رحال عضو ذهبي
البلد : الشحر تاريخ التسجيل : 15/06/2012 عدد المساهمات : 1262 نقاط : 11152 السٌّمعَة : 0
| موضوع: الصراع السني الصوفي في القرن العاشر الهجري الأربعاء يونيو 20, 2012 4:12 am | |
| مقال قراءته فأعجبني الصراع السني الصوفي في القرن العاشر الهجري بقلم الباحث عبد الله صالح حداد في كل عصر تجد تهم جاهزة تصدرها الحكومات ضد المناوئين لها , فمثلاً تجد الحكم بالزندقة جاهزاً لكل المناوئين للدولة الأموية , وتجد تهمة القاعدة على جميع المخالفين للدول الحديثة . وقل مثل ذلك في كل الأزمنة والأمكنة , إنها أحكاما على تهم باطلة , وكل يدعي أنه من الفرقة الناجية . ولنضرب مثلاً , فعندما اختلف الحضارمة بإندونيسيا القرن الماضي , حيث دعا جمع منهم بضرورة تخليص الدين الإسلامي وتنقيته مما علق به من الشوائب والإضافات والمبتدعات التي ابتكرها ولازال التصوف , كجماعات الوحدة والإتحاد والحلول وغيرها , اتهموا بأنهم ( وهابية ) ومثل هذا الحكم الجاهز صب على الشباب المتنور الذين دعوا إلى تنزيه الإسلام والعودة به إلى النقاء والطهر , بأنهم ايضا ( وهابية ) . ومن الطبيعي ان طريق السنة واحد لا ثاني له , ولابد ان يلتقي كل دعاة الإسلام والمسلمون إلى الإسلام الصحيح الذي دعا إليه نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وفوق هذا علينا ان نعلم انه قد سبق ذلك ان قدمت إساءات للشيخ محمد بن عبد الوهاب وطرقه التجديدية للعودة إلى النقاء الإسلامي . ان الشيخ محمد بن عبد الوهاب قد عاش للفترة مابين ( 1115 – 1206هـ ) ( 1703 – 1791م ) . ولهذا لم يستطع ان يركبه احد على أحداث القرن العاشر الهجري على الصراعات التي حدثت بين السنة والصوفية العلوية بحضرموت , في مدينة الشحر مثلاً . لقد تزعمت كل من مدينتي الشحر وتريم اتجاهين مختلفين , فقد تزعمت مدينة تريم الاتجاه الصوفي الذي اكتمل نموه ومارس نشاطه في القرن العاشر الهجري , بينما تزعمت مدينة الشحر الاتجاه السني وعضت عليه بالنواجذ . أن هناك مسائل وهي كثيرة , ويحتاج كل منها إلى وقفة خاصة لإثبات ذلك الصراع , لكننا في مقامنا هذا سنركز على البعض دون الكل وباختصار شديد يصل إلى حد الإيجاز , ومن ذلك مثلاً :· تصرف السلطان ابوطويرق بدر بن عبد الله الكثيري مع رموز التصوف , فقد أمر أن يربط حبل في عنق الشيخ معروف باجمال ( 893 – 968هـ ) وان يطاف به في أزقة شبام وينادي : (( هذا معبودكم يا أهل شبام )) وذلك بعد ان استفحل أمره وكبر الاعتقاد فيه وفي مذهبه . ثم ان السلطان بدر تابع الشيخ عمر بامخرمه الصوفي المتأثر بابن الفارض احد مؤسسي ( وحدة الوجود ) وعندما ظفر به أودعه سجن سيئون .· ارتباط السلطان بدر بدولة الأتراك السنية وترك غيرها .· التمني بهزيمة السلطان بدر أمام البرتغاليين وعدم مناصرته .· افتتاح السلطان مدرسته السنية التي عرفت بالمدرسة البدرية عام 951هـ .· انتداب السلطان الشيخ علي بن علي بايزيد لتولي إدارتها والتدريس بها , وهو معروف بسنيته . وذلك من خلال كتابه ( الفتاوي الشحرية ) الذي صدر هذا العام ومن كتابه ( عقد اللآلئ والنكت الغوالي , فيما يتعلق بإرشاد الغاوي ) .· التركيز على نشر الفقه السني والوعي الفكري في ربوع المدينة والتسلح به ضد المناوئين له .· إقرار تدريس كتاب ( إرشاد الغاوي إلى مسالك الحاوي ) بالمدرسة البدرية والكتاب من تأليف علامة اليمن إسماعيل بن أبي بكر المقرئ ( 754 – 837هـ ) وهو فقيه سني لا يختلف فيه , ووقوفه ضد الصوفية واضح تماماً من خلال قصائده المشهورة والمنشورة بديوانه , ومنها قوله :برغم سنة خير العجم والعـرب أمست مساجدنا للهـو واللعب
ما كان صلى عليه الله يأمــرنا بضرب دف ولا زمر ولا طرب
يا رب سنتك البيضاء قد وقعت في ورطة أشرفت منها على العطب
وما بقى الحق إلا ما يقــول به الحلاج وأبن التلمساني وابن العربي · جاء هذا الاهتمام بشروح كثيرة ونكت من قبل الحضارم أنفسهم على كتاب المقرئ , فظهر مؤلف لمدير المدرسة الشيخ بايزيد , ومؤلفين للشهيد احمد عبد الله بافضل احدهما النكت على الإرشاد والآخر النكت على الروض . والكتابان للمقرئ . ومن ذلك مؤلف الشيخ محمد عبد الرحمن سراج باجمال ( نظم الإرشاد وشرحه ) وباجمال من خريجي المدرسة البدرية .· ولعل أهم ما يثبت هذا الصراع , هو موقف الفقيه القاضي عبد الله عمر بامخرمه المعروف بالشافعي الصغير ( 907 – 972هـ ) والذي يتمثل في الآتي :أ ) موقفه الصلب تجاه كل الدعوات الصوفية ورجالها وكتبهم , حيث وضع كتابا اسماه ( حقيقة التوحيد وصحيح الاعتقاد , في تكفير طائفة الوحدة والاتحاد ) وهو في الرد على طائفة ابن عربي وغيره .ب ) تعمده عدم ذكر والده عمر عبد الله بامخرمه في الذيل الذي وضعه لطبقات الأسنوي باعتباره صوفياً يذهب في تصوفه مذهب ابن الفارض صاحب ( وحدة الوجود ) .ج ) ردة الفعل التي جاءت في زمن لاحق , من قبل دعاة التصوف في رفض فتاويه ومؤلفاته الفقهية , وتفضيل عليه كتب معاصرة ابن حجر واعتماده رغم الاعتراف بسعة علم بامخرمة. وهذا فيه الكفاية للتدليل على أحداث الصراع الشديد الذي عاشته مدينة الشحر بين السنة والتصوف , ولكن إحداثا سياسية أخرى أهمها صراع آل كثير وأبناء بدر حول كرسي الحكم هو الذي سيد التصوف ورجاله في الشحر وعموم حضرموت واليمن . ولكن أحدا لم يستطع أن يتهمهم ( بالوهابية ) لأن محمد بن عبد الوهاب مجدد القرن الثاني عشر الهجري . (( نشر هذا المقال في مجلة الاستقامة الذي يصدرها مركز الاستقامة للأنشطة الدعوية بالشحر _ جامع أبي بكر بن شيخ – الخور . السنة الثامنة , العدد ( 30 ) شعبان 1432هـ )) . | |
|
بن غاوي الشحري عضو جديد
البلد : الشحر تاريخ التسجيل : 16/07/2012 عدد المساهمات : 63 نقاط : 8741 السٌّمعَة : 0
| موضوع: رد: الصراع السني الصوفي في القرن العاشر الهجري الأحد سبتمبر 02, 2012 10:49 pm | |
| تحليل رائع جدا وهذا ما عهدناه تماماً من فكر الاستاذ الباحث عبد الله صالح حداد . وهو مقال اعتبره ( رديف ) لبحثه الممتع والشيق ( الابتهالات والمدائح الدينية في حضرموت - مدينة الشحر نموذج ) . وربما لي مداخلة لا حقة عليه . في طور تبويبها وترتيبها . شكرا رحال لنقلك المقال . | |
|