مرحباً بك أخي الزائر أنت لم تقم بالتسجل في المنتدى ؟؟
يمكنك المشاركة معنا و الأستفادة من جميع خدمات المنتدى بالتسجيل معنا ( بالنقر على زر تسجيل )
ثم أكمل جميع البيانات المطلوبة
مرحباً بك أخي الزائر أنت لم تقم بالتسجل في المنتدى ؟؟
يمكنك المشاركة معنا و الأستفادة من جميع خدمات المنتدى بالتسجيل معنا ( بالنقر على زر تسجيل )
ثم أكمل جميع البيانات المطلوبة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
دخول
اسم العضو:
كلمة السر:
ادخلني بشكل آلي عند زيارتي مرة اخرى: 
:: لقد نسيت كلمة السر
المواضيع الأخيرة
» عميد كلية المجتمع بالشحر يبعث رسالة شكر وثناء للمجلس الأهلي بالشحر
مناسبة دخول العشر من ذي الحجة ننشر هنا ماكتبناه عن الحج عند أداء الفريضة : الحلقة الأولى...حكايتي مع أداء فريضة الحج الكاتب اكرم باشكيل  Emptyالثلاثاء نوفمبر 17, 2015 4:23 am من طرف ngema

» لجنة الخدمات بالمجلس الأهلي بالشحر تقوم برفع القمامات التراكمية تمهيدا لعملية الرش الضبابية في كافة أحياء مدينة الشحر
مناسبة دخول العشر من ذي الحجة ننشر هنا ماكتبناه عن الحج عند أداء الفريضة : الحلقة الأولى...حكايتي مع أداء فريضة الحج الكاتب اكرم باشكيل  Emptyالثلاثاء نوفمبر 17, 2015 4:19 am من طرف ngema

» وثيقة صلح وتحكيم تخمد فتنة قبلية كادت أن تستعر
مناسبة دخول العشر من ذي الحجة ننشر هنا ماكتبناه عن الحج عند أداء الفريضة : الحلقة الأولى...حكايتي مع أداء فريضة الحج الكاتب اكرم باشكيل  Emptyالثلاثاء نوفمبر 17, 2015 4:13 am من طرف ngema

» حصري : تحميل كتاب : كشف مغالطات السقاف على تاريخ بامخرمة والشواف
مناسبة دخول العشر من ذي الحجة ننشر هنا ماكتبناه عن الحج عند أداء الفريضة : الحلقة الأولى...حكايتي مع أداء فريضة الحج الكاتب اكرم باشكيل  Emptyالأحد نوفمبر 15, 2015 7:14 am من طرف ngema

» حصرياً تحميل كتاب : من الالعاب الشعبية رقصة العدة للباحث عبدالله صالح حداد
مناسبة دخول العشر من ذي الحجة ننشر هنا ماكتبناه عن الحج عند أداء الفريضة : الحلقة الأولى...حكايتي مع أداء فريضة الحج الكاتب اكرم باشكيل  Emptyالسبت نوفمبر 07, 2015 6:48 am من طرف انور السكوتي

» برنامح كتابة المعادلات الرياضية عن طريق الورد
مناسبة دخول العشر من ذي الحجة ننشر هنا ماكتبناه عن الحج عند أداء الفريضة : الحلقة الأولى...حكايتي مع أداء فريضة الحج الكاتب اكرم باشكيل  Emptyالخميس مايو 21, 2015 8:42 pm من طرف النصرة لدين الله

» مقامة متاعب الأسفار في رحلتي إلى جزيرة زنجبار للمؤرخ الشاعر عبد الله باحسن جمل الليل
مناسبة دخول العشر من ذي الحجة ننشر هنا ماكتبناه عن الحج عند أداء الفريضة : الحلقة الأولى...حكايتي مع أداء فريضة الحج الكاتب اكرم باشكيل  Emptyالسبت يناير 17, 2015 8:07 pm من طرف رحال

» الشيخ مبارك باشحري خطيب ساحة الحرية بالشحر يدعوا المعتصمين في الساحات إلى الإستمرار فيها , والتحصن من كل شيء يقلل من حجمها .
مناسبة دخول العشر من ذي الحجة ننشر هنا ماكتبناه عن الحج عند أداء الفريضة : الحلقة الأولى...حكايتي مع أداء فريضة الحج الكاتب اكرم باشكيل  Emptyالإثنين نوفمبر 24, 2014 5:29 am من طرف ngema

» مهرجان بشائر الإستقلال بمدينة الشحر في عده التنازلي
مناسبة دخول العشر من ذي الحجة ننشر هنا ماكتبناه عن الحج عند أداء الفريضة : الحلقة الأولى...حكايتي مع أداء فريضة الحج الكاتب اكرم باشكيل  Emptyالإثنين نوفمبر 24, 2014 4:59 am من طرف ngema

» عودة قافلة ابناء الشحر لمدينتهم بعد ايصال تبرعات الاهالي للمعتصمين بالعاصمة عدن
مناسبة دخول العشر من ذي الحجة ننشر هنا ماكتبناه عن الحج عند أداء الفريضة : الحلقة الأولى...حكايتي مع أداء فريضة الحج الكاتب اكرم باشكيل  Emptyالجمعة نوفمبر 21, 2014 6:59 pm من طرف انور السكوتي

تصويت
هل تؤيد فكرة حجب الصور و الروابط عن زوار المنتدى ؟
نعم الصور و الروابط
مناسبة دخول العشر من ذي الحجة ننشر هنا ماكتبناه عن الحج عند أداء الفريضة : الحلقة الأولى...حكايتي مع أداء فريضة الحج الكاتب اكرم باشكيل  I_vote_rcap0%مناسبة دخول العشر من ذي الحجة ننشر هنا ماكتبناه عن الحج عند أداء الفريضة : الحلقة الأولى...حكايتي مع أداء فريضة الحج الكاتب اكرم باشكيل  I_vote_lcap
 0% [ 0 ]
نعم الصور فقط
مناسبة دخول العشر من ذي الحجة ننشر هنا ماكتبناه عن الحج عند أداء الفريضة : الحلقة الأولى...حكايتي مع أداء فريضة الحج الكاتب اكرم باشكيل  I_vote_rcap0%مناسبة دخول العشر من ذي الحجة ننشر هنا ماكتبناه عن الحج عند أداء الفريضة : الحلقة الأولى...حكايتي مع أداء فريضة الحج الكاتب اكرم باشكيل  I_vote_lcap
 0% [ 0 ]
نعم الروابط فقط
مناسبة دخول العشر من ذي الحجة ننشر هنا ماكتبناه عن الحج عند أداء الفريضة : الحلقة الأولى...حكايتي مع أداء فريضة الحج الكاتب اكرم باشكيل  I_vote_rcap63%مناسبة دخول العشر من ذي الحجة ننشر هنا ماكتبناه عن الحج عند أداء الفريضة : الحلقة الأولى...حكايتي مع أداء فريضة الحج الكاتب اكرم باشكيل  I_vote_lcap
 63% [ 5 ]
لا
مناسبة دخول العشر من ذي الحجة ننشر هنا ماكتبناه عن الحج عند أداء الفريضة : الحلقة الأولى...حكايتي مع أداء فريضة الحج الكاتب اكرم باشكيل  I_vote_rcap38%مناسبة دخول العشر من ذي الحجة ننشر هنا ماكتبناه عن الحج عند أداء الفريضة : الحلقة الأولى...حكايتي مع أداء فريضة الحج الكاتب اكرم باشكيل  I_vote_lcap
 38% [ 3 ]
مجموع عدد الأصوات : 8
أفضل 10 أعضاء في هذا الأسبوع
لا يوجد مستخدم
المواضيع الأكثر نشاطاً
برنامح كتابة المعادلات الرياضية عن طريق الورد
حادث فظيع يحصد تسعه ارواح من ابناء الشحر
نبذة تاريخية عن مدينة الشحر ( الجزء الأول )
للتثبيت : كتب في المكتبات
صدق أو لا تصدق ( قرون في عجوز من الصين )
خاص بالصور التاريخية المحلية ( متجدد )
قبائل حضرموت عند ابن جندان
(((((حقيقة موطن ابن ماجد)))))
مدينة الشحر
مساجد مدينة الشحر
عدد زوار المنتدى

.: أنت الزائر رقم :.

------- معلوماتك ------ مناسبة دخول العشر من ذي الحجة ننشر هنا ماكتبناه عن الحج عند أداء الفريضة : الحلقة الأولى...حكايتي مع أداء فريضة الحج الكاتب اكرم باشكيل  Geouser ---- سجل الزيارات ----
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 78 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 78 زائر :: 2 عناكب الفهرسة في محركات البحث

لا أحد

أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 108 بتاريخ الأحد أبريل 28, 2024 9:31 pm

 

 مناسبة دخول العشر من ذي الحجة ننشر هنا ماكتبناه عن الحج عند أداء الفريضة : الحلقة الأولى...حكايتي مع أداء فريضة الحج الكاتب اكرم باشكيل

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
انور السكوتي
مراقب عام
مراقب عام
انور السكوتي


ذكر
البلد : الشحر
تاريخ التسجيل : 21/04/2012
عدد المساهمات : 1372
نقاط : 11336
السٌّمعَة : 1

مناسبة دخول العشر من ذي الحجة ننشر هنا ماكتبناه عن الحج عند أداء الفريضة : الحلقة الأولى...حكايتي مع أداء فريضة الحج الكاتب اكرم باشكيل  Empty
مُساهمةموضوع: مناسبة دخول العشر من ذي الحجة ننشر هنا ماكتبناه عن الحج عند أداء الفريضة : الحلقة الأولى...حكايتي مع أداء فريضة الحج الكاتب اكرم باشكيل    مناسبة دخول العشر من ذي الحجة ننشر هنا ماكتبناه عن الحج عند أداء الفريضة : الحلقة الأولى...حكايتي مع أداء فريضة الحج الكاتب اكرم باشكيل  Emptyالخميس أكتوبر 18, 2012 5:26 am

على صفحته بالفيس بوك كتب الاديب والباحث اكرم باشكيل المقال التالي والذي اعجبني وحبيت ان اضيفه بهذا المنتدى وهو :

أكرم احمد باشكيل
مناسبة دخول العشر من ذي الحجة ننشر هنا ماكتبناه عن الحج عند أداء الفريضة : الحلقة الأولى...حكايتي مع أداء فريضة الحج الكاتب اكرم باشكيل  581014_237087019754050_1189412263_n

بمناسبة دخول العشر من ذي الحجة ننشر هنا ماكتبناه عن الحج عند أداء الفريضة :
الحلقة الأولى...حكايتي مع أداء فريضة الحج


في الأمثال الشعبية يقولون أول العصيدة ماء وحينما فكرت في أداء فريضة
الحج بحثت وأنا أسمع عن إخفاقات ومقالب وكالات ومكاتب التفويج عن مكتب أو
وكالة ذات سمعة وثقة .. وبعد لأني أعتقدت أنني وجدت ضالتي فهرعت مسرعا ً
لأسلمه وثائقي ومبالغي المالية واستلمت ما يؤكد ذلك ووثيقة عقد فيها من ا
لشروط
المريحة التي ربما وجدت فيها بغيتي . لكن جاءت الأيام بعكس ما كنت أظن
وأعتقد في هذا المكتب وإذا بنا ندخل الأيام العشر من ذي الحجة وما زال صاحب
المكتب معلقنا بأماني التفويج حتى انقضت إلى اليوم التاسع فكانت الوقفة في
مكتبه بدلا ً من عرفات وانتهت الآمال بمتابعة الوثائق والمبالغ من المكتب
.. وكانت الطريق في هذا الجانب فيها من الشد والجذب والانتظار حتى يتم
التخاطب و "التشارع" بلغة أهل العنية مع من ينصب على صاحب المكتب في صنعاء
وهي مشكلة عويصة حقيقة وقعت فيها كثير من الوكالات والمكاتب الفرعية في
حضرموت مع وكالات وهمية أو حتى شرعية في العاصمة صنعاء نظرا ً لأن الوزارة
لا تعطي صلاحيات مستقلة للمكاتب والوكالات بالمحافظات وتعتبرها فرعية ..
وهي مشكلة تحتاج من المسؤولين بالمحافظة وخاصة فرع وزارة الحج والأوقاف
أهمية بغية معالجتها وتدارك ما يقع فيها أصحاب الوكالات والمكاتب والإقرار
من نصب في هذا الجانب ..
لقد ظل الهاجس المتمثل في الخوف من نصب جديد
يؤرقني كلما أردت أن أتقدم على معاودة الكرة من جديد .. وبعد سنتين من عزمي
الأول حاولت مع بعض الأصدقاء استقصاء الأمر من جديد والعودة للبحث عن
وكالة أو مكتب يكون أكثر ثقة ولديه خبرة في مجال العمل بتفويج الحجاج فوقع
الأمر على مكتب الوادي المسمي التي تعمل تحت يافطته نقابة المعلمين في
تفويج الحجاج التربويين كفكرة أول ما بدأت وهي تعمل حينها بمساعدتهم لأداء
الفريضة بأقل التكاليف لكنها حينما استمرت في عملها لسنوات زادت عن العشر
ذهبت بعيدا ً لمجاراة الوكالات والمكاتب في جعل هدفها الربحي هو الأهم من
خدمة الحاج معها . لكننا لم ندرك ذلك نحن إلا بعد أن بدأنا فعليا معها
التفويج .. وهي حكايات سيأتي سردها لا حقا ً ..

عندما جاء النداء :
منذ أن أسلمت نفسي لهذه الوكالة بالتفويج للحج وعقدة الشك ما زالت تراودني
ولم أعد حتى أشعر أقرب المقربين بالذهاب للحج خوفا ً من أن يكون ما حدث
بالأمس يتكرر اليوم ولهذا ظللت أسر بالأمر حتى بدأت ساعة الصفر تقترب
والسؤال يلح تكرارا ً لمن كان وسيطا ً عند هذه الوكالة بالتأكيد إلى لحظة
استلام الإحرامات رغم أنه من المفترض أن يكون هناك لقاء مع كافة الحجاج
ومسئولي الوكالة لإطلاعهم على الإرشادات وما يمكن فعله وأعتقد أنهم اكتفوا
بدورة أقامها منتدى الغيل الثقافي الاجتماعي لكافة حجاج غيل باوزير لمن
أراد أن يستفيد عندها بدأت الشكوك تتردد عندي وتزداد معدلات اليقين بالذهاب
للحج وفي هذه الأثناء بدأت بإشعار المقربين بنية الذهاب للحج وعندها أيضا ً
بدأت الاستعداد والتهيئة النفسية والمادية للرحيل وذات يوم وجدت نفسي قد
زادت وتيرة الشعور بالرحيل وأنتظر بشوق لرؤية الأماكن المقدسة ولعل المرء
عندما يبدأ العد التنازلي لميعاد الرحيل يسيطر عليه شعور من الفرحة والبهجة
في مسألة الرحيل إلى أداء الفريضة برغم ما يفكر فيه من مشكلات البيت
والأهل والأولاد وتركهم بعد الإجهاد في ترتيب أوضاعهم ومعيشتهم لكن هذا
القلق يتبدد كلما دنت ساعات الرحيل ولهفة الشوق إلى الوصول إلى هذه الأماكن
المقدسة .. وهكذا جاء النداء لحظة صعود راحلة السفر متجهين من مدينتنا غيل
باوزير إلى المدينة مباشرة ..

على بساط الطريق :


عند الصعود إلى الحافلة أول شيء تبدأ به اختيار المكان الذي تجلس عليه وهنا
تبدأ الخيارات التعرف على الوجوه والشخصيات المصاحبة لك في هذه الرحلة
الطويلة التي امتدت قرابة أربعين ساعة إلى المدينة المنورة .. الوجوه
والشخصيات التي ترافقك في الرحلة ربما تكون معلومة بالضرورة من قبل بدء
الرحلة لكن هناك من لا تعرفهم إلا اسما أو معرفة سطحية فالسفر يعرفك بالناس
حق المعرفة .. المشرف ومساعده هما بدايات الطريق إلى معرفة الأشخاص في هذه
الرحلة الطويلة ... السائق ومعاونه .. رفقاء السفر من الآباء والأخوة
والأبناء كلهم تبدأ معهم التعارف الحقيقي في مشاركة معاناة السفر إلى
المعقد الأسمى لأداء فريضة الحج .. الغبطة أولى العلامات المرسومة على
الوجوه التي التقت مع بعضها .. تتبادل الحديث .. وتتناثر الأسئلة عن الاسم
والمكان والصحة .. وغيرها ممن يوجبه بدايات التعارف مع الآخر .. يبدأ المرء
حينها لرسم ملامح الشخصيات التي سترافقه على مدى أكثر من ( 23 ) يوما ً من
زمن أداء الفريضة بجميع مناسكها .. تتكون عنده صورة أولية عن هذه الصحبة
ورفقاء السفر ... الطريق يحدد ملامح الجغرافيا للمكان الذاهب إليه تعرض
عليك بعض ما ترسمه من صيرورة هذه الرحلة في أتون معركة الجهاد مع النفس على
ظلال هذه المعركة الجهادية الكبرى .. التنقل من منطقة لأخرى في إطار خط
السير العام .. والوقوف المتكرر لأداء الحاجات والفرائض والاستراحة أحيانا ً
... كل ذلك يعطيك خطا بيانيا ً لما هو واقع بك أنت أثناء سيرك .. تجد نفسك
فيما تشتهي وما لا تشتهي .. لكنك مع رغبة الجماعة وحرص المشرف على سير
الرحلة تنقاد بانضباط معها وعلى كل حال قد يأتي من يعكر صفو هذه اللحظات
الجميلة المليئة بالروحانية والتصورات للمناسك والعبادات والأمكنة المقدسة
التي سوف نزورها وتؤدي مشاعرها.. التعاون والتآخي هما ما يسود وربما عند
البعض ما ينبغي أن يسود فالإحساس بالاندماج معهم ما زال في بداياته ...
ففيه نجد كثيرا من القصص والحكايات ربما تكون مدعاة للتأمل وأخذ الحيطة
والعبرة منها .

عند مفترق طرق :
تستمر الرحلة ونقطع جبال
ووديان وعقاب مدن وقرى وعند الوصول إلى "العبر" هناك يجد المرء نفسه أمام
مفترق طرق باتجاه منفذ الوديعة الذي يبعد عنها بساعة واحدة .. والحديث عن
مفترق الطرق حديث ذو شجون حيث في رحلتنا " الذهاب " تعرضنا للكثير من
مفترقات الطرق التي أضعنا في بعضها طريقنا الصحيح فلاقينا من الوقت في
السير والجهد وفي تحمل مشاقه ولعل عدم معرفة السائق الدقيقة بالطريق هما
أبرز عوامل ذلك الضياع ففيها يكون الحديث والهرج والمرج طاغيا ً على أجواء
الحافلة وركابها .. تذهب بنا الاجتهادات مذهبها في تلمس حقيقة الطريق
للوصول إلى المقصد ... حيث يصيب البعض نوعا ً من التذمر والملل والضجر لطول
السفر ومشقته واختلاف الناس في التحمل والصبر على مكابدته ...

مع نباح الكلب :
من القصص التي حدثت معنا في طريقنا إلى المدينة المنورة وعند دخولنا بداية
منفذ الوديعة السعودي شاءت الأقدار أن نكون وراء حافلة تحمل اسم " بن معمر
" وقد وقفنا وراءها مباشرة للتفتيش ريثما ينتهي الجنود وأصحاب الجمارك من
تفتيشها وإذا يشاع خبر وجود مواد مخدرة في حافلة بن معمر، الحجاج في هذه
الحافلة مذعورون الأجواء غير طبيعية والجنود وأصحاب الجمارك في حالة
استنفار قصوى بحثا ً عن مساعد السائق .. أصبنا بالصدمة منذ اللحظة الأولى
.. وازدادت التوجسات عندنا عندما بدأت السلطات تعطينا تعليمات بخروج كافة
أمتعتنا من الحافلة .. وما زاد الناس وخاصة النساء خوفا ً انتشار الكلاب
البوليسية وهي تعوي بأصواتها المزعجة وصورها المرعبة وهي مقيدة في سلاسلها
.. حاولنا تهدئة الجميع ودعوناهم للصلاة المغرب والعشاء " معا ً " ففي
الصلاة ما يمكن أن يبعث الاطمئنان .. وفعلا ً بعد الصلاة تم استكمال
التفتيش لحافلتنا صعدنا بأمتعتنا فيها وبدأت الحركة وتركنا حافلتهم بما
حملت ... داعين لحجاجها بسلامة الوصول والنجاة من هذا المأزق .. تنفس
الجميع الصعداء واتجها صوب المدينة ... بعد أن تأخرنا لساعتين تقريبا ً في
المنفذ ..

السائق المشاكس :
ضمن طرائف هذه الرحلة ذهابا ً
كنا قد ابتلينا بسائق مصري مشاكس ... غريب الأطوار في شكله وصورته وتصرفاته
.. كل شيء يريد أن يفعله كما يقول المصريون ( بعافية ) فالقوة السمة
واللغة الوحيدة التي تعلمها في التعامل مع الناس والأشياء والصوت الصارخ هو
الوسيلة الناجعة له للتفاهم مع من يختلف معه .. كل شيء يراه في يد الغير
ويعجبه لا بد له أن يأخذه بأي وسيلة ... كثير الطلبات والتشكي .. لا تراه
في لحظة هدوء قط .. ما ينفك من معركة وإلا ودخل في غيرها مع آخر .. ظل
الجميع متذمرا منه أعطى صورة سيئة للعامل المصري ...و الشعب المصري المكافح
صاحب النكتة ليس هذا أنموذجه ، دعوات المسافرين بالتخلص منه من بداية
الرحلة قد استجيبت عندما جاء قرار شركة رواحل المشاعر للنقل في تغيير باصنا
حين وصلنا المحطة قرب منطقة جدة قبل انتقالنا إلى المدينة المنورة فكان
للحجاج ما أرادوا فتغير الباص وسائقه وبرغم من كل ذلك لقي هذا السائق
المشاكس وداعا ً حارا ً خالطه فرح بمغادرته ...

في رحاب الحرم النبوي في حضرة رسول الله :

كل شيء يبعث البهجة وأنت تدلف رحاب هذه المدينة الطاهرة حيث تنوي التمدن
وزيارة رسول الله .. وكلما دخلت في تفاصيل شوارعها تشعر برحابة وسعة لا
تضاهى بالرغم مما يتسم بها من ازدحام فضلا ً عن أنك أول ما ترى مآذن المسجد
النبوي الحرام تتهلل الأسارير بداخلك ... ويدفعك إحساس فطري بقوة نحو هذه
الرحاب الطاهرة ... كل شيء هناك يوحي لك بنبوءة وهدي هذا الحبيب المصطفى
لتلقفك معاني وعظمة نبينا الأمي وتتمثل أمامك شمائله التي لا تحصى ولا تعد
كما تحضر في مخيلتك بهاء الصورة ... ونقاء السريرة .. ويرن في أذنك نداء
الرب إلى عبده حين أطلق له أمره الإلهي بالتكليف في سورة اقرأ ... كان
القلب يسابق الأقدام على أعظم بقعة في هذه المعمورة تحتضن جسد المصطفى –
صلوات الله عليه وسلامه – الطاهرة وحيث في الحجرات هنا يرقد بجواره أحب
أحبابه أبوبكر وعمر ... صحابته رضوان الله عليهم ..
العيون تفيض من
الدمع مما بها من شوق لهذا اللقاء الذي لطالما انتظرته بعد غياب مكاني لا
روحي مع سيدها وحبيبها المصطفى صلوات الله وسلامه عليه ... الأجساد تتزاحم
كما تتزاحم المناكب على عتبات روضته الشريفة المباركة وهي تشخص الأبصار
لإلقاء نظرة السلام عليه .. لحظتها كل شيء يقف إلا من إرشادات عابرة ودموع
منهمرة .. ودعاء ممزوج بالرجاء من المولى بالقبول .. تدفعك الجموع
بازدحامها المفرط نحو عدم التريث مليا ً في حضرة هذا الرسول الأعظم صلوات
ربي وسلامه عليه .. إذ إن الأمر لا يتعدى الضيف .. لتلقى نظرة إلى شباك
غرفته التي يرقد فيها وقد لا ترى شيئا ً من تفاصيل الغرفة .. لكن التراسل
الروحي بين المكان والعيون الشاخصة إليه .. تنبئك عن كل ما هو عالق في
تفاصيل المكان إنها الحجرات التي ذكرها القرآن وعظمها في مخاطبة الرسول من
ورائها في بيت من أجلّ وأعظم البيوت على سفح هذه المعمورة .. لقد أظلته حيا
ًوأقلته ميتا ً ...
أمضينا ثلاثة أيام بلياليها في ضيافة هذا الحبيب
المصطفى نأكل من أشهى وأطيب موائده بين صلاة وقرآن ودعاء وتسبيح وتهليل ..
لا تفرغ من واحدة إلا وزاد فهمنا للأخرى تلهج قلوبنا مع ألسنتنا بها لا
نشعر فيها إلا بمزيد من الحاجة إلى أعلى مقويات النعم منها .. كل يوم فيها
عظيم مبارك .. وكل ساعة فيها عظيمة مباركة يستجاب فيها الدعاء في رحاب مكان
مبارك في روضته الشريفة وعند محرابه الشريف ... كيف لا وأنت عند أعظم
خلق الله تشعر بفيوضها الروحانية تتوالى .. وشعور بداخلك مختلف تلقي بثقل
الدنيا ورزاياها على غير ما يمكن أن تتوقع .. نتحول مع كل بقاع هذه المدينة
وهي تحفك بروحانيتها وتشعر أنت باتساعها أخذتك رجلاك في تفاصيل أزقتها
وشوارعها ولكنك كلما بعدت قليلا ً عن قبة المصطفى الخضراء شعرت بأن العيون
الشاخصة تنبئك بحاجتك للعودة لها .. إن العين لتبكي والقلب لينفطر وعجلات
السيارة تقلك بعيدا ً عن هذه المدينة ..عن طيبة وما في الكون بقعة غير طيبة
بها قلبي يطيب كما قالها الشاعر حسين أبوبكر المحضار .. لكن أبدية اللقاء
والفراق وجدليته في الحياة المتناقضة تفرض علينا إلقاء السلام الأخير ..
سلام الوداع ونحن على مضض الفراق وحرقته ... السلام عليك يا رسول الله ولا
هو آخر عهد بنا لزيارتك ... السلام عليك ... حين زرنا وحين نودع السلام
عليك والصلاة ... يا نبي الرحمة المهداة للعالمين ..

من فيوضات هذه الزيارة :
رغم الرحلة وكل ما حصل فيها من وعثاء السفر إلا أننا حين دخلنا مدينة رسول
الله نفضنا عنّا غبار هذه الرحلة بكل متاعبها ونزلنا بالفندق دون أي تعب
فالأمر هنا قد يسر لنا دون شك وقد أخذ كل منا غرفته بكل يسر وسهولة والفندق
كان جيدا ً من حيث الترتيب وقربه من الحرم .. والعمال والموظفون لديهم من
لياقة التعامل ما يجعل المرء يشعر بالراحة والاطمئنان دون أي معاناة تذكر
.. وهكذا يعكس بصفة عامة شعور الجميع بفيوض هذه المدينة بما فيها الأمكنة
عموما ً وخاصة الحرم النبوي الشريف الذي لا تحس فيه بضيق المكان رغم
الازدحام الهائل وكثافة البشر القاصدين إليه .. كما أن النظافة سمة المدينة
برحابة وسعة فضاءات حرمها النبوي الشريف .. وأهلها أيضا ً يمتازون بصفات
وسلوك إسلامي حضاري حميد لا تجد فيهم ما يعيبهم قط فالابتسامة والتعاون
والسلوك الأخلاقي الهادي صفات تليق بسكان هذه المدينة الفاضلة " إنها طيبة
وأهلها طيبون ولكل من اسمه نصيب كما يقال .. في هذه الفيوض الروحانية
للمكان وأهله لم نلمس أدنى مستوى للتشكي من قبل الوكالة المفوجة لنا كحجاج
رغم إهمالهم لنا .. إلا أننا ظللنا محفوفين ومبهجين بهذه الروحانية التي
ظللنا بها المكان بقدسية وعظمة روحانيته .. نسينا عندها أننا تحت يافطة
وكالة تقدم لنا خدمات الحج .. وفق معايير الخدمة من كل وزارتي الحج
والأوقاف اليمنية والسعودية .. حتى من فرط نسياننا قمنا بأنفسنا بترتيب باص
لنا لزيارة بعض المعالم الدينية التي تمتاز بها المدينة كجبل أحد ومسجد
قباء والمسجد ذو القبليتين والأخدود وغيرها من تلك المعالم التي جسدت في
التاريخ الإسلامي مآثر وبطولات خالدة شاهدة على عظمة تضحيات الصحابة رضوان
الله عليهم في نشر هدي الدين وحماية الدعوة من أصحاب الكفر واليهود في
المدينة ومكة .. قرأنا السلام على مقابرهم التي لا تعرف فيها قبورهم
بالتحديد أكان في البقيع أم أحد ... حيث تركت الزيارة هذه انطباعا ً جميلا ً
عن صحابة رسول الله وهم يرقدون في فراديس قبورهم متضرعين للدعاء لهم
والحظو ببركات أعمالهم الجليلة التي قدموها قربانا ً للمولى عز وجل في صدق
النية والاعتقاد والتضحية مع الله مما يجعل من هذا العمل في أداء شعائر
ركنه الخامس هو جزء من تلك التضحيات والجهاد مع النفس وبذل أدنى ما هو عند
الفرد في سبيل الدعوة واستشعار عظمة هذا الدين بإقامة نسكه وإظهار شعائره
وتجديده على مر الأزمان والعصور .. وذلك من مقاصد الحج التي خص بها المولى
عز وجل عباده من أمة محمد صلى الله عليه وسلم وفضلها عن غيرها من الأمم
قاطبة كل ذلك الشعور الطاغي علينا جميعا ً جعلنا لا نشعر بارتباطنا بشيء
سوى بمقاصد هذه الزيارة وعظمة المكان .. ولهذا عندما جاءت لحظة إعلامنا
بالرحيل كان صادما ً ومفاجئا ً لنا واستقبلناه بشيء من الغرابة رغم علمنا
المسبق به قبل وصولنا إلى زيارة المدينة ... كما أننا تنبهنا حينها إلى
وجود وكالة أتينا تحت مظلتها وكان حري بها أن ترعى شؤوننا وتفقدنا بشكل
دوري مستمر خلال هذه الأيام من الرحلة بالرغم من علاقتنا الطيبة والودية مع
مشرف الرحلة بمجموعتنا التي نحن مفوجون ضمنها ..

الطريق إلى مكة :
لحظة إعطاء إشارة الرحيل زمانيا من قبل مشرف المجموعة المفوجة كان
الاستنفار علا أرجاء الفندق " طيبة " لأن أغلب من سكنوه سيرحلون في ذات
الوقت ومن الطريف أن الحافلة التي سوف تنقلنا سبقت حافلات عدة ووكالات
يمنية أخرى ... لكن تأخر المشرفين عن استقبال الحافلات لنا ولهفة واستعجال
مشرفي بقية الوكالات اليمنية وكذا خفة الحجاج لديهم فقد استقلوا الحافلات
ولم يخرجوا منها رغم إيضاحات سائقي الحافلات وما بحوزتهم من استمارات تؤكد
أن الحافلات ليست لهم ... وبكل برود وربما يراها البعض صفاقة أن الحافلات
كلها واحدة ويمكنكم انتظار الحافلات القادمة التي سوف تأتي مما حرك مشاعر
الغضب لدى بعض حجاجنا وعلق بعضهم بما يجوس به المزاج السياسي العام في
البلاد حول أن هذه التصرف جزء من الاحتلال .. ولا تعليق عليه .. ونحن
بدورنا نقول وددنا أن نغادر المدينة بتلك الروحانية التي استقبلنا بها دون
ما ينغصها ... لكن شاءت الأقدار أن نرى في طريق العودة ما يبعث عند الجميع
المنغصات على المشرفين والوكالة وغيرها من الأمور التي ثارت غضب هذا الفعل
غير الحضاري من أصحاب الوكالات .

* كتبت على شكل حلقات في صحيفة الرشد ومنتديات الوسطى بعد العودة من حج عام1430 هـ
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
مناسبة دخول العشر من ذي الحجة ننشر هنا ماكتبناه عن الحج عند أداء الفريضة : الحلقة الأولى...حكايتي مع أداء فريضة الحج الكاتب اكرم باشكيل
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» حضرموت… لا تقبل الخذلان بقلم اكرم باشكيل
» الجنوب ... والمخرج الآمن له بقلم اكرم احمد باشكيل
» حضرموت .. بين (قاعدتها) و(قاعدتهم) بقلم : اكرم احمد باشكيل
» تهامة السامية بين وهم التاريخ وذاكرة الجغرافيا دراسة تاريخية لغوية في أسماء بعض المدن والأماكن علي مغربي الأهدل • الحلقة الأولى
» فضائل عشر ذي الحجة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: ▁▂▃▅▆▇●【المنتديات الثقافية و الإجتماعية】●▇▆▅▃▂▁ :: 二★●【 منتدى المقالات 】●★二-
انتقل الى: