علي ناصر البخيتي
اليوم الصريمة وغداً محمد علي أحمد
الأحد 21 ابريل 2013 15:42
قد نتفق أو نختلف حول مدى صحة
قرار الشيخ أحمد بن فريد الصريمة رئيس فريق القضية الجنوبية بالانسحاب من
مؤتمر الحوار, لكن يجب علينا أن نبحث عن الأسباب التي تجعل تياراً شعبياً
مهماً في الجنوب يرفض الحوار ولا يعول على نتائجه.
أعتقد أن هناك أزمة ثقة عميقة لدى الجنوبيين تجاه كل الوعود التي تُقطع
لهم, ومرد ذلك إلى التجربة الطويلة لهم مع الوعود المتكررة الصادرة عن
السلطة المركزية في صنعاء, والتي تتبخر بالتدريج إلى أن تتلاشى.
كيف يثق الجنوبيون في سلطة لم تمنحهم حتى حرية اختيار محافظ لعدن التي
تمثل لهم الكثير؟ كيف يثق الجنوبيون في سلطة تُعين محافظاً لعدن من تحالف
94 ومن الحزب الذي أفتى بعض فقهائه بقتل الأطفال والنساء والمستضعفين من
أبناء الجنوب؟ كيف يثق الجنوبيون في أطراف سياسية ترفض مجرد الاعتذار
وإدانة الفتاوى الدينية التي صدرت خلال الحرب؟
الاعتذار لا يحتاج إلا لقصاصة ورق لا تتجاوز قيمتها خمسة ريال, وإدانة
الفتوى بحاجة إلى بيان يصدر عن الجهة السياسية التي ينتمي إليها فقهاء
الفتاوى, ومع أنهم وقعوا على النقاط العشرين إلا أنهم يتلكأون في تطبيقها,
فكيف يثق أبناء الجنوب أن حقوقهم وأراضيهم المنهوبة ستعود؟ وهناك من لا
يزال متمسكاً بشرعية حرب صيف 94م ويرفض مجرد الاعتذار وإدانة الفتاوى؟
على الرئيس هادي أن لا يسعى وراء النخب الجنوبية ليدخلوا الحوار, عليه أن
يَخطب ود وثقة الجماهير في الجنوب مباشرة, وذلك لا يتأتى إلا بإجراءات
عملية وجداول زمنية واضحة لمعالجة ما ورد في النقاط العشرين, فإذا تغيرت
نظرة الشارع الجنوبي أو جزء مهم منه تجاه الحوار وأصبح ينظر له بإيجابية,
فإن القادة الجنوبيين سيهرولون الى الحوار, وسيعود الشيخ أحمد الصريمة
وغيره عن مقاطعتهم للمؤتمر.
بحكم وجودي في فريق القضية الجنوبية تمكنت من استشعار ما سيحصل, لذلك حذرت
في الأربعة المقالات السابقة من مثل هكذا سيناريو. عاتبني الكثيرون, قالوا
إني متشائم, قلت لهم علينا أن لا ندفن رؤوسنا في الرمال, وأن نواجه
المشاكل بواقعية, وأن نعترف بالأخطاء ونعالجها بشكل حقيقي.
لقد تمكن الرئيس هادي من كسب ود الكثيرين خصوصاً بعد قراراته الأخيرة التي
عزل فيها أغلب القادة العسكريين الذين كانوا السبب في الأزمة الحالية,
وبقت خطوة واحدة ليكسب بها ثقة البقية شمالاً وجنوباً, هذه الخطوة تتمثل
في تشكيل حكومة جديدة تَشرَع في تطبيق النقاط العشرين, وتكون رديفاً
ايجابياً لمؤتمر الحوار, وتُعد – بحيادية - للاستحقاقات الوطنية المهمة في
المرحلة المقبلة وعلى رأسها إعداد الخطط لتنفيذ مُخرجات مؤتمر الحوار
والانتخابات القادمة.
تلك الخطوة لا يجب أن تتأخر حتى لا يفاجأ الرئيس بانسحاب محمد علي أحمد وبقية الجنوبيين من مؤتمر الحوار.
الأولى-علي البخيتي
albkyty@gmail.com
يمن لايف