( حديث الأربعاء ) بهذه الطريقة يمكن الرد على مجلس الأمن الدولي! بقلم احمد عمر بن فريد

( حديث الأربعاء ) بهذه الطريقة يمكن الرد على مجلس الأمن الدولي!

بقلم احمد عمر بن فريد
الأربعاء 20 فبراير 2013 03:40 مساءً

لا يشعر الجنوبيون بأي نوع من الود أو الثقة تجاه مجلس الأمن الدولي أو حتى بمبعوثيه المكلفين بمتابعة قضاياه المصيرية , بدءا من الدور "المتواطئ جدا" الذي قام به الأخضر الابراهيمي اثناء حرب احتلال الجنوب عام 1994م , وانتهاء بالدور المماثل الذي يقوم به حاليا خلفه السيد جمال بن عمر, وقرارات مجلس الأمن (2014) و(2051) ومن قبلهما القرارين (924) و(931) كانت كلها بحسب ظني وتقديري حالة نمطية للحد المخزي الذي يمكن أن تنحدر له مجموعة القيم الانسانية والسياسية التي تتغنى بها الدول العظمى "كذبا وبهتانا" ثم تأتي بنقيضها على ارض الواقع .. انها قرارات تتعسف ارادة شعب الجنوب وتضرب بها عرض الحائط غير عابئة ولا مكترثة بحق هذا الشعب في العيش الحر الكريم على ارضه.

و"البيان" الذي صدر عن هذا المجلس يوم الجمعة الماضي لم يشذ بأي حال من الأحوال عن هذه القاعدة, ولم يأت بما يمكن أن يبعث على الدهشة والاستغراب او حتى الصدمة! وحتى تعمده ذكر اسم الأخ الرئيس علي سالم البيض بصفته "معرقلا " لحوارهم كان متوقعا بموجب تصريحات مندوب باكي مون السيد جمال بن عمر التي اطلقها في عدة لقاءات جمعته مع قيادات جنوبية في اكثر من مكان وكان آخرها في القاهرة.. واذا كانت مثل هذا المواقف المخجلة غالبا ما تكون مجللة بالخزي والعار لأصحابها, الا انها من جانب آخر يمكن ان تمنح الشرف لمن تتوجه ضدهم!.. لأنه بموجب هذا المعيار يمكننا أن نقول إن مجلس الأمن قد منح الرئيس البيض شرف الدفاع عن ارادة شعب الجنوب.

إن افضل رد جنوبي يمكن أن تجترحه الارادة الجنوبية الشعبية يتمثل في العمل على "فضح" هذا التوجه الدولي حتى وان كان مفضوحا اصلا! وذلك من خلال مقارعته بنفس السلاح الذي يسلطه علينا هو ووكلاؤه بالباطل في كل مناسبة!.. ويتمثل ذلك من وجهة نظري في تقديم "ظاهرة نضالية سلمية" غير معتادة, تتجاوز التحشيد الجماهيري - مع عدم الاستغناء عنها كأداة في غاية الأهمية - عبر تنظيم "عملية تصويت" شاملة لشعب الجنوب في مختلف المناطق لصالح الاستقلال والافتكاك من وحدة الاحتلال. وهي عملية "ابداعية" يمكن الحديث عنها تفصيلا بما يلي:

اولا: يتم تصميم استمارة صغيرة من ربع صفحة على سبيل المثال, بموجب استشارة متخصصين في القانون الدولي ويمكن ان يساعد في هذا الشأن الدكتور المناضل محمد علي السقاف. بحيث تحتوي هذه الاستمارة على بيانات ذات قيمة من حيث "المصداقية القانونية" لإثبات هوية صاحبها, كأن تحتوي على معلومات شخصية بالإضافة الى بصمته الشخصية في اسفل البيانات, وصورته ان امكن والعبارات التي تعبر عن "ارادته الحرة" في تحرير واستقلال الجنوب.

ثانيا: يتم حشد جميع القوى السياسية الجنوبية المؤمنة بقضية الجنوب لكي تكون مشاركة في تنظيم وترتيب وتفعيل هذه العملية النضالية السلمية بما يؤدي الى نجاحها وتحقيق اهدافها.

ثالثا: يتم الاتفاق على خطة شاملة ومتكاملة لكيفية تنفيذ هذه العملية بحيث تشمل جميع المراكز والمديريات والمحافظات, وتخصص في كل منها "مراكز تجميع" لهذه الاستمارات بما يؤدي الى جميع اكبر عدد ممكن من الأصوات وبما يؤكد على مصداقية ما تحتويه هذه الاستمارات.

رابعا: من المهم ان يتم التمهيد لهذه العملية من الناحيتين "الاعلامية والسياسية" وان يعلن عنها الأخ الرئيس البيض مع مختلف القيادات السياسية الجنوبية, والا يحدد لها يوم واحد فقط بل تتم خلال مدة زمنية لا تزيد على الشهر ولا تقل عن نصفه بحيث تستطيع "الفرق الجنوبية" الوصول الى كل بيت جنوبي لحث اهلنا على وضع اصواتهم لصالح الجنوب واستقلاله, واقترح ان تنتهي هذه العملية بيوم جماهيري حاشد كيوم 21 مايو القادم في ذكرى فك الارتباط من وحدة 22 مايو 1990م.

خامسا: من المهم ايضا ان يتم التنسيق مع عدة وسائل اعلامية "عربية واجنبية" وكذلك مشاركة مؤسسات ذات علاقة بهذا الشأن لكي تؤكد على صدقية هذه العملية وتشهد عليها وتتابع مجرياتها اولا بأول.

سادسا: في المرحلة النهائية تتم عملية احصاء لمجمل الاستمارات والتي ستكون - بكل تأكيد - متجاوزة لأكثر من 90 % من عدد سكان الجنوب, في وجود تلك المؤسسات ووسائل الاعلام وبحضور جميع ممثلي المكونات السياسية الجنوبية التي تقوم بالتوقيع على المحضر النهائي لهذه العملية ثم تقوم بإرسالها الى مجلس الأمن الدولي بما يضمن وصولها اليه من خلال مندوبهم في عدن.

سابعا: سوف تكون هذه العملية افضل رد جنوبي على بيان مجلس الأمن الدولي وفضح اكاذيبه وادعاءاته واباطيله وتهمه, وردا على جميع مغالطات مختلف القوى السياسية في صنعاء, وفي جانب آخر ستكون افضل انتصار من شعب الجنوب لقضيته الوطنية العادلة وافضل انصاف للأخ الرئيس علي سالم البيض ولإرادة شعب الجنوب المغتصبة, باعتبار ان هذه ارادة شعب تم اثباتها بموجب المعايير الدولية التي تتبجح بها مختلف القوى الدولية.

ربما قد يقول قائل.. انها عملية صعبة ومعقدة وتبدو عسيرة على التنفيذ!.. وفي حقيقة الأمر انها قد تكون كذلك واكثر في حال تمت بعشوائية ودون تخطيط دقيق, في حين انها ستكون يسيرة وسهلة وممكنة جدا في حال خطط لها بصورة دقيقة وفي حال حشدت لها جميع "الطاقات الشبابية" التي تتفجر حماسا ونشاطا وهمة من اجل تقديم كل ما يمكن ان يحقق لهذا الشعب حريته واستقلاله.. ان "الانسان الجنوبي" الذي تدفعه ارادته وعزيمته, على قطع مئات الكيلومترات سيرا على الاقدام للمشاركة في الفعاليات الجماهيرية كما حدث يوم 13 يناير الماضي, لهو قادر على تحويل مثل هذا "العمل النوعي" الى حقيقة على الأرض.. وفي تقديري ايضا ان عملا ابداعيا من هذا النمط سوف يكون محط اهتمام العالم اجمع خاصة ونحن نقدم تجربة جديدة تعكس حدا كبيرا من المدنية والثقة, والعزيمة والاصرار على النضال بمختلف الوسائل السلمية, والتي لا يمكن لها الا ان تحترم حتى من قبل من لا يريد ان يحترم ارادة هذا الشعب.

هذه الفكرة.. ليست جديدة وسبق ان طرحت عدة مرات في اكثر من مناسبة خلال فترات متباعدة, وفي الأيام القليلة الماضية - وللأمانة - تلقى بريدي الالكتروني رسالة من مجموعة من النشطاء في محافظة شبوة الأبية تحمل نفس الفكرة ونفس المفهوم... ولأنني مقتنع بهذه الفكرة من الأساس فإني اشد على ايديهم واعلي من همتهم وعزيمتهم, وادعو كافة القوى السياسية وجميع القيادات الجنوبية بلا استثناء, لرد الصاع صاعين الى ذلك البيان الركيك الصادر عن مجلس الأمن مؤخرا.

* خاص عدن الغد