الجزء الثاني ( البردة للبوصيري )
وهي قصيدة ميمية مطلعها : "أمن تذكر جيران بذي سلم" ، وهي مرتبطة بشاعرها البوصيري الذي أصيب بمرض الفالج ( الشلل النصفي ) ، فنظم قصيدته تلك مادحاً فيها النبي (صلى الله عليه وسلم ) ومستشفعاً به ، فرآى في منامه من ان النبي صلى الله عليه وسلم اتاه و مسح على وجهه وألقي عليه بردته فبرئ من مرضه . ويقال أن اسمها "البرأة"، وقد نسبت إليها عدة كرامات في شفاء المرضى . وعني العلماء والأدباء والمتصوفون بالقصيدتين ( بردة كعب وبردة البوصيري ) ، فألفت حولهما الشروح والمختصرات، وأخضعتا للمعارضة والتخميس والتثليث والتشطير، وأنشدتا في الأذكار، وترجمتا إلى كثير من اللغات. وبعض معارضاتها تعرف بنهج البردة .
والبوصيري هو شرف الدين , محمد بن سعيد بن حماد الصنهاجي البوصيري (608 هـ - 696 هـ / 7 مارس 1213 - 1295) شاعر صنهاجي اشتهر بمدائحه النبوية . أشهر أعماله البردية المسماة "الكواكب الدرية في مدح خير البرية".
ولد البوصيري بقرية "دلس" بالمغرب الأوسط "الجزائر"، في (أول شوال 608هـ = 7 من مارس 1213م) لأسرة ترجع جذورها إلى قبيلة "صنهاجة" إحدى أكبر القبائل الأمازيغية ، المنتشرة في شمال إفريقيا ، ثم انتقل مع أبوه إلى مصر القاهرة حيث واصل تلقى علوم العربية والأدب .
تلقى البوصيري العلم منذ نعومة أظفاره ؛ فحفظ القرآن في طفولته ، وتتلمذ على عدد من أعلام عصره ، كما تتلمذ عليه عدد كبير من العلماء المعروفين ، منهم : أثير الدين محمد بن يوسف المعروف بأبو حيان الغرناطي ، وفتح الدين أبو الفتح محمد بن محمد العمري الأندلسي الإشبيلي ، المعروف بابن سيد الناس... وغيرهما.
عُني البوصيري بقراءة السيرة النبوية، ومعرفة دقائق أخبار رسول الاسلام وجامع سيرته ، وأفرغ طاقته وأوقف شعره وفنه على مدح الرسول ، وكان من ثمار مدائحه النبوية (بائياته الثلاث) ، التي استهلها ب:
وافاكَ بالذنب العظيم المذنبُ خجلا يُعنفُ نفسَه ويُؤنِّـبُ
ويستهل الثانية بقوله :
بمدح المصطفى تحيا القلوبُ وتُغتفرُ الخـطايا والذنوبُ
أما الثالثة فيبدؤها بقوله :
أزمعوا البين وشدوا الركابا فاطلب الصبر وخلِّ العتابا
وله –أيضا- عدد آخر من المدائح النبوية منها قصيدته "الحائية"، التي يقول فيها مناجيا الله:
يا من خـزائن مـلكـه مملـــوءة كرمًا وبابُ عطائه مفتـوح
ندعوك عن فقر إلـيـك وحاجة ومجال فضلك للعباد فسـيح
فاصفحْ عن العبد المسيء تكرُّمًا إن الكريم عن المسيء صفوح
وقصيدته "الدالية" التي يبدؤها بقوله:
إلهي على كل الأمور لك الحمد فـليس لما أوليتَ من نعمٍ حـدُّ
لك الأمر من قبل الزمان وبعده وما لك قبل كالزمــان ولا بعدُ
وحكمُك ماضٍ في الخـلائق نافذ إذا شئتَ أمرًا ليس من كونه بُدُّ
تُعد قصيدته الشهيرة "الكواكب الدرية في مدح خير البرية" ، والمعروفة باسم "البردة" أهم أعماله . شرحها الشيخ الأمهري في كتابه "مختصر الكواكب الدرية في مدح خير البرية" . وهي قصيدة طويلة تقع في 160 بيتا. يقول فيها :
أَمِـنْ تذكّر جيـرانٍ بذي ســلم مزجتَ دمـعًا جــــــرى من مقلـة بدم
أم هبت الريحُ من تلقاء كاظمةٍ وأومـضَ البرقُ في الظلماء من إِضَـم
فما لعينيك إن قلت اكففا همتا وما لــــــــقلبك إن قلت استفق يهم
ويعد أشهر بيت في هذه القصيدة هو :
مولاي صل وسلم دائما أبدا على حبيبك خير الخلق كلهم
وقد ظلت تلك القصيدة مصدر إلهام للشعراء على مر العصور، يحذون حذوها وينسجون على منوالها ، وينهجون نهجها ، ومن أبرز معارضات الشعراء عليها قصيدة أمير الشعراء أحمد شوقي "نهج البردة" ، التي تقع في 190 بيتا ، ومطلعها:
ريم على القاع بين البانِ والعلمِ أحلَ سفكَ دمي في الأشهر الحرمِ
وكذلك لامية عبد المولى البغدادي البالغ عدد أبياتها 231 بيتاً،[2] ومطلعها
يا خير مولى لعبد حائر السبل مولاي عبدك بين اليأس والأمل
ترك البوصيري عددًا كبيرًا من القصائد والأشعار ضمّها ديوانه الشعري الذي حققه "محمد سيد كيلاني"، وطُبع بالقاهرة سنة (1374 هـ= 1955م)، وقصيدته الشهيرة البردة "الكواكب الدرية في مدح خير البرية"، والقصيدة "المضرية في مدح خير البرية"، والقصيدة "الخمرية"، وقصيدة "ذخر المعاد"، ولامية في الرد على اليهود والنصارى بعنوان: "المخرج والمردود على النصارى واليهود"، وقد نشرها الشيخ "أحمد فهمي محمد" بالقاهرة سنة (1372 هـ= 1953م)، وله أيضا "تهذيب الألفاظ العامية"، وقد طبع كذلك بالقاهرة .
تُوفِّي البوصيري بالإسكندرية سنة 695 هـ / 1295م عن عمر بلغ 87 عامًا.
نعود إلى قصيدة البردة للبوصيري :
قصيدة البردة أو قصيدة البُرأة أو الكواكب الدريَّة في مدح خير البرية ، أحد أشهر القصائد في مدح النبي صلى الله عليه وسلم ، وقد أجمع معظم الباحثين على أن هذه القصيدة من أفضل وأعجب قصائد المديح النبوي إن لم تكن أفضلها ، حتى قيل : إنها أشهر قصيدة مدح في الشعر العربي بين العامة والخاصة. وقد انتشرت هذه القصيدة انتشارًا واسعًا في البلاد الإسلامية ، يقرأها بعض المسلمون في معظم بلاد الإسلام كل ليلة جمعة . وأقاموا لها مجالس عرفت بـ مجالس البردة الشريفة ، أو مجالس الصلاة على النبي . يقول الدكتور زكي مبارك :
«البوصيري بهذه البردة هو الأستاذ الأعظم لجماهير المسلمين ، ولقصيدته أثر في تعليمهم الأدب والتاريخ والأخلاق ، فعن البردة تلّقى الناس طوائف من الألفاظ والتعابير غنيت بها لغة التخاطب ، وعن البردة عرفوا أبوابًا من السيرة النبوية ، وعن البردة تلّقوا أبلغ درس في كرم الشمائل والخلال . وليس من القليل أن تنفذ هذه القصيدة بسحرها الأخاذ إلى مختلف الأقطار الإسلامية ، وأن يكون الحرص على تلاوتها وحفظها من وسائل التقرب إلى الله والرسول»
. وعلى الرغم من أن بردة البوصيري لها هذا التبجيل والمكانة الأدبية ، إلا أن علماء السلفية عابوا على القصيدة ما يرون أنه غلو في مدح النبي محمد صلى الله عليه وسلم .
شراح البردة :
شرح قصيدة البردة عدد كبير من أئمة السنة واعتنوا بها اعتناء كبيرا ، فمنهم :
شهاب الدين القسطلاني: المتوفى سنة 923 هـ، وسمى شرحه على البردة الأنوار المُضية في شرح الكواكب الدُرية.
جلال الدين المحلي: المتوفى سنة 864 هـ وهو صاحب كتاب (تفسير الجلالين) وكتاب (شـرح الورقات في أصول الفقه).
الزركشي: صاحب كتاب (البرهان في علوم القرآن) المتوفى سنة 794 هـ.
اللغوي خالد الأزهري: مؤلف كتاب (موصل الطلاب إلى قواعد الإعراب) المتوفى سنة 905 هـ.
إبراهيم الباجوري: صاحب كتاب (شرح جوهرة التوحيد) المتوفى سنة 1276 هـ.
النحوي ابن هشام الحنبلي المتوفى سنة761هـ فقد شرح قصيدة البردة شرحاً لغوياً سماهُ الكواكب الدرية.
محمد بن أحمد ابن مرزوق التلمساني: صاحب كتاب (مفتاح الوصول إلى بناء الفروع على الاصول) المتوفى سنة 842 هـ.
ابن العماد الحنبلي: صاحب كتاب "شذرات الذهب" المتوفى سنة 808 هـ.
زكريا الأنصاري: المتوفى سنة 926هـ وسماهُ الزبدة الرائقة في شرح البردة الفائقة .
محمد علي بن علاَّن الصدّيقي المكي : شرح البردة وسماه الذخر والعدة في شرح البردة.
ابن الصائغ: المتوفى سنة 776 هـ .
علاء الدين البسطامي : المتوفى سنة 875 هـ.
محمد بن عبد الله بن مرزوق المالكي المغربي : المتوفى سنة 781 هـ.
القاضي بحر بن رئيس الهاروني المالكي .
علي القصاني: المتوفى سنة 891 هـ.
ابن حجر الهيتمي : وسماهُ العمدة في شرح البردة .
ومن المعاصرين :
الشيخ عمر عبد الله كامل: وسماه البلسم المريح من شفاء القلب الجريح.
الشيخ محمد عيد عبد الله يعقوب الحسيني: وسماه الشرح الفريد في بردة النبي الحبيب.
نص قصيدة البردة كاملاً :مِنْ تَــذَكِّرِ جيرانٍ بــذي سَــــــــــلَمِ وأومَضَ البرقُ في الظَّلمـاءِ مِن اِضَمِ
أَم هَبَّتِ الريحُ مِن تلقــاءِ كــاظِــمَةٍ وما لقلبِكَ اِن قلتَ اسـتَفِقْ يَــــــهِــمِ
فـما لِعَينـيك اِن قُلتَ اكْفُفَـا هَمَــــــتَا ما بينَ منسَــــــــجِمٍ منه ومُضْـطَـرِمِ
أيحَســب الصَبُّ أنَّ الحبَّ مُنكَتِــمٌ ولا أَرِقْــــــتَ لِــذِكْرِ البـانِ والعَلَـمِ
لولا الهوى لم تُرِقْ دمعـــا على طَلِلِ به عـــــليـك عُدولُ الدمـعِ والسَّـقَمِ
فكيفَ تُنْكِـرُ حبا بعدمـا شَـــــهِدَت مثلَ البَهَـارِ عــلى خَدَّيـك والعَنَـمِ
وأثبَتَ الـوَجْدُ خَـطَّي عَبْرَةٍ وضَـنَى والحُبُّ يعتَـرِضُ اللـذاتِ بالأَلَــمِ
نَعَم سـرى طيفُ مَن أهـوى فـأَرَّقَنِي مِنِّي اليـك ولَو أنْصَفْـتَ لَم تَلُـمِ
يــا لائِمي في الهوى العُذْرِيِّ مَعـذرَةً عن الوُشــاةِ ولا دائي بمُنحَسِــمِ
عَدَتْـــكَ حالي لا سِـرِّي بمُسْـتَتِرٍ اِنَّ المُحِبَّ عَنِ العُــذَّالِ في صَمَـمِ
مَحَّضْتَنِي النُّصْحَ لكِنْ لَســتُ أسمَعُهُ والشَّـيْبُ أبعَـدُ في نُصْحٍ عَنِ التُّهَمِ
اِنِّي اتَّهَمْتُ نصيحَ الشَّـيْبِ فِي عَذَلِي مِن جهلِـهَا بنذير الشَّـيْبِ والهَـرَمِ
فـانَّ أمَّارَتِي بالسـوءِ مــا اتَّعَظَت ضَيفٍ أَلَـمَّ برأسـي غيرَ مُحتشِـمِ
ولا أعَــدَّتْ مِنَ الفِعلِ الجميلِ قِرَى كتمتُ سِـرَّا بَــدَا لي منه بالكَتَمِ
لــو كنتُ أعلـمُ أنِّي مــا أُوَقِّرُهُ كما يُرَدُّ جِــمَاَحُ الخيــلِ بالُّلُـجُمِ
مَن لي بِرَدِّ جِمَــاح مِن غَوَايتِهَــا اِنَّ الطعـامَ يُقوِّي شــهوةَ النَّهِمِ
فـلا تَرُمْ بالمعاصي كَسْـرَ شـهوَتهَا اِنَّ الهوى مـا تَـوَلَّى يُصْمِ أو يَصِمِ
والنَّفسُ كَالطّفلِ إِنْ تُهمِلْه ُشَبَّ عَلَى حُبِّ الرّضَاع وَإِِِنْ تَفْطِمْهُ يَنفَطِــمِ
فاصْرِف هواهــا وحاذِر أَن تُوَلِّيَهُ واِنْ هِيَ استَحْلَتِ المَرعى فلا تُسِـمِ
وراعِهَـا وهْيَ في الأعمال سـائِمَةٌ مِن حيثُ لم يَدْرِ أَنَّ السُّمَّ في الدَّسَـمِ
كَـم حسَّــنَتْ لَـذَّةً للمرءِ قاتِلَةً فَرُبَّ مخمَصَةٍ شَـــرٌّ مِنَ التُّـخَمِ
واخْشَ الدَّسَائِسَ مِن جوعٍ ومِن شِبَعٍ مِن المَحَـارِمِ والْزَمْ حِميَـةَ َالنَّـدَمِ
واستَفرِغِ الدمعَ مِن عينٍ قَـدِ امْتَلأتْ واِنْ همـا مَحَّضَـاكَ النُّصحَ فاتَّهِـمِ
وخالِفِ النفسَ والشيطانَ واعصِهِـمَا فأنت تعرفُ كيـدَ الخَصمِ والحَكَـمِ
ولا تُطِعْ منهما خصمَا ولا حكَمَــا أنِ اشـتَكَتْ قدمَــاهُ الضُّرَّ مِن وَرَمِ
ظَلمتُ سُـنَّةَ مَن أحيــا الظلامَ الى تحتَ الحجارةِ كَشْــحَاَ ًمُتْرَفَ الأَدَمِ
وشَدَّ مِن سَغَبٍ أحشــاءَهُ وطَـوَى عـــن نفسِـه فـأراها أيَّمَـــا شَمَمِ
وراوَدَتْــهُ الجبالُ الشُّـمُّ مِن ذَهَبٍ اِنَّ الضرورةَ لا تعــدُو على العِصَمِ
وأكَّــدَت زُهدَهُ فيها ضرورَتُــهُ والفريقـين مِن عُـربٍ ومِن عَجَـمِ
محمدٌّ سـيدُ الكــونينِ والثقَلَـيْنِ أبَـرُّ في قَــولِ لا منـه ولا نَعَـمِ
نَبِيُّنَـا الآمِرُ النَّــاهِي فلا أَحَــدٌ لكُــلِّ هَوْلٍ مِن الأهـوالِ مُقتَحَمِ
هُو الحبيبُ الــذي تُرجَى شـفاعَتُهُ مُستَمسِـكُونَ بِحبـلٍ غيرِ مُنفَصِـمِ
دَعَـا الى اللهِ فالمُسـتَمسِـكُون بِـهِ ولم يُـدَانُوهُ في عِلــمٍ ولا كَـرَمِ
فــاقَ النَّبيينَ في خَلْـقٍ وفي خُلُـقٍ غَرْفَا مِنَ البحرِ أو رَشفَاً مِنَ الدِّيَـمِ
وكُــلُّهُم مِن رسـولِ اللهِ مُلتَمِـسٌ مِن نُقطَةِ العلمِ أو مِن شَكْلَةِ الحِكَـمِ
وواقِفُـونَ لَدَيــهِ عنـدَ حَدِّهِــمِ ثم اصطفـاهُ حبيباً بارِيءُ النَّسَــمِ
فَهْوَ الـــذي تَمَّ معنــاهُ وصورَتُهُ فجَـوهَرُ الحُسـنِ فيه غيرُ منقَسِـمِ
مُنَـزَّهٌ عـن شـريكٍ في محاسِــنِهِ واحكُم بما شئتَ مَدحَاً فيه واحتَكِـمِ
دَع مــا ادَّعَتهُ النصارى في نَبِيِّهِـمِ وانسُب الى قَدْرِهِ ما شئتَ مِن عِظَـمِ
وانسُبْ الى ذاتِهِ ما شـئتَ مِن شَـرَفٍ حَـدٌّ فَيُعـرِبَ عنـهُ نــاطِقٌ بِفَمِ
فَــاِنَّ فَضلَ رســولِ اللهِ ليـس له أحيـا اسمُهُ حين يُـدعَى دارِسَ الرِّمَمِ
لو نـاسَـبَتْ قَـدْرَهُ آيـاتُهُ عِظَمَـاً حِرصَـاً علينـا فلم نرتَـبْ ولم نَهِمِ
لم يمتَحِنَّــا بمـا تَعيَــا العقولُ بـه في القُرْبِ والبُعـدِ فيه غـيرُ مُنفَحِمِ
أعيـا الورى فَهْمُ معنــاهُ فليسَ يُرَى صغيرةً وتُكِـلُّ الطَّـرْفَ مِن أَمَـمِ
كـالشمسِ تظهَرُ للعينَيْنِ مِن بُــعُدٍ قَــوْمٌ نِيَــامٌ تَسَلَّوا عنه بـالحُلُمِ
وكيفَ يُــدرِكُ في الدنيــا حقيقَتَهُ وأَنَّــهُ خيرُ خلْـقِ الله كُـــلِّهِمِ
فمَبْلَغُ العِــلمِ فيه أنــه بَشَــرٌ فــانمـا اتصَلَتْ مِن نورِهِ بِهِــمِ
وكُــلُّ آيٍ أتَى الرُّسْـلُ الكِـرَامُ بِهَا يُظهِرْنَ أنـوارَهَا للنــاسِ في الظُّلَمِ
فـاِنَّهُ شمـسُ فَضْلٍ هُـم كــواكِبُهَا بالحُسـنِ مشـتَمِلٌ بالبِشْـرِ مُتَّسِـمِ
أكــرِمْ بخَلْـقِ نبيٍّ زانَــهُ خُلُـقٌ والبحرِ في كَــرَمٍ والـدهرِ في هِمَمِ
كالزَّهرِ في تَرَفٍ والبـدرِ في شَـرَفٍ في عسـكَرٍ حينَ تلقاهُ وفي حَشَــمِ
كــأنَّهُ وهْـوَ فَرْدٌ مِن جلالَتِــهِ مِن مَعْــدِنَيْ مَنْطِـقٍ منه ومبتَسَـمِ
كـــأنَّمَا اللؤلُؤُ المَكنُونُ في صَدَفٍ طوبى لمُنتَشِـقٍ منـــه ومـلتَثِـمِ
لا طيبَ يَعــدِلُ تُرْبَـا ضَمَّ أعظُمَهُ يـــا طِيبَ مُبتَـدَاٍ منه ومُختَتَـمِ
أبــانَ مولِدُهُ عن طِيــبِ عنصُرِهِ قَــد أُنـذِرُوا بِحُلُولِ البُؤسِ والنِّقَمِ
يَــومٌ تَفَرَّسَ فيــه الفُرسُ أنَّهُـمُ كَشَـملِ أصحابِ كِسـرَى غيرَ مُلتَئِمِ
وبـاتَ اِيوَانُ كِسـرَى وَهْوَ مُنْصَدِعٌ عليه والنهرُ سـاهي العَيْنِ مِن سَـدَمِ
والنارُ خـامِدَةُ الأنفـاسِ مِن أَسَـفٍ وَرُدَّ وارِدُهَـا بــالغَيْظِ حينَ ظَـمِي
وسـاءَ سـاوَةَ أنْ غاضَتْ بُحَيرَتُهَـا حُزْنَـاً وبـالماءِ ما بـالنار مِن ضَـرَمِ
كــأَنَّ بالنـارِ ما بالمـاءِ مِن بَلَـلٍ والحـقُّ يظهَـرُ مِن معنىً ومِن كَـلِمِ
والجِنُّ تَهتِفُ والأنــوارُ ســاطِعَةٌ تُسمَعْ وبـــارِقَةُ الاِنذارِ لم تُشَـمِ
عَمُوا وصَمُّوا فــاِعلانُ البشـائِرِ لم بــأنَّ دينَـهُـمُ المُعـوَجَّ لم يَقُـمِ
مِن بعـدِ ما أخبَرَ الأقوامَ كــاهِنُهُم مُنقَضَّةٍ وَفـقَ مـا في الأرضِ مِن صَنَمِ
وبعـد ما عاينُوا في الأُفقِِ مِن شُـهُبٍ مِن الشـياطينِ يقفُو اِثْــرَ مُنهَـزِمِ
حتى غَــدا عن طـريقِ الوَحيِ مُنهَزِمٌ أو عَسكَرٌ بـالحَصَى مِن راحَتَيْـهِ رُمِي
كــأنَّهُم هَرَبَــا أبطــالُ أبْرَهَـةٍ نَبْـذَ المُسَبِّحِ مِن أحشــاءِ ملتَقِـمِ
نَبْذَا به بَعــدَ تسـبيحٍ بِبَـطنِهِمَــا تمشِـي اِليه على سـاقٍ بــلا قَدَمِ
جاءت لِــدَعوَتِهِ الأشـجارُ سـاجِدَةً فُرُوعُهَـا مِن بـديعِ الخَطِّ في الَّلـقَمِ
كــأنَّمَا سَـطَرَتْ سـطرا لِمَا كَتَبَتْ تَقِيـهِ حَرَّ وَطِيـسٍ للهَجِــيرِ حَمِي
مثلَ الغمــامَةِ أَنَّى سـارَ ســائِرَةً وكُــلُّ طَرْفٍ مِنَ الكفارِ عنه عَمِي
وما حوى الغـــارُ مِن خيرٍ ومِن كَرَمِ وهُم يقولون مـا بالغــارِ مِن أَرِمِ
فالصدقُ في الغــارِ والصدِّيقُ لم يَرِمَـا خــيرِ البَرِّيَّـةِ لم تَنسُـجْ ولم تَحُمِ
ظنُّوا الحمــامَةَ وظنُّوا العنكبوتَ على مِنَ الدُّرُوعِ وعن عــالٍ مِنَ الأُطُمِ
وِقَـــايَةُ اللهِ أغنَتْ عَن مُضَــاعَفَةٍ اِلا ونِــلتُ جِـوَارَاً منه لم يُـضَمِ
ما سـامَنِي الدَّهرُ ضيمَاً واسـتَجَرتُ بِهِ اِلا استَلَمتُ النَّدَى مِن خيرِ مُسـتَلَمِ
ولا التَمســتُ غِنَى الدَّارَيْنِ مِن يَـدِهِ قَلْبَاً اِذا نــامَتِ العينـانِ لم يَنَـمِ
لا تُنكِـــرِ الوَحْيَ مِن رُؤيَـاهُ اِنَّ لَهُ فليسَ يُنـكَرُ فيهِ حـالُ مُحتَلِــمِ
وذاكَ حينَ بُلُــوغٍ مِن نُبُوَّتِــــهِ ولا نــبيٌّ على غيــبٍ بمُتَّهَـمِ
تبــارَكَ اللهُ مــا وَحيٌ بمُكتَسَـبٍ وأطلَقَتْ أَرِبَــاً مِن رِبــقَةِ اللمَمِ
كَــم أبْرَأَتْ وَصِبَـاً باللمسِ راحَتُهُ حتى حَكَتْ غُرَّةً في الأَعصُرِ الدُّهُـمِ
وأَحْيت السَــنَةَ الشَّــهباءَ دَعوَتُهُ سَـيْبٌ مِنَ اليمِّ أو سَـيْلٌ مِنَ العَرِمِ
بعارِضٍ جادَ أو خِلْتَ البِطَـاحَ بهــا ظهُورَ نـارِ القِرَى ليـلا على عَـلَمِ
دَعنِي وَوَصفِيَ آيـــاتٍ له ظهَرَتْ وليس يَـنقُصُ قَــدرَاً غيرَ مُنتَظِمِ
فالــدُّرُ يزدادُ حُسـناً وَهْوَ مُنتَظِمُ مـا فيـه مِن كَرَمِ الأخلاقِ والشِّيَمِ
فمَــا تَطَـاوُلُ آمــالِ المدِيحِ الى قــديمَةٌ صِفَةُ الموصـوفِ بالقِـدَمِ
آيــاتُ حَقٍّ مِنَ الرحمنِ مُحدَثَــةٌ عَنِ المَعَـــادِ وعَن عـادٍ وعَن اِرَمِ
لم تَقتَرِن بزمـــانٍ وَهْيَ تُخبِرُنــا مِنَ النَّبيينَ اِذ جــاءَتْ ولَم تَـدُمِ
دامَتْ لدينـا ففاقَتْ كُــلَّ مُعجِزَةٍ لــذي شِـقَاقٍ وما تَبغِينَ مِن حِكَمِ
مُحَكَّـمَاتٌ فمــا تُبقِينَ مِن شُـبَهٍ أَعـدَى الأعـادِي اليها مُلقِيَ السَّلَمِ
ما حُورِبَت قَطُّ الا عــادَ مِن حَرَبٍ رَدَّ الغَيُورِ يَـدَ الجــانِي عَن الحُرَمِ
رَدَّتْ بلاغَتُهَــا دَعوى مُعارِضِهَـا وفَـوقَ جَوهَرِهِ في الحُسـنِ والقِيَمِ
لها مَعَــانٍ كَموْجِ البحرِ في مَـدَدٍ ولا تُسَـامُ على الاِكثــارِ بالسَّأَمِ
فَمَـا تُـعَدُّ ولا تُحـصَى عجائِبُهَـا لقـد ظَفِـرتَ بحَبْـلِ الله فـاعتَصِمِ
قَرَّتْ بَهـا عينُ قارِيها فقُلتُ لــه مِنَ العُصَاةِ وقَــد جاؤُوهُ كالحُمَـمِ
كــأنَّها الحوضُ تَبيَضُّ الوُجُوهُ بِـهِ فالقِسطُ مِن غيرِهَا في النـاسِ لم يَقُمِ
وكـالصِّراطِ وكـالميزانِ مَعدَلَــةً تجاهُلا وَهْـوَ عـينُ الحـاذِقِ الفَهِمِ
لا تَعجَبَنْ لِحَسُـودٍ راحَ يُنكِرُهَــا ويُنكِرُ الفَمَ طعمَ المـاءِ مِن سَــقَمِ
قد تُنكِرُ العينُ ضَوْءَ الشمسِ مِن رَمَدٍ سعيَــا وفَوقَ مُتُونِ الأَيْنُقِ الرُّسُـمِ
يـا خيرَ مَن يَمَّمَ العـافُونَ سـاحَتَهُ ومَن هُـوَ النِّعمَــةُ العُظمَى لِمُغتَنِمِ
ومَن هُــوَ الآيـةُ الكُبرَى لمُعتَبِـرٍ كما سَـرَى البَدرُ في داجٍ مِنَ الظُّلَمِ
سَرَيتَ مِن حَـرَمٍ ليــلا الى حَرَمِ مِن قابَ قوسَـيْنِ لم تُدرَكْ ولَم تُـرَمِ
وبِتَّ ترقَى الى أن نِلـتَ مَنزِلَــةً والرُّسْـلِ تقديمَ مخـدومٍ على خَـدَمِ
وقَـدَّمَتْكَ جميعُ الأنبيـاءِ بهـــا في مَوكِبٍ كُنتَ فيـه صاحِبَ العَـلَمِ
وأنتَ تَختَرِقُ الســبعَ الطِّبَاقَ بهم مِنَ الـــدُّنُوِّ ولا مَرقَىً لمُســتَنِمِ
حتى اذا لم تدَعْ شَــأْوَاً لمُســتَبِقٍ نُودِيتَ بالـرَّفعِ مثلَ المُفرَدِ العَــلَمِ
خَفَضْتَ كُــلَّ مَقَامٍ بالاضـافَةِ اِذ عَنِ العُيــون وسِـــرٍّ أيِّ مُكتَتِمِ
كيما تَفُوزَ بِوَصْــلٍ أيِّ مُســتَتِرِ وجُزْتَ كُــلَّ مَقَــامٍ غيرَ مُزدَحَمِ
فَحُزتَ كُــلَّ فَخَارٍ غيرَ مُشـتَرَكٍ وعَزَّ اِدراكُ مــا أُولِيتَ مِن نِعَــمِ
وجَـلَّ مِقـدَارُ مـا وُلِّيتَ مِن رُتَبٍ مِنَ العِنَايَـةِ رُكنَــاً غيرَ منهَــدِمِ
بُشـرَى لنا مَعشَـرَ الاسـلامِ اِنَّ لنا بـأكرمِ الرُّسْلِ كُنَّـا أكـرَمَ الأُمَـمِ
لمَّـا دَعَى اللهُ داعينــا لطــاعَتِهِ كَنَبـأَةٍ أَجْفَلَتْ غُفْــلا مِنَ الغَنَـمِ
راعَتْ قلوبَ العِـدَا أنبـــاءُ بِعثَتِهِ حتى حَكَوْا بالقَنَـا لَحمَا على وَضَـمِ
مـا زالَ يلقــاهُمُ في كُـلِّ مُعتَرَكٍ أشـلاءَ شـالَتْ مَعَ العُقبَـانِ والرَّخَمِ
وَدُّوا الفِرَارَ فكــادُوا يَغبِطُونَ بـه ما لم تَكُن مِن ليــالِي الأُشهُرِ الحُـرُمِ
تَمضِي الليـالي ولا يَدرُونَ عِدَّتَهَـا بكُــلِّ قَرْمٍ الى لَحمِ العِــدَا قَـرِمِ
كـأنَّمَا الدِّينُ ضَيْفٌ حَلَّ سـاحَتَهُم يـرمي بمَوجٍ من الأبطــالِ ملتَـطِمِ
يَجُـرُّ بحـرَ خميسٍ فَوقَ ســابِحَةٍ يَسـطُو بمُسـتَأصِلٍ للكُفرِ مُصطَـلِمِ
مِن كُــلِّ منـتَدِبٍ لله مُحتَسِـبٍ مِن بَعــدِ غُربَتِهَا موصولَةَ الرَّحِـمِ
حتى غَدَتْ مِلَّةُ الاسـلامِ وَهْيَ بهـم وخيرِ بَعـلٍ فــلم تَيْتَـمْ ولم تَئِـمِ
مَكفولَـةً أبـدَاً منهـم بِـخَيرِ أَبٍ مــاذا لَقِي منهم في كُـلِّ مُصطَدَمِ
هُمُ الجبـالُ فَسَـلْ عنهُم مُصَادِمَهُم فُصـولُ حَتْفٍ لَهم أدهى مِنَ الوَخَمِ
وَسَـلْ حُنَيْنَاً وَسَـلْ بَدْرَاً وَسَلْ أُحُدَا مِنَ العِــدَا كُلَّ مُسْوَدٍّ مِن الِّلمَـمِ
المُصدِرِي البِيضِ حُمرَاً بعد ما وَرَدَتْ أقــلامُهُمْ حَرْفَ جِسمٍ غيرَ مُنعَجِمِ
والكاتِبينَ بِسُــمرِ الخَطِّ ما تَرَكَتْ والوَرْدُ يمتـازُ بالسِّيمَى عَنِ السَّـلَمِ
شـاكِي السـلاحِ لهم سِيمَى تُمَيِّزُهُم فتَحسِبُ الزَّهرَ في الأكمامِ كُلَّ كَمِي
تُهدِي اليـكَ رياحُ النَّصرِ نَشْـرَهُمُ مِن شَـدَّةِ الحَزْمِ لا مِن شـدَّةِ الحُزُمِ
كــأنَّهُم في ظُهورِ الخَيْلِ نَبْتُ رُبَـاً فمـا تُـفَرِّقُ بين البَهْـمِ والبُهَـمِ
طارَتْ قلوبُ العِدَا مِن بأسِـهِم فَرَقَاً اِن تَلْقَهُ الأُسْـدُ في آجــامِهَا تَجِمِ
ومَن تَـكُن برسـولِ اللهِ نُصرَتُـهُ بِــهِ ولا مِن عَــدُوٍّ غيرَ مُنعَجِمِ
ولَن تَــرى مِن وَلِيٍّ غيرَ منتَصِـرٍ كالليْثِ حَلَّ مَعَ الأشـبالِ فِي أَجَمِ
أَحَــلَّ أُمَّتَـهُ في حِـرْزِ مِلَّتِــهِ فيه وكـم خَصَمَ البُرهانُ مِن خَصِمِ
كَـم جَدَّلَتْ كَـلِمَاتُ الله مِن جَدَلٍ في الجاهـليةِ والتــأديبَ في اليُتُمِ
كفــاكَ بـالعلمِ في الأُمِّيِّ مُعجَزَةً ذُنوبَ عُمْر مَضَى في الشِّعرِ والخِدَمِ
خَدَمْتُهُ بمديــحٍ أســتَقِيلِ بِـهِ كــأنني بِهِــمَا هَدْيٌ مِنَ النَّعَمِ
اِذ قَـلَّدَانِيَ ما تُخشَـى عـواقِبُـهُ حَصَلتُ الا على الآثـامِ والنَّـدَمِ
أَطَعتُ غَيَّ الصِّبَا في الحالَتَيْنِ ومــا لَم تَشتَرِ الدِّينَ بـالدنيا ولم تَسُـمِ
فيـا خَسَــارَةَ نَفْسٍ في تِجَارَتِهَـا بِينَ لـه الغَبْنُ في بَيْـعٍ وفي سَـلَمِ
ومَن يَبِــعْ آجِـلا منه بـعاجِلِـهِ مِنَ النَّبِيِّ ولا حَبـلِي بمُنصَـــرِمِ
اِنْ آتِ ذَنْبَـاً فمــا عَهدِي بمُنتَقِضٍ مُحمَّدَاً وهُوَ أوفَى الخلقِ بــالذِّمَمِ
فـــاِنَّ لي ذِمَّةً منــه بتَسـمِيَتِي فَضْلا والا فَقُــلْ يــا زَلَّةَ القَدَمِ
اِنْ لم يكُـن في مَعَـادِي آخِذَاً بِيَدِي أو يَرجِعَ الجــارُ منه غيرَ مُحـتَرَمِ
حاشــاهُ أنْ يَحْرِمَ الرَّاجِي مَكَارِمَهُ وجَدْتُـهُ لخَلاصِي خــيرَ مُلتَـزِمِ
ومُنذُ أَلزَمْتُ أفكَـــارِي مَدَائِحَهُ اِنَّ الحَيَـا يُنْبِتُ الأزهارَ في الأَكَـمِ
ولَن يَفُوتَ الغِنَى منه يَــدَاً تَرِبَتْ يَــدَا زُهَيْرٍ بمـا أثنَى على هَـرِمِ
ولَم أُرِدْ زَهرَةَ الدنيـا التي اقتَطَفَتْ سِـوَاكَ عِنـدَ حُلولِ الحادِثِ العَمِمِ
يــا أكرَمَ الخلقِ ما لي مَن ألوذُ به اذا الكريمُ تَجَلَّى بــاسمِ مُنتَقِـمِ
ولَن يَضِيقَ رسـولَ اللهِ جاهُكَ بي اِنَّ الكَبَـائِرَ في الغُفرَانِ كـالَّلمَـمِ
يا نَفْـسُ لا تَقنَطِي مِن زَلَّةٍ عَظُمَتْ تَأتِي على حَسَبِ العِصيَانِ في القِسَمِ
لعَـلَّ رَحمَةَ رَبِّي حينَ يَقسِــمُهَا لَدَيْـكَ واجعلْ حِسَابِي غيرَ مُنخَرِمِ
يا رَبِّ واجعَلْ رجائِي غيرَ مُنعَكِسٍ صَبرَاً مَتَى تَـدعُهُ الأهـوالُ ينهَزِمِ
والطُفْ بعَبدِكَ في الدَّارَينِ اِنَّ لَـهُ عـلى النبِيِّ بِمُنْهَــلٍّ ومُنسَـجِم
وائذَنْ لِسُحْبِ صلاةٍ منك دائِمَةٍ وأَطرَبَ العِيسَ حادِي العِيسِ بالنَّغَمِ
ما رَنَّحَتْ عَذَبَاتِ البَانِ رَيحُ صَبَـا وعَن عَلِيٍّ وعَن عثمـانَ ذِي الكَرَمِ
ثُمَّ الرِّضَـا عَن أبي بَكرٍ وعَن عُمَرَ أهلُ التُّقَى والنَّقَى والحِلْمِ والكَـرَمِ
والآلِ والصَّحبِ ثُمَّ التَّابِعِينَ فَهُـمْ
مقاطع لقصيدة البردة على اليوتوب
https://www.youtube.com/watch?v=XiXvSTU68fEhttps://www.youtube.com/watch?v=WKx4YW1NhvQ&feature=relatedhttps://www.youtube.com/watch?v=oLx6hSh4vyo&feature=relatedhttps://www.youtube.com/watch?v=WxecVhY1ocY&feature=relatedhttps://www.youtube.com/watch?v=ga9PdPEXC9Y&feature=related