انور السكوتي
مراقب عام
البلد : الشحر
تاريخ التسجيل : 21/04/2012
عدد المساهمات : 1372
نقاط : 11326
السٌّمعَة : 1
 | | موضوع: مقاربة توثيقية لرحلة الأستاذ عبدالرحمن الملاحي التربوية والثقافية! الإثنين فبراير 04, 2013 10:26 pm | |
| الموضوع برمته ونظراً لاهميته انقله لكم من موقع ( المكلا اليوم ) : مقاربة توثيقية لرحلة الأستاذ عبدالرحمن الملاحي التربوية والثقافية! المكلا اليوم / تتبعها بالكلمة والصورة: صالح حسين الفردي 2010/12/14 في كثير من الأوقات، تتيح لي
الظروف الجلوس والتحاور مع الأستاذ القدير عبدالرحمن عبدالكريم الملاحي -
أطال الله في عمره ومتّعه بالصحة والعافية - دقائق، بل ربما ساعات، نجد
فيها كثيراً من المتعة والفائدة مع هذه الشخصية الحضرمية الفذة، التي تعيد
إلينا توازننا، كجيل بحث ويبحث عن ذاته المفقودة في زحمة الشوارع السياسية
والمراحل العبثية التي أكلت الوطن وقطّعت أوصاله، وهي تصر على أنها تبنيه
وعن العداء تصد وتحميه ملاح
سعاد الشحر، ربان ثقافة حضرموت اليوم، الذي يشتغل على الفعل التراكمي،
وتراكمات الفعل، مازال يعدّ الخطى نحو غايته النبيلة في عودة الوعد الحضرمي
المفقود، والألق الحضاري المنشود، لأكثر من خمسين عاماً يتنقل بين فنون
القول ومتون الإبداع الثقافي والفني والتاريخي، متسلحاً بتعدد مواهبه، مذ
كان معلماً ومربياً في منتصف القرن الماضي.
البداية تربية: (15 يوليو 53 - سبتمبر 1974م):تسجّل
صباحية الخامس عشر من يوليو من عام 1953م، بداية المشوار التربوي
والتعليمي للمعلم عبدالرحمن عبدالكريم الملاحي، وكغيره من روّاد التعليم
الحديث الأفذاذ في حضرموت كان حريصاً على وضع لبنات الوعي والمعرفة في كل
قرية ومدينة، وفي كل حضر وريف، كانت إليها نقلته التربوية ، ليمتد ذلك
المشوار لإحدى وعشرين سنة، تنقل بين هذه المدن والقرى، معلماً متوهجاً بحب
القراءة والمطالعة ورصد التجارب الحياتية والاقتراب الحميمي مع هذه البيئات
المختلفة التي شاءت ظروفه العملية أن يقترب منها، ويلامسها بلطف وحذق،
فيختزنها في ذاكرته المتقدة، فكانت دوعن، تارة، والريدة وقصيعر، تارة أخرى،
والمكلا، تارة ثالثة، وهي المدينة التي عشقها ملاحنا عبدالرحمن عشقاً
روحياً نبيلاً، فكان مربياً ومديراً لمدرستي: مدرم (لوكندة تخزين حتى وقت
قريب) بحي السلام وجيل الثورة (سمية حالياً) بحي العمال، شرج باسالم، هذه
الصروح التربوية والتعليمية لها حكايات مع أستاذنا الملاحي، فمازال يتذكره
تلاميذه الذين تلقوا المعرفة من شفاهه وتزودوا بالأخلاق والسلوك القويم من
سيرته العطرة في ذلك الزمن التربوي الجميل، يوم كان المعلم قدوة مجتمعية
ومرجعية حياتية، إذ نجح ملاحنا عبدالرحمن في تحويل مدرسة (جيل الثورة) بما
عرف عنها من نزق طلابي، في مطلع سبعينيات القرن الماضي، إلا أنه جعل منها
مدرسة تعج بأوجه النشاطات اللاصفية المتنوعة، ليغرس فيها أول بذرة في
مفهومه الثقافي العميق، إذ كان ولازال يرى أن أية نهضة ثقافية وعودة حضارية
لأمة من الأمم لابد أن تبدأ من المدرسة، ليستعيد - كثيراً - أستاذنا
الملاحي ذكرياته عن زمن (جيل الثورة)، فيهمس بخواطره الرائقة عن رحلته
التربوية والتعليمية لكثير من محبيه، فيسرح بخياله إلى تلك السنوات
المحفورة في الذاكرة والمليئة بالذكريات الجميلة والشخوص النبيلة التي
رافقته سنوات العطاء التربوي الكبير.
بزوغ خيوط العام الميلادي 1975م، شدّ الملاحي عبدالرحمن رحاله إلى منظومة
القيم والخلاق والجمال والمتعة والرقي والتفرد الإنساني، محيط التربية إلى
بحار الثقافة وفضاء الروح وهذيان المرافئ الإبداعية التي تختزنها كينونته
الموسوعية في شتى مجالات الثقافة والفنون، ولم تكن تلك الرحلة – البداية –
لتأسيس المنظومة الثقافية الرسمية في حضرموت بعد الاستقلال، إلا سياقاً
طبيعياً لما عزفته أنامله من روائع مسرحية، وما هصرته عقليته الفذة من
ملامح وتجارب ومشكلات عالجها بفنية عالية، في نشاطه المسرحي البكر الذي
بدأه في سنواته التربوية الأولى، وضاعت جلّ أوراقه اليوم، أو توارت في تعدد
الأمكنة وتنوع حلقات الترحال التي عاشها ملاحنا عبدالرحمن.
- الثائر المجهول 1968م.
- شرقت الشمس 1970م.
- الحصاد 1973م.- عدد من المسرحيات المدرسية، ومنها: حارس القرية، النداء.
بينما ألّف عدداً من المسرحيات وهو يؤسس للبنة الأولى لثقافة حضرموت الرسمية بعد الاستقلال، ومنها:
- لأجل أبي 1975م.
- حكاية قرية 1980م.
- الرحلة أبو عَنَك (أسطوري) 1985م.وغيرها
من الأعمال المسرحية التي تحتاج إلى قراءة أخرى، نعد بها في قادم الأيام
إن شاء الله، هذه الأعمال المسرحية أسهمت مع غيره من روّاد التأليف
المسرحي: محمد عبدالقادر بامطرق، سالم عبداللاه الحبشي، وغيرهم، نجحوا في
تأسيس حركة مسرحية ثرية، تعالج قضايا ومشكلات الواقع المحلي والعربي
والإسلامي، فملاحنا عبدالرحمن عاشقاً للمسرح راصداً لتاريخه الحضرمي موجاته
التأثرية والمحضرمة، لذلك نجده يحرص على كتابة دراسات وأبحاث متعددة
ونشرها في المجلات الثقافية والصحف المحلية ومنها:
- الحركة المسرحية في حضرموت.
- تاريخ المسرح بمديرية الشحر.
- حرية المرأة في شعر المحضار المسرحي.
- النشاط المسرحي في حضرموت خلال عشرين عاماً (67 - 1987م).لينتخب
أميناً عاماً لاتحاد المسرحيين في بلادنا في مؤتمره الأول المنعقد بمدينة
عدن في 26 مارس 1973م، ويمثل الوطن في الكثير من المحافل العربية والدولية
والندوات والمؤتمرات المهتمة بتأصيل المسرح، ومن ذلك:- مشاركته في مؤتمر المسرح في الوطن العربي بالعاصمة السورية دمشق للفترة من: 15 - 22 مايو 1973م.
- مشاركته في مؤتمر المسرح في الوطن العربي بالعاصمة العراقية بغداد في منتصف فبراير 1988م.
- مشاركته في ندوة النشاط المسرحي بألمانيا الديمقراطية - سابقاً - أكتوبر 1976م.
التأصيل تاريخ:إن
التوقف عند محطة ملاحنا عبدالرحمن الثقافية في شقها الرسمي، تضعنا أمام
دوره المحوري والمهم في وضع لبنات التأسيس لخارطة طريق ثقافية مزجت بين
متطلبات المرحلة السياسية، ورؤيته العميقة لمضمون ورسالة الثقافة
الجماهيرية، فكان أن نجح في تكوين دوائر المسرح والفنون التشكيلية وأدب
الطفل وفنون الرقص الشعبي وغيرها من المنافذ الثقافية التي تؤصل لحياة
المجتمع دون تطرف في النزق السياسي وعدم الإيغال في صوتها الفج وفحيحها
القابض، هكذا استطاع ملاحنا بما يمتلكه من إمكانيات ومقومات وقدرات أن يشكل
فترة استثنائية في تاريخ الثقافة الرسمية في حضرموت.ولم
يقف عند تخوم العمل الرسمي، بل نجده يعمد إلى تأصيل رؤيته الثقافية
ورسالته الحضارية من خلال خوضه في البحث التاريخي وقراءته وتحليله وتأصيله
في المشهد الثقافي، ليبقي على جذوته مشتعلة، وإطلاله عجلى على عناوين بعض
أبحاثه ودراساته وكتبه المنشورة تضعنا أمام حقيقة تأصيله للتاريخ:
- مدينة الشحر البوابة التاريخية البحرية لحضرموت في القرنين الثامن والتاسع الهجري.
- الدلالات الثقافية والاجتماعية والتاريخية لقصائد مهرجانات ختان بادية المشقاص (ثعين والحموم).
- أغاني الصيادين والملاحين بحضرموت.
- الهوية الثقافية لتريم وأثرها في المهاجر الحضرمية.
الرحلة البحرية بين مسقط والمخا في مرشدات الربان باطايع.
- معارف ربابنة جنوب الجزيرة العربية في القرن التاسع عشر.
- التقويم النجمي لآل باكريد.
- البلدة ما بين المدلول الفلكي والمفهوم الشعبي.هذه
وغيرها من الموضوعات التي عرض لها ملاحنا عبدالرحمن بالتمحيص والتدقيق
والتحليل والبحث، وفقاً والمنهج التاريخي الاستقرائي التحليلي، يجعلنا ندرك
حقيقة عشقه لتأصيل التاريخ الحضرمي وتثاقفه مع شعوب التداخل الحضاري
الإقليمية والعربية والأفريقية والأسيوية، في محاولة لرصد خصوصية الهوية
الحضرمية وتلازمها التاريخي بين الرحيل والهجرة والتواصل مع الجذور في
الداخل.
العمق ثقافة: تذهب
جميع المساهمات الإبداعية والبحثية والمشاركات الثقافية لملاحنا عبدالرحمن
لتعميق دور الثقافة والتعريف بعمقها والتمسك بضرورتها المعرفية والأخلاقية
والإنسانية في التقارب بين فئات المجتمع وشرائحه كافة، فنجده - أطال الله
في عمره - يلوذ بين حين وآخر بالعودة إلى حنينه الإبداعي الأول، لكتابة
القصة القصيرة، فله فيها أكثر من عشرين قصة كتبها منذ بداية الخمسينيات،
ومن البدايات: الحب المفقود، وفأر الحلاق، ومن الجديد الأخير: ما وراء
الأفق، ليضعنا هذا الملاح الحضرمي أمام دور المثقف المرجعي (العضوي) الذي
يشتغل على التراكم المعرفي والتأصيل الحضاري، بوعي وسعة أفق وعمق رؤية
وتأويل نظرة حياتية نبيلة، ليضيف إلى حضوره الدائم في مشهدنا الثقافي
إسهامات المتعددة والمتنوعة في أمسيات اتحاد أدباء وكتاب المكلا الأسبوعية،
من خلال الأوراق البحثية والخواطر التذكارية والمداخلات المعرفية، ليدفعنا
جيل القادمين إلى الخمسين، في مأزق حقيقي، فهو - أطال الله في عمره -
يجعلنا نحاول جاهدين لملازمته في حضوره وألقه الثقافي، ونستمد منه بقايا
أمل في قادم يراه ويؤكد على أنه أجمل وأكثر، جملة من الأحاسيس والمشاعر
يرسلها ملاحنا برقة وحنو لمحبيه وملازميه من الأدباء والكتاب والإعلاميين
الذين يجدون في دقائق وساعات الجلوس معه حياة جديدة وأمل أجد لقادم يعمقه
بفطنته التي ينثرها مغمسة بعصارة الأيام وتجارب السنين.
أحاول الاقتراب مراراً من رحلة ملاحنا الكبير عبدالرحمن عبدالكريم، ولكنني
أرجأ الغوص فيها في اللحظة الأخيرة، حتى كانت لحظة الحسم، عند الساعة
الثانية عشرة وخمسة وأربعين دقيقة من يوم الاثنين 13 ديسمبر 2010م، عندما
أمسكت بهاتف مكتب الزميل الإعلامي والصحفي خالد أحمد القحوم رئيس تحرير
شبام الرياضي الذي دفعني بقوة للاتصال بملاحنا الدائم عبدالرحمن فانتعشت
حرارة خط الهاتف، وتواصل الحديث معه، في لحظة تلقائية، وجدته يرسل عبارته
ممازحاً: دائم يا الفردي شغل آخر النهار، وكله حار بحار، ما شي فايدة فيك،
هت وآه معك اليوم!.
أحاول أن استمد منك طاقة الشباب لأيامي الآتية، قال: وبعدين، أيش معك:
قلت: لنذهب معاً في رحلة ممتعة، نستعيد مشوار حياتك، رد بسرعة: مُصِر،
أكيد، فكانت هذه المعلومات التي أوردها بدقة المؤرخ وعمق الأديب وهو يسترسل
في حديثه الذي أوثقه في هذه موقعنا: المكلا اليوم، حتى لا يذهب من ذاكرتي
الخوانة، فملاحنا عبدالرحمن، كثيراً ما يردد بقلق وخوف، متسائلاً بخلاصة
التجربة، لابد من مرجعية حضرمية تثق فيها الناس كل الناس، وها نحن - اليوم -
نهمس له - أطال الله في عمره - أننا نعده مرجعية ثقافية وعلمية وسلوكية
نستمد منها زاد العمق الحضاري لحضرموت الأصالة والثقافة والتاريخ الحقيقي،
فسلام عليك ملاحنا عبدالرحمن، وندعو الله تبارك وتعالى أن يمنحك الصحة
والعافية لتظل ضياءً تربوياً وثقافياً يمد الأجيال بطاقة من حب المعرفة
وعشق الأصالة وشغف التراث. وكفى!.
 
عدد التعليقات : 11
الاسم:
البلد:
التعليق  | |
|
شفق غسق
عضو مجتهد
البلد : حضرموت
تاريخ التسجيل : 22/12/2012
عدد المساهمات : 332
نقاط : 8774
السٌّمعَة : 0
| | موضوع: رد: مقاربة توثيقية لرحلة الأستاذ عبدالرحمن الملاحي التربوية والثقافية! الثلاثاء فبراير 05, 2013 9:17 pm | |
| مشكور جدا جدا ربي يحفظ الاستاذ الملاحي ويحفظ كل علماءنا ومؤرخينا ....  | |
|
ngema
عضو ملكي
البلد : alsheher
تاريخ التسجيل : 06/09/2010
عدد المساهمات : 1897
نقاط : 14032
السٌّمعَة : 3
| | موضوع: رد: مقاربة توثيقية لرحلة الأستاذ عبدالرحمن الملاحي التربوية والثقافية! الأربعاء فبراير 06, 2013 6:52 pm | |
| جميل جداً .......... واقترح لو تخصص صفحات بباحثي وادباء الشحر كل واحد على حدى نجمع فيها نبذ تاريخية عنهم ونجمع كل اعمالهم وكتاباتهم المتناثرة هنا وهناك في المجلات والصحف مع ذكر مراجعها لتسهل العملية لكل من اراد بحثاً او مقال او كتاب لاحدهم ... بمعنى قائمة ببلوقرافية كما يقولوا والا ايش رايكم ؟  | |
|
رحال
عضو ذهبي
البلد : الشحر
تاريخ التسجيل : 15/06/2012
عدد المساهمات : 1262
نقاط : 11142
السٌّمعَة : 0
| | موضوع: رد: مقاربة توثيقية لرحلة الأستاذ عبدالرحمن الملاحي التربوية والثقافية! الجمعة فبراير 08, 2013 4:06 am | |
| | |
|
