الرقم سبعة في تراثنا الشعبي

الرقم سبعة
في تراثنا الشعبي

نشر هذا
المقال في مجلة ضبضب العدد ( 5 – 6 ) ديسمبر 2009م يونيو 2010م ص21

مجلة نصف
سنوية عامة تصدر عن نقابة مكتب الهيئة العامة للاراضي والمساحة

والتخطيط
العمراني م / الشحر

(( قد لا يكون غريباً عند معظم القراء
ان للرقم ( 7 ) تحديداً خاصية تميزه عن غيره من الأرقام لتجعل منه ذو مكانة أثيرة
في نفوس الناس وليكون هذا الرقم الجامع للغرائب والعجائب التي ألف بينها لتتناسب وتتلاءم
مع عدده , وقد تأثر بهذا الرقم الحضارات الشرقية القديمة لتحذوا حذوها الحضارة الإسلامية
التي بلورت في ثقافتها ماينسجم مع الرقم ( 7) فكان هناك عجائب الدنيا السبع والسموات
السبع والأرضين السبع وأيام الأسبوع السبعة والسنين السبع العجاف والسبع سنبلات والقراءات
السبع والسبع المثاني وهكذا يمتد التتابع .

ولكن والذي لا يدركه العديد منّا أن لهذا الرقم
توليفة مشابهة في تراثنا الشعبي الحضرمي تنسجم وتتلاءم مع تلك التواليف السابقة
لتضاف مجددا للعجائب والغرائب للرقم سبعة , فهناك على سبيل المثال زيارة الشهداء
السبعة ويقصد بها تلك الزيارة التي خلد فيها أبناء الشحر أولئك القادة الذين
تزعموا حركة المقاومة الشعبية ضد هجمات الغزاة البرتغاليين على مدينتهم بالثلث
الاول من القرن العاشر الهجري واستشهدوا في تلك المعارك استشهاد الأبطال وكان
عددهم سبعة وهم : 1- الأمير مطران بن منصور -2- الشيخ أحمد بن عبدالله بافضل -3-
الشيخ يعقوب بن صالح الحريضي -4- الشيخ سالم بن صالح باعوين -5- الشيخ حسين بن عبدالله
الجمحي ( العيدروس ) -6- الشيخ احمد بن رضوان بافضل -7- الشيخ فضل بن رضوان بافضل
.(1) وقد قبر
ستة منهم بقبر واحد , اما الأخير وهو الشيخ احمد بن عبدالله بافضل فقد قبر بقبة
والده الشهيرة بقبة بلحاج بمقبرة مسجد بن عتيق .

وإلى جانب هؤلاء الشهداء السبعة نجد ان بالموروث
الشعبي لدى اهالي المشقاص ( الريدة وقصيعر ) وتحديداً بقرية معبر سبعة شهداء آخرين وان
كنّا لا نعرف أسماءهم تحديداً إلا ان الموروث الشعبي هناك يصور لنا ذكر سبعة من القادة
الأبطال المشقاصيين الذين تصدوا لحملات الفرس فكان استشهادهم بتلك المعارك ودفنهم بالمسيال
الشرقي لقرية معبر بالقرب من شجرة ضخمة للأراك فعرفوا عبر التاريخ بسبعة الراكة ,
كما وجد سبعة شهداء آخرين وبنفس تلك المنطقة وبنفس الدور الذي قام به سابقيهم وقد عرفوا
بسبعة اليافا (2) .

كما نجد في تراثنا الحضرمي تلك الشخصيات
المميزة التي عرفت بالعبادلة السبعة وهم سبعة من الرجال الذين أنجبتهم حضرموت
ظهروا في عصر واحد وجميعهم له إصلاحات وتأثير على مجرى الأحداث بحضرموت كما ان
جميعهم يبدأ أسمه بإسم عبدالله , وهؤلاء العبادلة هم :

-1-
عبدالله بن حسين بن طاهر -2- عبدالله بن عمر بن يحي -3- عبدالله بن أبي بكر عيديد
-4- عبدالله بن حسين بلفقيه -5- عبدالله بن علي بن شهاب الدين -6- عبدالله بن محمد
باسودان -7- عبدالله بن سعد بن سمير . (3)

وإلى
جانب ذلك نجد هناك ( مكاتب يافع السبعة ) أثناء توزيع القبائل اليافعية بالشحر
وقراها وذلك بالنصف الاول من القرن الحادي عشر الهجري والمكاتب هي :

-1-
مكتب الكسادي والمتمركز في الديس والحامي -2- مكتب النشادي في قرية عرف -3- مكتب
البريكي والمتمركز خرد وفي القسم الشرقي من مدينة الشحر ( الرباط ) -4- مكتب
البطاطي المتمركز في حارة الرملة -5- مكتب ابن عاطف جابر والمتمركز في حارة
الجزيرة -6- مكتب ابن معوضة المتمركز في حارة الخور ومنطقة مرير -7- مكتب علي بن
هرهرة المتمركز في قرية تبالة (4).

كما
نجد في مدينة الشحر كذلك ماعرف بالسبعة المناصب وهؤلاء النقباء يقام لهم في
مساجدهم في ليلة السابع والعشرين من شهر رمضان من كل عام ختامي يودع فيه شهر رمضان
وتعرف تلك الليلة بختاميات السبعة المناصب , ومساجد السبعة المناصب هي : 1- مسجد
الشيخ أحمد -2- مسجد الشيخ سعد -3- مسجد الجامع -4- مسجد بن قضيمتي -5- مسجد قبة
بن إسماعيل( البعض يقول مسجد العيدروس بعقل باغريب ) -6- مسجد بافضل -7- مسجد بن
إسماعيل .

كما
وجدت هناك القباب السبع المشهورات والموجودة بعينات , وهناك الوديان السبعة
بحضرموت ذكرهما الشيخ عبدالرحمن بن عبيد الله السقاف في كتابه أدام الياقوت (5) .

كما
نجد أن السباعيات وهي التي تشكل الزي الأساسي من لبس الرجال في المناطق الجنوبية
والشرقية من اليمن إلى جانب المعاوز والصارون , ان طول تلك السباعيات لابد وان
يكون سبعة أذرع لا أكثر ولا أقل , ومن هنا أشتق اسم السباعية لها . وهناك على
مستوى الحيوان ماساد من اعتقادات خرافية تصور أن للقطط سبعة من الأرواح . ومن
الروايات تلك التي تدور عن الطيور السبعة التي تستقبل المراكب الذاهبة إلى سقطرى
وتكون علامة للربابنة بقرب وصولهم الجزيرة (6) , وهناك الدورات السبع
التي يقوم بها المشاركين بعدة غيل باوزير أثناء زيارتهم لزيارة سالم بن عمر وتكون
هذه الدورات بمثابة تقليد يؤدى بمنطقة السوق .

وهكذا
كلما قلبنا وفتشنا في تراثنا العربي أو المحلي عن العدد سبعة لوجدنا العديد من
التواليف التي يربط بينها تجعلنا نقول انه بالفعل عجيبة وغريبة .

انور حسن
احمد السكوتي

_______________________________________________

(1)
للمزيد انظر الشهداء السبعة لمحمد عبدالقادر بامطرف .

(2)
انظر الدلالات الاجتماعية واللغوية والثقافية لمهرجانات ختان صبيان قبائل المشقاص
ثعين والحموم للأستاذ الباحث عبدالرحمن عبدالكريم الملاحي ص32 .

(3)
انظر تاريخ الدولة الكثيرية : محمد بن هاشم العلوي ص119 .

(4) انظر في سبيل الحكم محمد عبدالقادر
بامطرف ص29 .

(5) انظر ادام القوت عبدالرحمن بن
عبيدالله السقاف ص1015
.

(6)
انظر صفة بلاد العرب ( تاريخ المستبصر ) ابن المجاور ص267 .

وفي الشحر ايضا شارع الاصدقاء السبعة
وماقيل كذلك عن سبعة في المقلع
وشهداء الحراك في الشحر لليوم 7 + 1

كما ان هناك يوم 7 / 7 وهو يوم مشئوم لدى الجنوبيين عامة . يوم ذكرى احتلال الشمال للجنوب .

» الفنان الشعبي أبو صلاح
» سبعة أيام كان حلم مزعج بل كابوس
» تراثنا في خطر للاستاذ صبري عفيف
» مكانة الفلك والتنجيم في تراثنا العلمي عبد الامير المؤمن
» الرقم 7يحير العلماء