السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اقيم بعد صلاة المغرب يوم امس الجمعه 4*1*2013 م في مسجد المدرسة بمدينة الشحرمحاضرة لفضيلة الشيخ / أحمد بن علي برعود / بعنوان (
الاغتيالات أسبابها ومفاسدها)
بدأ فضيلة الشيخ محاضرته بذكر الله تعالى والصلاة على النبي محمد صلى الله عليه وسلم
بعد ذلك تطرق الشيخ بالحديث عن الاغتيالات وأسبابها ومفاسدها وأن الانسان اذا انتقم ظلماً وعدواناً عاقبه الله تعالى وأن العفو فيه سلام ,, والانتقام لايهدأ منه الانسان الا بعد انت ينتقم
وتحدث فضيلة الشيخ عن أسباب الاغتيالات ومنها *
1) الاضطرابات النفسية
2) التصفيات العسكرية
3) التخلص ممن يكون سبباً في إقامة شرع الله
4) الاطماع المادية
5) الاغتصاب لإشباع الرغبة الجنسية
6) الفتاوى الخاطئة
كما تحدث الشيخ برعود عن مفاسد الاغتيالات ومنها *
1) ترويع الآمنين
2) انتشار الاحقاد والضغائن بين الناس
3) شل حركة المجتمع* فالصياد يخشى على نفسه من الضربات الصاروخية والطالب يخشى على نفسه منها والعامل كذلك ومن يريد أن يخرج لقضاء الوقت
كما نبه الشيخ عن خطورة الاقتراب من مكان الضربة لما تحويه مخلفاتها من سموم وأمراض
وأن لايقترب الشخص من مكان الحادثة الا بعد أن يلبس اللبس الواقي من الاشعاعات التي تخلفها تلك الضربات حفاظاً على حياتهم
وقد أقترح الشيخ برعود بعض الحلول لمعالجة مشكلة الضربات الصاروخية والتي أصبحت تهدد حياة المجتمع بأكمله ومنها *
1) منح الثقة للجيش والأمن بعد توحيده ومنحهم صلاحيات تتفق مع مهامهم
2) تفعيل دور العلماء في النصح والارشاد والمحاوره وتصحيح المفاهيم الخاطئة
3) فتح باب الحوال الصادق مع قيادات وشباب ومنحهم حقوق المواطنة والقيام بإجراءات عملية
4) لايجوز اقتحام البيوت لاعتقال شخص معين بوجود عدة أطقم عسكرية والاكتفاء بجندي واحد أو اثنين يذهبا الى الشخص المطلوب حضوره للاستجواب لان كثرة الأطقم تنشر الذعر بين الناس
5) توفير فرص عمل للشباب العاطلين عن العمل
6) قيام الدولة بواجبها
نص الخطبة:الاغتيالات أسبابها ومفاسدها
استفحل أمر الاغتيالات في الأشهر والأيام القريبة الماضية في حضرموت وتنوّعت وسائلها فمنها بالطائرات من دون طيّار، ومنها بالسيارات المفخّخة، ومنها بالدراجات النارية، ومنها بالخطف ثم القتل.
فالاغتيالات مستنكّرة في كل الشرائع السماوية والقوانين الوضعية، لأن جميعها ترفض إزهاق الأرواح والإبادة تحت أي ذريعة ما لم يكن هناك عملية قضائية لمن ارتكب جريمة القتل، كما قال تعالى {وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلَا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُورًا} [الإسراء: 33] وقال تعالى {وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالْأَنْفَ بِالْأَنْفِ وَالْأُذُنَ بِالْأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ فَمَنْ تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَهُ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} [المائدة : 45].
فالاغتيالات تعدّ جريمة تمارس خارج القانون الشرعي أو الوضعي ولها أسباب ودوافع.
من أسبابها ودوافعها:
أولاً: الانتقام:
والانتقام: إنزال العقوبة مصحوباً بكراهية تصل إلى حدّ السخط وهو مذموم إذا تعلّق الأمر بالأفراد، إذا أصيبوا بالأذى لأن فيه تركاً للتخلّق بالعفو الذي أُمرنا بالتخلّق به لما فيه من الإحسان إلى المسيئ واقنداء بسنة النبي صلى الله عليه وسلم الذي لم ينتقم لنفسه قط لما رواه مسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت (ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئاً قط بيده، ولا امرأة ولا خادماً إلا أن يجاهد في سبيل الله وما نيل منه شيء قط فينتقم من صاحبه إلا أن يُنتهك شيء من محارم الله، فينتقم لله عز وجل) ومن أعظم عفوه صلى الله عليه وسلم وسماحته قوله صلى الله عليه وسلم لأهل مكة بعد فتحها (ما ترون أني فاعل بكم ؟ قالوا أخ كريم وابن أخ كريم، قال فاذهبوا أنتم الطلقاء) مع أنهم نالوا من شخصيته صلى الله عليه وسلم وكذا أصحابه رضي الله عنهم ولذلك قيل أقبح المكافآت المجازاة بالإساءات.
فالانتقام من مضاره أنه يورث الأحقاد والضغائن بين الناس، وإذا انتقم العبد ظلماً وعدواناً انتقم الله منه.
والانتقام نتيجة من نتائج الانتهاكات الواقعة على الإنسان، أو الحبس الطويل من غير تهمة حقيقية وبدون محاكمة عادلة، أو الظلم المتراكم.
ثانياً: الاضطرابات النفسيّة:
فبعض حالات الاغتيال قد يكون أسبابها ودوافعها اضطرابات نفسية للشخص القائم بمحاولة الاغتيال.
فالحالات النفسية إذا أُهمِلت ولم يُسارع في علاجها قد تؤدّي إلى ممارسة الاغتيال، كالذي قتل زوجته غيرة عليها لشدّة حبّه لها، ومحاولة اغتيال الرئيس الأمريكي السابق رونالد ريقان على يد جون هتكلي جونيور في 30 مارس 1981م الذي صرّح فيها بعد أنه قام بالعملية إعجاباً منه بالممثلة جودي فوستر ومحاولة لجذب انتباهها.
ثالثاً: الصراعات السياسية:
يلجأ السياسيون في الدول المتخلّفة والحكومات المتطرفة في التخلص من منافسيها من ذوي الحجم الكبير والذين يحظون بشعبية عريضة في المجتمع، أو عقلية ناضجة مفكّرة حيث يجعلون من الاغتيالات سبيلاً لهم لقطع الطريق على وصولهم إلى السلطة أو استحواذهم على حب الشعوب أو عدم الرغبة في النظام الذي ينتهجه ومن ذلك قتل الرئيس سالم ربيع علي في جنوب اليمن وقتل الرئيس أحمد حسين الغشمي في شمال اليمن بواسطة رسالة مفخّخة نقلها مبعوث الرئيس اليمن الجنوبي، وكذلك الرئيس إبراهيم الحمدي.
رابعاً: التصفيات العسكرية:
لغرض التخلّص من بعض القيادات العسكرية التي لها مكانة في الجيش والأمن بكل تشكيلاتهما وتشكّل عقبة كؤد في تسلّط العصابات الحاكمة، أو التي بيدها وثائق خطيرة سريّة يُخشى من فضحها للمتورّطين في مؤامرات ومخططات.
خلمساً: التخلص ممن يكون سبباً لإقامة شرع الله في الأرض:
فالمخابرات الأمريكية والإسرائيلية ومن كان حليفاً لهما يبذلون قصارى جهدهم لعدم إقامة شرع الله في الأرض ليكون حاكماً وإن كانوا لا يستطيعون لقوله تعالى {يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ} [التوبة : 32] ولكنهم يقومون بالاغتيال لمن يكون سبباً لإقامة الشرع كما اغتيل الشيخ الإمام حسن البنا رحمه الله تعالى والرئيس الباكستاني ضياء الحق رحمه الله تعالى، وفشِلت محاولات اغتيال لشخصيات قياديّة في الحركة الإسلامية لذلك السبب.
سادساً: الأطماع الماديّة:
كالسيارات أو الأموال النقدية أو الذهب مما يمارسه قطّاع الطريق واللصوص كما حدث في الأسابيع الماضية اغتيال العمودي رحمه الله تعالى بعد خطفه، ومن ذلك قتل رجال مكافحة المخدرات من قبل المروّجين والمهرّبين للمخدرات.
سابعاً: الاغتصاب لإشباع الرغبة الجنسيّة:
فهناك من المجرمين الذين يحاولون إخفاء جرائمهم الجنسيّة بعد تنفيذها من خلال الاختطاف ثم الاغتصاب ورمي الضحيّة بعد قتلها أو تقطيعها أو وضعها في بيارات المجاري ونحو ذلك كالحالات التي حدثت في مدينة المكلا وتم في بعضها تنفيذ القصاص، ومن تلك الحالات اغتصاب الأطفال.
ثامناً: الفتاوى الخاطئة والتأويلات الفاسدة:
فهناك من يقدم على الاغتيال بسبب الفتاوى الخاطئة من غير مصادرها الحقيقية من خلال القضاء الشرعي أو هيئة العلماء أو كبار العلماء، أو تكون بسبب التأويلات الفاسدة أو الفهم الخاطئ للنصوص كما حدث للشيخ محمد بافضل من محاولة اغتيال في الحرم من قبل شاب ظن أنه الدجال والشيخ حفظه الله تعالى من سماحته عفا عنه، وكذلك التسرّع في إنزال إحكام الكفر على المعيّنين، وجعل بعض الأشخاص من أنفسهم قضاة على الناس ومعلوم أن حكم التكفير على المعيّن لابد فيه من توفّر شروط التكفير وانتفاء موانعه مع مراعاة المصالح والمفاسد.
تاسعاً: منع استفحال شر الأشرار:
وهذا ليس لكل إنسان وإنما يكون قراره من قبل الإمام أو القضاء الشرعي غيابياً بعد العجز عن القبض على المجرم أو الناشر للفساد، وامتداد إيذائه للمسلمين كما أهدر النبي صلى الله عليه وسلم دم كعب بن الأشرف وابن أبي الحقيق اليهوديين وكانا يكنّان العداوة للرسول صلى الله عليه وسلم ويحرضان قريش على قتاله وأخذ الثأر لقتلى بدر، وغيرهم ممن أذن في اغتيالهم، وهو معمول به في القوانين الوضعيّة كما هو عند أمريكا.
فالاغتيالات مفاسدها عظيمة وأضرارها جسيمة على الفرد والأسرة والمجتمع.
ومن مفاسدها وأضرارها:
أولاً: تروييع الآمنين:
فالقتل خارج القانون الشرعي أو الوضعي يعيّش الناس في خوف ورعب فلا يأمن الإنسان على نفسه ولذلك حرّم الإسلام ترويع الآمنين فقال صلى الله عليه وسلم (لا يحل لمسلم أن يروّع مسلماً) رواه أبو داود وصححه الألباني في صحيح الجامع رقم (7658)، ومن نماذج ذلك القصف الأمريكي بطائرات دون طيار واغتيال القادة العسكريين الحضارم.
ثانياً: انتشار الأحقاد والضغائن بين الناس:
وذلك من خلال تبادل التهم والظنون والشكوك فيكون الناس فيما بينهم كلٌ يظنُّ في الآخر.
ثالثاً: ذريعة للمجرمين لنشر جرمهم وفسادهم:
فحالة الانفلات الأمني وانتشار الفوضى يعدُّ المناخ الملائم للمجرمين والمفسدين لممارسة جرائمهم وفسادهم لأنهم يجدون شمّاعة يعلّقون عليها تلك الجرائم والفساد، ومثال ذلك الاغتيالات في حضرموت للقادة العسكريين ترمي بظلالها على القاعدة لتأجيج الصراع بين الحكومة وشباب القاعدة وقد يكون الفاعل طرفاً آخر يريد أن يستفيد من الاحتقان وخلط الأوراق، وهذا ليس مستبعد فالتاريخ شاهد على ذلك مما حدث بين علي ومعاوية رضي الله عنهما من قتال فكان يهججه بعد الهدنة طرف ثالث يضرب في وقت كلا الفريقين، وما يُنشر في المواقع الالكترونية من تصريحات بتبني بعض عمليات الاغتيال يعتبر أمراً ظنياً لا يقينياً لأن كثيراً من المواقع مخترقة.
رابعاً: شل حركة المجتمع:
وهذا نتيجة من نتائج الرعب المنتشر في أوساط الناس فتجد حركة المجتمع مشلولة أو ضعيفة، فالصيادون يخشون على أنفسهم من الطائرات والقصف والطلاب في المدارس كذلك، وحركة النقل والتجارة تُصاب بالركود، حتى حركة التنزّه تكاد يكون منعدمة.
خامساً: تقويض أي مبادرات للإصلاح والحوار بين الحكومة وشباب القاعدة:
لأن الاغتيالات بأنواعها تستهدف كل طرف من الطرفين فيتأجّج الصراع وتزداد فاعلية الخصومة والعداء، فتقطّع حبال الوصال.
سادساً: فقدان سيادة البلاد وإضعاف هيبة القوى الأمنيّة والعسكريّة:
فإن قيام الطائرات بدون طيار الأجنبية بالقصف على مواطني بلد يعدُّ انتهاكاً لسيادة البلد، وإهانة للقوى الأمنيّة والعسكريّة لأن ذلك يصوّر للرأي العام أن الدولة غير قادرة على حماية مواطنيها وأنّ قوّاتها العسكريّة والأمنية عاجزة عن إلقاء القبض على المتورطين في جرائم وتقديمهم للقضاء العادل ليقول كلمته فيهم وبذلك يفقد الأمن والقوى العسكرية الهيبة عند الناس، ومعلوم كما قال عثمان رضي الله عنه ” إن الله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن ” فهيبة الدولة لها دور كبير في استقرار الأمن وحفظ مصالح الناس. وللحدّ من عمليات الاغتيال !.
سابعاً: الإضرار بالمجتمع: فإلقاء الصواريخ من الطائرات بدون طيّار والمتفجرات داخل المدن والقرى يعرّض البلاد والعباد أضراراً جسيمة، منها:
قتل أو جرح الأنفس البريئة.
تعريض المباني والممتلكات للهدم والإضرار.
انتشار السموم من خلال ما تحمله الصواريخ والمتفجرات من مواد مشعّة وسامة، ولذلك حذّر المختصون من الاقتراب من مواقع الصواريخ بعد انفجارها إلا بالألبسة الواقية.
ولإستقرار الأمن لابد من خطوات عمليّة وهي كالتالي:
الخطوة الأولى: فرض هيمنة الدولة وسيادتها ويكون بالآتي:
أولاً: إشاعة العدل في المجتمع من خلال إقامة الحدود والقصاص عبر القضاء الشرعي.
ثانياً: منح الثقة للجيش والأمن بعد الخطوات العملية لتوحيده وجعلهما لحماية الدين ومصالح الشعب، ومنحهما الإمكانيات اللازمة والصلاحيات التي تتفق مع مهامهم.
ثالثاً: الإسراع في البت في القضايا وعدم تعليق قضايا المعتقلين ومحاكمتهم المحاكمة العادلة التي لا تخضع لهوى الحاكم أو الحزب أو الطائفة أو الوصاية الأمريكية أو الغربية.
رابعاً: تفعيل دور العلماء والدعاة في النصح والإرشاد والمحاورة وتصحيح المفاهيم الخاطئة.
الخطوة الثانية: فتح باب الحوار الصادق مع قيادات وشباب القاعدة ومنحهم حقوق المسلم والمواطنة ودمجهم في المجتمع وتوفير فرص العمل لهم، والقيام بإجراءات عملية منها:
الإجراء الأول: إلغاء الملفات السابقة وعدم فتحها أو التذكير بها.
الإجراء الثاني: منح ديات لأسر المقتولين سواءً بالقصف أو الاغتيال من كلا الطرفين.
الإجراء الثالث: منح الأمنيّات المحلية صلاحيات المتابعات والعمل الاستخباري لكونهم أعرف بأبناء البلد ويقدّرون المصالح والمفاسد لمعرفتهم بالأحوال، ومنع أساليب الاعتقالات المركزية والتعسفيّة ومعالجة المخالفات بقدرها مع احترام شخصية الإنسان وعدم إهانتها.
الخطوة الثالثة: تقريب العلماء والاستماع إلى نصحهم وتوجيهاتهم وإرجاع الأمور المختلف فيها في الأمن والخوف إليهم لقوله تعالى {وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا} [النساء: 83] وإعادة مكانتهم وهيبتهم عند الناس مما يكفل الترابط الأخوي بين شرائح المجتمع.
الخطوة الرابعة: توفير فرص عمل للشباب العاطلين حتى لا يكون لقمة سائغة للمجرمين والمخرّبين والمفسدين وأن لا يرتمي في مستنقع العمالة لدول تريد الشر والسوء للبلاد ولا تحب له الاستقرار والرخاء.
الخطوة الخامسة: رصد المفسدين والمخرّبين والمروّجين والمهرّبين للمخدرات وصانعي الخمور، وذوي الأفكار الضالة والمنحرفة التي تتعارض مع المنهج الإسلامي السوي منهج أهل السنة والجماعة وهو ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، والقيام باحتوائها ومعالجتها ومنعها من الانتشار. وهذا يتطلب ثلاثة أمور:
الأمر الأول: تجنيد مجموعة من الراصدين الصادقين وتوفير الإمكانات الممكنة التي تحقق الغرض.
الأمر الثاني: تعاون الناس جميعاً مع الراصدين بالإبلاغ وتقديم ما يسهّل لهم مهمّتهم ويوصلهم إلى الحقيقة لقوله تعالى {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} [المائدة: 2] وقوله صلى الله عليه وسلم (مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يَنْفَعَ أَخَاهُ فَلْيَفْعَلْ) رواه مسلم.
الأمر الثالث: قيام الدولة بأجهزتها المختلفة بالواجب وعدم التباطؤ ولا يكون فيها ” حاميها حراميها “.
نسأل الله تعالى أن يحقن دماء المسلمين ويجنبهم كل بلاء وفتنة،
ويهدي كل ضال ويردّه إلى الحق رداً جميلاً
وصلى الله وسلم على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
والحمد لله رب العالمين