هدى العطاس لهنا حضرموت : قرار مجلس الأمن لا يعني أنه صدر ضد نضال شعب الجنوب وأطالب الجنوبيين بالتعاطي مع القرار بإيجابية
هنا حضرموت /
حاورها / مجدي بازيادالسبت 1 مارس 2014
** المشهد على هذه الرقعة الجغرافية التي وقعت تحت الفصل السابع لن يتوقف عند القرار ولن يتجمد إزاءه فالمشهد مائج ولا يمكن التنبؤ بأحداثه
** المؤتمر الجنوبي الجامع سيخرج برؤية وقيادة موحدة من شأنها السير بالقضية الجنوبية إلى ساحات الحرية والاستقلال
** الجنوب الجديد سيكون جنوبا فيدراليا واتحاديا مدنيا وسيكون فيه لحضرموت مكانتها وخصوصيتها
** المشهد الجنوبي أنضجته كل الخيبات والإخفاقات التي مررنا فيها
** أدعو كافة المثقفين إلى أن يساهموا في أن يمتلكوا وطنا قبل أن يمتلكوا كتابا
** القات هو السلاح الأهم إن لم يكن الأول لنظام المحتل لتدمير الجنوب وحينما نتحرر منه ستتحرر أرض الجنوب من المحتل
رغم أن لعبة السياسة أخذتها من ساحات الأدب والشعر والقصة إلا أن الأديبة والناشطة الجنوبية الأستاذة هدى العطاس الناطق الرسمي باسم اللجنة التحضيرية للمؤتمر الجنوبي الجامع تحن بين الفينة والأخرى لزيارة حدائق الأدب من جديد بعد إرهاق السياسة وأوجاعها في ظل البحث عن وطن مفقود ومسلوب ينتظر أن يكتب له فصول مرحلة جديدة .
الإعلان عن توقيع وثيقة مايسمى بضمانات القضية الجنوبية بحسب رأيها لايهم شعب الجنوب وهو جريمة جديدة تضاف لسجل نظام صنعاء ضد هذا الشعب الذي سيواصل ثورته العظيمة حتى يذعن المحتل ، وتؤكد أن شعب الجنوب يراهن على انعقاد المؤتمر الجنوبي الجامع الذي سيخرج برؤية وقيادة موحدة من شأنها السير بالقضية الجنوبية إلى ساحات الحرية والاستقلال وبناء الدولة .
الكثير من التساؤلات التي تهم القضية الجنوبية وضعناها على طاولة الأديبة والناشطة هدى العطاس في لقاء جمعنا بها في مدينة كريتر العدنية فإلى التفاصيل ,,….
مشهد مائج وتصعيد سيستمر
بداية نرحب بك أ. هدى للحديث عن كثير من الملفات في الشأن الجنوبي ونبدأ من حيث انتهى الآخرون … برأيك قرار مجلس الأمن رقم (2014) بوضع اليمن تحت البند السابع.. ما تداعياته على القضية الجنوبية؟
بداية أشكرك أخي مجدي على إتاحة هذه الفرصة للحديث عن الشأن الجنوبي وأرحب بك في مدينة عدن المرهقة بالثكنات والعسكر ، برأيي أن القرار الأممي مهم وعلى الجنوبيين التعاطي معه بإيجابية في شقه الذي يحفظ للنضال السلمي في الثورة الجنوبية حماية دولية ذكرت في طيات القرار وفي مواثيق الامم المتحدة بأعتباره حقا من حقوق الشعوب لا يمكن لأي قوة أو قرار أن تمنع أو تقف ضده، ومن ناحية أخرى علينا الاستباق في التنديد والتصعيد بفضح الالتفاف على القرار وتحويله أداة قمع وتنكيل بيد نظام المحتل ضد الثورة الجنوبية ونشطائها. وفي مطلق الأحوال المشهد على هذه الرقعة الجغرافية التي وقعت تحت الفصل السابع لن يتوقف عند القرار ولن يتجمد إزاءه فالمشهد مائج ولا يمكن التنبؤ بأحداثه
مؤتمر تمهيدي
ما هي آخر تحضيراتكم للمؤتمر الجنوبي الجامع ؟
فيما يخص التحضيرات للمؤتمر الجنوبي الجامع المنتظر انعقاده قريباً فإن عمل اللجنة بصدد إقرار الوثائق خلال الايام القادمة وسيتم الإعلان في القريب العاجل عن موعد انعقاد المؤتمر الجنوبي الجامع في الداخل أو الخارج الذي يعول عليه الخروج برؤية وقيادة موحدة حيث تم خلال الفترة الماضية صياغة وثائق المؤتمر من الناحية التنظيمية و من ناحية المحتوى الأولي لوثيقة المؤتمر .
من ناحية أخرى قام فريق هيئة الرئاسة للجنة التحضيرية للمؤتمر الجامع مؤخراً بعدة جولات تنسيقية في الداخل والخارج من أجل التهيئة والإعداد للمؤتمر وتقريب وجهات النظر للدخول للمؤتمر الجنوبي الجامع على قاعدة المحاميل الايجابية للتقدم بقضية شعب الجنوب في مسارات جديدة تقرب الإرادة الشعبية من تحقيق هدفها في النصر والحرية والاستقلال.
تسارع الأحداث
كيف تقرأون الوضع بعد الإعلان في صنعاء عن اختتام مؤتمر الحوار اليمني الشامل ؟
لاشك أن الأحداث المتسارعة التي تجري على الأرض لاتعطي للفاعلين في مشهد الثورة الجنوبية متاحا لالتقاط الأنفاس وتبطئ وتعرقل نوعا ما من وتيرة الانتظام الاجرائي لعمل اللجنة فما إن انتهينا من الاجتماع الأول للجنة التحضيرية للمؤتمر في المكلا حتى لاحقتنا الكثير من الأحداث والمتغيرات على الأرض فكانت الهبة في حضرموت وبعدها أحداث الضالع ثم مخرجات مؤتمر الحوار في صنعاء رغم أنه لايعنينا من حيث المبدأ وجوهر القبول والمشاركة وقد قال شعب الجنوب كلمته في ذلك عبر المليونيات الرافضة للحوار اليمني إلا أنه بشكل أو بآخر يعرقل المشهد الجنوبي كل ذلك أبطأ سير العمل والتحضيرات لكنه لم يوقفه.
قضية شعب مظلوم
كيف تردون على من يقول أنكم تغردون خارج السرب خاصة وأن المجتمع الدولي يقر ما توصل إليه مؤتمر الحوار ؟
الأمر يتعلق بقضية شعب هو شعب الجنوب وليس “سربا” محلقا خارج قوانين الجاذبية بل شعب يقف على هذه الأرض معلنا رفضه لمؤامرات تجريف هويته واحتلال ارضه وطمس وجوده ويقاوم الجور والعسف وجرائم الإبادة الجماعية التي ترتكب بحقه، ويتوجب علينا أن نحيي شعب الجنوب الذي تحلى بوعي ثاقب واستشعر المؤامرة في طيات هذا الحوار اليمني فأعلن رفضه القاطع للمشاركة في مؤتمر حوار العبث الذي اختتم بمشهد دموي من قبل اطراف الفيد وسدنة الاجرام المشاركين بممثليهم في هذا الحوار تمثل بمقتل الدكتور أحمد شرف الدين ويا للمفارقة ممثل انصار الله في هذا الحوار .
وأود أن أشير إلى أن المجتمع الدولي ليس فزاعة ضد الشعوب أو هكذا يجب أن يكون وأن العلاقات مع العالم تجري وفق المصالح والتكامل والعالم يراقب ما يشهده اليمن من تمزق وأزمات وتصفيات وحروب داخلية بين اطرافه لا تخوله قيام دولة مدنية مركزها “صنعاء” علينا التقاط هذه الفرصة وأن نتعامل بمهنية وحس استراتيجي لا يحيد عن ثوابت القضية الجنوبية المتمثلة في التحرير والاستقلال وبناء الدولة الجنوبية كاملة السيادة .
طعنة في الظهر
القيادي الجنوبي محمد علي أحمد كيف ترون مشاركته في مؤتمر الحوار ؟
لقد كانت لنا كلمة في مشاركة الأخ محمد علي أحمد في مؤتمر الحوار حيث أكدنا أن مشاركته شكلت طعنة في ظهر الصف الشعبي للثورة الجنوبية الذي أعلن توحد موقفه برفض المشاركة في مؤتمر الحوار اليمني .
وبلا شك فإن مؤتمر شعب الجنوب الذي يقوده محمد علي ضرب بالإرادة الشعبية عرض الحائط رغم أن عشر مليونيات قالت لا للحوار لكنهم ذهبوا إلى صنعاء وهاهو ينسحب، ونفر ممن ذهب معه يوقع على وثيقة جريمة جديدة ضد الجنوب وهو من يتحمل جانبا من مسئولية هذا التوقيع الجريمة. شعب الجنوب لم يقل “لا ” للحوار اليمني اعتباطا ولكن المؤشرات تقود للنتائج والمؤشرات كانت تقول بشكل واضح أن هذا الحوار بالشكل الذي صمم عليه منذ البدء من أجل حل أزمة النظام اليمني وإطرافه المتصارعة هناك وليس من أجل حل قضية احتلال اليمن لأرض الجنوب. وكان جوهر مؤشرات هذا الحوار اليمني يؤكد أنه ليس سوى مؤامرة جديدة على شعب الجنوب وقضيته. ومن ذهبوا تغافلوا عن هذا بقصد أو من غير قصد وبمبررات غير مقنعة شرعنت للمحتل أفعاله أو هكذا يتصور له وها قد ظهرت نتائج مشاركتهم وبالا وجورا وعسفا وجرائم يومية ترتكب بحق الشعب الجنوبي أثناء الحوار وزادت منذ انتهائه وإعلان مخرجاته المشوهة.
زخم الهبة الحضرمية
ماذا تقول هدى العطاس عن الهبة الشعبية الحضرمية ؟
حقيقة نرى في الهبة الشعبية الحضرمية أنها جاءت في وقتها المناسب وضخت في شرايين النضال الجنوبي لهذا الشعب الباسل زخماً جديداً وأدخلت إلى المشهد الثائر شريحة جديدة هي قبائل حضرموت التي ثارت ضد الظلم والطغيان والنهب والسلب والاستغلال، وبكل تأكيد في هذا المقام نحيي ثورتهم وهبتهم واستراتيجيتهم في العمل وقدرتهم الثاقبة على التحرك وفق قواعد إلى الآن أثبتت نجاعتها ونجاحها ، ونحن بلاشك نتابع عن كثب وبكثير من الفخر والاعتزاز مايحققه هؤلاء المناضلون الميامين على أرض الواقع والثورة الجنوبية كانت بحاجة لهذه الهبة التي تحتاج إلى أن تعمم في المشهد الجنوبي .
رفض حضرمي للظلم
حضرموت لطالما كانت منطلقاً لرفض الخضوع للظلم ومنها انطلقت أول مظاهرة رافضة لسياسات المحتل والآن تنطلق الهبة المباركة بدور مماثل لرفض الظلم وبلاشك أن الهبة كانت سنداً جديداً لتطلعات حضرموت والشعب الجنوبي عموما للتحرر من الاحتلال اليمني.
مخاوف حضرمية من مركزية جنوبية
تبرز في حضرموت الكثير من المخاوف بأن دولة الجنوب المنتظرة قد تعيد إنتاج مركزية صنعاء في عدن ؟
لا يخفى أن هناك مشككين يحاولون إثارة مثل هذه المخاوف والتركيز عليها لفصل حضرموت عن الجنوب وإثارة أبناء حضرموت ضد إخوانهم في مختلف مناطق الجنوب قافزين عمدا على وحدة التاريخ ووشائج الهوية الثقافية والمجتمعية الممتدة على الرقعة الجغرافية الجنوبية ، وفي هذا الصدد لطالما أكدنا في تيار مثقفون من أجل جنوب جديد وقلنا وسنقول أن الجنوب الجديد سيكون جنوبا فيدراليا واتحاديا مدنيا وسيكون فيه لحضرموت مكانتها وخصوصيتها وحكمها الذاتي بل ولكل محافظة جنوبية الحق في ذلك ضمن وحدة جنوبية بالتراضي تكفل المواطنة المتساوية والحقوق العادلة لكل منطقة ووفق خصوصيتها . وحضرموت لن تعود إلى وضع 67م ولا يمكن للتاريخ أن يعيد نفسه وأظن أن المشهد في الجغرافيا الجنوبية نضج جداً وأنضجته كل الخيبات والإخفاقات التي مررنا بها وأوقعتنا في هذا النفق المظلم
حضرموت امتداد جنوبي
حضرموت ممتدة في الجنوب كله على مستوى الأشخاص والعادات فتجد حضرموت في أبين وشبوة والمهرة وعدن ويافع والضالع فوشائج القربى الحضرمية التي امتزجت مع كل المحافظات الجنوبية دليل أن الجنوب هو حضرمي وحضرموت هي جنوبية.
سلاح القات
القات في الجنوب دمر النسيج الاجتماعي في كل محافظات الجنوب كيف تنظر له هدى العطاس؟
برأيي أن القات هو السلاح الأهم إن لم يكن الأول لنظام المحتل لتدمير الجنوب وحينما نتخلص ونتحرر من القات ستتحرر أرض الجنوب من المحتل
حنين إلى ساحات الأدب
متى نرى هدى العطاس أديبة من جديد ؟
لم انقطع عن الأدب والإبداع بل وأراني دخلت معترك السياسة إن جاز القول من نافذة الأدب والإبداع ، ولعل اللحظة والأحداث في الجنوب هي من فرضت علينا إرجأ الممارسة المباشرة للأدوات الأدبية كأدوات تعبير وكشف للواقع والتوجه إلى أدوات وساحات أكثر مباشرة وثورية ضد الظلم لاستعادة وطننا المحتل ودولتنا المخطوفة منذ العام 94م ، وبالنسبة لي الإبداع حرية لا تتجزأ فإمتلاك وطن حر عنوان لإمتلاك ابداع حر، وهنا أدعو الأدباء والمثقفين كافة إلى أن يساهموا في أن يمتلكوا وطنا قبل أن يمتلكوا كتابا ، وعليهم بلاشك مسؤولية كبيرة، فموقف المتفرج الذي يتخذه البعض لايليق بهم بعد أن انكشف صلف وعنجهية المحتل خاصة بمن يملك فكراً وثقافة وقلماً يؤهله للدفاع عن حقوق هذا الشعب على هذه الأرض .
المرأة الجنوبية
المرأة الجنوبية ماذا تقول عنها الأديبة والناشطة هدى العطاس بوصفها امرأة وما هي رسالتها للقطاع النسوي في الجنوب ؟
أن الجور والظلم الذي وقع على المرأة الجنوبية بسبب إعلان هذه الوحدة الظلامية مع نظام الجمهورية العربية اليمنية جور وظلم مضاعف فقدت فيه كل ما كانت تتمتع به من حقوق ومزايا وهمشت وأقصيت وجهلت وداهمتها القوى الظلامية لتعيدها إلى كهوف الحيوانية والعورة والانتقاص من كينونتها وذاتها وإنسانيتها. لكنها الآن شريكة لأخيها الرجل في الثورة الجنوبية المباركة وإذ هي كذلك فأنها تثور في الحاضر وعينها على المستقبل في دولة جنوبية تحفظ لها حقوقها ومواطنتها الكاملة شريكة كاملة وليست تابعا للرجل. لذلك لطالما انتقدت المصطلح التنظيمي ” قطاع المرأة” لتوصيف مشاركة النساء السياسية في الاحزاب والمكونات. وأسميه ” جناح العائلات” اسوة بغرف المطاعم المخصصة. وهذا التوصيف بـ”قطاع المرأة” استلهام يمني جاء مع جحافل المحتل بكل اشكالها وسلوكياتها وليس نابعا من البيئة السياسية والثقافية في الجنوب. والمرأة الجنوبية تحتاج إلى الاعداد والتمكين ولن تستطيع التمكين وهي محشورة مقصية في قطاعات حصرية تعيد انتاج نفس اساليب التجهيل والتهميش والحرمان من التجربة عبر التفاعل العام مع أخيها الرجل في وسط آمن مدني متحضر يحترمها ويقدرها وينزلها منازل الاستحقاق .
قمع مستمر
شهدت فعالية 21 فبراير قمعا حد المنع من قبل السلطات ..ماهي بدائل النضال السلمي في مرحلة ما بعد الحوار اليمني؟
النضال السلمي خيار استراتيجي ويكتنف في طياته وسائل متعددة علينا تفعيلها من التصعيد الاحتجاجي في الساحات إلى تشكيل لوبيات تنسيق وتواصل مع المحيط والعالم. والتأكيد على النضال السلمي هو ضمانة استمرار الثورة الجنوبية وامتدادها وتغلغلها وسط شرائح وفئات وقوى جنوبية مازال بعضها صامتا وذلك يتطلب صفا قياديا موحدا من المختصين والاحترافيين القادرين على القيام بأستحقاقات المرحلة الذين ينطلقون من القاعدة الشعبية وأمناء على إرادتها المعلنة دون مناورة أو حيدة عن الهدف أو تخفيض للسقف الشعبي. بما لايمنع التعاطي السياسي مع القوى الدولية والاقليمية دون الاخلال بالمنطلقات المبدئية لهذا التعاطي.
رسائل سريعة إلى كل من :
الرئيس اليمني هادي المنتشي بختام مؤتمر الحوار؟
للأسف هو جنوبي مستخدم في صنعاء لكني أسأله هل ضميره مرتاح وهو يتآمر مع قوى الهيمنة والنفوذ اليمنية على أهله وأرضه في الجنوب
القوى اليمنية المتنفذة ؟
مادام على أرض الجنوب نبض فلابد أن يتحقق التحرير والاستقلال وبناء دولتنا الجنوبية كاملة السيادة وننتزع حقوقنا المنهوبة منكم مهما طال الزمن
الشعب في اليمن الشمالي ؟
نتمنى عليهم أن يعلموا أن عليهم أن يحلوا مشاكلهم الداخلية وأن يسعوا للمحافظة على ما بيننا من رصيد أخلاقي ولا يقفوا أمام طموحات الشعب الجنوبي وأن يبنوا دولتهم ويتركونا لبناء دولتنا لتعود وشائج الجوار والقربى بيننا كما كنا سابقاً مستقلين في دولتين بدلاً من نصبح عدوين على جغرافيا مجاورة. ![][](/users/3013/90/91/96/smiles/731828.gif)
الثلاثاء نوفمبر 17, 2015 4:23 am من طرف ngema
