عدن لايف - خاص - أنور السكوتي/ تصوير: عبدالجبار باجبير
احيا فضيلة الشيخ ( سالم بادقيدق ) خطبتي وصلاة جمعة هذا اليوم الموافق 23 مايو 2014م وذلك في ساحة الحرية والاستقلال بمدينة الشحر , وسط حشود غفيرة من المصلين , وفيها هاجم الشيخ بادقيدق المفسدين من الحكام والمسؤولين واولئك الذين يقومون بزرع الخوف في نفوس الآمنين , كما استنكر سلبية علماء الجنوب خاصة ومثقفيهم وتجارهم وبقية الشرائح الاخرى , لعدم تفاعلهم الايجابي مع الاحداث المختلفة التي تصيب مجتمعهم من قتل واغتيال ونهب وتدمير . وقد لا قت هذه الخطبة رضا واستحسان الحاضرين .
ففي الخطبة هذه شن فضيلة الشيخ هجوماً عنيفاً على الحكام والمسؤولين ممن وصفهم بفراعنة العصر لطغيانهم , وتجبرهم , وتكبرهم , وموالاة غير المسلمين , وعدم قيامهم بما انيطت بهم من مسئوليات وواجبات تجاه ربهم وبلدهم . وفيها وجه عتاب للمسؤولين لعدم قيامهم بتطبيق شرع الله والتهاون في حدوده مذكراً اياهم بأن الله قد اهلك من قبلهم لأنهم كانوا يتهاونون في حدود الله فإذا ارتكب الغني جرماً تركوه , أما إذا أرتكب الفقير ذنباً اقاموا عليه الحد , وقد استشهد في أحد احاديثه بقول الرسول صلى الله عليه وسلم ( والذي نفس محمد بيده , لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها ) مؤكداً ان تطبيق شرع الله انما هو طهارة للفرد , وحماية للمجتمع , وأمن للمواطن , واستقرار للمواطنين . كما اكد الشيخ سالم بادقيدق (( أن المناصب ليست لجمع الثروة أو الشهرة , أو اكتساب الجاه , وأنما أمانة ومسئولية , وكل أنسان مسؤول أمام الله احسن ام ضيع )) .
كما حمل فضيلة الشيخ بادقيدق سلطات الاحتلال كل ما لحق بالجنوب من فساد , ودمار , وطمس للهوية وتدمير للمناهج التعليمية في المدارس والجامعات .
كما تساءل الشيخ بادقيدق عن تلك المليارات التي سرقت ونهبت من خزينة الدولة وأموال الشعب , دون أن يشاهد ولو مرة واحدة يد قطعت بسبب ذلك . مؤكداً ان هذه الدماء التي تسفك , وذلك النهب والسلب , والفساد المنتشر ماهو إلا استدراج من الله سبحانه وتعالى لهؤلاء الظالمين .
كما عمل الشيخ مفاضلة بين من يتقي الله من عامة الناس , ومن لا يتقيه من الحكام والمسؤولين قائلاً : (( والله لو ان فقيراً , وضيعاً , كناساً , أو أي كان عمله , ولكنه يتقى ربه , خير عند الله وافضل , من ذلك الذي في وزارته والحراسة سارحة ضاوية عليه صباحاً مساء , وهو لا يعرف لله ركعة , ومضيع لصلواته , وعايش في ظلماته )) حسب قوله .
إلا أن أبرز ماتعرض له الشيخ في خطبته يكمن في ذلك الاستهداف الممنهج للكوادر الجنوبية وتصفيتهم تحت مسميات شتى , متهماً سلطات الاحتلال اليمني بأنها الواقفة خلف هذه الاغتيالات . مذكراً اولئك القتلى ومن ينهبون الارض والثروة , بقوله تعالى (( أن ربك لبالمرصاد )) مؤكداً في الوقت نفسه أن الله , طال الزمان أو قصر , سوف يهلكهم , وينتصر لعباده المظلومين المستضعفين .
كما حث الشيخ في خطبتة كافة المواطنين للتعاون فيما بينهم على البر والتقوى , والتصدي لأي اعتداءات تطال أي من اخوانهم الجنوبيين . قائلاً (( أن من المصائب التي نزلت على الناس اليوم ان تجد كل واحد فينا يقول : نفسي .. نفسي . بدلاً من تعاوننا على البر والتقوى والتصدي للآثم والعدوان )) .
وفي هذا الشأن خاطب عدد من شرائح المجتمع ممن وصفهم باهل الحل والعقد وهم : المصلحون , الناصحون , العلماء , الخطباء , المثقفون , الاكاديميون , الوعاظ , أئمة المساجد , التجار وغيرهم ودعاهم إلى ضرورة التعاون على البر والتقوى والتصدي لكل الفتن والمؤامرات التي تستهدف المجتمع , وانهم هم المسؤولون امام الله وعباده , اكثر من غيرهم . وفي نفس الوقت استنكر عليهم صمتهم وعدم تفاعلهم مع مايصيب مجتمعهم من قتل وتدمير ونهب وفساد .
كما وجه فضيلة الشيخ بادقيدق لوم وعتاب على علماء الشمال قبل علماء الجنوب وهو عدم إنكارهم على حكامهم , وما يقومون به من سلب ونهب وقتل . وإنكارهم في الوقت نفسه حق الجنوبيين في مطالبهم المشروعة , حيث قال : اريد من علماء صنعاء فقط يجتمعون على آية وحديث ويطبقونها وهي : (( إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى )) سورة النحل . قائلاً بانهم لا يستطيعون مذكراً اياهم بانه ومنذ قيام الوحدة اليمنية معهم لم تطبق هذه الآية من قبل , كما لم تطبق أية آية أخرى طيلة تلك الفترة . كما نادى علماء الشمال بقوله : ( يا من تقولون الايمان يمان والحكمة يمانية , اروني حكمة واحدة من 94م الى هذه اللحظة , اروني عدل واحسان من 94م إلى هذه اللحظة ) .
كما هاجم في خطبته من يسموا بأنصار الشريعة , وصمت علماء المسلمين على ممارساتهم قائلاً : ( أن انصار الشريعة الحقيقيون لا يقتلون .. ولا يسفكون .. ولا يرعبون . ولا للنساء والأطفال يرهبون .. انما اسمي هؤلاء , مخربي الشريعة ) متسائلاً هنا عن غياب العلماء ودورهم قائلاً : أن العلماء لما سكتوا عما حدث في ابين , تمادى هؤلاء السفهاء ( حد وصفه ) وهاهم اليوم عندنا بحضرموت . ثم يتساءل ايضا : ولا زلنا لليوم ولم نسمع صوت عالم واحد قال كلمة الحق فيهم ! . مبيناً أن المصيبة الحقة لا تكمن في اولئك القوم ومن يقدم لهم الدعم والاموال وانما فينا نحن ( حسب وصفه ) لاننا كما قال , ( ساكتون عن قول الحق , ومتفرجين , ولا نريد أن نضع ايدينا بأيدي بعض ) .
وفي نهاية خطبته استنكر فضيلة الشيخ بادقيدق حادث اغتيال احد ابناء مدينة الشحرقبل يومين ( عماد جوبح ) من قبل مجهولين , وكذلك اغتيال غيره , مطالباً سلطات الاحتلال إظهار ولو قاتل واحد من هؤلاء الذين قتلوا المئات , ومحاكمته امام الناس في الساحات , إلا انهم كما يقول لا يستطيعون , لانهم هم من يقف وراء ذلك . كما حمل في الوقت نفسه العلماء والمشائخ لصمتهم وتفرجهم على هذه الاحداث المختلفة