أحمد السكوتي الإدارة
البلد : اليمن تاريخ التسجيل : 27/07/2009 عدد المساهمات : 501 نقاط : 11974 السٌّمعَة : 4
| موضوع: الشحر قصة وتاريخ الثلاثاء أكتوبر 16, 2012 6:05 am | |
| الشحر مع شحرة و هي مسيل الماء الجاف , و تطلق الكلمة في القديم على المنطقة الساحلية الواقعة ما بين عمان و أبين كما يقال لها( السوق) لكونها منفذا تجاريا لصادرات اللبان التي كانت تأتى به القوافل من ظفار إلى شبام ثم إلى (السوق) حيث يصدر منها إلى الخارج , وهي أحد أسواق العرب القديمة في الجزيرة العربية يعرف بسوق الشحر , كما كانت واسطة للتبادل التجاري ما بين الهند و الخليج العربي و مصر و شرق أفريقيا من جهة وبين حضرموت من جهة أخرىوقد تعاقبا على الشحر في تاريخها الإسلامي حكومات متعددة تستقل بالأمر تارة. و تخضع لملوك اليمن تارة أخرى , وتكون عاصمة للإمارة و أحيانا أخرى تابعة للإمارة تتخذ من أحد , مدن حضرموت عاصمة لهاوعندما أستقل بنو زياد بحكم اليمن قي عهد الخليفة المأمون العباسي أمتد نفوذهم إلى حضرموت و شمل معها الشحر . ثم عندما قامت الدولة الصليحية في اليمن عام 429 هـ بسطت هي الأخرى نفوذها على الشحر و أقامت بني معن حكاما عليها , وبعد أن ضعف حال الصليحيين في اليمن قامت في حضرموت ثلاث سلطنات الأولى سلطنة آل قحطان و عاصمتها تريم و الثانية سلطنة آل الدغار و عاصمتها شبام و الثالثة آل فارس و عاصمتها الشحر , و أدى هذا التقسيم إلى إثارة الفتن و القلاقل بين الحكام فساءت أحوال حضرموت و ساد الظلم و البطش بها ولم ينقذ الحضارم من ذلك الويل سوى عثمان الزنجبيلي قائد صلاح الدين الأيوبي في اليمن الذي غزا حضرموت سنة 575 هـ و أطاح بالسلطنات الثلاث , ثم نهضت حضرموت فقضت على الأيوبيين , فعاد الأيوبيين لإخضاعهم لا إنهم اضطروا في الأخير إلى إبقائهم كنواب عنهم يقدمون لهم الولاء و الإتاوات ثم ظهرت قبيلة نهد و استولت على حضرموت بأسرها . لكنهم انقسموا على أنفسهم و استولى آل يماني على تريم سنة 624 هـ كما استولى آل فارس على الشحر , وبعد قيام دولة الرسوليين في اليمن خضعت الشحر لهم بين سنة 677 – 836 هـ إلا أن حكمهم لحضرموت تأرجح بين القوة و الضعف فقام أبو دجانة المهري بالاستيلاء على الشحر سنة 836 هـ لكن الطاهريين الذين تم لهم الاستيلاء على عدن سنة 858 هـ تمكنوا من انتزاعالشحر من آل أبو دجانة استخلفوا السلطان بدر بن محمد الكثيري , و هذه هي المرة الأولى التي يحكم فيها آل كثير الشحر , إلا إن فارس أبو دجانة استردها من آل كثير وظلت تحت حكمهم حتى مستهل القرن العاشر الهجري عندما طردهم آل كثير منهاوفي عهد بدر بن عبد الله بن جعفر الكثيري الملقب ( بأبي طويرق ) هجم البرتغاليون على مدينة الشحر سنة 929هـ حيث تصدى لهم المواطنون و دار قتال شديد في الشوارع , و منذ منتصف القرن الثاني عشر الهجري أصبحت حضرموت في يد عشائر يافع الذين كونوا لهم سلطنات متعددة في مدن و قرى حضرموت , وكانت الشحر من نصيب أل بريك الذين عقدوا تحالفات مع قبيلة الحموم و غيرها من القبائل التي تعيش في المنطقة المحبطة بالشحر . و قد أحبهم الناس و قد اكتسبوا سمعة طيبة , إلا أن أل كثير استعادوا السيطرة على مدن الداخل من أيدي اليافعيين و هاجموا الشحر سنة 1282 هـ و احتلوها و طردوا منها أل بريك . ثم قام السلطان عوض بن عمر القعيطي الذي قدم لتوه من الهند في العام نفسه بطرد أل كثير من الشحر و استولى عليها وجعلها نقطة انطلاق لاحتلال أراضي أخرى . و أهم المعالم التاريخية لمدينة الشحر , الحصون التي أقامها الحكام بها . و أول هذه الحصون و أهمها ح! صن بن عياش الذي قام بهدمة السلطان عوض بن عمر القعيطي و بنى على انقاضه حصن قويا على غرار القلاع الهندية و يعرف ألان بحصن بن عياش . و هناك أيضا الحصن المعروف ( بدار بوبك ) و الحصن الأخر المعروف ( بدار ناصر ) و هما من قصور أل بريك .< ويعتبر سور الشحر أحد المعالم الهامة بالمدينة و هو قديم و لا يعرف تاريخ بنائه , و قد تهدم و قد قام السلطان عوض بن عمر القعيطي ببنائه من جديد و استغرق بناؤه ستة عشر عاما . و بلغت تكاليف بنائه مائة ألف ريال . و لهذا السور بوابتان كبيرتان يقال لأحدهما ( سدة العيدروس ) و يقال للأخرى ( سدة الخور ) و قد أوشكت الأخيرة على التداعي و السقوطو تشتهر الشحر بصناعة الحلي و الملابس ووفرة الأسماك . و تقام بها زيارة سنوية للولي ( سالم عمر العطاس ) يأتي إليها الناس من كل مكان وتقام بها الألعاب الشعبية , و كانت البضائع و السلع التجارية تنقل من الشحر إلى حضرموت الداخل بواسطة الجمال ( القوافل ) و كانت السفن ترسوا بها باعتبارها الميناء الوحيد و الهام لحضرموت . نقلاً عن الشحر اليوم | |
|