فهد بن داعر عضو جديد
البلد : دولة حضرموت تاريخ التسجيل : 19/02/2010 عدد المساهمات : 66 نقاط : 10592 السٌّمعَة : 0
| موضوع: ملوك العرب قبل الإسلام - مقتطف من كتاب تاريخ أبى الفداء ج 4 والاخير السبت مايو 19, 2012 1:30 am | |
| وتم الصلح بينهم وقيل أن بني عبس لما سارت إِلى بني فزارة واصطلحوا معهم لم يسر معهم الملك قيس بل انفرد عن بني عبس وتاب وتنصر وساح في الأرض حتى انتهى إِلى عمان فترهب بها زماناً وقيل أن قيساً تزوج في النمر بن قاسط لما انفرد عن بني عبس وولد له ولد اسمه فضالة وبقي فضالة المذكور حتى قدم على النبي صلى الله عليه وسلم وعقد له رسول اللّه صلى الله عليه وسلم على من معه من قومه وكانوا تسعة وهو عاشرهم.
وكان بين ملوك العرب وقائع في أيام مشهورة فمنها يوم خزار اتقعت فيه بنو ربيعة بن نزار وهو ربيعة الفرس وقبائل اليمن وكانت الدائرة على اليمن وانتصرت بنو ربيعة عليهم وقتلوا منهم خلقاً كثيراً وقيل: أن قائد بني ربيعة كان كليب وائل المقدم الذكر وخزار جبل بين البصرة إِلى مكة.
ومنها أيام بني وائل بسبب قتل كليب كانت بين تغلب وقائدهم مهلهل أخو كليب وبين بكر وقائدهم مرة أبو جساس فأولها يوم عنيزة وتكافأ فيه الفريقان ثم كان بينهم يوم واردات وانتصرت فيه تغلب على بكر ثم يوم الحنو وكان لبكر على تغلب ثم يوم القصيبات انتصرت فيه تغلب وأصيبت بكر حتى ظنوا أنهم قد بادوا ثم يوم أقضة ويقال يوم التحالق كثر فيه القتل في الفريقين وكان بينهم أيام أخر لم يشتد فيها القتال كهذه الأيام.
ومن أيام العرب يوم عين اباغ وكان بين غسان ولخم وكان قائد غسان الحارث الذي طلب أدراع امرئ القيس وقيل غيره وكان قائد لخم المنذر بن ماء السماء بغير خلاف وقتل المنذر في هذا اليوم وانهزمت لخم وتبعتهم غسان إِلى الحيرة وأكثروا فيهم القتل وعين أباغَ بموضع يقال ومن أيام العرب يوم مرج حليمة وكان بين غسان ولخم أيضاً وقعة يوم مرج حليمة من أعظم الوقعات وكانت الجيوش فيه قد بلغت من الفريقين عدداً كثيراً وعظم الغبار حتى قيل أنّ الشمس قد انحجبت وظهرت الكواكب التي في خلاف جهة الغبار واشتد القتال فيه واختُلِف في النصر لمن كان منهم.
ومنها يوم الكلاب الأول وكان بين الأخوين شراحيل وسلمة ابني الحارث ابن عمرو الكندي وكان مع شراحيل وهو الأكبر بكر بن وائل وغيرهم وكان مع سلمة أخيه تغلب وائل وغيرهم واتقعوا في الكلاب وهو بين البصرة والكوفة واشتد القتال بينهم ونادى منادي شراحيل من أتاه برأس أخيه سلمة فله مائة من الإبل ونادى منادي سلمة من أتاه برأس أخيه شراحيل فله مائة من الإبل فانتصر سلمة وتغلب على شراحيل وبكر وانهزم شراحيل وتبعته خيل أخيه ولحقوه وقتلوه وحملوا رأسه إِلى سلمة.
ومنها يوم أوارة وهو جبل وكان بين المنذر بن امرئ القيس ملك الحيرة ين بكر وائل بسبب اجتماع بكر على سلمة بن الحارث فظفر المنذر ببكر وأقسم أنه لا يزال يذبحهم حتى يسيل دمهم من رأس أوارة إِلى حضيضه فبقي يذبحهم والدم يجمد فسكب عليه ماء حتى سال الدم من رأس الجبل إِلى حضيضه وبرت يمينه.
ومنها يوم رحرحان من العقد: قال وكان من أمره أن الحارث بن ظالم المري ثم الذبياني لمّا قتل خالد ابن جعفر بن كلاب قاتل زهير حسبما تقدم - ذكره عند ذكر مقتل زهير هرب الحارث من النعمان ملك الحيرة لكونه قتل خالداً وهو في جيرة النعمان فلم يجر الحارث المذكور أحد من العرب خوفاً من النعمان حتى استجار بمعبد بن زرارة فأجاره فلم يوافقه قومه بنو تميم وخافوا من ذلك ووافقه منهم بنو ماوية وبنو دارم فقط فلما بلغ الأخوص أخا خالد مكان حارث المري من معبد سار إِليه واقتتلوا بموضع يقال له وادي رحرحان فانهزمت بنو تميم وأسر معبد بن زرارة وقصد أخوه لقيط بن زرارة أن يستفكّه فلم يقدر وعذبوا معبداً حتى مات.
ومنها يوم شعب جبلة وهو من أعظم أيام العرب وكان من حديثه: أنه لما انقضت وقعة رحرحان استنجد لقيط بن زرارة التميمي ببني ذبيان فنجدته وتجمعت له بنو تميم غير بني سعد وخرجت معه بنو أسد وسار بهم لقيط إِلى بني عامر وبني عبس في طلب ثأر أخيه معبد فأدخلت بنو عامر وبنو عبس أموالهم في شعب جبلة هضبة حمراء بين الشريف والشرف وهما ماآن فحضرهم لقيط فخرجوا عليه من الشعب و8xxxxوا جمائع لقيط وقتلوا لقيطاً وأسروا أخاه حاجب ابن زرارة وانتصرت بنو عامر وبنو عبس نصراً عظيماً وفي ذلك ويوم الشعْبِ قد تركوا لقيطاً كأنّ عليه حلة أرجوان وكبّلَ حَاجبٌ بالشامِ حولاً فحِكم ذا الرقيبة وهو عانِ وقتل أيضاً من بني ذبيان وبني تميم وبني أسد في يوم شعب جبلة جماعة كثيرة وقد أكثرت العرب من مراثي المقتولين من القبائل المذكورة وكان يوم رحرحان قبل يوم شعب جبلة بسنة واحدة وكان يوم شعب جبلة في العام الذي ولد فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم انتهى النقل من العقد لابن عبد ربه.
ومن أيام العرب المشهورة يوم ذي قار وكان في سنة أربعين من مولد رسول الله صلى الله عليه وسلم وقيل في عام وقعة بدر الأول أقوى وكان من حديثه أنّ 8xxxxرى برويز غضب على النعمان بن المنذر وحبسه فهلك في الحبس وكان النعمَان قد أودع حلقته وهي السلاح والدروع عند هانئ بن مسعود البكري فأرسل برويز يطلبها من هانئ المذكور فقال: هذه أمانة والحر لا يسلم أمانته وكان برويز لما أمسك النعمان قد جعل موضعه في مُلك الحيرة إِياس بن قبيصة الطائي فاستشار برويز إِياساً المذكور فقال إِياس: المصلحة التغافل عن هانئ بن مسعود المذكور حتى يطمئن وتتبعه فتدركه فقال برويز إِنه من أخوالك ولا نألوه نصحاً فقال إِياس: رأي الملك أفضل.
فبعث برويز الهرمزان في ألفين من الأعاجم وبعث ألفا من بهرا فلما بلغ بكر ابن وائل خبرهم أتوا مكاناً من بطن ذي قار فنزلوه ووصلت إِليهم الأعاجم واقتتلوا ساعة وانهزمت الأعاجم هزيمة قبيحة وأكثرت العرب الأشعار في ذكر هذا اليوم.
انتهـــى
| |
|