في يوم الثلاثاء وليس كسائر الأيام وبتاريخ
10/5/1988م ولا ندري نحن بذلك الوقت الذي رزقت به مدينتنا الشحر أم الأيتام بمولود جديد و شابٍ عزيزاعلى قلوب المناضلين الشهود ، مولود من أم شحرية وأب شحري يعمل بالسلك العسكري آنذاك والكل كان يعرف قيمة وقدر العسكر في ذاك الوقت ، ومن رحم تلك المرأة الطيبة والأب العسكري خرج صبي بريء لم يعرف قسوة الحياة ولم ير بعد أي البلاء ينتظره وأبصرت عيناه بعد عامين من مولده انبثاق دولة جديدة ووليدة في يوم
22مايو عام
1990م وشاهد آنذاك الطفل أمامه علماً جديداً مكوناً من ثلاثة ألوان يعلوه
اللون الأحمر الذي يعني الدم وفي الوسط
اللون الأبيض الذي يعني السلام أو الاستسلام وفي أسفله
اللون الأسود الذي يعني الحزن والظلام ، وذلك بعد إزالة
المثلث الأزرق و
النجمة الحمراء التي لا تعني لنا ولا للمولود الشحري شيء سوى بداية انتهاء العهد الاشتراكي البغيض وبزوغ فجر وعهد الوحدة التي أصبحت بعد ذلك عبئاً ثقيلاً على جميع من فرح وصفق وزغرد بقدومها ولحاكمها الجلاد الذي يحكم البلاد والعباد إلى يومنا هذا بالحديد والنار ولا يعني أيضاً ذلك للمولود الشحري المرح في حياته والذي يحب اللعب والضحك والمداعبة مع أصدقائه شيئا جديداً عليه وكانت حياته مليئة بالحب والعطف والحنان وله طفوله مليئة بالمشاغبة مثله مثل أصاحبه الصغار ولكن عندما كبر وصار شاباً خلوقا وتغيرت حياته كثيراً وأصبح يفكر بمستقبله مثل كل شباب الجنوب إخوانه ، وله هوايته و ممارساته الرياضية لكرة القدم وكان لاعبا ً أساسياً مع فريق السعادة بحي السعادة السعيد بوجوده مع أفراد أسرته وسكنه ووقاره هو وأهله وكان مسكنه الاخير الذي غسل وكفن فيه ، ولكنه كان يتمنى أن يحقق مراده ويكون صياد أسماك ماهر ليوفر لقمة العيش له ولأسرته وتحققت أمنيته الأولى بفضل الله وبقيت لديه عدة أمنيات وأسمى أمنياته هي أمنية كل شعب الجنوب العربي الحر ومانيل المطالب بالتمني ولكن تأخذ الدنيا غلاباً وأخذت معها أبن الشحر الشهيد
((عوض سعد سالم بارامي ))من مواليد حي باشرا حيل وحدة 22يونيو حيث ترعرع ذلك البطل المناضل في ظروف حياة صعبة جعلت ولده يتنقل من حارة إلى أخرى ومن منزل لآخر وكان في ذلك الوقت لايزال الشهيد عوض صغيراً لا يدرك معنى السياسة وما يدور حوله من تقلبات سياسية سوى كونه يلهو ويلعب ويذهب إلى المدرسة ويعود ولم يعرف شيء اسمه الدم أو القتل والحرب إلا بعد مرور ست سنوات من عمره وذلك في
صيف 1994م وعندما أعلن طاغية صنعاء وجماعته الحرب على الجنوب وترسيخ الوحدة اليمنية بالقوة والقتل وسفك الدماء للجنود والأبرياء من المسلمين كل ذلك لا لغرض تحقيق الوحدة اليمنية أو الإسلامية ولكن لنهب ثروات هذا البلد الذي يسكنه و يقطنه الشهيد عوض ، واختفت بعد ذلك كل ملامح البهجة والمرح التي يتمتع بها عوض والضحك الذي يملأ حياته بالحب والعطف والحنان والحياة المطمئنة والابتسامة التي لا تفارق وجه عوض وكل شباب الجنوب وأصبحت حكراً وحبراً وسلاحاً فتاكاً لمن أراد السخرية بجنود الاحتلال ولكن للأسف وفي ذألك اليوم المشؤم يوم
30 /5 / 2009م وذلك قبل سنتين من ذلك التاريخ وفي حوالي
الساعة الثامنة مساءاً وبعد خروج أكبر مسيرة حاشدة لم تشهد الشحر لها مثيلاً من قبل وكان عوض أول الملبيين للنداء وبعد سير تلك المسيرة السلمية من أمام مسجد عمرو بالشحر مروراً بالسوق حتى سدة الخور والرجوع إلى السوق مرة أخرى وأثناء مرور الحشد العظيم من الثوار و المناضلين و الذي كان يهتف وبصوت عالٍ
((ثورة ثورة ياجنوب)) وكان شهيدنا في مقدمة تلك المسيرة السلمية ويهتف بصوته بل يزأر زئيراً عجز عن قوله الكثير من المثقفين والمتعلمين المخذولين أعداء الثورة وأصحاب الاستعمار الذين رفعوا
اللون الأبيض للمحتلين ، أعداء الحرية والعدالة والمساواة ، أعداء البشرية والإنسانية وحياة عوض البريئة التي سقطت برصاص الغدر والكره والحقد و العنصرية اليمنية وظهر ما يعنيه
اللون الأحمر بأمر وأسم هذا اللون للعلم الوحدوي الذي فرح به عوض بعد سنتين من مولده ويفرح عندما يراه كل يوم يرفرف فوق مدرسته ولكن للأسف ألتف العلم الوحدوي كحبل المشنقة على عنقه بالرصاصة التي غرزت وخرجت من رقبته من قبل هؤلاء الذين كانت قلوبهم كالحجارة أو أشد قسوة فقد كانوا عثرة في طريق المسيرة السلمية التي يتقدمها أناس سلميين بصدور عارية ، وبحقدهم وكرههم انطلقت رصاصات الكره والحقد والغدر لمن قدم لهم أرضه وضحى من أجلهم لكي يرتقي بهم إلى العلاء بإذن الله ولكن غرست رصاصة من رصاصاتهم الغادرة كالبذرة لأول النواة الثورية بالشحر لتسجل تاريخ يوم مجيد ملون
بالون السفلي للعلم الأسود الذي يبعث ويزرع روح الشهادة والخلود بالجنة بإذن الله لشهداء يسطرون ملاحم ويكتبون ويكملون مشوار الشهداء السبعة ومن بعدهم ونحسبه عند الله شهيداً ولا نزكي على الله أحداً وما عوض بارامي ولا أسعد حداد إلا فتية شجعان سطروا تاريخ الشحر بعد زمن بعيد ونصرهم لقضيتكم ليس ببعيد وآت و نراه يلوح من جديد ، أين أنتم يا أبناء الشحر ! لقد بداء يبزغ فجر تحرير قريب ...................
إ
ذاً هنا أسئلة تطرح نفسها بالله عليكم لماذا ضحى الشهيد عوض بنفسه وروحه ودمه ؟ ومن أجل من؟ ولماذا أستشهد و قتل ؟ و من قتل بعده وقبله ؟؟؟الجواب لكم؟! بقلم أحد أحفاد الشهداء السبعة