فهد بن داعر عضو جديد
البلد : دولة حضرموت تاريخ التسجيل : 19/02/2010 عدد المساهمات : 66 نقاط : 10582 السٌّمعَة : 0
| موضوع: الملك باليمن الأحد يونيو 10, 2012 4:51 am | |
| من أقدم الشعوب التي عرفت باليمن من العرب العاربة قوم سبأ، وقد عثر على ذكرهم في حفريات [أور ] بخمس وعشرين قرنا قبل الميلاد، ويبدأ ازدهار حضارتهم ونفوذ سلطانهم وبسط سيطرتهم بأحد عشر قرنا قبل الميلاد. ويمكن تقسيم أدوارهم حسب التقدير الآتى: ١ ما بين ١٣٠٠ إلى ٦٢٠ ق . م عرفت دولتهم في هذه الفترة بالدولة المعينية، ظهرت في الجَوْف؛ أى السهل الواقع بين نجران وحضرموت، ثم أخذت تنمو وتتسع وتسيطر وتزدهر حتى بلغ نفوذها السياسى إلى العُلا ومَعَان من شمالي الحجاز. ويقال : إن مستعمراتها وصلت إلى خارج بلاد العرب، وكانت التجارة هي صلب معيشتهم، ثم إنهم بنوا سد مأرب الذي له شأن كبير في تاريخ اليمن، والذي وفر لهم معظم خيرات الأرض، {حَتَّى َنسُوا الذِّكْرَ وَ َ كاُنوا َقوْمًا بُورً ا } [ الفرقان : ١٨ وكان ملوكهم في هذه الفترة يلقبون ب [مكرب سبأ ] وكانت عاصمتهم مدينة [صِرْوَاح ] التي توجد أنقاضها على بعد ٥٠ كيلو مترًا إلى الشمال الغربي من مدينة [مأرب ]، وعلى بعد ١٤٢ كيلو مترًا شرقى صنعاء، وتعرف باسم [ ُ خرَيْبة ]. ويقدر عدد هؤلاء الملوك ما بين ٢٢ و ٢٦ ملكا. ٢ ما بين ٦٢٠ ق . م إلى سنة ١١٥ ق . م وعرفت دولتهم في هذه الفترة بدولة سبأ، وقد تركوا لقب [مكرب ] وعرفوا ب [ملوك سب أ ]، واتخذوا [مأرب ] عاصمة لهم بدل [صرواح ] وتوجد أنقاض مأرب على بعد ١٩٢ كيلو مترًا شرقي صنعا ء. ٣ منذ سنة ١١٥ ق . م إلى سنة ٣٠٠ م وعرفت الدولة في هذه الفترة بالدولة الحميرية الأولى؛ لأن قبيلة حمير غلبت واستقلت بمملكة سبأ، وقد عرف ملوكها ب [ملوك سبأ وذى ريدا ن ]، وهؤلاء الملوك اتخذوا مدينة [ريدان ] عاصمة لهم بدل مدينة [مأرب ]، وتعرف [ريدان ] باسم ظفار، وتوجد أنقاضها على جبل مدور بالقرب من [يريم ]. وفي هذا العهد بدأ فيهم السقوط والانحطاط، فقد فشلت تجارتهم إلى حد كبير لبسط الأنباط سيطرتهم على شمال الحجاز أوًلا، ثم لغلبة الرومان على طريق التجارة البحرية بعد نفوذ سلطانهم على مصر وسوريا وشمالى الحجاز ثانيًا، ولتنافس القبائل فيما بينها ثالًث ا. وهذه العناصر هي التي سببت في تفرق آل قحطان وهجرتهم إلى البلاد الشاسعة. ٤ منذ سنة ٣٠٠ م إلى أن دخل الإسلام في اليمن عرفت الدولة في هذه الفترة بالدولة الحميرية الثانية، وعرف ملوكها ب [ملوك سبأ وذى ريدان وحضرموت ويمنت ]، وقد توالت على هذه الدولة الاضطرابات والحوادث، وتتابعت الانقلابات والحروب الأهلية التي جعلتها عرضة للأجانب حتى قضى على استقلاله. ففي هذا العهد دخل الرومان في عدن، وبمعونتهم احتلت الأحباش اليمن لأول مرة سنة ٣٤٠ م؛ مستغلين التنافس بين قبيلتى همدان وحمير، واستمر احتلالهم إلى سنة ٣٧٨ م . ثم نالت اليمن استقلالها، ولكن بدأت تقع الثلمات في سد مأرب، حتى وقع السيل العظيم الذي ذكره القرآن بسيل العرم في سنة ٤٥٠ م، أو ٤٥١ م . وكانت حادثة كبرى أدت إلى خراب العمران وتشتت الشعوب. وفي سنة ٥٢٣ م قاد ذو ُنوَاس اليهودى حملة منكرة على المسيحيين من أهل نجران، وحاول صرفهم عن المسيحية قسرًا، ولما أبوا خدّ لهم الأخدود وألقاهم في النيران، وهذا الذي أشار إليه القرآن في سورة .[ البروج بقوله : {ُقتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُو دِ } الآيات [ البروج : ٤ وكان هذا الحادث هو السبب في نقمة النصرانية الناشطة إلى الفتح والتوسع تحت قيادة أباطرة الرومان من بلاد العرب، فقد حرضوا الأحباش، وهيأوا لهم الأسطول البحرى، فنزل سبعون ألف جندى من الحبشة، واحتلوا اليمن مرة ثانية، بقيادة أرياط سنة ٥٢٥ م، وظل أرياط حاكمًا من قبل ملك الحبشة حتى اغتاله أبرهة بن الصباح الأشرم أحد قواد جيشه سنة ٥٤٩ م، ونصب نفسه حاكمًا على اليمن بعد أن استرضى ملك الحبشة وأرضاه، وأبرهة هذا هو الذي جند الجنود لهدم الكعبة، وعرف هو وجنوده بأصحاب الفي ل. وقد أهلكه الله بعد عودته إلى صنعاء عقب وقعة الفيل، فخلفه على اليمن ابنه يَ ْ 8xxxxُوم، ثم الابن الثانى مسروق، وكانا فيما يقال شرا من أبيهما، وأخبث سيرة منه في اضطهاد أهل اليمن وقهرهم وإذلالهم. أما أهل اليمن فإنهم بعد وقعة الفيل استنجدوا بالفرس، وقاموا بمقاومة الحبشة حتى أجلوهم عن البلاد، ونالوا الاستقلال في سنة ٥٧٥ م بقيادة معديكرب سيف بن ذى يزن الحميرى، واتخذوه مل ً كا لهم، وكان معديكرب أبقى معه جمعًا من الحبشة يخدمونه ويمشون في ركابه، فاغتالوه ذات يوم، وبموته انقطع الملك عن بيت ذى يزن، وصارت اليمن مستعمرة فارسية تتعاقب عليها ولاة من الفرس، وكان أولهم وهرز، ثم المرزبان بن وهرز، ثم ابنه التينجان، ثم خسرو بن التينجان، ثم باذان، وكان آخر ولاة الفرس، فإنه اعتنق الإسلام سنة ٦٢٨ م، وبإسلامه انتهي نفوذ فارس على بلاد اليمن. صفي الرحمن المباركفوري الرحيق المختوم
| |
|