قادتنا عائدون يا حكام صنعاء
الأربعاء , 12 سبتمبر, 2012, 11:51
صدى عدن / بقلم : صلاح الشاذلي
قادتنا عائدون يا حكام صنعاء
ت
وضيح لأبد منة :قبل البدء في تناول المقال رأيت انه من الضروري والمهم ان اوضح نقطة مهمة لأبد من توضيحها وهي ان المقصود بحكام صنعاء هنا هي العصابة التي انقلبت على الوحدة في يوليو 1994م واحتلت الجنوب بالقوة العسكرية وهي ذات العصابة التي كانت قد انقلبت على النظام الجمهوري واهداف ثورة 26 سبتمبر 1962م في الشمال وحولتة الى نظام عسكري قبلي وراثي برأسة المخلوع صالح .
تتشابة الأحداث ويعيد التاريخ كتابة نفسة وما اشبة الليلة بالبارحة انة نفس السيناريو يتكرر رغم المونتاج الواضح والاخراج الركيك والعمل الهابط والفاقد للمضمون بل ان المخرج قد غاب عن ذهنة ان البطل قد فقد اللياقة المطلوبة لاداء دور مثل هذا وان جنوبيي اليوم ليسوا جنوبيي الأمس ولن يظل الجنوبين يصفقون طويلآ لمسرحية هابطة وحدهم من يدفع تكاليف عرضها وخصوصآ بعد ان اصبح معروفآ للجميع ما يدور خلف الستار كما ان الجنوبين بمختلف توجهاتهم وانتمائتهم لن يرتضوا ان يظلوا في كل المراحل اهداف للسيارات المفخخة والعبوات الناسفة والكلاب العابرة للخطوط الطويلة وليسوا هم الجدار القصير الذي يتم ركوبة ورفع الشعارات باسمهم ونشكر اولئك الخصوم الذي يوم عن يوم يعجلوا برأب الصدع بين الجنوبين اينما وجدوا وجعلونا نصل الى حقيقة واحدة لاغير وهي ان الجنوب والجنوبين هدف لرامي واحد مهما تنوعت اسلحتة المستخدمة.
ومع اصرار العصابة التي حكمت وتحكمت بمقدرات البلاد والعباد وتأكيدها يومآ عن يوم انها ماضية في مشاريعها الدموية في قتل واغتيال كل ما هو جميل في هذا الوطن وبدم بارد وحصانة قانونية وفتوى خلاقة وقد اثبتت هذة العصابة الحاقدة أن حقدها تاريخي لا يشفع لحليف اليوم ولا لعدو الأمس ولا لصديق الغد طالما كان جنوبي المنشأ..
عصابة صنعاء وما اشرف واكرم اهل صنعاء وشمال اليمن عمومآ (فمن ظهر العالم يخلق الفاسد) وهذا كان قدر صنعاء اولآ وعدن ثانيآ فهذة العصابة كي تنقض على كل اليمن شمالآ وجنوبآ ابتدأت بأغتيال مشروع الدولة في صنعاء وتوالت النكسات وتكالبت القوى الظلامية مستغلة الوضع الدولي والاقليمي وقدمت نفسها مجرد مافيا اجيرة تنتقل من حضن اقليمي الى حضن استخباراتي عصابة بستار دولة تتقاضى عمولة بميزات الدفع المسبق او الأجل و لا مانع لديها ان تستلم كبونات نفط مقابل دفن نفايات نووية جعلت من مرض السرطان في اليمن اكثر انتشارأ من مرض الأنفلونزا كما لاتمانع من تسهيل مرورشحنات سلاح تورد مباشرة للمستهلكين في القرن الافريقي او مناطق النزاع وبؤر التوتر في اسيا ولامانع ان يتم مقايضة ذلك بمدفوعات عينية على شكل خمور او اعضاء بشرية حية او مجمدة مات سرها مع أدم مسؤول مشرحة جامعة صنعاء.
انها العصابة التي اختطفت الدولة ودشنت عهدها رسميا بأغتيال الرئيس الشهيد الحمدي وأنقضت على الانجاز الاعظم وهو الوحدة اليمنية وحولتها الى احتلال مرورآ بكل المأسئ التي مرت باليمن شمالا وجنوبا ونسف اهداف ثورة 26 سبتمبر واغتيال اخر الضباط الاحرار الشهيد يحى المتوكل والبدء بتصفير العداد بعد ان تم قبلها تشفير العداد لمروحية العبر والقضاء على اكبر عقبات التوريث ولكن الشعب في الشمال لايزال حي قوي الارادة والشعب في الجنوب لم ولن يقر بواقع الاحتلال ولم يخسر الحرب بعد وان خسر معركة .
لا اعلم لماذا دائمآ تحضرني ولاتغيب عن خاطري أغنية الرائع المرشدي وهو ينشد رائعة الصريمي ( نشوان)
لكـــن دم الضحـــايــا صـــانـــع الألــحــــــان
لحّـــن لصنعاء نشيد الأرض والريحــــان
ولاح بـــرق المعــنّى في جــبــل شــمــســــــان
والعيدان ينقش على الصخر والاحجار
لـكــن زرع الحَــنَـــش وحـــــارس البُستــــان
يشـتــي يركّب برأس الجـمـبية جـعـنان
فكر بــبــاكـــر ولا تــبــــــكِ على ماكـــان
اعود بالذاكرة مع هذة العصابة وعلى وجة الخصوص قيادات امن الاحتلال في عدن عام 1994م الى قرب موعد احتفالات اليمن بأعياد سبتمبر واكتوبر ونوفمبر وقد كان أول احتفال بعد الاحتلال في يوليو الأليم و كانت سلطات يوليو في قمة نشوتها بالنصر الهزيمة كما كان الأحتلال منهمك في توزيع الفيد وتقاسم ثروات الجنوب الأرض والانسان اعود معهم بالذاكرة قليلآ للوراء كي اثبت لهم فقط انهم لم يخبروا الانسان الجنوبي جيدآ ولا يعلموا مدى ايمانة بعدالة قضيته ومشروعية ارادتة النابعة من حقة العادل في استعادة دولتة وفق قرارات الشرعية الدولية وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة.
ان حالة الاحباط واليأس والشرخ النفسي الذي ولدتة مرارة يوليو 1994م لم تكن الا بركان يحتبس في الصدور عد معي ايها المخلوع الى تلك الايام وانت تلقي الخطب الرنانة على نصر لم تصنعة و مجد لم ولن تنال شرفة فالامجاد تصنعها الرجال و لا يتم بلوغها الا بالتضحيات الجسام المنطلقة من الأيمان الصادق والمبادئ الثابثة وكلها اشياء لاتنتمي اليك .
كان طوفان الجنوب الذي وصفتة يومآ بأنة زوبعة في فنجان هو من ابتلعك وأغرقك ارجع بالذاكرة الى تلك الأيام لأنها ربما قد تشبع غرورك ولكنها ابدآ لن تذمل جروحك ولن تشفي حروقك ففي تلك الايام انطلقت مجموعة صغيرة من الجنوبين حملوا ارواحهم على اكفهم رافضين الواقع المفروض لم ينظمهم حزب او تنظيم جمعهم حب الجنوب وعبروا عن واقع حقيقي والم وحسرة في نفس وقلب كل جنوبي.... تذكر معي واجهات حائط معسكر بدر ومطار عدن والفتح هل تتذكر تلك الشعارات التي امتلاءت بها الحوائط لابأس سوف اذكرك لأني اعلم ان حادث جامع النهدين قد اصابك بصدمة افقدتك الكثير من ذاكراتك المتشحة بالسواد كان مكتوب يومها يا صالح ( قادتنا عائدون يا حكام صنعاء ) وقد اطلقت يومها لسانك الطويل الذي لا يضاهية لسان اكبر قائد ( ألتراس ) اطلقت اكاذيبك لتقلل من شأن ثورة اكتوبرووصفتها بالثورة المزورة وانتقصت من يوم الاستقلال واوحية لأعلامك بتحريف تاريخ الجنوب الذي اشقاك حقدك الدفين علية واستبدلت ذكرى الاستقلال بمسمى يوم الجلاء غيرت التاريخ ليبداء التاريخ بك وينتهي عندك ولو كان ذاك يجدي نفعآ مع الجنوبين لكانت بريطانيا العظمى لاتزال تحتل عدن , ازبدت وارعدت وقلت يومها لم يخوفونا بالاسكود والميج 29 فلن يرهبونا بمجرد شعارات وها هي الشعارات تطيح بك وتسجنك بحصانة ايلة للسقوط في اي لحظة فمن يحميك من عقاب الله الأتي لا محالة وها هي الشعارت التي سخرت منها تتحول الى واقع ملموس وهاهم قاداتنا منهم من عاد ومنهم سيعود وانت تطلب الحصانة من شعبك.
(قادتنا عائدون يا حكام صنعاء ) كتبها مجموعة من الابطال الجنوبين المجهوليين بعضهم فقد الوظيفة ومصدر الرزق وبعضهم اصبح معوق بفعل التعذيب وبعضهم يقود ساحات الحراك الأن والبعض الاخر مشرد في ارض الله الواسعة ولكن يومها كانوا يدركون ابعاد ما كانوا يعملون وصدق ما كانوا يخطون على الجدران ومدى ثأتيرة على الناس ولو بالمنظور البعيد ويعلمون انهم اصحاب حق سيظلون يطالبون بة ما دام فيهم عرق ينبض وكعادتك يا صالح لم تدرك يومها مذلول وأبعاد الرسالة البسيطة ولم تقدر نتائج العمل المتواضع ولم تستوعب ما اراد اولئك البسطاء ايصالة اليك واظن انة حتى الان لم تصلك الرسالة .
اننا عندما نقول (قادتنا عائدون يا حكام صنعاء ) فأننا نقول ان الجنوبين قد خرجوا اليوم ليقودوا القيادات لا كي القيادات تقودهم الجنوب حسم امرة وعبثآ يا من تحاول اتباع سياسة الترهيب و الترغيب فالشارع الجنوبي هو القيادة والقيادة هي الشارع الجنوبي فلذا قلنا ولازلنا نرددها قادتنا عائدون يا حكام صنعاء و ما ضاع حق وراء مطالب.
صلاح شاذلي
مونترو- سويسرا