400 مليون دولار في حساب المؤتمر الشعبي العام .. من أين لك هذا ؟
مليار ونصف المليار ريال أنفقها حزب المؤتمر من أجل أن يتيح فرصة الظهور مجدداً للمخلوع كي يعلن عن وجوده في الساحة بعدما لفظته الثورة وحجبته، ويعود لممارسة التهريج وكوميديا الضحك، كأحد مظاهر الإفلاس السياسي لدى الرجل الذي يعيش أصعب مراحل حياته، متقمصاً دور الزعيم للخروج من حالة الحصار السياسي والنفسي المفروض عليه داخلياً وخارجياً.
وطوال 33 عاماً من حكمه لم يتعلم صالح شيئاً ذا قيمة من أبجديات الخطاب السياسي ومخاطبة الجماهير. لذا ظهر في خطابه الأخير كمهرج يحاول إضحاك الناس بحركاته وحكاياته المملة، وهي أقاويل سمجة جاءت في معظمها كتلقين من الخلف من قبل غوغاء المؤتمر ومهرجيه، الذين أحاطوا به من كل جانب وأخذوا يلقنوه ما يقول ليبدو كالأطرش في الزفة. فيما أخذت الرجل النشوة والزهو، وغرّته هتافات الغوغاء مدفوعة الأجر، وسيطر عليه وهم الزعامة الكاذبة، فحسب نفسه زعيماً، وظن أن العالم يترقب متلهفاً سماع ترهاته، فإذا به يشطح وينطح ويُشّنع على هذا ويسخر من ذاك ويتحدى أولئك، بدءاً برئيس الحكومة اليمنية وليس انتهاء بحكومة قطر وأميرها. ثمة حالة من عدم التوازن النفسي، مصحوبة بنزعة من الانتقام والتشفي تملكت الرجل، فأطلق لنفسه العنان، ووجدها فرصة مواتية لينتقم ممن خلعوا عنه ثوب الرئاسة وأبدلوه بثوب من زعامة زائفة ومحترقة. على كلٍ، لم يكن ثمة ما يثير في تلك الإحتفائية سوى ما تسرب عنها من معلومات تقول ( بحسب صحيفة الشارع ) بأن المؤتمر الشعبي العام يمتلك 400 مليون دولار في حسابه لدى البنك المركزي!!
وهو ما يضع تساؤلات مُلحة بين يدي المواطن اليمني.
فمن أين لحزب المؤتمر كل تلك المبالغ المهولة؟ هل كان لديه دفتر توفير في البنك أخذ يستثمره وينميه منذ بداية تأسيسه وإلى اليوم؟ أم أن الحزب كان يمارس التجارة إلى جانب مزاولته لمهام السلطة؟ أم أن الأمر لا يعدوا كونه عملية سطوا ونهب منظم للمال العام؟ هل يستطيع المؤتمر أن ينكر أنه تماهى ومؤسسات الدولة حتى صار هو الدولة؟ فغدت بالتالي خزانة الدولة خزانة له! نريد أن نعرف ما إذا كان المؤتمر وأمواله ومؤسساته التجارية يدخل ضمن الحصانة التي حصل عليها صالح؟ وهل تدخل قضايا الفساد ونهب المال العام والمتاجرة به في الحصانة؟ والأهم منه، هل تستطيع هيئة مكافحة الفساد أن تساءل المؤتمر من أين لك هذا؟؟؟ وهل تستطيع مطالبته كغيره بتقديم شهادة برآة ذمة؟ كل هذه الأموال، التي أقل ما يمكن أن يقال فيها أنها أموال مشبوهة، في خزانة المؤتمر، فيما هذا الأخير يتباهى بأنه ما زال أمل الجماهير وباني نهضتها وقائد مسيرتها نحو التغيير!!
ليتحلى المؤتمر بقدر من الشجاعة، وليعلن للملأ عن مصدر أمواله تلك، وليفصح من أين له هذا ؟؟؟ وهل ما يتقاضاه من لجنة شئون الأحزاب شهرياً يمكن أن يُراكم لديه كل تلك الأموال الطائلة؟ أفتونا أثابكم الله.
نقلا عن الاصلاح نت