يستخرج منها احجار البناء , برفع سعر الحجر الواحد من مبلغ 110 ريال إلى مبلغ 130 ريال لتكون سعر ( الزفة ) الواحدة والتي عددها ( 100 حجر ) 13000 ريال بدلاً من 11000 ريال . ويعللون اضرابهم هذا بان السعر السابق كان في الاساس مكلف على المواطن مما جعل الطلب على الاحجار يتقلص وينحصر فيمن يعدون من كبار التجار , وبدلاً من قيام مالكي المحاجر بخفض سعر الحجر ليتناسب مع إمكانية وقدرات المواطن للبناء , قاموا بزيادة هذا السعر وهذا يعني عزوف الكثير من المواطنين من طالبي احجار البناء عن الشراء وبالتالي يهدد استمرارية هؤلاء السائقين في عملهم ....
هذا وقد ناشد العديد من هؤلاء السائقين اهالي مدينة الشحر التضامن معهم والوقوف الى جانبهم , خاصة وان اضرابهم هذا جاء اساساً خدمة للمواطن والذي يعد الضحية الاولى والاخيرة لأرتفاع السعر .... وقد بدأ الاضراب منذ يوم الاربعاء 2 / 1 / 2013م الى لحظة كتابة هذا الخبر .
علماً بأن الارض التي اقيمت عليها معظم تلك المحاجر هي اساساً ملك للمواطنين , اعطيت لهم من دون اي وجه حق , وبدلاً من استثمارها بما يمكن ان يخفف من معاناة المواطن وتقديم الخدمات له , اصبحت كلما اراد المواطن البناء , مصدر استنزاف لما جمعه من مال طوال سنوات .
والجدير ذكره فان اسعار هذه الاحجار تكاد تكون الضعف مقارنة باسعارها في اماكن اخرى كالغيضة مثلاً والتي تبعد عن المدينة مئات الكيلومترات . حيث لا يتجاوز سعر الحجرة الواحدة 60 ريالاً . بل لو اشترى مواطن من الشحر زفة واحدة من الغيضة فستكلفه إلى ان تصل لامام بيته 14000 ريال . في حين انه يشتريها من ارضه والتي هو يملكها بـ 13000 ريال ..
مع العلم فان كل ثروات الارض من احجار ونفط ومعادن وغيرها هي في الاساس ملك للشعب توزعها الدولة بالتساوي بينهم ... ولكن في ظل دولة الاحتلال اصبحت ثروات الشعب الجنوبي ملكاً لحفنة من الفجار والمتنفذين المستفيدين من مثل هذه المشاريع التي لا تخدم سواهم فقط على حساب الشعب التعيس المغلوب على امره .