التصوير العائلي .. لحظات سعيدة وفضيحة وشيكةبكاميرا الأهل والأزواج سقطنَ في الفخ
قــد يفــكر الأزواج أو أحـد أفراد الأسرة بتوثيق
لحظات أسرية سعيدة فلا يجد مفراً من جواله فيلتقط صورة أو مقطعاً على
سبيل إظهار مدى سعادته ، لكن أحياناً قد يصير الأمر وبالاً على الأسرة كلها
أو المرأة وحدها لأنها دائماً تتحمل التبعات منفردة.. فماذا لو أضاع الزوج
أو القريب جواله ؟! وما العمل إن حصل ما يعكر صفو العلاقة الزوجية بينهما
فتعرضت حياتهما للطلاق ؟ بالتأكيد فإن مصير الصور مرهون بمن وجد الجوال أو
بطليق ناقم ..بلوتوث أخي فضحني
«ج.م» من عــدن.. تــبدو متــألمة وتعيسة
بفضل بلوتوث أخيها بسبب أجواء عائلية خـــان ســرها البلـوتوث.. «ج.م» تحكي
قصتها بصــراحة ليـدرك الجميع ضرر هذه التكنولوجيا إن أسيئ استخدامها
فتقول: « كـنت أنتــظر اللحــظة المناسبة لشرح قصتي على صفحات «الأسرة
والتنمية» خصوصاً وهي المجلة الأكثر تناولاً لقضايا المجتمع الحقيقية،
وكذلك لتوعوية الأخريات بالابتعاد عن كل ما يمت بصلة للتصوير عبر الجوال،
سواء التصوير العادي أو مقاطع الفيديو نتيجة وجود بلوتوث بإمكانه قلب
حياتهن رأساً على عقب..» وتضيف: «كما تعلمون في عدن يجتمع الرجال والنساء
في العائلة الواحدة في جلسات القات مع طقوس البخور وأغاني فيصل علوي، وفي
إحدى المناسبات العائلية تفاعلنا مع الجو وقمت بالرقص مع ابنة خالتي
المخطوبة لأخي، وفي أثنائها قام أخي بتصويرنا ونحن نرقص، رغم معارضتنا على
التصوير، لكن أخي أصر قائلاً أن ذلك سيبقى في تلفونه.. وبعد أربعة أشهر
فوجئت باتصال دكتورة في الجامعة وهي تقول «ما شاء الله على الرقص، أصبحت
راقصة مشهورة بكل الهواتف» واتهمتني بأنني صائعة، وعندما شاهدنا البلوتوث
بقيت منهارة في البيت ولم أستطع الخروج، وقام أبي بضرب شقيقي على فعلته
وطرده من البيت،واكتشفنا أن البلوتوث تسرب عبر صديقه دون علمه.. والآن
تشوهت سمعتي وكلما حاولت نسيان الأمر يأتي اتصال يذكرني به.. لقد تدمرت
تماماً ولن يقبل بزواجي أحد، خطيبي فسخ خطوبته مني رغم أن الزواج كان في
شهر مايو الماضي، حتى أخي بأنانية قام بفسخ الخطوبة من ابنة خالتي رغم أنه
هو السبب!!».
بقسيمة عقد الزواج اعتبرني نزهة لإجازاته
«نهى .ع» فتاة تخرجت من الجامعة بتقدير
امتياز تحكي قصتها هي الأخرى قائلة: «تقدم شاب مغترب في السعودية لخطبتي
عبر جيراننا بعد شهادة الكل له على الأخلاق والإلتزام ،ونتيجة لذلك فقد تمت
خطبتنا ثم عقدنا القران بسرعة، وكان يتعامل معي خلالها بحب وحنان، وهو ما
جعلني أحمد الله على نصيبي فقد كان وفق ما رغبت ،وبعد فترة طلب منه أهلي
تحديد موعد الزفاف لكنه أوضح أنه سيحدد الموعد لاحقاً، فسافر هو وبقيت أحضر
الماجستير، وبعد ثلاثة أشهر اتصل بي محدداً موعد الزواج بعد ستة أشهر..
مرت المدة وعاد إلى الوطن فتفاجأت بتأجيله الموعد متذرعاً بأعذار لا
أفهمها، استمر تواجده لأكثر من شهرين كنا نخرج معاً ونسافر لبعض المحافظات،
ثم سافر مرة أخرى، وهكذا استمرت علاقتنا ثلاث سنوات ونحن نعيش بعيدين عن
بعض وأنا مشتتة بين وعوده بإتمام الزفاف وبين عودته والتحجج بأمور لتأجيله
كنت خلالها أواجه ضغوطاً من الأهل، وذات يوم طلب مني أن أرقص بحكم أني
زوجته بحجة رغبته في تذكري في غربته ولإبعاد زميلاته هناك عنه، خصوصاً
عندما يرين جمالي ويتأكـــدن من حـسن اختياره ـ حسب قوله ـ» وأضافت: «وبعد
هذه المدة اتصل يعاتبني على إلحاحي على إتمام الزواج وقام بالصراخ عليّ
قائلاً: «ليش مستعجلة على الزواج!!».. الكارثة التي لم أكن أتوقعها جاءت
عبر أقارب أكدوا أنهم شاهدوني في مقـــاطـــع الفيديو التي صـــورني فـيها،
وأنــــــــهــــا مـــتــــــداولة هــــناك ويتناقلها الناس بالبلوتوث!!
وحينما رجع اكتفى بإهدائي ورقة الطلاق عبر آخرين دون إيضاحات، بعد أن
جعلني فتاة سيئة السمعة دون ذنب سوى أنني وثقت به كونه زوجي، فيما ذهب
للبحث عن ضحية جديدة».
دَمَّر حياتي!!
«سمير .ج».. اعترف بسوء استخدامه
للبلوتوث، مؤكداً أنه كان سبباً في طلاقه لزوجته، وقال: «كانت تجربتي
مريرة في التعامل مع جهاز المحمول والبلوتوث، وكلفتني انهيار سعادتي
الزوجية.. حدث الأمر أولاً ببساطة وبمرح حين قمت بتسجيل ملف مصور لزوجتي
ونحن نقضي سهرة خاصة.. فقد كانت ترقص بدلال وبملابس السهرة المغرية، وأنا
أشعر بمتعة ذلك، وبينما نحن كذلك أوحى لي الشيطان أن أقوم بتسجيل اللحظة
الجميلة دون أن تدري، وزيادة في الاستمتاع قمت بمشاركتها الرقص مع القيام
باحتضانها و.....، ولم أخبرها!! وفي اليوم الثاني وقبل أن أخبرها أو أريها
سهرتنا تلك فقدت تلفوني السيار ربما في الحافلة أو بسوق القات، فشعرت بقلق
كبير وبإحراج شديد من إخبارها، وظل هاجس الملف يشغلني حتى في منامي»..
ويواصل بنبرة أكثر حزناً: «اشتريت جهازاً جديداً لكي لا تظن أن حزني على
التليفون مسألة بخل، ولكن قلقي كان يزداد كلما مر وقت أكبر، وبعد ما يزيد
عن شهرين عدت للمنزل ولم أجـــــــدهـــا، فحـــــاولـــت الاتـــصــــال
بها ولم ترد، قلت في نفسي لعلها ذهبت لزيارة أسرتها بصورة مفاجئة ولم تستطع
محادثتي، ثم كررت الاتصال مجدداً وكان الرقم مقفلاً هذه المرة، شعرت بحدوث
شيء ما فجربت الاتصال بأخيها فأجابني بكلمات كلها شتم وسب وتهديد، واختتم
كلامه متوعداً «إذا لم تطلقها بالطيب أنت تعرف إيش بايحصل لك»، ساعتها
أدركت كل شيء ، وأن الملف وصل إليهم عن طريق البلوتوث، وأن الذي وجد تلفوني
أو سرقه قام بنقله لآخرين، وهكذا، وخلال هذه الفترة وصل لأقربائها..
حاولت شرح ما حدث ولم أجرؤ على توسيط أحد،
لكنهم كرروا تهديدهم، بل إنهم قاموا بالاعتداء علي وقالوا لي أنني إذا لم
أطلق فسأكون الجاني على نفسي، وأمام ما حصل قمت بتطليقها وأنا أبكي حبنا
الذي كان ،وألعن البلوتوث واللحظة التي فكرت فيها بتصرفي المخبول..».
الجزاء من جنس العمل
عادل عبدالله ـ طـالب جامعي ـ يسرد لنا
قصة صديقه مع زميلته في نفس القسم بقوله: «كان صديقي مصاباً بلعنة تداول
صور الفتيات عبر البلوتوث مع أصدقائه الشباب، وقـــد تعـــرف على
زمــيـــلة في نــفـس القسـم الذي أدرس فيــه وأعــجب بها، ثم خطــبها وتم
عــقد قـرانهما، وفي أحد الأيام وصلت له صورتها بالبلوتوث وهي ترقص، طبعاً
لم يكن أحد من زملائه يعلم أنها زوجته!! انهارت أعصابه وتمنى لو أن الأرض
انشقت وابتلعته.. ولثقته بي أخبرني بما حدث له كوني صديقه المقرب ، وأكد
أنه قرر تطليق زوجته ، فأقنعته بالرجوع عن قراره، وأن ما حدث له هو من جنس
عمله، لأن الذي كان يعمله هو وأصدقائه ليس بِهيِّن، وبالفعل أقلع عن عمل
ذلك وأصبح إنساناً آخر».
أضرار صحية
أضرار تقنية البلوتوث لا تقف عند حدود
تناقل الملفات السيئة أو إمكانية الاختراق وتصفح أو سرقة بيانات المستخدم
ولكنها تمتد لما هو أخطر .. فقد أوضحت دراسات عديدة الأخطار الصحية
المترتبة عن الإفراط في التعرض لموجات البلوتوث التي تكون عبارة عن أشعة
كهرومغناطيسية خصوصاً لدى مستخدمي سماعة الأذن، وأكدت أن التردد المستخدم
في البلوتوث هو نفس التردد المستخدم في أفران طهي الطعام، وهو ما يعني ـ
حسب إحدى الدراسات ـ أننا نعرض رؤوسنا للطهي على نار باردة.. كما رأت
الدراسات أن أجهزة الهاتف «الخلوي» تصدر موجات مماثلة تزيد من المخاطر
الصحية الناجمة، وهو ما يجبرنا على القول أننا ندفع من صحتنا فاتورة
لرفاهيتنا رغم ما توفره من خدمات تواصلية مجانية عبر عملها كوسائط تخزين
متنقلة، وتوفير إمكانية الاتصال المجاني بين الأهل والأصدقاء في المكان
الواحد، وغيرها من الأمور.