لماذا يختلف قادة الجنوب
الجمعة , 14 سبتمبر, 2012, 03:20
صدى عدن / خاص
كتب المحرر السياسي لـ صدى عدن
لماذا يختلف قادة الجنوب
كتب المحرر السياسي
لصدى عدن
...........................
لا أحد في الجنوب سيقتنع بأن إختلاف من يسمونهم القاده في الخارج ( والداخل ) هو اختلاف او خلاف حول مصالح شعب الجنوب وطريقة خدمة تلك المصالح او حول السبل الكفيله لتحقيقها.
انه أمر مفروغ منه لان ذلك ان كان حقيقياً لَتَوافق الجميع على برنامج حوار بنَّاء سيؤدي في نهاية الامر الى الاتفاق على خط واحد دون كلفةٍ او هدر للوقت واستهلاك طاقات الحراك الشعبي الميداني في أمر كهذا.
إنه يعِّزُ على كل فرد ان يعترف بان الامر قد بلغ سقف (واطي) من السوء وسقف عال من الهوَس التاريخي على الزعامه.
الناس يعلمون ان هوس الزعامه تاتي في السباق على الحكم ولم يعلم احد كيف يتنافس قادة كانوا يحكمون منذ نصف قرن ،وبلغ بهم العمر (أقصاه) ، على قيادة شعب لم يحض في تاريخه بفرصة للهدوء والالتفات الى الاستقرار والتنميه ، وختموا عهدهم بان وضعوه على ( خازوق ) صُنَعَ في القرون الوسطى تحيط به إقطاعيات قبلية متخلفه عن مفردات هذا العصر ، ما اسموها بالوحدة الاندماجيه مع الاصرار والترصد لكلمة الاندماجيه او الزواج الكاثوليكي المؤبد كما روّج له قادتنا حين اكتملت صفقة الغدر والغباء المنقطع النظير في موسوعة التاريخ السياسي للدول ... والآن يدخلون جثَّته كي يبيعونها .. وبهذا يكون شعب الجنوب اكثر شعوب الارض وأممها تنكيلا بسبب (الذكاء النادر والحكمة ) التي اثبت أبرز القادة التحلي بها حتى في ظروف مميته كهذه !
أي حكمة يراد لها ان تتحقق من وراء فشل عقد اي لقاء جنوبي كالذي يحصل الان لمؤتمر المجلس الاعلى للحراك بالرغم من فرضية توحد الرؤيا لمن يتبنى انعقاده ... أليس هذا دليل قاطع جديد ان الدعوات المتفرقه لزمان وكيفية الانعقاد تنم عن عمل مشين يصبح الجنوب عنده آخر من يُذْكر .
الم نقل ان الامر هو إزاحههذا او إحلال ذاك ، إقصاء واحتكار كما كان الامر في تواريخ المؤتمرات.
لماذا اذن يدعون لعقد مؤتمر اذا كان هناك عدم توافق في الأداء وتباين حاد حول المخرجات ونوع القيادات المحتمله.. ألم يكن جدير بهم ان يناقشوا الامر ويتفقون عليه قبل الاعلان عنه وقبل نشر غسيلهم امام الشامتين والاعداء ، وتكريس صورة الجنوب الذي يمزقه قادته تاريخيا ولم يتعلمو حتى اللحظه كيف يفلحون في اقامة فاعليه تنظيميه ، فكيف اذن سيقودون شعب ، ومن سيثق بان يمنحهم الاستقلال النظيف ان لم ينظفو عقولهم وقلوبهم مما شاب وتراكم عبر عقود .
إن الامر قد تعدَّى عند بعض القاده مسألة القدرات او الإمكانات او الرؤيا ليصل الى عجز فكري وطبيعي (منذ المنشأ ) أضاف له تقادم العمر فقدان نهائي للحيويه السياسيه وعجز كامل لقيادة عملية تاريخيه كتلك التي ينشدها الجنوب.
في هذا الصدد وحتى لا تتوسع الفجوه فان عقد المؤتمر ليس آخر التاريخ فليعقدوه في اي زمن غير معلن حتى يستقيموا على عهد.. او اثنين من المؤتمرات ، واحد لكل طرف ، ان بلغ الامر حدود التعذر على تماسك القيادات (وهذا فعل اضطراري واعتراف بالواقع ) وليبدأوا بعد ذلك حوار لان يجتمعوا مرة اخرى .. فالاعتراف بعدم التوافق ومن ثم السعي للحوار هو خير من محاولة الاقصاء او الاحتكار فالجنوب تعود على الكتل ولكنه يجب ان يتعود على الحوار والالتقاء حول الضرورات وما اكثرها الآن وإن احتكموا للضرورات سيجدون انها قواسم مشتركة حيويه .
إن المؤتمر ظاهره تنظيميه ومحطه لرسم المسار واعداد الخطط والوثائق وتكوين الهيئات واختيار القيادات والممثلين بشكل منظم ومتفق عليه ، وتعطيله بشكل نهائي في هذه الظروف سيشكل ضربة مؤلمه للحراك السلمي الجنوبي وطموحه بتحقيق أهدافه ، واثبات بان الجنوب لم يزل دون المقدره الدنيا لان يقود ذاته ويسير بثبات ، ولهذا فأن الاعتراف بحقيقة الاختلاف والسعي للحوار ومصارحة الجماهير هو اقل ما يمكن تداركه في امر كهذا مع التطلع بان تكون هناك فرصة ولو غير متوقعه لاعادة الروح الى التوافق الذي يفترض ان يكون العنوان الاكبر في هذه المرحله.
ان هذه العمليه التي تتداعى الان انما هي نموذج على ان الضروره للحديث والحوار حول التوافق بشكله الواسع بين كل الاطياف والمجالس والكتل والتيارات .. الخ اصبحت معادله للانتصار للشعب ودونها الهزيمة او الضياع او نقص مهلك في الحقوق التي يطمح شعب الجنوب لاستردادها كاملة وفي مقدمتها دولته .
فهل يجد العقل وتجد الحكمه سبلاً في اطار الضرورات لتحقيق الوفاق المنشود ام ان رفاق الأمس فقدوا الذاكره ولم يتعلمو ولن يفعلوا أبدا وذلك ما يخشاه الجنوب وذلك ما يجعل الضرورات تبدأ بخلق قيادات مرحلية جديده ولو بعد حين.