مخاوف وتوجسات الحضارم
عبد العزيز بازمول
مقال اعجبني لاهميته اعيد نشره هنا نقلا عن الفيسبوك
كثيرةٌ هي الأسئلة التي تُطرح علينا نحن الحضارم المحسوبين على الحراك او المنتميين له من قبل إخوتنا وبني جلدتنا من أبناء حضرموت، تتعلق جميعها بنظرة الحراك وقادته لحضرموت ، وكيف ستُعامل حضرموت في دولة الجنوب القادمة ، وما هو موقعها من الإعراب فيها ، دائماً ما تكون أسئلتهم تتبعها إجابات وتأكيدات من طرفهم تحمل في طياتها الكثير والكثير من الخوف الممزوج بالتشاؤم من ذلك المستقبل الذي يصفونه بالمجهول وربما دموياً بحسب وجهه نظرهم ، يستشهدون على ذلك بما تحصل من خلافات بين قادة الحراك وخاصةً في مجلسه الأعلى ، الذين يصفونهم بانهم باحثون عن زعامة ، وما حصل ايضاً من عراك بالأيدي أمام الملا في المكلاء الذي كاد ان يتطور الى ما لا تُحمد عقباه لولا تعقل البعض وعدم اعتلائهم المنصة يومها .
كما انهم لا ينفكون يذكرونك بما حصل من صراعات دموية في دولة الجنوب السابقة التي وصفها احدهم لي اثناء محاورتي له قبل أيام بانها وجبات دموية كان وقودها الناس الابرياء – بحسب قوله طبعاً - .
في شهر ابريل الفائت قام وفد من جبهة انقاذ حضرموت بزيارة الى وادي حضرموت برئاسةالدكتور / عبدالله باحاج ، كانت قريتنا احدى محطاتهم التي حطوا رحالهم بها ، ولانني عضو هيئة ادارية في منتدى منطقتنا العلمي فقد كنت من المدعوين لحضور اللقاء معهم ، فقد استهدفوا في جولتهم الالتقاء بالمنتديات العلمية والملتقيات الشبابية بحسب قولهم – وبحسب ما كتب باحاج بعد ذلك ، لم يكن طرحهم يختلف عما نسمعه من بعض الناس العاديين ممن نتحاور معهم ، تحدثوا عن حضرموت ودور شبابها في النهوض بها ، كان طرحهم واضحاً يومها وضوح الشمس في رابعة النهار وهو انهم يريدون لحضرموت ان تكون أقليماً ذا حكماً ذاتياً في أي دولة قادمة سواءً جنوبية او يمنية – وأكدوا انهم في الأخير مع رغبة الشعب الحضرمي وما يريده - هكذا قالوا وهكذا تحدثوا .
لم يخف باحاج ومرافقوه الذين تحدثوا يومها عن خوفهم على حضرموت من قادم الأيام ، كما انهم دائماً ما كانوا يعيبون على من كانوا ولا زالوا يصفون الحضارم بالجبن والبخل وكل صفة ذميمة ، كانت إشاراتهم واضحة ومحددة الهدف ، فهمتها وفهمها الحاضرون يومها ، وأظنكم لن تخطئون فهمها ، تحدثوا أيضاً عن التسامح والتصالح وقالوا بانه شعاراً لا وجود له على ارض الواقع محتجين بكثرة مكونات الحراك وتبعيتها للقيادات محسوبة على مناطق معينة ، وقالوا بانه – أي التصالح والتسامح كان يجب ان يشمل كل الجنوبيين واولهم الحضارم وليس من كانوا يتصارعون فيما بينهم في دولة الجنوب السابقة .
لا أخفيكم سراً بأنني أحيانا أقف عاجزا ومحرجاً في الرد عليهم ومحاولة تطمين من يطرح مثل هذه التساؤلات ، فلديهم من الريبة والشكوك والخوف من المستقبل الذي يصفونه بالمجهول ما لم اكن اتوقعه .
ربما لا يلق كلامي قبولاً لدى البعض وربما تكون ردود البعض متشنجة وغاضبة من كلامي عن هذا الموضوع ، ولكنها الحقيقة التي أعايشها والكلام الذي أسمعه من بعض العامة وسمعته من بعض الدكاترة والأكاديميين في محافظتي حضرموت ، وأسمعه ايضاً من بعض أبناء المهرة التي اعمل بها واقضي اغلب وقتي بها
أسئلتي التي هي أسئلتهم طبعاً :
كيف يمكن لقوى الحراك وقادته تطمين مثل هؤلاء ؟
هل من الممكن وضع وتوضيح الخطوط العريضة والواضحة لمستقبل دولة الجنوب القادمة ، ان كانت هناك خطوط عريضة متفق عليها ؟
وهل هذا الخوف وهذا التوجس يوجد له مثيلاً في محافظات أخرى