( الجنوب) والخشية من خلافات القادة
جمال حيدرة
الاثنين 06 أغسطس 2012 06:56 مساءً
كيف يمكن أن نحرر الجنوب من نظام صنعاء الجاثم على القلوب والعقول والأرض والثروة وحتى الثقافة ونسمات الصباح الجنوبية، وبعد تحريره كيف سنحميه من نار الفرقة وأخطاء الماضي؟ سؤالان إن استطعنا الإجابة عليها اليوم بإجماع وطني محب لذرات ترابه الطاهر ومخلص لدماء شهدائه الإبرار في الثورتين الأولى ضد الاستعمار البريطاني البغيض والثانية ضد نظام صنعاء البليد..فصدقوني أننا سنفرح عما قريب بخروج أخر جنود المحتل من ثغر الجنوب الباسم عدن..عدن التي تنبض بين جوانح كل جنوبي حر وغيور على وطنه ومكتسباته التي حاول نظام صنعاء خلال العشرين العام المنصرمة تدميرها ..عشرون عام مرت على الوحدة المغدور بها بحرب غير متكافئة عشنا فيها بلا هوية وبلا صوت وبلا وطن .
سُرق منا كل شيء حتى الأحلام والتطلعات اصطدمت بواقع مرير كنا فيه مواطنين من درجة ثالثة، وأغلقت في وجوهنا كل أبواب العيش الكريم، في صنعاء وعدن وتعز وحضرموت والحديدة ولا وجود لنا في كراسي ينظر الينا منها بفوقية وعلى اننا ليس سوى انفصاليين ومهزومين، وان اندلق بعضٌ منا في كراسي لا تدور فليسوا ذو صلاحيات ومسيرين بأيدي نواب إمضاءاتهم من تعتمد فقط ..وهذا واقع لا احد بمقدوره إنكاره، ودعوني اضرب لكم مثلا عشته انا .
وأنا في السنة الأخيرة من دراستي الجامعية بكلية الإعلام ساقني مشروع التخرج وزميلي لي الى بعض الوزارات والموسسات الحكومية التي دوما ما تدعم الطلاب في مشاريع تخرجهم ،وهناك أدركت كم ظلمتنا الوحدة نحن أبناء الجنوب، لم أجد في تلك المؤسسات ظل جنوبي يجاوب لكنني المزدراة في نظر من اتهمني فور إدراكه ضالعيتي بالمخرب والانفصالي وقاطع الطريق، مستعين بما تشهده المحافظات الجنوبية من ثورة سلمية هي نتاج تلك الممارسات ..صدقوني تمنيت في أكثر من مرة لو أني قنبلة او حزام ناسف لكي اتشظى بتلك المكاتب الفارهة المؤثثة في الأساس من ثروات الجنوب وخيراته، وما زادني حسرة عندما زرت عدن بعدها بأشهر في مهمة صحفية ولم أجد سواهم في المناصب الهامة والحساسة..ولا موطئ قدم للكوادر الجنوبية المؤهلة في تلك المرافق.
ست سنوات مرت على حراكنا السلمي المتحضر قدمنا خلالها مئات الشهداء وآلاف الجرحى والمعتقلين، تعرضنا لأبشع أساليب البطش والترويع غير أننا مازلنا نمضي في ذات الدرب بصلابة واقتدار وقبلهما قوة إيمان بعدالة قضيتنا المتمثلة بوطن لن نتوقف إلا باستعادته..وان بدا للبعض ما تبقى من طريق وعر ومحفوف بالمخاطر إلا إننا سنصل إلى منتهاه ولو بشخص واحد وستكون وصيتنا له بان يحب الجنوب وان لا يغامر به مرة أخرى بمشاريع قومية قادمة .
للقادة الجنوبيين نقول اليوم وبصوت لا يخشى سوى الفتنة وعدم نسيان الماضي نحن أولاد اليوم ولا مكان بيننا لمن بقلبه ذرة من ماض ..انسوا خلافاتكم وانظروا كيف يختلف أهل صنعاء في كل شيء الا في نظرتهم للجنوب كأرض وثروة لا يمكن التفريط بهما ..