الحراك الشحري ... والصوم من قبل رمضان

الحراك الشحري ... والصوم من قبل رمضان

بادي دي بدء , ان هذا المقال المتواضع لا يجرّح احد , ولا ينقّص من شأن احد .. ولا يعد حتى نقد كما قد يفهمه البعض , لبعض قياداتنا في الحراك السلمي الجنوبي بمديرية الشحر , وانما هي مجرد خاطرة عابرة أبت إلا وان تسطر نفسها على هذه الصفحة الطيبة من منتدانا الكريم .

ففي الوقت الذي لاحت فيه بشائر النصر وقدوم الافراح التحررية , واستفاق اخيراً الجنوب ( كله ) ملتفاً حول قضيته العادلة والمشروعة , ألا وهي إستعادة الدولة والتحرر من المحتل الشمالي ( المتخلف ) , فعمل لأجل هذه الغايةالمسيرات السلمية والمهرجانات الاحتفالية والندوات الثقافية ( المعبرة والمواكبة للحدث , بل الاحداث واخرها قدوم السفير الحسني واعتقاله ومن ثم اطلاق سراحه ) حيث استغل الجنوبيون ليالي ذلك الشهر الكريم , شهر رمضان المبارك وايام عيد الفطر السعيد . فامتازت معظم مناطق الجنوب خلال شهر رمضان بفعالياتها المختلفة والتي عبرت فيها عن دعمها للسير نحو التحرر والاستقلال , ولحمة الشارع الجنوبي , فكانت اصواتهم اكثر دوياً ليسمعها وبوضوح من لم يكن سامع من قبل او قل يصطنع عدم السمع , حيث استفاق لدويها فجأءة هذا ( الأصم ) مقر بأن شعب الجنوب قد اجمع كلمته وانه في مرحلة اللاعودة عن مطلب الاستقلال واستعادة الدولة , مهما كلفه ذلك من ثمن . وان عليه التعامل ( مرغماً ) مع هذا الوضع الذي كان يعتبره في اوقات سابقة مستحيل .

وبالمقابل .... نجد مدينتنا الغالية ( سعاد ) والتي لطالما كانت رائدة في حركة التحرر والنضال , والمبدعة في فعالياتها ومهرجاناتها , نجد ان تلك الايام الكريمة من رمضان وماتلاها من ايام عيد الفطر , مرت عليها دون ان ترصد ( الشحر ) لنفسها ولو فعالية واحدة تستحق الذكر , بإسثتناء تلك المسيرة السلمية التي صادفت الذكرى الاولى لاستشهاد كلاً من الشهداء محمد صالح الغرابي وجبران عبدربه السعدي وسالم سعيد بامعيبد , وهي مسيرة كما ارى جاءت على عجل من امرها إذ افتقدت لجانب الدعاية والترويج لها بقوة ( داخل المدينة ) او خارجها , كما لم يعد لها مهرجاناً ضخماً يليق بهذا الحدث الجسيم والذكرى الأليمة , وحبذا لو ان تلك الدريهمات المعدودات اللاتي صرفن في وجبة افطار الصائم في يوم المسيرة , صرفت في اعمال الترتيب للمهرجان الكبير والاعداد له .... وهكذا مرت المسيرة بسلام من دون ان نشهد لها اي ذكر يبرزها ويعطيها حقها ومن دون ايضا اي حضور ملفت .. وكأنها ماقامت .. بل وسبقتها من الدعاية المضادة مايفوق على سلميتها حيث راجت وشاعت انبأ عن نية ( عناصر مدسوسة ) افساد المسيرة عن طريق حرف مسارها لتأخذ منحى بلطجي , فكان عزوف الناس عن اللحاق بركب المسيرة , والتي لم يخرج لها وينضم إليها سواء الاكثر شجاعة من أبناء هذا البلد ... في حين ان الاكثرية وكما يقال بالشحرية ( تتبضع في السوق وبعضها في المقهاية يشرب شاهي ) .

وهكذا ذهب رمضان وذهبت ايام العيد من دون ان نلمس مايمكن ان نعده رصيد اضافي يضاف الى حساب النضال التحرري الشحري والذي بلغ في بعض مراحله اوجه .

كما نلاحظ انه في الوقت الذي تتعالى فيه الاصوات الجنوبية للملمة الصفوف وتوحيد الكلمة او حتى على الاقل التنسيق بين المكونات المختلفة لانجاح فعالياتها , نجد اخوتنا ( الشحريون ) يتباعدون ويتنافرون عن بعض تنافر قطبي المغناطيس للدرجة التي لم يتفق فيها الاطراف على قيام مسيرة واحدة ( موحدة ) او مهرجان او فعالية يضمهما او على الاقل ينجحها , لأن النجاح في نظر الشارع محسوب للجميع , وكذلك ( الفشل محسوب للجميع ) فليفهمها الاخوة قطبي المعناطيس , وليتذكروا ان شهر رمضان انتهى وانتهت اعياده .. واننا لا نمتلك من الذكريات الحراكية فيهما سواء اننا صمنا من قبل مجئ شهر رمضان .. و .. لا زلنا صائمين

( الى الست وربما الا ما بعد الست ) .

وتقبلوا تحياتي .

هذا الكلام اخي يوجه للمعنيين من القيادات اما نحن المواطنين ان قالوا هم ولا الضالين بانقول نحن كالعادة امين .
تسلم

اشكر لك تعليقك وتعقيبك اخي رحال . والشكر الاكبر للصورة التي اهديتنا اياها . رغم ان مقالي عام ولم اخصص به احد .

الله يكون في العون والايام كفيله باصلاح ماقد يفسده الدهر .
تسلم على الموضوع القيم , وان لو اردنا توجيه اللوم فاللوم للناس الغير متفاعلين بجدية مع الاحداث وانما هم انتقاءيين , وفي هذا ربما لهم اسبابهم , ولكن لا بد لنا من تحريك العجلة , وإلا جاء الاغراب وحركوها ونحن فيها .