[rtl]أهم ما اتصف به شعر الجعبري (إبراهيم بن مِعْضاد بن شدَّاد بن ماجد الجعبري) تكرار الصور والعبارات مثل: "حلا تهتكي وافتضاحي، الدموع تبوح بسره وسهر الليل واحتراق القلب وقلة الصبر وتغير الحال من البعد وفرحه بطيف الصباح وتمنيه اللقاء قبل موته وبراني السقام كأني من نحولي كالخلال، نشأتي قبل نشأتي، وغيرها".[/rtl]
[rtl]بالإضافة إلى كثرة الزحافات حتى يصل الأمر أحيانا إلى الخروج على قواعد النحو، واستعمال أفعال مثل استعمال أوعد بمعنى وعد (وهي لهجة من لهجات العرب) واستعمال الجمع أماقيها بدلا من مآقيها، واستعمال "تلاف" بدل "إتلاف أو تَلَف"، واستعمال صيغة "لويلات" وهو جمع مصغّر "ليلة" بدلا من "لييلات".[/rtl]
[rtl]وأكد محققا ديوان الجعبري هلال ناجي ود. زهير غازي زاهد أن شعر الجعبري يعطي بقراءته للباحث صورة من صور عصر الشاعر، وللغوي صورة استعمال العربية في القرن السابع الهجري.[/rtl]
[rtl]وعلى الرغم من وجود مخطوطتين لديوان الجعبري (المولود في قلعة جعبر الواقعة على الفرات قرب صفين في 17 من ذي الحجة 599 هـ والمتوفي بالقاهرة في 12 من المحرم 687 هـ) الأولى بدار الكتب المصرية، والثانية مخطوطة جزائرية يحتفظ بها د. عبدالله الركيبي، فإن موسوعات تاريخ الأدب العربي أغفلت ذكر هذا الشاعر، فلم يذكره على سبيل المثال د. شوقي ضيف وعمرو فروخ في مصنفاتهما.[/rtl]
[rtl]وقد قام مركز البابطين لتحقيق المخطوطات الشعرية التابع لمؤسسة جائزة عبدالعزيز سعود البابطين للإبداع الشعري، مؤخرا بنشر ديوان الجعبري بتحقيق هلال ناجي ود. زهير غازي زاهد، فتحدثا عن اسم الشاعر ونسبه وكنيته ولقبه ومذهبه، وشيوخه ومن روى عنه وطرف من حياته، ووفاته وقبره، وديوانه، مع إثبات صور المخطوطتين المعتمدتين السابق ذكرهما.[/rtl]
[rtl]ويقول المحققان :"إن شعر الديوان شعر صوفي، أكثره يدور حول الحب الإلهي، موسيقاه عذبة، وقد نظم الشاعر في أشكاله الشعرية، ففيه تخميسات ودوبيتات، بالإضافة إلى القصائد ذات الأوزان الخليلية".[/rtl]
[rtl]أما عن الشاعر نفسه فقد سكن القاهرة دهرا، وكان له مسجد هو شيخه وإمامه، فكان يجلس فيه ويقصّ على الناس ويخوّف ويحذر ولكلامه وقع في النفوس، وكان يعظ الناس ويتكلم عليهم، وتحصل في مجالسه أحوال سنيّة، وتحكي عنه كرامات بهية، وكان زاهدا عابدا، أمَّارا بالمعروف، قوَّالا بالحق، حلو العبارة، ولأصحابه منه عقيدة ومغالاة.[/rtl]
[rtl]يقول الجعبري:[/rtl]
[rtl]كم ليلة منع الغرام منامي ** وحلا لقلبي في هواك سقامي[/rtl]
[rtl]ووقفتُ في باب المحبة خاضعا ** بتذلل وتخشّع وهيامِ[/rtl]
[rtl]وأباحَ دمعي ما تُكِنُّ سريرتي ** دعْ عنك عذلي في الهوى وملامي[/rtl]
[rtl]وتزايدت نيران قلبي حُرقة ** ورمى عذولي مهجتي بسهامِ[/rtl]
[rtl]ورأى عذولي حالتي وصبابتي ** فبكى لِعظم تهتكي وغرامي[/rtl]
[rtl]لو طاف طيفُك يا حبيبي في الكرى ** لقنعت منه ولو برد سلامي[/rtl]
[rtl]ويقول في قصيدة صوفية أخرى:[/rtl]
[rtl]سقاني ثم حيَّاني ** وبالتوحيد أحياني[/rtl]
[rtl]وقال: ألستَ؟ قلتُ بلى ** مجيبا حين ناداني[/rtl]
[rtl]حبيبي واحدٌ أحدٌ ** وما في ملكه ثاني[/rtl]
[rtl]تجلَّى نوره فحلا ** وأحلى الذكر ربَّاني[/rtl]
[rtl]وشوّقني وقرّبني ** وبعد البُعد أدناني[/rtl]
[rtl]وشوقي زاد من حُرقي ** إلى من ليس ينساني[/rtl]
[rtl]وغنّى مُنشدا سَحَرا ** بترجيعٍ وألحاني[/rtl]
[rtl]فهام القلب من طربٍ ** لمن باللطف أنشاني[/rtl]
[rtl]فقُم وانهض لخدمته ** عسى تحظى بغفرانِ[/rtl]
[rtl]فكم لله من كَرَمٍ ** ومن فضلٍ وإحسانِ[/rtl]
[rtl]حقا أنها "نفحة من تراثنا" تقدمها سلسلة "من تراثنا الشعري" التي يصدرها مركز البابطين لتحقيق المخطوطات الشعرية بإشراف الشاعر د. محمد مصطفى أبوشوارب، ورعاية الشاعر عبدالعزيز سعود البابطين ومؤسسته الشعرية.[/rtl]
[rtl] [/rtl] |