كانت
السلطنة القعيطية تحكم أجزاء واسعة من
حضرموت وقد تأسست على يد الأسرة القعيطية التي ترجع جذورها إلى
يافع إلى الغرب من حضرموت حيث كانت من أكثر دول
الجزيرة العربية إ تطوراً في ذلك الزمن من حيث التنظيم وتسيير الدولة في الوقت الذي كانت تعيش فيه معظم مناطق الجزيرة في فوضى جزاء تفكك
الامبراطورية العثمانية حيث قامت بعدها دويلات صغيرة في جميع اجزاء الوطن العربي مما سهل استعمارها من قبل الغرب.
في نفس القوت الذي كانت السلطنة القعيطية تحكم فيه ساحل حضرموت كانت هناك
السلطنة الكثيرية والتي حكمت الجزء الشمالي من حضرموت وكانت في صراع دائم مع جارتها السلطنة القعيطية.
علم السلطنة
انضمت الدولة القعيطية في منتصف الخمسينيات إلى اتحاد
الجنوب العربي وهو اتحاد أقامته
بريطانيا ليضم الدول التي استعمرتها في الجنوب العربي في كيان فيدرالي واحد لردع الحركات الثورية
والقومية في ذلك الوقت. كان السلاطين يكنون الولاء للبريطانيين خوفا منهم على فقدان الحكم وانقلاب الثوار عليهم، واستمر ذلك الحال حتى عام
1967م عندما قام الثوار القوميون بتفكيك اتحاد
الجنوب العربي والانقلاب على السلاطين وطرد المستعمرين وضم
حضرموت وبقية السلطنات في دولة جمهورية واحدة وهي
جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية إيمانا منهم
بالقومية العربية ووحدة اليمن متأملين نجاح ثورة 26 سبتمبر
1962 في شمال البلاد
تأسيس السلطنةتأسست السلطنة القعيطية في بدايات القرن التاسع عشر على يد عمر بن عوض بن عبد الله القعيطي اليافعي الحضرمي وهو رأس أسرة الأمراء
بحضرموت والهند.
ومنه تناسل بقية امراء الدولة. توفي والدة بحضرموت وهو طفل صغير فكفلته
أمه وتربى على يدها. ثم انتقلت بة من قرية لحروم إلى أخواله الذين كانوا
يسكنون في منطقة
شبام. هاجر من حضرموت وهو صبي سنة
1792م إلى
الهند حيث كسب لنفسة مع مرور الزمن شهرة عسكرية واسعة في جيش ولاية
برودة الهندية. ثم في جيش نظام
حيدر أباد الداكن. وصار رئيس الجالية اليافعية بحيدر أباد وقائداً للفرقة الحضرمية بجيش النظام في الهند. وكانت رتبتة العسكرية
جمعدار اي قائد لألفي مقاتل وهو لقب ورثة ابنة عوض من بعده. له تاريخ حافل ومثير في الدهاء والشجاعة والكرم والاقدام. توفي في مدينة
حيدر أباد في الهند، وكتب عنه مؤرخون عدة رسائل بعضها لا يزال مخطوطاً.
الاسرة الحاكمةأسرة القعيطي هي أسرة حضرمية كبيرة وقبل أن تأسس لها دولة في حضرموت كانت تحكم إمارة حيدر أباد بالهند.
حسين بن عبد الله بن عمر بن عوض بن عبد الله القعيطي اليافعي الحضرمي كان أحد الأمراء وكان من مشاهير الشعر الحضرمي في المهجر. كان والده حاكما لإمارة
الشحر. وحكم هو من بعده، إلا إن عهده تميز بالفتن والاضطراب الثقافي.
صالح بن عمر بن عوض بن عبد الله القعيطي اليافعي الحضرمي قائد عسكري، ولد وتعلم ونشأ في
حيدر اباد في
الهند. تولي مدير التعيينات والتسريحات العسكرية في هيئة أركان جيش نظام
حيدر اباد، وكان الساعد الايمن لأخيه عوض بن عمر في تأسيس السلطنة القعيطية بـ
حضرموت, إذا كان يتولى تجهيز السلطنة الناشئة بما كانت تحتاج اليه من مؤن حربية. ولم يزر حضرموت في حياته كلها.
عبد الحبيب بن عامر بن عوض بن عبد الله القعيطي قائد عسكري من
افراد الأسرة الحاكمة الذين لعبو دوراً هاماً في تثبيت دعائم الدولة
القعيطية بحضرموت، حيث كان أحد المساعدين الرئيسيين للأمير عوض بن عمر
القعيطي. وتوفي بـ
حيدر اباد في الهند.
عمر بن عوض بن عمر بن عوض بن عبد الله القعيطي اليافعي الحضرمي سلطان الشحر والمكلا بحضرموت. كان قبل توليه شئؤون السلطنة القعيطية في
خدمة نظام حيد اباد بالهند وقد جعله (حكمدارا) لفرق الحضارم القائمين
بحراسة خزائن النظام وقصورة. كان يتكلم والانجليزية والاوردية بالإضافة إلى
لغته الأم العربية. وهو الذي أنشأ في مدينة
المكلا الجامع المعروف باسمه جامع السلطان عمر بن عوض القعيطي.
عوض بن عمر بن عوض بن عبد الله القعيطي اليافعي الحضرمي هو أول
من لقب بالسلطان من افراد العائلة القعيطية التي حكمة الجزء الساحلي من
حضرموت. ولد بحيدر اباد في الهند وتوفي أيضا فيها. وكان ضابطا في جيش نظام
حيدر اباد ويعرف كابية بالجمعدار. وفي سنة 1886م دخل في معاهدة حماية مع
الإنجليز هو واخوانة عبد الله وصالح وعلي، بعد أن كانو قد دخلو مع الإنجليز
في معاهدة صداقة سنة 1882م. وقد اتسعت رقعة الدوله القعيطية بحضرموت في
عهدة.
الحرب مع السلطنة الكثيريةدخلت السلطنة القعيطية في حروب كثيرة مع السلطنة الكثيرية التي كانت
تحكم الجزء الشمالي من حضرموت وفي العادة كانت أسباب نشوب المعارك هي سيطرة
القعيطين على مساحات شاسعة من حضرموت وتضيق المساحة على الكثيريين، إلا
انه في عام
1937م عرض القعيطيين الصلح مع الكثيريين وتم توقيع اتفاقية الصلح بين الدولتين
إضافة إلى معاهدة صلح بين القبائل الحضرمية يسري مفعلوها حتى اليوم. وقعت
تلك الاتفاقيات في ساحة قصر السلطان الكثيري بـ
سيئون بين السلطان علي بن صلاح القعيطي والسلطان علي بن منصور الكثيري بالإضافة إلى المستشار البريطاني للدولتين.
التقدم والازدهاركانت الدولة القعيطية متقدمه على غيرها من دول
اليمن والجزيرة العربية، وخصوصا مع بدايات القرن العشرين حيث كانت
عدن في قمة ازدهارها بفضل البريطانيين فأراد القعيطيين ان تصبح حضرموت كذلك
إلا ان حكومة البريطانية كانت تركز على عدن أكثر من غيرها من المستعمرات،
فأعتمد القعيطيين على انفسهم وحققوا تقدما باهرا وملحوظا دون اي مساعد من
المستعمرين الإنجليز. ومن ابرز إنجازاتهم إدخال الكهرباء إلى
المكلا عاصمة الدولة وكانت المدينة الأول في
الجزيرة العربية بعد عدن التي ادخلت فيها الكهرباء وبدون مساعدة الإنجليز، كما انشأوا مطار
المكلا أول مطار في الجزيرة العربية بعد مطار عدن، وتميزوا أيضا في خدمات
البريد والبرق. هذا ناهيك عن التقدم الاقتصادي والمستوى المعيشي العالي
خصوصا مع صدور العملة الرسمية للدولة
الشلن القعيطياتحاد الجنوب العربيفي بداية الخمسينيات من القرن العشرين ظهرت حركات قومية وتحريرية في جميع أنحاء
الوطن العربي وخصوصا مع فترة اندلاع
ثورة 23 يوليو 1952 في
مصر وانتشار الفكر القومي وتأثيره، اثار ذلك قلق الحكومة البريطانية التي كانت تحتل ماساحات واسعة من
جنوب اليمن واجزاء من
جنوب الجزيرة العربية، اثار ذلك خوف سلاطين وحكام دول
جنوب اليمن من قيام ثورات تقلعهم من فوق عروشهم.قامت الحكومة البريطانية بإنشاء اتحاد
فيدرالي بين دول جنوب اليمن لحماية مستعمراتها ولتدعيمها ضد اي حركة قومية
أو ثورية. بدأ خوف السلاطين يزداد خصوصا مع نجاح ثورة 26 سبتمبر 1962م في
المملكة المتوكلية اليمنية وسقوط النظام الملكي وقيام
الجمهورية العربية اليمنية حيث قام بعدها الثوار القوميين بدعم اخوتهم في الجنوب العربي للانقلاب على
سلاطينهم وطرد المستعمر البريطاني وقيام ثورة 14 أكتوبر 1963م في جنوب
اليمن. لم تنضم السلطنة القعيطية إطلاقا كغيرها من السلطنات إلى اتحاد
الجنوب العربي ورغم قيام اتحاد كهذه يعتبر خطوة قومية إلا ان نظام الرئيس
المصري
جمال عبدالناصر لم يرحب بذلك لقيام الحكام والسلاطين بالتعاون مع الإنجليز متجاهلين مصلحة
الشعب والمواطنين، حيث اعتبرهم مواليين للاستعمار والاحتلال الإنجليزي
وقام عبدالناصر بدعم الحركات القومية في اليمن في حتى انتهى ذلك الاتحاد
فعليا في عام
1967مطابع من عدن يحمل شعار السلطنة الحضرمية القعيطية كمحاوله لضمها إلى اتحاد الجنوب العربي
تفكك السلطنةفي
1967 تفكك اتحاد
الجنوب العربي بشكل كامل والتي لم تنضم اليه السلطنه القعيطيه مطلقا ولا حتى السلطنه
الكثيريه والمهريه حيث قام الثوار المتمثلين في الجبهة القومية بالانقلاب
على كل السلاطين في كل سلطنات جنوب العرب وحضرموت بما في ذلك السلطنة
القعيطية والكثيرية بحضرموت، واعلنوا مكانها قيام
جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية كخطوة أولى لإعادة تحقيق الوحدة اليمنية التي انتهت في العهد الحميري وامل
جديد في مشروع الوحدة العربية الكبرى. وبدأت منذ تلك الفترة تصعد سلم
الوطن الواحد مع جارتها في الشمال
الجمهورية العربية اليمنية لتصلا معا إلى القمة والمجد المتمثل في إعادة تحقيق
الوحدة اليمنية لأول مرة في القرن العشرين في 22 مايو 1990م حيث يعتبر حدثا تاريخيا
وقوميا جمع الماضي القديم بالتاريخ المعاصر والحديث متحديا كل الظروف
والعقبات. إلا انه اليوم وفي بدايات القرن الواحد والعشرين ظهرت حركات
تطالب بفك الارتباط واعاده هويه الجنوب العربي بعد أن تحوله الوحده السلميه
إلى احتلال من قبل الجمهوريه العربيه اليمنيه
------------------------