قيل عن الكتاب :
التصوف والفلسفة - تأليف: ولترستيس .
من المفارقات الغريبة-والكتاب مليء بالمفارقات! أن نقول عن الغربيين أنهم غير متدينين مع أنهم يكتبون عن الدين بعمق نافذ. ونقول عن الشرقيين أنهم متدينون مع أنهم يكتبون عن الدين والتدين بسطحية بالغة!.
وهذا كتاب يشهد بصحة هذا الرأي، فهو لا يكتب عن "تاريخ" التصوف، ولا يلتقط فقرة من هنا وفقرة من هناك مما قاله المتصوفة ليؤلف كتاباً غثاً يضيع معه وقت القارئ وجهده وماله، وإنما هو يقوم على مدى ثمانية فصول "بتشريح" ماهية التصوف بمبضع الفيلسوف الماهر البارع، ويثير أسئلة بالغة الأهمية حول هذا الحقل الخصب من الحياة الروحية. فبعد أن أثبت في كتب أخرى أن الحس الديني جزء أساسي في تكوين الإنسان، وأنه موجود بدرجات متفاوتة عند الناس جميعاً: مطموراً عند مَنْ يحاول أن يحجبه أو يمنعه م الظهور بل ربما يجحده وجوده-عارماً وطاغياً عند الصوفي العظيم الذي يرى الفعل الإلهي في كل حرك كونية من حبة الرمل في الصحراء إلى السمراء المرصعة بالنجوم، نراه في الكتاب الحالي يتابع المسيرة فيطرح الأسئلة المنطقية المترتبة على الحقيقة التي أثبتها: فإذا كان التدين يظهر في أعلى صورة عند الرجل الصوفي العظيم فما هي حقيقة التصوف؟، وما هي "التجربة الصوفية" التي تظهر في آداب الأمم المتحضرة في جميع العصور؟ وهل هناك "وجود روحي" أعظم من الإنسان يحاول الحس الديني العارم عند المتصوفة الوصول غليه؟ وإذا كان هناك مثل هذا "الوجود الروحي" فما هي علاقته بالإنسان وهل يمكن لنا أن نجد في التصوف أي توضيح لمشكلات مثل: طبيعة النفس (أو الذات)، وفلسفة المنطق، ووظائف اللغة، وحقيقة-أو عدم حقيقة-دعوى الإنسان في الخلود، وأخيراً طبيعة الإلزام الخلقي مصادره، ومشكلات الأخلاق بصفة عامة؟ ( بقلم علي مولا )
وقال آخر ( عبد الستار البدراني ):
التشاكل بين عالم المثل وعالم الالوهية منفذآخر للتواصل في غيب تشكله المخيلة ، وقد يكون اليقين المؤسس على الاعتقاد الصارم ؛ لكنه حلم ورؤيا يبقيان في ساحة المعرفة بعدين يتنازعان وجدنا وتوقنا للتعرف .. هل ينقشع السراب . هل ينفتح الحجاب ... ربما انا على الباب ..!!؟
اما طوني من لبنان فيقول :
التصوّف من وجهة نظر عربية:
تلخّص مقولة الإمام علي موقع العرفان والتصوّف في مسيرة البحث عن الحقيقة: " العلم نهر، والحكمة بحر، والعلماء حول النهر يطوفون، والحكماء وسط البحر يغوصون، والعارفون في سفن النجاة يسيرون".
ففي المفهوم الصوفي نتبيّن أنّ طالبي الحقيقة على ثلاثة أنواع: أهل الزهد والعبادة، وهم الذين يعبدون الله طمعًا في الجنّة والثواب الأخروي، والثاني هم حكماء الحكمة الإلهيّة الذين يُعرّف الله نفسه إليهم عن طريق جلاله وجبروته، والثالث هم العارفون الذين يعرّفهم الله عن نفسه عن طريق الإشراق.
والعرفان الصوفي من المعرفة، وفي عالم التصوّف شرف الإنسان وتفوّقه على سائر المخلوقات منوط باستعداده لمعرفة الله، فالمعرفة من أهم المسائل الصوفية، بل هي الهدف الأصلي والغرض الأساس. والمعرفة الصوفيّة تختلف أساسًا وأصولاً عن علم العلماء، فهذا المفهوم يتماشى مع مفهوم فلاسفة الإشراق. وإذا كانت غاية الإنسان المعرفة التي تؤدي الى الكشف، فإنها موصوفة بنور الرحمة الإلهية التي تشرق في القلب.
من هنا، تحصّلت للمتصوّف الهيبة من الله، وازدادت سكينته، فقد تمّ له تحقيق القلب بإثبات الوحدانيّة على اختلاف مسالكها وأوجهها الثلاثة: معرفة إقرار، ومعرفة حقيقة، ومعرفة مشاهدة.
ويدخل علم الكلام في علم التصوّف عند العرب، وقد اتفق أهل العلم على اصطلاح "علم الكلام" الذي شغلهم وأدخلهم أكثر من قرن من الزمان بجدل حيوي، نتج عنه ما يدور أساسًا حول محور كلام الله. وقد جاء هذا العلم نوعًا من تحدّ للفلسفة وأنصارها، فقد بدأوا علمهم بما أسموه المنطق، إذ سمّى علماء هذا العلم علمهم بـ(الكلام) وهو متناسب مع معنى المنطق. وإذا كان هذا المصطلح مقبولاً به، فإنّه يدلّ على مدى التشابه بين الفلسفة وعلم الكلام، وربّما دلّ على حالة ردّ الفعل عند المتكلّمين تجاه الفلسفة. علمًا أنّ الفلسفة أثّرت في علم الكلام، كما أثّر علم الكلام في الفلسفة بشكل كبير، فعلم الكلام دفع بالفلسفة لبحث نقاط جديدة، وبدورها الفلسفة وسعت دائرة علم الكلام، بمعنى بروز ضرورة طرح كثير من مباحث الفلسفة في ميدان علم الكلام.
وغاية التصوّف تدور حول كشف ما استتر وراء الظواهر، وأسرارها، فكلّ شيء في "الفلسفة الصوفية" يسبح في تناغم، ويعتمل في اتّزان، بكلّ ما يحيط بالكون من أبعاد، وما عالما الشهادة والملكوت إلا انعكاسات عنوانها الوحدة، فكلا الظاهر والباطن ينطويان على أسرار، تفضي إلى هويّة جديدة. يقول ابن عربي: "إنّ الذات لو تعرّت من هذه النسب لم تكن إلهًا. وهذه النسب أحدثتها أعياننا. فنحن جعلناها بمألوهيتنا إلهًا. فلا يعرف حتى نعرف. قال الرسول "من عرف نفسه عرف ربّه". نعم تعرف ذات أزليّة، لا يُعرف أنّها إله حتى يعرف المألوه، فهو الدليل عليه".
وقد عرف المتصوفون بكلّ طوائفهم وفهموا أن خوض الأسرار يستدعي تمثّل الفلسفات السابقة التي كان لها رأيها في هذه الظاهرة، ولكنّ ميزة تجربتهم في هذا المضمار قامت على أساس معرفيّ وليس على أي ثنائيّة وجودية، بمعنى آخر، يرتكز المفهوم في النسق القائم بين الباطن المستور الحاوي على القيمة في الغيبيّ، في مقابل الظاهر المتجلّي في الأبعاد. وقد ينظر بعضهم إلى ذلك من خلال فضاء صياغة العلاقات المحتملة بين الظاهر والباطن، وربّما شكّل ذلك منطلقًا لاستيعاب الخصوصيّة العرفانيّة، غير أنه في هذه المنظومة يكمن تباين المطلق والنسبي، وفقًا لهويّة متباينة، تلتقي فيها عناصر التفاعل والتبادل والمشاركة والمعرفة والعبادة... إلخ.
ويبدو واضحًا من خلال عنوان الكتاب أن وعي الغرب الراهن تمكّن من صورة التصوّف العربي، مقارنًا بها التصوف المشرقي القديم على اختلافه،ً ومضافًا إليها الفلسفة، وربّما كمن الطرح في صحة تقدير استخدام العناصر التي تتلاقى وقضاياه التي تجتمع عليها الإنسانية جمعاء، وإن كان لم يناقش مسألة الله من منطلق صوفي ديني بحت.
وطبعاً كل هذا منقول من منتدى مكتبة الاسكندرية ( جدير بالزيارة )
اه .. نسيت رابط الكتاب :
http://www.4shared.com/get/IMPQVtPJ/__-__.htmlقراءة ممتعة وموفقة .