أحمد السكوتي الإدارة
البلد : اليمن تاريخ التسجيل : 27/07/2009 عدد المساهمات : 501 نقاط : 11964 السٌّمعَة : 4
| موضوع: رجال الشحر في شرق أفريقيا لباحث الأستاذ القدير عبدالله صالح حداد السبت نوفمبر 05, 2011 4:29 am | |
| الموضوع منقول من منتديات الشحر رجال الشحر في شرق أفريقيا .. رجال الشحر فى شرق أفريقيا من خلال أدبهم الشعبي ومؤلفها الاستاذ القديرالباحث عبدالله صالح حداد هدا الكتاب للأعضاء المنتدي الشحر للإستفادة . قراءة في كتاب : رجال الشحر في شرق أفريقيا من خلال أدبهم الشعـبي عن دار حضرموت للدراسات والنشر صدر ضمن سلسلة كتاب الحياة رقم (16) كتاب ((رجال الشحر في شرق أفريقيا من خلال أدبهم الشعبي )) للباحث الأستاذ القدير عبدالله صالح حداد . هذا الكتاب يعطي إضافة معرفية لكل طالب علم وباحث متخصص في مجال الهجرات الحضرمية إلى كافة أصقاع العالم وخاصة إلى جنوب شرق أفريقيا موضوع بحث هذا الكتاب كما أنه ايضاُ يضفي عنواناً جديدا للمكتبة الحضرمية جدير بالدراسة والتحقيق من حيث جدة مواضيعة وطريقة تناول بحثه ولاشك أننا هنا يجب الوقوف عند فصول الكتاب حتى نرى كيف إستطاع الكاتب أن يجدف حتى يصل ألى هذا الجزء في القارة الأفريقية لينقب لنا عن احوال رجال عاشوا هناك فترة تاريخية لم يحددها الباحث تدقيقاُ ولكنه ترك لنا بصمات تحديد ملامحها التاريخية من خلال تتبع إسقاطات تاريخية محددة في بداية بحثه ولعلنا تدركها منذ بداية القرن العشرين حتى نهايته التي بها أنهى بحثه هذا أي (نوفمبر 2000 ) . عنوان الكتاب :- وقفت طويلاُ أمام عنوان الكتاب قبل القراءة وبعدهاو مالفت نظري إلى ذلك تخصيص ( الشحر ) كموقع جغرافي له دلالته التاريخية في الهجرة الحضرمية وقد يظن القارئ من الوهلة الأولى أن ( الشحر) تعني المنطقة الجغرافية التي تحتل المدينة ذات المسمى المعروف اليوم لكنني عند التدقيق والتتبع لما تضمنه البحث من أحداث في فصوله خرجت بقناعة بأن ( الشحر ) لاتعني مدينة اليوم بل تعني ذلك الشريط الساحلي الشرقي المحادي لوادي حضرموت الفسيح كما يرى ذلك بافقيه . وتخضع كل المدن الواقعة عليه تحت هذا المسمى ولهذا نرى لفظة ( الشحاري )لكل من هاجر من هذه الرقعة الجغرافية . فلا غرابة أن نرى الكاتب يورد شعراء من المكلا والغيل والديس فضلاً عن الشحر كرجالات الشحر في شمال أفريقيا نظراً لذلك الإتجاة في التسمية رغم أنه لم يصرح به إلا أنه ترك دليله في خضم ماورده بحثه . كما أنني لاحظت في الجزء الأخير من العنوان ((من خلال أدبهم الشعبي )) أن الباحث بفطنة معهودة منه ونظراً لشحة المصادر التاريخية عن تاريخ حضرموت عموماً والمهاجر على وجه الخصوص قد أخذ الأدب الشعبي ليجد مبتغاه فيما يبحث فيه وبهذا إستطاع أن يتخلص من عقم المصادر إلى رحابة النص الشعري الذي بحث فيه طويلاً وقد نجح في ذلك وسجل له سبق في مجال البحث من خلال الأدب الشعبي وهنا تكمن الجدة في هذا الكتاب . أدب الرحلات كمصدر من مصادر الكتاب :- تعرض الكاتب في بحثه لرصد الحياة بكل تفاصيلها لرجالات الشحر في شرق أفريقيا إلى مصدر لم يتمكن الباحثون حتى اليوم من دراسته دراسة علمية منهجية وهي الوقائع التي يسجلها الرحالة أثناء سفرهم الى مناطق عدة سوى أكانت شرق أفريقيا أو غيرها من البلدان الأسيوية إذ تزخر هذه الوثائق بكثير من الوقائع والأحداث التاريخية والمعلومات ذات الدلالات الاجتماعية والاقتصادية وكذا الجغرافية ولعل كتاب هذه الرحلات إما رجال علم أو بحارة ماهرون يشتغلون في البحر يخوضون تجارب يسجلونها بأقلامهم وقد رصد لنا الكاتب هنا عرضاً سريعاً لكل هذه النوعية من الرحلات وأعطى نمادج فقط لها أهمها : 1- ( رحلة الأشواق القوية ) لمؤلفه العلامة الشيخ عبد الله بن محمد باكثير الكثيري من مواليد مدينة لامو في 1859م . وقد اعطى الباحث لمحة سريعة عنه وعن مؤلفه . 2- (النفحة الشدية ) وهو عنوان كتاب يضم رحلتين لمؤلفه العلامة عمر بن احمد ابي بكر بن سميط وقد ضمت الرحلة الأولى فيه كما اشار الباحث رحلته الى الديار الحضرمية بين 24/ربيع1339هـ الى 9/ربيع الاول1341هـ وهو يوم العودة إلى زنجبار أما الرحلة الثانية فقد كانت لحج بيت الله الحرام وزيارة قبر نبيه كما حددها الباحث. 3- رحلتي باحسن : أخذت الأولى عنوان (اطلاع الأحياء على امتحان الدنيا او تقريع الآذان في بعض عجائب الزمان ) كمااوردها الباحث واضاف تعرف عند اهل الشحرب(المقامة السواحلية ) أما الثانية فقد أخدت عنوان ( متاعب الأسفار في رحلتي إلى زنجبار ) كمااورده المؤلف الأديب الشاعر عبد الله محمد باحسن من مواليد الشحر (1861ــ 1968م) وقد أعطى بعض مضامين هاتين الرحلتين ولكن لم يعط نمودجاً يشير إلى بعض من ملامح الحياة لهذه الرحلات في هذا المضمار لبحثه خاصة في أفريقيا وإن أعطى نمودجاً لدوافع الهجرة من خلال رحلته الثانية . 4- رحلة بامعيبد والتي بعنوان ( الرحلة المخبرة بنوادر بربرة ) وقد شرح الباحث بعض ملامح ماجاء في هذه الرحلة من أحوال هذه البلاد والحياة العامة . وهنا ربما يرى القارئ أن الوقوف على أدب الرحلات لم يعطه الباحث حقه من التفصيل والإستعراض لما جاء في النصوص الكاملة لها لكن القارئ قد يعفيه عندما يرى أن هذا البحث جاء مقتضباً نظراً لإعداده كورقة مقدمة إلى ندوة علمية كما أورد ذلك عند الحديث عن المصادر المحلية ونأمل منه في الطبعة الثانية التوسع في هذا الجانب لما تحمله هذه الرحلات من معارف ربما تزيح بعضا من الإبهام الذي يتعلق بأحوال هؤلاء في هذه المهاجر . الهجرة أسباب وآراء :- قد يختلف أو يتفق القارئ مع ماطرحه الباحث من دوافع للهجرة والتي حصرها هو في قوله ( يكاد يجمع المؤرخون على أن هجرة اليمنيين وخاصة من محافظة حضرموت إنما بسبب قحط بلادهم وضيق المناطق المزروعة وجفاف مناخها فاتخذوها سبيلا للهجرة للبحث عن أعمال لهم في تلك المهاجر بعد أن كانوا يفدون إليها لدوافع تجارية غير أن البعض إتخذ هذه المهاجر ملاجئ يفرون إليها هرباً من المجاعات والحرب والإضطرابات والفتن العشائرية وجور حكام مناطقهم .) ولكنني أرى مجمل هذه الأسباب والدوافع الكامنة وراء هجرة الحضارم إلى أصقاع الأرض التي وردت بهذه الفقرة هي محل إتفاق مع التدقيق للمحدد الزمني لنوعية الدافع لكل هجرة طبقاً لما ورد بهذه الفقرة التي أوردها الباحث ولعل تناولها بالتفصيل من خلال ماأورده من أبيات شعرية لنماذج من الشعراء أعطو ايضاحاً لدوافع هجرتهم وتصوراً عن حال أوطانهم التي فارقوها وحالهم في أماكن هجرتهم كما يوضحها الشاعر خميس سالم الكندي الحضرمي مسكين حتى في بلاده ماستقر من آسيا لأفريقيا عبرت حياته في خطــر دايم هو حامل جوازه والحقيبة للســـــــفر ولعل الدراسات الحديثة كثرت عن الهجرة الحضرمية أسبابها ودوافعها كما كثرت دراسة الحضارم في مهاجرهم وبنهاية القرن العشرين وبداية الألفية الثالثة نجد أن الغرب بشكل عام كثف دراساته عن خصوصية الهجرة الحضرمية وأقام كثير من المعاهد ومراكز الدراسات ناهيك عن قيام الجامعات الغربية بندوات وبحوث ودراسات أكاديمية وجهت طلابها إلى دراسة هجرة الحضارم دراسة علمية لمعرفة الأسباب لهذه الهجرة وخصوصية الشخصية الحضرمية في قدرتها على التأثير في مناطق الهجرة وقد عقدت مؤتمرات عالمية بهذا الخصوص بداية بما عقد في لندن ونهاية بما عقد في ماليزيا العام الماضي عن هجرة الحضارم إلى جنوب شرق اسيا وتأثيراتهم عليها. المغتربون في شرق أفريقيا :- تعرض الباحث في هذا العنوان عن الأوضاع العامة لبعض العواصم والمدن في شرق أفريقيا كمعلومات أولية وأحوال المهاجرين بها كما أوردها الكاتب بقوله ( ويحسن بنا أن نتعرف على شي من أحوال المغتربين اليمنيين العامة في بعض بلدان شرق أفريقيا مما تيسر لنا من مصادر عن هذا البلد دون الآخر لتكون نماذج بشكل أقرب لما عليه الحياة في أغلب البلاد التي هاجر إليها اليمنيون إلى شرق أفريقيا ). ومن هذه الدول التي أوردها الكاتب كينيا وأوغندا والصومال والتي أفرد لها نبذة تاريخية سياسية وجغرافية عنها ثم اطلعناعلى بعض ممن سكن بها من الحضارم ونمادج من أشعار بعض الشعراء الذين وثقوا حياتهم بها وأعطوا وصفا لها ولحياتهم العامة بها وقد وقف مطولاً مع أحد الشعراء هو الشاعر عبود علي بامعرفة من أهالي مدينة الشحر وأورد له العديد من القصائد منها الرباعية التي وصف بها رحلة السفر مع المسافرين إلى ميناء ممباسا و أورد مقاطع منها ولم يأت بها كاملة حيت كانت ختامها المقطع التالي : ياخير سفرة على شهرين ** غصبة خدينا السلف والدين سفرة تهقال وطماشــــــه **وسعيد ناجي بلغ باشــــــــه كما عدًد بعض النمادج للشعر المهجري وأورد رجالاته ونمادج آخرى من قصائدهم لشاعر الغنائي المعروف خميس سالم كندي الذي ورد ذكره معنا سابقاً في قصيدة يصف فيها رحلته إلى الصومال والحبشة الذي يبدا مطلعها بوصف ( الصنبوق ) وسيلة النقل البحري التي أقلتهم إلى هذه البلاد بقوله : العصر جاء صنبوق عوده رام وحباله قدد طلع شراعه لا مشى يومين ثالث يـــوم رد وودت هنا لو أن الباحث قد أورد هذه القصائد كاملة حتى كملاحق لبحثه ليتعرف عليها القارئ ويستفيد منها الباحث والدارس للهجرات الحضرمية كما يستفيد دارسو الأدب الشعبي من هذه النصوص كنصوص من أدب المهجر كما يحلو للبعض تسميته . حياة المهاجرين :- عند الحديث عن حياة المهاجرين في مهاجرهم التي ذكرت نجد أن الباحث يقتفي حياتهم من خلال ما سطروه من أبيات أشعارهم التي وثقت حقيقة ماهم عليه من حال لايختلف كثيرا عن حياتهم في بلادهم وإن رأوا بعضاً مما قد ينسيهم أوطانهم ولكنهم سرعان مايعود بهم الحنين إليها عند أي عارضة أو ملمة تلم بهم كما وجدناها في رباعية بامعرفة في ماأوردناه سابقاً : ولكن عند الشاعر خميس الكندي أكثر وضوحاً كما رأى الباحث أن تجربة الشاعر بامعرفة في هجرته إلى شرق أفريقيا يختصرها لنا الشاعر خميس سالم كندي المهاجر إلى بلاد الحبشة ثم إلى الصومال بقوله : لسفار ماهي على بالي **** اقدار ياخوي وآجالي حصلت على قلبي السالي **** واصبحت هايم من الأوطان قالولنا في الحبش حركه **** كل من طلع جاب له تركه ودخلت في هذه الشبكه **** حصلت فيها امم غبـــــران ما في الحبش خير يايسلم **** مامنها الا الطفش والهـــــــم شف بن كند جالهم محتم **** اصل المصيبه من اليابان أما بخصوص ما إمتهنوه في هذه الهاجر فيرصد الكاتب المهن التي إشتغل بها هؤلاء المهاجرون الحضارم حيث نجده يقول (( وبالرغم مما أشار إليه الشاعران فإن المهاجرين اليمنيين في شرق أفريقيا وفي غيرها وجدوا بها العمل المضمون والأجر الكافي وبصورة عامة يمكن القول أن اولئك المهاجرين يعملون في الصناعة والأراضي العقارية والزراعة والسمسرة والوظائف الكتابية والتعليم والتوكيلات التجارية والوكالة والخدمات المنزلية وأعمال البناء والنجارة الصغيرة والقهوات والمطاعم وأعمال الشحن والتفريغ والحفريات )) وقد إستند في ذلك على ما أورده انجرامس في كتابة ( الجزيرة العربية وجزرها ) وهو ماجعل الباحث يعلق على مااورده المصدر بقوله (( فإن ما ذكره انجرامس المستشار البريطاني بحضرموت لاحقا من الاعمال التي كان يمتهنها رجال الشحر في جزيرة زنجبار على وجه الخصوص وهي تمثل صورة لكل من بلدان شرق أفريقيا )) ويورد الباحث هنا أقتباسا ذكره انجرامس تأكيداً لقوله هذا (( تنوع أعمال هؤلاء الذين يعملون في زنجبار فبعضهم يعملون تجاراً، عمالا ، موظفي دولةً ، صيادون ،خياطون، صائغو ذهب وفضة . وهناك أيضاً الحمالون ، عمال شحن وتفريغ السفن وبائعو قهوة وأصحاب المتاجر الصغيرة والغالبية العظمى يعملون في مهن بسيطة ، تقطيع الأخشاب وجلب الماء من الآبار ولكثير من الشحور أرجل مقوسة ، ويبدوا أنهم صاروا كذلك لأنهم قضوا أعمارهم يحملون على أكتافهم صفائح تحتوي كل واحدة منها أربع جالونات من الماء تتدلى على طرفي ( معرص ) يمتد على الكتفين..... وليس هناك في جزيرة بمبا وزنجبار أجمل من صوت صلصة أكواب القهوة .فبائع القهوة المتجول لايحتاج إلى الصياح ولا لجرس يعلن عن قدومه . فبإمكانك أن تعلم بقدومه عن بعد .....هذه التجارة - بيع- القهوة تجارة حضرمية على وجه الخصوص )) وإذا كان هذا في سياق الكلام عن المهن التي إشتغل بها المهاجرون الحضارم فإن بقية ملامح حياتهم العامة من مأكل وتقضية لأوقات فراغهم وغيرها قد جاءت هنا في سياق رصدها العام نفس المصدر ( كتاب انجرامس ) أو ماتم جمعه من أشعار كتبهاالمهاجرين في بلدان هجرتهم وقد رصد بعضهاالباحث وأوضح كيف إستطاع هؤلاء أن يوثقوا بشعرهم ملامح حياتهم في الغذاء والتسلية وإستطاعوا بمهارة لغوية فائقة أن يوظفوا بعضاً من ألفاظ لهجات البلدان هذه في أشعارهم للدلالة على قدرتهم في فهم هذه اللغات وقد أورد الباحث حين تقصي حياة هؤلاء في مهاجرهم علاقتهم ببعضهم البعض أو بغيرهم حيث أن هؤلاء من مناطق مختلفة على إمتداد شاطئهم الشرقي أو ببطن واديهم الفسيح بكل تفرعاته . ولعله رصد تاريخ مجمل هذه الصراعات التي إعتبرها حوادث نادرة وطريفة وقليلة مقارنة بما يحدث في كثير من المهاجر وبين كثير من الأقوام متعددة الأجناس وهو مايعطيه صفة ( الفتنة ) .كما رصد في ذلك السياق صدى الأحداث التي تجري في أوطانهم على حياتهم العامة وأثرها في نفوسهم وقد علل الباحث إهتمام المهاجرين بما يحدث في أوطانهم نظراً لوجود عائلاتهم بها إذ (( جرى العرف بين المهاجرين فيما سبق أن لايلحق أحدهم زوجته معه إلى مهجره )) حيث تقصى أهم الأحداث السياسية في وطنهم حضرموت والصراع عن الحكم في سلطناتهم حينذاك وقد تتبع صدى هذه التغيرات السياسية على المهجر( شرق أفريقيا )من خلال ماسجله الشعراء المهاجرون من قصائد تبين وتوضح آراء ومواقف وآمال وتطلعات هؤلاء في أوطانهم ومايجري لها من تغيرات وتبدلات آملين في تحسين الأوضاع وعودتهم بلا رجعه إليها .كما ناقش الكاتب في هذا السياق حول الصراع السياسي في حضرموت مسألة طرد الحاكم للخصوم نتيجة حتمية لحسم الصراع وهو مايطلق عليه في العرف السياسي باللجوء السياسي أكان إجبارياً أو إختيارياً إلى كثير من هذه المهاجر أو إلى مناطق بعيدة عن ديار الحكم التي يحكمونها في أوطانهم كمانفيت بعض الشخصيات إلى عدن ولحج وغيرها وقد أورد الكاتب بعض النمادج والأمثلة التي ساقها في معرض حديثه هذا كآل عمر باعمر والكسادي وصراعهم مع القعيطي كما نفي من داخل السلطة القعيطية الامير حسين بن عبد الله حاكم الشحر وأخاه منصر حاكم الغيل بمساعدة الإنجليز عام 1904م إلى حيدر أباد وذلك نتيجة صراع مع عمهما عوض عمر القعيطي . كما نفي الإنجليز الأمير عبيد بن صالح بن عبدات الكثيري بعد صراع مع الدولتين القعيطية والكندية لإقامة دولة بن عبدات في الغرف عام 1945م وهو ماعرف بإنتفاضة بن عبدات على السلطنتين ولعل الكاتب في إبراز هذه الأحداث السياسية قد وقف في إعطاء البعد السياسي للهجرة وأحد اهم دوافعها كما أوضح في السياق ذاته التأثير الواضح للإستعمار الإنجليزي على الوضع السياسي بحضرموت والذي يلقي بظلاله على مساحات واسعة من جنوب شرق آسيا وأيضاً بعض من أجزاء أفريقيا . المهاجرون وخاصية التأثير والتأثر :- إن هذا العنوان من مفردات البحث هو أكثرها خصوبة في البحث اذ يكاد الباحثون في الهجرة الحضرمية في كل أصقاع الدنيا يدرسون بتمعن ظاهرة التأثير والتأثر عند المهاجرين الحضارم ونظراً كما قلنا سابقاً أن هذا البحث اعد لندوة فإن مسألة الوقوف المطول والدراسة المستفيضة تتعارض مع مقتضيات إعداد البحث . المحصور بفترة زمنية تمكنه من عرض بحثه على بساط الندوة المعدة وقد جاء التركيز هنا على ظاهرة التأثير في مجملها على مسألة غاية في الأهمية مركزة ومختصرة وهي إنتشار الإسلام واللغة العربية في تلك المدن الأفريقية ووصول مدى هذا التأثير إلى سيادة اللغة العربية على لغة التخاطب في بعضها وهيمنه بعض ألفاظها على مكونات لغة أصحاب هذه المدن كالصومالية مثلاً ولأن اللغة هي أهم مكون حضاري فإن التأثير هنا قد أصبح بادئاً في تلك المدن مما أفرزقيم وعادات وسلوك ربما إنتقل من هذا الحضرمي ولازلنا نشهد آثاره حتى اليوم وقد أبرزه الكاتب في هيمنة الطابع الإسلامي على التعليم هناك كما أوضح التأثير العكسي للغة السواحلية على المهاجرين حين أورد بعض الأبيات من أشعارهم وردت بها ألفاظ سواحلية مما يسمى بظاهرة التضمين مما يعطي دلالة على مدى هذا التأثير العكسي كما أورد حكام عرب لبعض المناطق الأفريقية ومنهم مهاجرون حضارم . كما أورد سلسلة أعلام تضم قادة وقضاة وعلماء وفقهاء ومعلمين وأدباء وشعراء ووجهاء ورجال أعمال عاشوا وبرزوا وسطع نجمهم في تلك المهاجر ولهم أدوار بارزة في تطور تلك البلدان وقد ذكر منهم الباحث سلسلة طويلة مع بعض الإيضاحات حول إسهاماتهم ولم يعط تراجم عنهم مستفيضة نظراً لما ذكرناه من أسباب الإعداد للبحث . وعليه فإن الكتاب بغية لكل باحث عن الهجرة والمهاجرين وأن الباحث قد أعطى جهده في سبيل الإلمام بكل مايتصل بالهجرة والمهاجرين في هذا الجزء من القارة الأفريقية وإن كان هذا الكتاب صغيرا في حجمه إلا أنه ينوء بمفاتيح كثيرة عن الهجرة والمهاجرين ربما يعطي للقارئ إستشرافا جديدا غاية في الأهمية عند بحثه أنها تبرز له خصائص بحثية تجعله يمسك بخيوط غابت عن كثير من دارسي الهجرات الحضرمية في مؤلفاتهم القديمة .ولكنني كما قلت أن الجدة في هذا الكتاب إعتماده على الأدب الشعبي في تقصي أحوال هؤلاء الذين ربما نسي بعضنا بعضاً منهم أوجلهم . مدركين صعوبة البحث وندرة المصادر ولكن عند أهل الهمم تكون الإستطاعة على الصبر أقوى وبها تخرج مثل هذه الأبحاث آملاً أن أرى الكتاب في طبعته الثانية وقد تخلص من عيب الإختصار إلى رحابة البحث وايراد النصوص بكاملها آملين ان نرى ذلك في الطبعة القادمة شاكرين له جهده الطيب ومهنئينه بأصداره الأول متمنين له في ابحاثه المزيد والصحة والعمر المديد واللله اسأل ان يجيب . | |
|
بن غاوي الشحري عضو جديد
البلد : الشحر تاريخ التسجيل : 16/07/2012 عدد المساهمات : 63 نقاط : 8731 السٌّمعَة : 0
| موضوع: رد: رجال الشحر في شرق أفريقيا لباحث الأستاذ القدير عبدالله صالح حداد السبت أكتوبر 06, 2012 7:06 am | |
| شكرا لك اخي احمد على نقل الموضوع للباحث عبد الله حداد . | |
|
انور السكوتي مراقب عام
البلد : الشحر تاريخ التسجيل : 21/04/2012 عدد المساهمات : 1372 نقاط : 11326 السٌّمعَة : 1
| موضوع: رد: رجال الشحر في شرق أفريقيا لباحث الأستاذ القدير عبدالله صالح حداد الجمعة يناير 04, 2013 10:45 pm | |
| | |
|