الفقيد الملاحي : نموذج لشخصية الباحث الانثروبولوجي الصوفي
سالم فرج مفلح
عرفت المؤرخ و الاستاذ الفقيد عبد الرحمن عبد الكريم الملاحي منذ اكثر من اربعين عاما ، كانت البداية عام 1972م ، حين كان مديرا للمدرسة الاعدادية بغيل باوزير و كنت مدرسا بها .......................
خلال تلك تلك السنوات الطويلة من التواصل المتصل التي تساوي عمرا ، كان رحمه الله بالنسبة لي أبا و والدا و اخا شقيقا و صديقا و استاذا و شيخا ، لم نتخاصم خلالها او نختلف ...و من الاكيد المؤكد ان الفضل في ذلك يعود الى خصاله الحميدة الكريمة .
جمع الفقيد الملاحي صفة ( الباحث) من ناحيتين ، الاولى تنشئته الصوفية : باعتبار ان صفة الصوفي هي البحث عن حقيقة الوجود من خلال طرقات الحياة ، و هذه الصفة ميزت الفقيد في قدرته العجيبة في القبول بلآخر المختلف و الاستماع لفكره مهما كانت درجة لا منطقيته ، و لست في حاجة الى القول ان اسرة آل الملاحي في كل من الشحر و غيل باوزير مشهود لها بالسلوك الصوفي ، فوالده المرحوم الشيخ عبد الكريم كان صوفيا زاهدا في الدنيا و متاعها .........
من صفات الصوفي تأمل الوجود ( الحياة – الانسان – الواقع ) و استبطانه و مساءلته بحثا عن الحقيقة ، اقصد حقيقة الوجود .
تمتع فقيدنا الملاحي بتك الصفة الصوفية الباحثة عن الحقيقة بحكم التنشيئة اكثر مما هي مكتسب ثقافي ، و انعكست في شخصيتة الاجتماعية و العلمية بشكل واضح و جلي لمن هوعلى صلة مباشرة به .
الناحية الثانية : هي كونه رحمه الله كان باحثا في عدة فنون وفن التاريخ ليس الا احدها ، و صفة الباحث هذه كانت تتساوق بهدوء مع ما يحمله من رؤية صوفية للحياة و الوجود ، لتكون شخصية الفقيد و خصالها الحميدة الكريمة .
للمرحوم الملاحي الكثير من الابحاث المتنوعة منها :
- كتاب بادية المشقاص.
2- الحضارم في مومباسا ودار السلام (عن الهوية الحضرميه).
3- ملامح من التداخل المعرفي بين ربابنة حضرموت وعمان.
4- تقويم باكريت النجمي (عن الفلك ).
5- البلدة بين المفهوم الفلكي والمفهوم الشعبي .
6- روزنامات الربان بامعيبد.
7- الوجيز في تاريخ الشحر.
8- ابحاث من حضرموت .
9- الدلالات الاجتماعية واللغوية والثقافية لمهرجانات ختان صبيان قبائل المشقاص ثعين والحموم.
10- الهوية الثقافية لمدينة تريم .
و ربما هناك غير ما ذكرنا ، من تلك الابحاث مما هو مطبوع ما يلي :
1-- 9- الدلالات الاجتماعية واللغوية والثقافية لمهرجانات ختان صبيان قبائل المشقاص ثعين والحموم.
2-- 2- الحضارم في مومباسا ودار السلام (عن الهوية الحضرميه).
3-- 3- ملامح من التداخل المعرفي بين ربابنة حضرموت وعمان.
الملاحي الباحث الانثروبولوجي :
الانثروبولوجيا هي علم الانسان و اعماله و سلوكه و انتاجه و ثقافته و اجتماعه و حضارته ، و هو علم الحضارات و المجتمعات البشرية . و ينقسم هذا العلم الى عدة فروع تخصصية : منها : الاجتماعية و الثقافية و الوظيفية و الطبيعية و غير ذلك .....
نظرة عجلى في ما تركه لنا الفقيد الملاحي من عصارة عمره و عقله ، لا بد ان ترسي الى غلبة الطابع الانثروبولوجي على مجمل انتاجه الفكري ، و لعل ذلك الطابع يكون اكثر وضوحا في كتبه الثلاثة المطبوعة الذي رسم الفقيد طابعها الانثروبولوجي على عناوينها :
1-- الدلالات الاجتماعية واللغوية والثقافية لمهرجانات ختان صبيان قبائل المشقاص ثعين والحموم.
2-- الهوية الثقافية لمدينة تريم .
3- الحضارم في مومباسا ودار السلام (عن الهوية الحضرميه).
هكذا نجد ان الفقيد الملاحي في نشاطه و عطائه الفكري ، لم يغادر نظرته الصوفة للحياة و الوجود و الانسان ، فقد تلاقت و تماهت تلك النظرة في كتاباته و نشاطه الانثروبوجي بشكل واضح و جلي .لست في حاجة الى القول ان المجتمع الحضرمي و الجنوبي عامة ، لازال مجهولا من حيث شحة الدراسات الانثروبولوجية ، و لعل الفقيد الملاحي قد ارسى لنا طريقا لمشوار طويل من الجهد الذي لابد من بذله في اقرب الفرص .
رحم الله فقيدنا و شيخنا و استاذنا الملاحي و اسكنه فسيح جنانه و هو الغفور الرحيم .
الديس الشرقية 17 نوفمبر 2013م
المصدر / صفحة لكاتب بالفيسبوك .