الشيخ عوض بن حمدين خطيب الجمعة بالشحر العدوان على سورية ليس لاجل الشعب أنما من أجل إسرائيل
الجمعة 30 / 8 / 2013ممنتديات شباب الشحر / أنور السكوتي -تصوير عبدالجبار باجبير:وسط جموع غفيرة من المصلين في ساحة الحرية والإستقلال مدينة الشحر , ألقى فضيلة الشيخ عوض بن حمدين خطبة الجمعة لهذا اليوم الموافق 30 / 8 / 2013م والتي حملت عنوان على مستوى الجنوب (( جمعة ذكرى الجيش الجنوبي )) وبعد البسملة والحمد لله والصلاة على النبي محمد صلى الله عليه وسلم أستفتح فضيلة الشيخ بن حمدين خطبته بقوله تعالى :
((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (102) )) سورة ال عمران . وقوله تعالى : (( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا (1) )) سورة النساء .. وبعد سرد عدد من الآيات وجه حديثه للمستمعين قائلاً : (( أيها الناس للظلم وقع شديد على النفس البشرية تحس معه بالهضم والضعف فينحصر تفكير المظلوم دائماً بالانتصار والانتقام من شدة مايجده في قلبه على من ظلمه والظلم سبب لخراب العمران وزوال الدول وفناء الامم )) وقد أستشهد بأقوال للعلامة الماوردي وشيخ الإسلام أبن تيمية كقول الأخير : العدل نظام كل شئ فإذا أقيم أمر الدنيا بعدل قامت وأن لم تكن لصاحبها في الآخرة من خلاق . وأن لم تكن بعدل لم تقم وأن كان لصاحبها من الإيمان مايجزئ به في الآخرة . وأن هلاك الأمم كان سببه الظلم بأنواعه المذكورة . مؤكداً أن الله عز وجل حرم الظلم على نفسه وجعله محرماً بين عباده مشيراً إلى أن في القرآن الكريم العديد من الآيات التي تشير ألى هلاك الأمم والأقوام السابقة وتعذيبهم كان بسبب ظلمهم .
كما أشار إلى أن الظلمة من البشر لهم موالين يعينونهم على ظلمهم , يفرضون الاستبداد بأسمهم , يمارسون الظلم على الناس بقوتهم وأن مامن ظالم في الارض قديماً أو حديثاً ( كما أشار ) إلا وله جند يحتمي خلفهم وأعوان يضرب الناس بهم . وهم من أسماهم القرآن الكريم بأسم ( الملأ ) وهؤلاء هم دائماً الرافضون لدعوة الرسل لأن دعوات الرسل تحول بينهم وبين الظلم .
كما أشار إلى أن أهم سبب لتفشي الظلم بين العباد وأنتفاش الظالمين وبقائهم مدة أطول , هو ركون المظلومين إليهم . حتى يكون هؤلاء المظلومين ادوات في ايدي الظالمين يساعدونهم في توسيع نفوذهم والانضواء تحت لوائهم والتشرف بخدمتهم .
وفيها اأشار فضيلة الشيخ إلى أن الله عز وجل حذر عباده المؤمنين عن الركون إليهم وتوعد من يفعل ذلك بعقوبات .
كما أوضح الشيخ في خطبته أن المتأمل لحال المسلمين اليوم يجد أنهم قد ركنوا إلى الظلمة المستكبرين من أهل الكتاب ووثقوا بهم أكثر من ثقتهم بالله ومالوا إليهم كل الميل وتسابقوا على أرضائهم ولو بسحق أخوانهم أو حقهم كما فعل المحتل على أرض الجنوب والانقلابيون في مصر والنظام في سوريا تحت مسمى الأرهاب . موضحاً ان هذا من أعظم أسباب الذل والهوان والخذلان وتخلف نصر الله تعالى عن المسلمين كما يقول .. فأن من عادة الظلمة المستكبرين أن يزدادوا علواً وجوراً كلما وجدوا من المظلومين إستجابة لذلك .
كما بين فضيلة الشيخ الى ضرورة عدم الركون إلى الظلمة أو الوقوف إلى جانب الأعداء لأن هذا كما يقول , ركون إلى غير الله تعالى فيتخلى عنهم الله عز وجل ويقع لهم الخذلان . فقد حاول كفار مكة صرف الرسول صلى الله عليه وسلم عن بعض الأوامر والنواهي فحذره الله من الإتكال لهم والتنازل عن شئ من الدين لأن هذا يكون من الركون إلى غير الله تعالى . قال تعالى : ((وَإِنْ كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتَفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ وَإِذًا لَاتَّخَذُوكَ خَلِيلًا (73) وَلَوْلَا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلًا (74) إِذًا لَأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ثُمَّ لَا تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيرًا (75) )) سورة الاسراء .
كما أشار فضيلة الشيخ حمدين أن من ينظر إلى واقعنا يجد أن سبب تأخر نصرنا وأستقلالنا وتحرير أرضنا وعدم نصرة الله للمظلومين هو ركوننا إلى الذين ظلموا وتنازلنا عن كثير من شعاراتنا التي رفعناها في وجه المستبد والظالم ووافقنا الظلمة في ظلمهم وأحتمينا بهم من دون الله ورجونا نفعهم وخفنا ضرهم , وهذا هو الخذلان , إذ ركنا إلى من حذرنا الله من الركون إليهم , فأذلونا وقهرونا وظلمونا وأستباحوا أرضنا وأخذوا ثرواتنا . كما أشار إلى أن الكثير من المجتمعات المسلمة اليوم أتخذوا أولياء الكافرين وأذنابهم وعيونهم من الزنادقة والمرتدين والمنافقين بطانة لهم من دون المؤمنين في كثير من الديار فما زادوهم إلا خبالاً وخذلاناً وتخويفاً بالكافرين . وقد أستشهد بقوله تعالى : ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآَيَاتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ (118) )) سورة آل عمران .
كما أوضح الشيخ بن حمدين إلى أن كل قضايا المسلمون التي تنازلوا عنها الشئ بعد الشئ شاهد على أن الركون للظالمين نتيجته الخذلان والإنكسار والذل والهوان . وأن البلاد التي أحتلها الظمة والمتكبرين دليل على أن بطانة السوء من المرتزقة والمنافقين تبيع الأمة بثمن بخص في الأوقات الحرجة .
كما أشار إلى مبدأ ( أنصر أخاك ظالماً أو مظلوماً ) قائلاًً أن هذا المبدأ كان سائداً في الجاهلية ويتعاملون به . ولما جاء الإسلام أتخذه الرسول صلى الله عليه وسلم وجعله مبدأ إسلامياً , إلا أن الصحابة عندما سمعوا هذا أنزعجوا وقالوا يارسول الله ننصره مظلوم فكيف ننصره ظالماً فقال صلى الله عيه وسلم أن تمنعه من ظلمه .
كما نبه المسلمون عن غفلتهم من سنة الرسول صلى الله عليه وسلم وعودتهم إلى الجاهلية الأولى فباتوا مع الظالم ضد المظلوم , وينصفوا من سلب الحق وظلم صاحب الحق .. ننصر القوي لأنه قوي ونظلم الضعيف لضعفه .
كما أشار إلى أنه وعلى الرغم من وقوفه ضد نظام الأسد إلا أن هذا لايعني أن نفرح بقدوم الغزاة الصليبيين الذين لم ياتوا من اجل مصلحة الشعب السوري أو شعب آخر وإنما جاءوا وفقاً ولـ( أجندات معلومة وخطط مرسومة ) لتحقيق أهداف خاصة بهم . فالمؤامرة تستهدف أهل السنة في المنطقة .. والهدف ليس بشار وليس رحمة بالشعب السوري وإنما كما أشار (( إيجاد قوة بديلة لحماية إسرائيل في المنطقة من المد الإسلامي بعد الأسد )) فالخطر يداهم إسرائيل . ولتبقى إسرائيل وقد حققت حلمها المنشود بنهاية العراق وسوريا ومصر بمباركة دول الخليج ودعمها اللامحدود .
وفي ختام خطبته حث فضيلة الشيخ المسلمون أن ينصروا بعضهم بعضاً منوهاً إلى قوله تعالى : ((وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آَيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (103) )) سورة آل عمران .