الباحث حداد : بين القصيد ... والعصيد

[center]حداد

بين
القصيد .. والعصيد

بينما كنت اقلب ناظري فيما اختزنته ذاكرة بعض
الصحف والمجلات المحلية من مواضيع ومقالات . لفت انتباهي مقال للأستاذ الباحث عبد
الله صالح حداد بعنوان ( القصيد والعصيد , وفرج بن جوهر وآخرون ) وذلك في العدد
(174) من صحيفة المسيلة والصادر الثلاثاء 22 جمادي الأول 1421هـ الموافق 22 أغسطس
2000م . وفيه رد الأستاذ حداد على مجموعة من الأدباء والشعراء المحليين ممن
تجاوزوا حدود اللياقة الأدبية لينهالوا عليه تهكماً وسخرية طالت حتى اسمه ورسمه ,
في صورة توحى وكأن هناك من كان يتآمر على الرجل ويتربص به الدوائر لينقض عليه ( أو
هكذا أنا فهمته من خلال قراءة ذلك المقال ) .

وكنت قبل قراءة هذا
المقال أظن واعتقد أن مثل هذه المؤامرات والاغتيالات الأدبية ليس لها من ساحة غير
الساحة الالكترونية عبر المنتديات والمواقع التي لطالما تتستر خلفها أسماء مستعارة
تعمل كخفافيش ظلام تجوب الأرض جيئة وذهابا . إلا أن هذا المقال كشف لي أن هناك من
يمارس هذه الأفعال في حياتنا العملية وليس عبر أجهزتنا الرقمية . وأرجو أن لا يفهم
من كلامي هذا أني أؤيد موقف وأسوق اتهام , خاصة واني لم اطلع بعد على وجهة النظر الأخرى
. وعليه فان ما أوردته هنا إنما مجرد ( لفتة ) للمقال وإثارته من قبيل كشف ماكان
يحيط به من ملابسات حتى لا تظل خيوط القضية مجهولة أو ناقصة الأدلة . وليطرح كل من
لديه معلومات بشأنها ليكون الحكم في نهايتها فيصلي .

وأترككم الآن لمقال الباحث حداد كما هو :

(( درج أحدهم بمدينة الشحر يوزع مظروفاً على
خلسة من الناس لأشخاص بعينهم . وقد احتوى المظروف على خمسة ورقات , كتب على كل
واحدة منها مايدعوه أصحابها ( بالقصائد ) وجميعها هجاء في كاتب هذا المقال . وكنت
آخر من يعلم بهذا الأمر . وقد كتبها صبيان وشيخ متهالك .

والشيخ
هو خميس كرامة حمدان ( 78 ) سنة وقد جاءت ورقته بإمضاء ( عصام عوض ) ويظهر أن كبر
السن أوصله إلى مرحلة من الهذيان والسذاجة فكانت تلك الورقة بقلمه , وهو من أهالي
الشحر ويعيش بجدة منذ الخمسينات وكنت ولا زلت أكن له تقديراً وإحتراماً , وقد
ترجمته في الصفحة ( 51 ) من الكتيب الذي أصدرته مدرسة مكارم الأخلاق بالشحر في
مايو 1997م بعنوان ( ثمانون عاماً من الجهد والعطاء ) وقد تبادلت معه الرسائل
الكثيرة وكلها لا زالت بحوزتي . وهو يختار أسماء مستعارة إذا أراد أن يؤذي أحداً
أو يسئ إليه منها : غالب الشحري , وغالب عوض , وعصام عوض , وباشحري , ومنها (
البندري ) الذي كتب مقالات عدة بنشرة ( الخيصة ) الشهرية . وعندي بعض من قصائده
التي لو نشرت لجرت عليه وبالا عليه . وهو ايضاً متهم بالغفلة فهو يكتب ذلك بقلمه
ويذيله بأسم مستعار , سبحان الله !!

وقد
كتب ( عصيدتين ) فرج جمعان بن جوهر ( مباركين الإبن ) . و ( عصيدتين ) اخريتان عصد
إحداهما صالح عبيد باظفاري حسب إمضائه الصريح والأخرى باسم ( صالح الشيخ ) .

والمهم
في الأمر أن لا يغيب عن احد كما لم يغب عني إن رياض باشراحيل المقيم بجده ايضاً
استطاع أن يجرني إلى خلاف مع هؤلاء الثلاثة بعد أن وقفوا معه ضدي بسبب المقال الذي
كتبته تحت عنوان ( رياض وندوة المحضار ) الذي نشر بالمسيلة عدد ( 158 ) الصادر في
18 ابريل 2000م ( إن الطيور على أشكالها تقع ) .

وكان
فرج قد أدلى بشهادة / رسالة مفادها أن الراحل بامطرف كان يرسله إلى المحضار
بقصاصات بها استفسارات عن مفردات وردت بشعر المحضار . ولما لم تفد رسالته هذه
شيئاً , تعلق بلفظ ورد بمقالي دعوته فيه ( بالشاعر الواعد ) وشن حرباً بان الواجب
القول ( بالشاعر الكبير ) وإذا كان هو كذلك فما الذي أبقاه للشاعر المحضار , رغم أن
عبارتي تقول : (( الابن البار الشاعر الواعد )) المسيلة عدد ( 161 ) الصادر في 1 /
4 / 2000م لكنه بعد ذلك كتب عصيدة هجاني فيها . وتفضل بإهدائي نسخة بقلمه , حملها
بنفسه إلى منزلي , قال ابن الرومي :

إن يفجروا او يغدروا او يبخلوا لم يجفلوا وغدوا عليك مرجلين كأنهم لم يفعلوا

ولم اهتم ( اطنين الذباب يضير ؟! ) . فكتب
ثانية , وعادت مع آخريات من جده مكتوبة بالكمبيوتر , ووزعت على عدد من الأصدقاء ,
ولكن مظروف الشاعر عوض سالم بن فاتح كان بيد الزميل الشاعر علي ابوبكر الصبان الذي
قال ( إنه مرسل له من رياض باشراحيل ) .

قال بن جوهر :

قلم بيد ( حداد ) هذا أمر لا يمكن يقع

تصوروا كهر الحدادة ايش يعمل بالمداد

معقول يحمل مطرقه ويمر يومه قع قع

وقده من ضمن الحدد هو والمطارق في عناد

لكن يفكر ان يقع كاتب وناقد ذا شبع

لان الكتابة عادها والنقد يبغى اجتهاد

لقد
دعوت ماجاء به فرج ( عصيدة ) لان الشعر مبنى ومعنى فأي معنى يجمله لنا هذا الكلام
, فعنده ماهو ثابت بان الإنسان إذا حمل أسما له أو لعائلته أو لقبيلته , مشتقاً من
عمله , وجب عليه أن يلتزم به وهو لصيق كل أفراد العائلة إلى يوم الدين , أي فهم
مقلوب هذا ! عن اقل مايقال عنه انه ليس له علاقة بالفكر والأدب ولا حتى الكتب .
غنه لم يسمع بالعلماء والفقهاء والأدباء والشعراء وغيرهم ممن يحملون أسماء لأعمالهم
أو عمل احد أجدادهم , ونحيله إلى كتابين فقط , فهو لا يقرأ ولا يحب القراءة .
والكتابان هما : جامع بامطرف الذي يقول انه صديقه , وأعلام الزركلي وفيهما سيجد
مثلاً : الدباغ , والخياط , والصباغ ,. والخازن , والدهان , والزيات , والخضري ,
والفاكهي , والفاكهاني , والعشاب , والعطار , والفحام , والفخار , والصيرفي ,
والصائغ , والصابوني , واللحام , والقفال , والوزان , والوراق , والنجار , والنقاش
, والبناء , والحجار وغير هؤلاء كثير .

أما
الحدادين فمنهم كثير من الأدباء والكتاب والقادة والفقهاء والعلماء والفضلاء وغير
ذلك . وبالمناسبة فقد كرم الله العمل وهو شرف للإنسان . وقد عمل كل الأنبياء
والرسل ومنهم من عمل بالرعي والتجارة والنجارة والحدادة . ولم يمنعهم عملهم من أن
يكونوا رسل هداية إلى الصراط المستقيم . وكان نبي الله داود عليه السلام حداداً .
قال الله تعالى (( وألنا له الحديد )) ألم تسمع يافرج بهذا لقد ثبت في الحديث عن أطيب
ما أكل الرجل من كسبه . وغن نبي الله داود كان يأكل من عمل يده .

ولعلي
مضطرا أن أسوق إليك عدداً من الرجال والنساء الذين جاءت اسماؤهن من الحدادة :

-
نسب لابن الحداد : سعيد بن محمد الغساني
( ت 302 هـ ) قيرواني , مناظر قوي الحجة له تصانيف . ومحمد بن احمد ( ت 344 ) مصري
قاضي فقيه . ومحمد بن احمد ( ت 480 ) أندلسي شاعر . وعبد الباقي بن حمزة ( ت 493 )
بغدادي فرضي مناضل , وعبد الرحمن بن إسماعيل ( ت 640 ) تونسي لغوي .

-
وينسب لآل الحداد : الحسن بن احمد ( ت
515 ) أصفهاني مؤرخ . وظافر بن القاسم ( ت 579 ) اسكندراني شاعر . وصدقه بن الحسين
( ت 573 ) بغدادي مؤرخ أديب فيلسوف . وابوبكر بن علي ( ت 800 ) زبيدي فقيه . عبد
الله بن علوي ( ت 1132 ) تريمي فقيه مؤرخ . نجيب بن سليمان ( ت 1316 ) لبناني صحفي
أديب شاعر . وجرجي بن موسى ( ت 1334 ) سوري شاعر . ومحمد بن علي ( ت 1357 ) مصري
مقري له تصانيف . ونيقولا بن الياس ( ت 1373 ) لبناني قصصي صيدلاني صحفي .

-
وسنسب لآلحدادي : عبد العيم بن محمد ( ت
1361 ) مصري باحث في علم الأصول والتوحيد .

-
وينسب لابن الحدادية : قيس بن منقد شاعر
جاهلي فاتك خزاعي .

-
وينسب لحداد : عبد المسيح ( ت 1382 )
سوري صحفي مهجري . وندرة ( ت 1370 ) سوري كاتب صحفي شاعر . نهاد حداد المعروفة
بفيروز لبنانية مطربة .

وعلى أية حال , فإن هؤلاء كلهم لا يمتون لي بأي
صلة , ولكني على أتم استعداد للتوسط فيمن يراه زميلنا فرج مناسباً ليحمل مطرقته
ويدق بها رأسه لكي يتعدل فكره ويستقيم فهمه . قال احد الشعراء :

فرج طلع إنسان هامي

دوبه يرد الديس حامي

لي ماسمع قول الشبامي

يمشي ورا عقله الشتير .

لقد
قيل أن احداً هجا المتنبي فسكت عنه ولكنه سئل عن سبب سكوته فقال , إن أجبته أدخلته
التاريخ . وفعلاً نحن الآن لا نعرفه ولا نعرف قصيدته . لكن هناك من يريد ان يدخل
التاريخ ولو من أقذر ثقوبه وأقبحها . وأنا لست المتنبي ولست سيف الدولة ولا حتى
كافور الإخشيدي , حتى يتفضل حطيئة زمانه بهجائي .

إن
المرء ليهجو غيره لأسباب كثيرة منها : الخبث والحقد والحسد والضعف والفشل . او حب
الظهور لما يقال له خالف تذكر . أو أن يتخذه أسلوب تعويض ليسد به نقصاً عنده . كما
يقول علماء النفس . والإنسان السوي ليس معه إلا أن يتمثل بالحكمة القائلة ( أترى
لو عضك كلباً فهل تعضه ؟ ) .

أن على
الإنسان الذي يهجو خلق الله أن يفكر في خلقه وأخلاقه , ولقد حصل مثل ذلك عند
الحطيئة الذي جبل على الإساءة لغيره , فقال :

أبت شفتاي اليوم ألا تكلما

بسوء فلا ادري لمن أنا قائله

أرى بي وجها قبح الله خلقه

فقبح من وجه وقبح حامله

ووجهك أن رضيت به نديما

فأنت نسيج وحدك في الرقاعة

ولو بدلته وجها بوجه

لما صليت يوما في جماعة

على أني
لا أريد بهذا أن أهجو احداً أو أسئ إلى آخر , ولكني عملت منذ أن عرفت نفسي معلماً وسأظل
كذلك إن شاء الله , ومهمتي أن اهدي الصبيان والمتصابين في بيئتي ومحيطي إلى الطريق
السوي . إن وفقني الله إلى ذلك , وأبصرهم بمكانهم فقد رحم الله كل من عرف قدر نفسه
.

لقد
قسم العلماء الشعراء إلى ثلاث طبقات : شاعر وشويعر وشعرور , ولينظر كل واحد من
هؤلاء لموقعه من هذه الطبقات ويحاول ان يرتقي بنفسه وبفنه . ولكن ليس على حساب
الآخرين . لقد صدقت مقولة احد النقاد :

(( إن بعض الشعراء يأتون بالروائع ولكن بعضهم
ينطقون بالفضائع )) . أما عن الشيخ خميس كرامة حمدان فليس علي أن أصلح ما أراد
الله أن يكون معوجاً . ولكن صالح عبيد باظفاري فلي معه شأن آخر )) .

[/center]

قد صدقت مقولة احد النقاد :
(( إن بعض الشعراء يأتون بالروائع ولكن بعضهم
ينطقون بالفضائع ))

لادري ان هناك بمدينة الشحر عقول تتعامل بهذا المنطق وتلك العقلية .
الا بعد ان قرأت مقال الاخ حداد والذي بين فيه وكشف ( شيطنة بعض الناس وإسرافهم في التهكم للنيل من قامة وهامة شامخة كالاستاذ حداد لدرجة تهكمهم باسمه وإلقاء الشعر فيه !!! , ويبدو لي ان الاخوة حسدوه فنقموا عليه للتقليل من امره , في حين ارى ( وهذا رأيي الشخصي ) ان الاستاذ حداد هو من اكثر الكتّاب والباحثين اهتماماً بالادب والفن والتاريخ وان المواضيع التي يطرحها مواضيع غير عادية تدلل على ان له رؤية وفكر مستقل . في حين ان آخرين مجرد مقلدين ومرددين كالببغاء مايكتبه الآخرين .) ... والشكر لك يابوحسن لإخراج المقال الكترونياً وان كنت اعاتبك في الوقت نفسه , انك لم تنشر رد الكاتب عليه خاصة وان هذا الرد كما اشار لي بعض الاخوة المهتمين نشر في مجلة الفكر الغيلية تحت اسم مستعار ( عصام عوض ) .
على العموم لك تحياتي .

شاكر لك مرورك الكريم اخي ngema

مشكور على الموضوع وعلى المعلومات ,,,, شكري وتقديري لك استاذ انور ولكني ارغب بتغيير الخط لانه قع كما اندري كيه ... عسى انك فهمتني ...

شكرا وشكرا ولكن , هذا المقال نشر بالعدد ( 174 ) من صحيفة المسيلة المكلاوية بتاريخ 22 جماد الأولى 1421 = 22 أغسطس 2000 , وهذا يعني إننا سوف نحنفل بعد 40 يوما من الآن بذكرى مرور 13 سنة على نشره , ولكنه مواجع ولدته بعض التصرقانت الطفولية التي جاءت هكذا ولي أمل أن لا نتواصل لذكر ما جاء بعده يكفي إلى هنا .

أظن إن الأكثرية سوف يوافقوني على التوقف , على ما نشر , والإكتفاء به , والسلام ختام .

شحروت حيران .

» الباحث الاستاذ عبدالله صالح حداد
» الأستاذ الباحث عبدالله صالح حداد
» حصري : مقابلة مع الباحث عبد الله صالح حداد
» الباحث والمؤرخ عبد الرحمن بن عبد الكريم الملاحي في ذمة الله تعالى
» الشحر مركزاً علمياً للاستاذ الباحث عبد الرحمن عبد الكريم الملاحي